فعلاً على سؤال نفسك هذا السؤال قبل كل عمل تعمله؟ أم أنك تسير على غير هدى،نية.. أم عشوائية؟!!
هل سألتَ نفسَك مرة قبل أن تعمل عملاً ما: لماذا أعمل هذا العمل؟ هل أنت حريص
وتعمل كما تعمل الآلة، بكبسة زر، لا تفقه شيئًا من عملك، ومن غايتك في هذا الوجود؟تأكل وتنام وتصحو وتدرس وتتزوج وتنجب وتسافر وتعمل، أو حتى تحفظ القرآن.. إلخ.
النية التي تحول العادة إلى عبادة، النية التي تحفظ أوقاتنا من أن تضيع سدى، النية التي إن
هل عرفتم ماذا أقصد، وعن ماذا أتحدث؟ إنها النية، نعم النية التي قد تغيب عن بالنا كثيراً،
استحضرناها قبل العمل وفي أثنائه حولت حياتنا كلها إلى عبادة لله عز وجل.وأنتقي الطعام الصحي ذا الجودة العالية ليقوى جسمي على مكافحة المرض –بإذن الله-، فالمؤمن
فأنا آكل الطيب الحلال ليقوى جسمي على العبادة، ولأسعى في حاجة أهلي وإخواني المسلمين،
القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف، وذو البنية السليمة ينفع نفسه وإخوانه وأمته.ربيتهم على الإسلام ليرفعوا رايتـه.. وهكذا في كل أمور حياتي، فتصبح حياتي كلها لله،
وأتزوج لأبني بيتاً مسلماً وأسرة مسلمة تقيم دين الله وتدعو إلى الله، وإن رزقني الله أولاداً
وعداد الأجر يعد الحسنات إلى الممات.
من الناس من يعود قريبه المريض، ولكن هل تعرفون لماذا؟ خوفًا من انتقاد أقاربهوالناس لـه، ومنهم من يحفظ القرآن ليقول الناس عنه إنه حافظ للقرآن.. هؤلاء فعلوا أفعالا
طيبة وصالحة في ظاهرها، ولكنهم لم يبتغوا الأجر والثواب من الله، ولم يخلصوا نياتهم فيأفعالهم لله، بل ابتغوا الثناء والمديح من الناس، وقد أثنى عليهم الناس، ثم ماذا بعد؟ ماذا لهم
في الآخرة؟ كان عمر -رضي الله عنه- يقول:الكثير، فلا يزن عند الله هباءة.
((اللهم اجعل عملي كله صالحاً، واجعله لوجهك خالصاً، ولا تجعل لأحد فيه شيئًا)).
فبالإخلاص يبارك الله في العمل القليل، وينميه حتى يزن الجبال، وإن خلا منه العمل
ومن النساء من تغطي شعرها ووجهها لأنه من عرف بيئتها، أو لفوائد ذلك، ومن الناسمن يصلي ويصوم لأن العلم قد أثبت فوائدهما!! أنا لا أنكر أن ما يثبته العلم في بعض القضايا
المتعلقة بالصلاة أو الصيام أو غيرها هو من إعجاز هذا الدين، ولكننا لا نصلي لأن العلم قال،ولكن لأن الله أمرنا بها، ولا تلبس المسلمة الحجاب للوقاية من الأشعة الضارة، أو لحماية
الشعر من الجفاف والتقصف، ولكن لأن الله أمرها به، وهكذا في سائر عباداتنا.
هل نحن ندرك فعلا أهمية استحضار النية،وأنها جوهر العمل، كما قال عليه الصلاة والسلام:
"إنما الأعمال بالنيات، وإنَّما لكل امرئٍ ما نوى.." [حديث صحيح، متفق عليه].
هي صياغة شاملة لحياتنا نحن المسلمين، فأنا أساعد فلاناً من الناس وأسعى في قضاءحاجته لأنـال الأجر والثـواب مـن الله، وليس لأنني أخشى إن لم أساعده أن لا يساعدني، أي أن
هدفي ونيتي المصلحة،مع أنها ستتحقق تلقائياً إن أخلصنا النيات لله، قال عليه الصلاة والسلام:كربة"..[إسناده صحيح مرسل وله شاهد حسن عن ابن عمر،الألباني- السلسلة الصحيحة:2291].
"من يكن في حاجة أخيه، يكـن الله في حـاجته"..[ حديث صحيح، متفق عليه].
وأنا أنقل الأخبار السارة لمن حولي لأدخل السرور على قلوبهم، فقد قال عليه الصلاة والسلام:
"من أفضل الأعمال إدخال السرور على المؤمن، تقضي عنه دينًا، تقضي له حاجة، تنفس له
وهكذا في كل عمل: لماذا أطبخ؟ لماذا أدرس؟ لماذا أتزوج؟ لماذا أشاهد هذا البرنامج؟لماذا أحضر هذا الدرس؟ لماذا أحفظ القرآن؟...
والمشاهدين والحاضرين، وأن الرحمة قد غشيتهم، وأن السكينة قد نزلت عليهم؟
هل استحضر أحدكم يوماً نيته وهو يشاهد برنامجاً دينياً أنه في حلقة علم، وأن الملائكة تحفّه
فلنحرص على أن يُذكِّر بعضنا بعضًا باستحضار النية، وإخلاصها لله عز وجل،فإن الذكرى تنفع المؤمنين... والحمد لله رب العالمين.
منقولkdm>> Hl ua,hzdm?!!
المفضلات