السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :
سوف أحكى لحضراتكم موقف حدث معى بالأمس وهذا الموقف استغرق حوالى 15 دقيقه
ولكنه فى رأيي يستحق وقفات أكثر من 15 عاما ...
بداية الموضوع :
كنت أسير فى الشارع أنا وأولادى وفجأة استوقفتنى إمرأة عجوز تبلغ من العمر "حوالى 85 عاما "
عمياء " تبارك الله على نور وجهها ونقائه " تطلب منى المساعده فى أن أعبر معها الشارع
وأوصلها لمنزل قريب من المكان , وبدأت تتحدث معى ومع أولادى الصغار وتتعرف على أسمائهم
وفاجأتنى بقولها أنتى مش عايزة تحفظيهم القرأن !!! قلت لها طبعا عايزة وهذه أمنيتى ويشهد الله على ذلك ...
فقالت لى وانتى مش عايزه تختمى القرآن ؟ قلت لها طبعا !
فعرفت قدر ما أنا حفظته من القرأن وبدأت تسألنى من أول المصحف وتقول لى أكملى , ومن المنتصف ومن آخره وتقول أكملى ...
كل هذا فى الطريق و قد تفلت منى الكثير من الحفظ لقلة المراجعه ...
والمفاجأة التى أذهلتنى أنى أجدها تحفظه وكأنها تفتح المصحف وتقرأ فيه تجويدا وأحكاما وجمالا فى الأداء ... وعابت على حفظى ...
واندهشت عندما علمت أنها تحفظ القرأن كاملا بالقرأت العشر وتحفة الاطفال ومتن الجزريه ...
والأعجب أنها تحفظ الشاطبيه أيضا وأبياتها 1173 بيت !!! وبدأت ُتسَمع لى منها أبيات كنت أعرفها من ذى قبل , وما شاء الله كأنها تقرأها أمامها !!!
وعرفت أنها كانت ذاهبه لأحد المنازل لتعليم أهلهم القرأن ...
أه ه ه ه ه ه ه ه ه ه على ما نحن فيه !!!
المرأة العجوز المكفوفه لم تترك لنا عذرا أمام الله عزوجل , فنحن فى أتم صحه وعافيه ولله الحمد وفى ريعان الشباب والقوة ولم نقم بمثل ما قامت به .
والله الذى لا اله غيره شعرت بضئالة نفسى أمامها وكأنى طفله صغيره وفى روضه ...
فنداء للأخوة والأخوات : لقد اعتنى الإسلام بالوقت عناية بالغة، بل لم يعرف التاريخ أمة اهتمت برعاية الوقت وصيانة الزمن كهذه الأمة، وقد أكد على ذلك كتاب الله سبحانه وتعالى في كثير من سوره وآياته، وسنة الرسول صلى الله عليه وسلم في كوكبة من مشكاة النبوة. ولقد كان سلف هذه الأمة أحرص الناس على كسب الأوقات وشغلها بجلائل الأعمال، والتاريخ والحضارة الإسلامية خير شاهد لهم على ذلك، فالوقت أمره عظيم فعليه تقام الحضارات وتبنى الأمم.
أمة الإسلام: إذا كان من مزايا الوقت المدركة أنه سريع الزوال، وأن ما مضى منه لا يمكن أن يعود أو يعوض، وأنه أنفس ما لدى الإنسان حتى إنه ليعتبر رأس ماله الحقيقي، بل هو الحياة حقاً؛ فإن على المسلم واجبات نحو وقته يجب أن يعيها وأن ينقلها من دائرة المعرفة والإدراك إلى حيز العمل والتنفيذ، يجمعها الحرص على الاستفادة من الوقت فيما ينفع في أمر دينه ودنياه، وما يعود على أمته بالخير والصلاح. وإنه لمما يؤلم القلب ويزيده أساً وحسرات وزفرات ما يلحظ اليوم عند كثيرٍ من الناس من إضاعة للأوقات تجاوزت حد التبذير إلى التبديد، ووصلت إلى مراحل من السفه البالغ؛ حتى إنك لتسمع كثيراً عبارة تدور على ألسنة بعض المغبونين الذين يحيون حياة الأنعام، ويعيشون عيش الطغام، هي عبارة: (قتل الوقت هنا وهناك) وما علم هؤلاء أن من قتل وقته إنما يقتل نفسه، ويئد كرامته في الحقيقة.
فاتقوا الله عباد الله! وَاتَّقُوا يَوْماً تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ [البقرة:281]^
أيها المسلمون: إن فرص استغلال الوقت كثيرة بحمد الله، فينبغي أن يحرص على الفرص الشرعية والمباحة، وليتجنب العبد استغلال وقته في المحرمات والمشتبهات، فاحذروا رحمكم الله من الآفات القاتلة للأوقات، وأخطرها الغفلة والإعراض، والتسويف والتأجيل.
يقول الحسن البصري رحمه الله: [[إياك والتسويف فإنك في يومك ولست بغدك ]] وعنه رحمه الله أنه قال: [[ما من يومٍ ينشق فجره إلا نادى يا بن آدم أنا يومٌ جديد، وعلى عملك شهيد، فتزود في بعملٍ صالح فإني لا أعود إلى يوم القيامة ]] وقال بعضهم: احذروا سوف فإنها من جنود إبليس.
عباد الله: إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي، يعظكم لعلكم تذكرون، فاذكروا الله العظيم الجليل يذكركم، واشكروه على نعمه يزدكم، ولذكر الله أكبر، والله يعلم ما تصنعون.......
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...l,rt prdrn p]e lun fhgHls !
المفضلات