السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
بسم الله الرحمن الرحيم, والصلاة والسلام على اشرف المرسلين سيدنا محمد وعلى اله وصحبه الطيبين الطاهرين, ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين.
في محكم التنزيل:
الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَىٰ عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَلْ لَهُ عِوَجًا ۜ (1)
قَيِّمًا لِيُنْذِرَ بَأْسًا شَدِيدًا مِنْ لَدُنْهُ وَيُبَشِّرَ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا حَسَنًا (2)
مَاكِثِينَ فِيهِ أَبَدًا (3)
وَيُنْذِرَ الَّذِينَ قَالُوا اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَدًا (4)
مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ وَلَا لِآبَائِهِمْ ۚ كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ ۚ إِنْ يَقُولُونَ إِلَّا كَذِبًا (5)
فَلَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَفْسَكَ عَلَىٰ آثَارِهِمْ إِنْ لَمْ يُؤْمِنُوا بِهَٰذَا الْحَدِيثِ أَسَفًا (6) الكهف (1-6)
ربما اكون قديما في معلوماتي, لكنني اطلعت اليوم اطلعت على قصة فتاة كانت نصرانية واسلمت ثم ارتدت ورجعت الى النصرانية مدعية انه دين الحق وان يسوع حرر حياتها.
عندما قرأت خبر هذه الفتاة وشاهدته بالصوت والصورة, تضايقت قليلا, واستغربت لماذا تترك هذه الفتاة الاسلام وكنت قد شاهدت لها مقابلة تلفزيونية حينما كانت مسلمة تقول فيها انها دعت اناس الى الاسلام وان هناك اناس اسلموا على يديها.
ولا اخفي عليكم, ان الشيطان دخل علي من باب التشكيك في الدين, لكني رددته بقولي رضيت بالله ربا, وبالاسلام دينا , وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبيا ورسولا.
الشي الاساسي من كتابتي لهذا الموضوع هو توجيه رسالة الى قليلي الايمان, وقليلي البضاعة في العلم, والذين ربما يصلون الى مرحلة الشك في الدين بسبب قلة علمهم واتباعهم للدين.
عندما ساورني الشك لوهلة قصيرة جدا, خطر بنفسي: لماذا يترك الناس الاسلام ويذهبون الى النصرانية, وخاصة بعد الشبه التي تثار حول سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام, هل في النصرانية شيء يدل على انها الديانة الصحيحة!
لكني بعد المراجعة لمعلوماتي حول النصرانية, فانا لم اجد فيها ما يشد, ولا ما يثبت الصحة, وكل الدلائل التي يطرحها المتنصرون على ان النصرانية هي الدين الصحيح , فانها بدورها تنسف النصرانية, وان الانسان المسلم العاقل لو اراد ان يترك الاسلام بحثا عن الحق, لما اتبع النصرانية, ولأصبح ملحدا او دارونيا تطوريا, او لاديني على ان يكون نصراني.
أنا لم اكتب لاناقش قضية هذه الفتاة فانتم اظنكم تعرفونها, ولم اكتب لاجيب عنها او احلل شخصيتها او أبين كذبها فالاخوة على الانترنت بينوا كذبها وزيفها وردوا عليها, لكني احببت ان اكتب خاطرة دارت لي.
عندما سمعت قصة هذه المرتدة وغيرها, قرأت قول الله تعالى, وهذا يثبت ان الدين الاسلامي هو الدين الصحيح, وان محمد بن عبد الله عليه افضل الصلاة واتم التسليم لم يأتي بالقران من عنده بل هو تنزيل من عالم الغيب والشهادة.
يقول تعالى في سورة ال عمران :"وَلَا يَحْزُنْكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْرِ ۚ إِنَّهُمْ لَنْ يَضُرُّوا اللَّهَ شَيْئًا ۗ يُرِيدُ اللَّهُ أَلَّا يَجْعَلَ لَهُمْ حَظًّا فِي الْآخِرَةِ ۖ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ (176)
إِنَّ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الْكُفْرَ بِالْإِيمَانِ لَنْ يَضُرُّوا اللَّهَ شَيْئًا وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (177)"
ويقول تعالى في سورة لقمان :"وَمَنْ يُسْلِمْ وَجْهَهُ إِلَى اللَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىٰ ۗ وَإِلَى اللَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ (22)
وَمَنْ كَفَرَ فَلَا يَحْزُنْكَ كُفْرُهُ ۚ إِلَيْنَا مَرْجِعُهُمْ فَنُنَبِّئُهُمْ بِمَا عَمِلُوا ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ (23)
نُمَتِّعُهُمْ قَلِيلًا ثُمَّ نَضْطَرُّهُمْ إِلَىٰ عَذَابٍ غَلِيظٍ (24)"
ويقول صلى الله عليه وسلم :
إِنَّ بَيْنَ يَدَي اَلسَّاعَةِ فِتَنًا كَقِطَعِ اَللَّيْلِ اَلْمُظْلِمِ, يُصْبِحُ اَلرَّجُلُ فِيهَا مُؤْمِنًا وَيُمْسِي كَافِرًا, وَيُمْسِي مُؤْمِنًا وَيُصْبِحُ كَافِرًا. اَلْقَاعِدُ فِيهَا خَيْرٌ مِنْ اَلْقَائِمِ وَالْقَائِمُ خَيْرٌ مِنْ اَلْمَاشِي, وَالْمَاشِي فِيهَا خَيْرٌ مِنْ اَلسَّاعِي؛ فَكَسِّرُوا قِسِيَّكُمْ, وَقَطِّعُوا أَوْتَارَكُمْ, وَاضْرِبُوا بِسُيُوفِكُمْ اَلْحِجَارَةَ, فَإِنْ دُخِلَ عَلَى أَحَدٍ مِنْكُمْ, فَلْيَكُنْ كَخَيْرِ اِبْنَيْ آدَمَ . أبو داود : الفتن والملاحم (4259) , وابن ماجه : الفتن (3961).
سحبان الله, وكأن الرسول بيننا الان ليبين لنا فساد وضلال وكفر هؤلاء, فمن اخبر الرسول صلى الله عليه وسلم باحوال هؤلاء.
والله ان احوال هؤلاء وقراءة الايات السابقة مع الحديث كافيا لان يثبت صدق نبينا محمد صلى الله عليه وسلم.
ان الانسان لا يترك الدين الاسلامي الى النصرانية رغبة في اتباع الحق, لكني اقسم انه اتباع لأهواء شخصية وهوى النفس.
حاولت ان اجد مبررا للدخول في النصرانية, لكني لم اجد, فربما يجد الانسان تبريرا للملحدين لكنه من المستحيل ان يجد تبريرا للالتحاق بالنصرانية, وما نشأ الالحاد الا عندما تخبط النصارى , فاصبحوا بلا عقول, ونتيجة لتخبطهم نشأ الالحاد.
وكما يقول الشيخ محمد الغزالي عن ديانة النصارى:" لو خبر الانسان بأن اناسا في كوكب اخر يجمعون في تدينهم هذه الغرائب لأنكر عليهم, ومع ذلك فهم يعيشون معه على هذا الكوكب"
بالنهاية اقول لكل مرتد, ابشرك بالنار فقد بشرك الله بها, والاسلام كالشجرة لا يسقط منها الا الورق المريض الميت.
والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف المرسلين.vshgm glk hvj] uk hghsghl>
المفضلات