بسنتي يطالب بألا تعتمد مناهج اللغة العربية على نصوص قرآنية أو أحاديث وفيفيان فؤاد تطالب بإضافة نصوص من الإنجيل بجانب النصوص القرآنيةطالب الأنبا بسنتى ــ أسقف حلوان والمعصرة ــ أن تفرق المناهج الدراسية بين تعليم اللغة العربية ومنهج الدين الإسلامى، قاصدا ألا يعتمد منهج اللغة العربية على (النصوص القرآنية) أو الاحاديث الشريفة، باعتبار أنها نصوص لتعلم اللغة العربية.
جاء ذلك خلال مشاركته فى لقاء نظمته لجنة القيم بوزارة الأسرة والسكان.
ولفت د.نبيل صمويل ــ رئيس الهيئة القبطية الإنجيلية ــ النظر إلى أن القراءة المتأنية للمناهج الدراسية تكشف عن تهميش للطالب المسيحى، لأن الخطاب دائما موجه إلى التلميذ المسيحى، مطالبا بتدريس منهج منفصل للقيم المشتركة بعيدا عن منهج التربية الدينية، ويدرس هذا المنهج أى مدرس وليس مدرس التربية الدينية.
فيما رأت د. فيفيان فؤاد ــ منسقة لجنة القيم بالوزارة ــ أنه يمكن إضافة نصوص من الإنجيل أيضا، بجانب النصوص القرآنية ، لتدلل على أن النصوص المسيحية تشترك فى نفس المضامين مع النصوص القرآنية.
فى حين رأت د. آمنة نصير ــ أستاذ الفلسفة الإسلامية بجامعة الأزهر ــ أن نصوص القرآن فيها بلاغة وقيمة أدبية وعلمية يجب الاستعانة بها فى تعلم اللغة العربية، معربة عن عدم ارتياحها لما سمته محاربة النص الدينى، وأنه لامانع من الاستعانة بنصوص من الإنجيل بجانب النصوص القرآنية.
أما د. قدرى حفنى ــ عالم النفس بجامعة عين شمس ــ فقال أنا كمسلم لا أجد بأسا فى أن تتضمن دراسة اللغة العربية آيات من القرآن الكريم، لكن القرآن نزل بلغة كانت موجودة من قبل، وتضمين آيات القرآن الكريم فى دراسة اللغة العربية أدخلتنا فى إشكالية وحساسية حقيقية، ينبغى ألا نتغافل عنها وأن نواجهها بشجاعة، فيقول البعض أضيفوا نصوصا من الانجيل، ويقول البعض الآخر الإنجيل ليس مكتوبا بلغة عربية.
وأردف حفنى: النظام التعليمى يجعل الطفل المسلم لديه صورة غائمة وسلبية عن الدين المسيحى، والطفل المسيحى يعرف عن الدين الإسلامى لكن لا يصدق ماهو إيجابى فيه، مقترحا أن تتضمن مناهج التربية الدينية فصلا عن القيم المشتركة بين الأديان السماوية، كإدانة الرشوة والكذب، والحض على الأمانة وغيرها، تبين أن الديانتين ــ المسيحية والإسلامية ــ مختلفتان فى العقيدة، لكنهما يؤكدان نفس القيم، وتجعل الطفل المسلم يعرف أن الطفل المسيحى المتدين ينبغى أن يلتزم بهذه القيم الأخلاقية المثالية، وهى نفسها التى يجب أن يعرف الطفل المسيحى أنها ملزمة للطفل المسلم، وتصاغ هذه المعانى للتلاميذ بما يناسب كل مرحلة عمرية من خلال لجنة من علماء الدينين المسيحى والإسلامى ومثقفين.
ولفت د. نبيل عبدالفتاح ــ مسئول تقرير الحالة الدينية فى مصر ــ إلى أن المهم أن تضمن (القيم الإنسانية المشتركة) فى المناهج المختلفة لتتسلل هذه القيم (ناعمة) دون أن تتطلب تغييرا هيكليا فى بنية المناهج.
بينما قالت الكاتبة كريمة كمال: «ممكن نعمل المناهج دى لكن المدرس يعمل حاجة ثانية»، بل وقد يأتى دور الأسر على غير ما تنادى به المناهج، بسبب المناخ العام.
وهنا طالب د. أحمد زايد ــ عميد آداب القاهرة ــ بأن تتضمن اختبارات تعيين المعلمين ما يكشف عن الميول التعصبية عند المعلم.
وقال المستشار بالمحكمة الدستورية العليا حاتم بجاتو: النصوص الدستورية والقانونية التى تؤكد على عدم التمييز موجودة، لكن لا توجد أى ضمانات عملية لمنع الممارسات التمييزية التى تمارس فى الواقع.
