سألتك هل أنت مسلم؟
قلت لي نعم أنا مسلم والحمد لله
قلت لك وما الدليل على ذلك؟
قلت لي أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله
وأقيم فروضي ..أصلي وأزكي وأصوم وأحج البيت
أقول لك هذا دليل غير كافٍ
ستقول لي ...نعم؟غير كافِ؟ماذا أفعل إذاً لأكون مسلماً؟
أقول لك هناك صفات عليك أن تتصف بها لتكون مسلماً بمعنى الكلمة موجودة بالقرآن الكريم علينا أن نفعلها على أكمل وجه إلى جانب ما نقوم به من فروض وطاعات
ما هي هذه الصفات؟
أولاً أن تكون سليم العقيدة...
فقال الله تعالى...
?آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللهِ وَمَلاَئِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ? (البقرة:285)،
وكما أجاب النبي الكريم صلى الله عليه وسلم على جبريل...
عليه السلام عندما سأله "ما الإيمان؟ قال: "أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر، والقدر خيره وشره
عليك أخي المسلم أن تتأكد وتؤمن تمام الإيمان بهذه الوصايا...
"احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده تجاهك، إذا سألت فأسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله، واعلم أن ما أصابك لم يكن ليخطئك، وأن ما أخطأك لم يكن ليصيبك".
فهل أنت مسلم سليم العقيدة؟
ثانياً أن تكون صحيح العبادة...
ف:?وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنْسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ? (الذاريات:56)
فتكون عبادتك لله خالصة لوجهه الكريم
?قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي للهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ? (الأنعام:162).
شاملة كل معاني البر والخير لا تبتغ ِ من ورائها شهرة ولا سمعة ولا مدح
أن تؤديها على أكمل وجه
فأنت تعبد رب العباد خالق الكون
وعبادتك له واجب عليك
فكما يَمُن عليك الله بنعمه التي لا تُعَد ولا تُحصَى ؛عليك أن تشكره بعبادتك إياه
وهذا أقل واجب تجاه هذا الفيضان من النعم
وبهذا عليك أن تُضَمِّنْ عبادتك لله ركنين أساسيين:
الأول :القيام بالفعل
الثاني:إخلاص النية الداخلية للفعل
وبذلك تكون عبوديتك لله كاملة متكاملة لا تشوبها شائبة
ملحوظة: هل تعلم أخي المسلم أنك من الممكن أن تحول العادة إلى عبادة؟
نعم...
كيف ذلك؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
إن كل عمل تقوم به في الدنيا يمكنك أن تحوله بنيتك الداخلية إلى عبادة
وأسوق إليكم بعض العادات التي يمكن أن نجني منها ثماراً طيبة ونحولها إلى عبادات
مثلاً:الأكل
يمكنك أن تنوي قبل الأكل أنك تأكل لتقوى على عبادة الله وعلى الكسب الحلال وعلى اكتساب القوة اللازمة للعمل على رفعة الإسلام والمسلمين
_كذلك النوم:
يمكنك جني العديد من الحسنات على النوم
كيف ذلك؟؟؟؟؟؟؟؟
أن تنوي قبل النوم أنك تنام لتريح جسدك حتى تقوى على عمل وعبادة يوم غدٍ
وأنك تحافظ بنومك هذا على جسدك الذي هو أمانة بين يديك
وأنك تنام حتى تقوى على قيام الليل
كذلك بالنسبة للنساء اللائي ينظفن بيوتهن
ُيمكنكن أن تنوين بناظفة بيوتكن إماطة الأذى عن الطريق
فأدنى الإيمان إماطة الأذى عن الطريق
وإماطة الأذى عن الطريق صدقة
فيكون لكِ بترتيب منزلك الذي اعتدتِ عليه صدقات وحسنات
وتكون ِ حولتِ العادة إلى عبادة
ونوايا كثيرة ينبغي علينا ألا نغفل عنها ونتركها تضيع هباءاً في دنيانا ونندم على ضياعها في الآخرة
فهل أنت مسلم صحيح العبادة؟
نعود إلى صفات الفرد المسلم ومع الصفة الثالثة:
ثالثاً:المسلم متين الخلق..
نعم من أهم صفات المسلم متانة الخلق
ومن أهم وسائل مرافقة النبي الكريم في الجنة
من منا لا يريد مرافقته في الجنة؟
إن كنت تريد ذلك عليك بحسن الخلق
فانظر إلى وصايا حبيبك النبي(صلي عليه)
صلى الله عليه وسلم
كيف نادى بحسن الخلق
قال الحبيب صلى الله عليه وسلم::
"إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق"
وقال:"اتق الله حيثما كنت، واتبع السيئة الحسنة تمحها وخالق الناس بخلق حسن".
