بسم الله الرحمن الرحيم
سورة العاديات
بسم الله الرحمن الرحيم
وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحًا (1) فَالْمُورِيَاتِ قَدْحًا (2) فَالْمُغِيرَاتِ صُبْحًا (3) فَأَثَرْنَ بِهِ نَقْعًا (4) فَوَسَطْنَ بِهِ جَمْعًا (5) إِنَّ الْإِنْسَانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ (6) وَإِنَّهُ عَلَى ذَلِكَ لَشَهِيدٌ (7) وَإِنَّهُ لِحُبِّ الْخَيْرِ لَشَدِيدٌ (8) أَفَلَا يَعْلَمُ إِذَا بُعْثِرَ مَا فِي الْقُبُورِ (9)وَحُصِّلَ مَا فِي الصُّدُورِ (10) إِنَّ رَبَّهُمْ بِهِمْ يَوْمَئِذٍ لَخَبِيرٌ (11)
يقول المتهوك :
وبعيدا عن القسم فإني أتعجب كيف يقبل المسلمون أن يرددوا قسم ربهم بحوافر الخيول في الحرب، في عصر القنابل الفسفورية والحروب النووية؟
قبل كل شيئ .. لقد بينت في موضوع الرد على شبهة سورة التين هنا أن النصراني الذي يعترض على قسم الله سبحانه وتعالى ببعض مخلوقاته هو كافر بكتابه المقدس .. لأن إله البايبل أقسم بأحد مخلوقاته وهو يعقوب السارق والغشاش والزاني (ونحن نبرئ يعقوب عليه السلام من افتراءات هذا الكتاب عليه) .. كما بينت أن الله سبحانه وتعالى عندما يقسم بشيئ من مخلوقاته فهو يقسم بنفسه أيضا لأنه هو خالقه ومبدعه .. وأنه سبحانه لا يقسم إلا بشيئ تتجلى فيه عظمته وقدرته وعلمه وحكمته .. (وتفصيل هذا في الموضوع الذي وضعت رابطه فالمرجو زيارته) ..
أما قول النصراني هنا أن الله سبحانه أقسم بحوافر الخيل .. فهو تدليس ظاهر .. فالله سبحانه لم يقسم بحوافر الخيل ذاتها بل أقسم بصفة قدح النار في الخيل إلى جانب صفتي العدو والإغارة فيها .. ونكتفي للرد على هذه الشبهة بعرض معاني آيات هذا القسم العظيم :{وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحًا * فَالْمُورِيَاتِ قَدْحًا * فَالْمُغِيرَاتِ صُبْحًا * فَأَثَرْنَ بِهِ نَقْعًا * فَوَسَطْنَ بِهِ جَمْعًا}{العاديات:1-5}
معاني آيات القسم ( بالإعتماد على الأصح والراجح من أقوال المفسرين ) :
{وَالْعَادِيَاتِ} أي والخيل تعدو (أي تجري) .. {ضَبْحًا} أي تجري وهي تضبح ضبحا .. والضبح هو الصوت الذي تخرجه الخيول وهي تجري .. {فَالْمُورِيَاتِ قَدْحًا} أي فتوري النار بحوافرها .. وبعبارة أخرى .. الخيل عندما تجري سريعة على الأرض تحتك حوافرها بالحجارة فتصدر نارا بذلك بسبب قوة السرعة وشدة الإحتكاك بالحجارة .. وتظهر هذه النار للعيان إذا كانت الخيل تجري في الظلام ليلا .. {فَالْمُغِيرَاتِ صُبْحًا} أي فتغير على العدو صباحا .. {فَأَثَرْنَ بِهِ نَقْعًا} أي فتثير بمكان العدو النقع .. أي تثير بحوافرها الغبار والتراب .. {فَوَسَطْنَ بِهِ جَمْعًا} أي فتوسطت جمع العدو ..
في هذا القسم العظيم ، الله سبحانه وتعالى يقسم بهذه الصورة الجليلة :
جماعات من الخيل تعدو بفرسانها من المجاهدين في سبيل الله للإغارة على العدو صباحا .. فأثارت هذه الخيول النقع وهو الغبار والتراب وهي تسير بفرسانها فتوسطت جمع العدو وكتائبه لقتال أعداء الله الكافرين بالله وآياته والمفسدين في الأرض بالشرك والمعاصي ..
وفي هذا القسم ترغيب في الجهاد والإعداد له .. فمثل الخيول أمس مثل الطائرات والدبابات اليوم .. وذلك لدفع الشر وحفظ الأنفس والأموال وتعميم الخير ونشر التوحيد والحق لإنقاذ الناس من الكفر والشرك الذي يدخلهم نار جهنم ..
والحمد لله رب العالمين ..hgv] ugn afim s,vm hguh]dhj ( ,hguh]dhj qfph thgl,vdhj r]ph >>>)
المفضلات