بينما أشارت مشيرة خطاب، وزيرة الأسرة والسكان، إلى أن الأهم من المناهج تغيير أسلوب التعلم من التلقين الى التعلم النشط، والأهم من تأهيل المعلم تأهيل المجتمع ككل.
بينما عرضت د. فيفيان فؤاد ــ منسق وحدة القيم بوزارة الأسرة والسكان ــ ملاحظات لجنتين من كلية التربية بجامعة حلوان ومن وزارة الأسرة والسكان حول (المواطنة فى منهجى اللغة العربية والدراسات الاجتماعية ) فى الصفوف من الأول إلى السادس الابتدائى، تضمنت أن منهج الدراسات الاجتماعية للصف الخامس الابتدائى شمل درسا خاصا حول الحقبة القبطية فى تاريخ مصر، لكن الدرس يركز بشكل أساسى على ظهور المسيحية وانتشارها فى مصر، أكثر من تركيزه على وضع المصريين الأقباط.
وتضيف: ولا يذكر الدرس مدة الحقبة القبطية (التى استغرقت نحو 600 سنة)، ولا لماذا سميت بهذا الاسم، ولا علاقة ذلك بالواقع الحالى، هذا بالإضافة إلى أن معنى المواطنة فى دروس اللغة العربية للصفوف الدراسية حتى السنة السادسة مرتبط بالمفهوم السياحى، الذى يروج للأماكن السياحية فى مصر.
وتوصى اللجنة بأن تتضمن مناهج التاريخ ما يجعل الطالب يدرك التواصل التاريخى للشعب المصرى عبر العصور، وأن يتناول تدريس الحقبة القبطية ما قام به الأقباط (المصريين) من مقاومة لظلم الإمبراطورية الرومانية خلال عدة ثورات، ولفت الانتباه إلى حضور اللغة القبطية فى العامية المصرية حتى الآن، والتواصل بين الفن القبطى والأرابيسك الإسلامى، وأن يتناول تدريس ثورة 1919 (النموذج التقليدى للوحدة الوطنية) ما يؤكد هذا المعنى، وأن سعد زغلول حرص على تمثيل كل فئات الشعب المصرى (المسلمون والأقباط) فى الوفد، وأن الإنجليز نفوا سعد زغلول ورفاقه من المسلمين والأقباط، وأن شعار الثورة (الدين لله والوطن للجميع) وأن كل فئات الشعب قد أسهمت فى وضع أول دستور مصرى (دستور 1923).
هنا تدخّل فضيلة مفتى الديار المصرية ــ د. على جمعة ــ قائلا: ظللت أستمع أكثر من ثلاثين عاما إلى البرنامج الإذاعى اليومى الذى يقدمه فاروق شوشة (لغتنا الجميلة) دون أن يورد شوشة أى آية قرآنية فى برنامجه أو حديث شريف، ولم يقف عند حدود الشعر بل تناول الخطابة والنثر بأشكاله، وعدد الجذور اللغوية فى القرآن الكريم 1820 جذرا لغويا (66 ألف كلمة) أى أن نسبة الجذور اللغوية فى القرآن إلى اللغة العربية لا تتعدى 2.5% من إجمالى جذور اللغة العربية التى تبلغ 80 ألف جذر لغوى، أى أن اللغة العربية أوسع بكثير من كلمات القرآن الكريم.
تدريسنا للقيم يجب أن تتجاوز المسلم والمسيحى إلى المشترك الإنسانى بشكل عام، لأننا نعيش فى عصر القرية العالمية، ويتهم أصحاب ديانة (الشنتو) فى الشرق الآسيوى الديانات الإبراهيمية (الإسلام والمسيحية واليهودية وغيرها) بأنها تدعو إلى الكسل، باعتبار أن آدم خرج من الجنة التى لا عمل فيها إلى الأرض التى يجب أن يعمل فيها عقابا له، والحل هنا يجب أن يكون من خلال التركيز على ما سمته منظمة الأمم المتحدة للثقافة والتربية والعلوم (اليونيسكو) القيم النشطة، وهى القيم الإنسانية التى لا يختلف عليها أحد، وإن وضعناها من خلال نظارة (المسلم والمسيحى).
ولفت إلى ضرورة تحرير الكثير من المصطلحات من ارتباطاتها بالدين الإسلامى فقط، مثل مصطلح (أهل الكتاب) الذى لا يعنى المسيحيين واليهود فقط، وإنما كل من ترك له نبيه (كتابا) ومنهم المسلمون أيضا، وعندما ينادى القرآن الكريم (يا أهل الكتاب) فهو يعنى المسلمون وهذا ما لا ينتبه إليه الكثير من المفسرين، والدين الحنيف لا يقتصر على الإسلام فقط، بل على المسيحية أيضا، لأن الحنيفية هى ملة إبراهيم عليه السلام.fskjd d'hgf fHgh jujl] lkhi[ hggym hguvfdm ugn kw,w rvNkdm
المفضلات