"أتدرون من أقربكم مني مجلسًا يوم القيامة؟.. أحاسنكم أخلاقًا الموطئون أكنافًا الذين يألفون ويؤلفون"..
وقال:
"إن المرء ليبلغ بحسن خلقه ما لا يبلغه الصائم القائم"
كما أن حسن الخلق من أهم صفات المسلم الداع ِ إلى الله ومن أهم سمات الدين الإسلامي
فالدين المعاملة
وهنا..هل أنت مسلم متين الخلق؟
رابعاً:المسلم مثقف الفكر
:?اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ* خَلَقَ الإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ* اقْرَأْ وَرَبُّكَ الأكْرَمُ* الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ* عَلَّمَ الإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ? (العلق:من 1 إلى 5)
هذه دعوة من الله للعلم والتعلم مع أول وصية إسلامية يهديها الله إلينا
أن نقرأ وأن نقرأ باسم الله
وقال حبيبنا المصطفى صلى الله عليه وسلم...
"من سلك سبيلاً يلتمس فيه علمًا سهل الله له سبيلاً إلى الجنة".
واطلبوا العلم ولو في الصين.
فبالعلم تكون خير مسلم
تتميز بالزكاء والفطنة والكياسة
وتعلم ما ينفعك فتناله وما يضرك فتتركه
وتتفقه في دينك فتعلم ما لك وما عليك في هذه الدنيا
فتعرف أحوال المسلمين تاريخهم وجغرافيتهم وواقعهم السياسي والاقتصادي والاجتماعي؛ فيشخص الداء، ويصف الدواء لأمراض وعلل الأمة المختلفة، ويتخذ من ذلك سبيلاً للجهاد ومناصرة الأمة ودين الله
كل ذلك بالعلم والقراءة
و:
?الرَّحْمَنُ* عَلَّمَ الْقُرْآنَ* خَلَقَ الإِنْسَانَ* عَلَّمَهُ البَيَانَ? (الرحمن" من 1إلى 4)
فقد خلقك الله أيها الإنسان وعلمك البيان
فتخيل دُنيانا بغير علم أو هداية أو منهج...كيف يكون حالها؟!!!
تخيل لو لم يكن هناك علم ولا تعلم ولا قراءة ...كيف يكون حالنا؟!!!
أذاً من أهم صفاتك أيها المسلم أن تكون مثقف الفكر
فهل أنت مسلم مثقف الفكر؟
خامساً: المسلم قوي الجسم:
قال خير البشر صلى الله عليه وسلم:
"المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف وفي كل خير"
فالمؤمن يحتاج لقوة جسمه كي يقوم بالتكاليف الشرعية وعمارة الأرض،
ولكي يؤدي رسالته في الحياة والتي خلقه الله من أجلها
ولكي ينال الفرد المسلم تلك القوة عليه بثلاث خطوات:
1_إحسان التعامل مع الجسم وتوفير الاحتياجات اللازمة لقوته دونما إفراط أو تفريط..
فقال النبي صلى الله عليه وسلم "... ولكني أصوم وأفطر وأقوم وأنام وأتزوج النساء، فمن رغب عن سنتي فليس مني".
2_اكتشاف المهارات والطاقات التي أودعها الله تعالى في أجسادنا وتنميتها
فقال الصادق الأمين صلى الله عليه وسلم:علموا أولادكم السباحة والرماية وركوب الخيل"
فكل فرد منا خلقه الله وخلق معه طاقة عليه أن يستفيد منها ويفيد بها "اعملوا فكل ميسر لما خلق له".
3_صيانة الجسم والإسراع بمعالجة ومداوة أي خلل يصيبه، ويحسن في هذا العصر الذي نحياه مع كثرة الملوثات التي تُحيط بالإنسان أن يُجري كشفًا دوريًا عامًا على بدنه ليكتشف أي علة أو مرض قبل أن يتمكن من الجسم والأعضاء والمسارعة بعلاجه؛
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"ما خلق الله من داء إلا خلق له الدواء فتداووا".
هكذا تكون مسلماً قوياً قادراً على تحمل مشاق الحياة وتعب الدنيا فتنال الأجر إن شاء الله في الأخرة
فهل أنت مسلم قوي الجسم؟
يتبع إن شاء الله.......
المفضلات