أعوذُ بالله من الشيطان الرجيم
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
.............
{إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُّبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنذِرِينَ }{فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ}الدخان4-5
..........
حقيقة يأجوج ومأجوج
.......
عباد لي أي أنهم عباد من عباد الله أي من البشر
.....
ويلٌ للعرب أي أن أذيتهم ستكون للعرب المُسلمين بالذات ، لأن العرب بعد رسول الله أصبحوا مُسلمين ونالهم الويلُ من أُولئك القوم أو تلك الأقوام عندما زحفت نحوهم .
...........
يُناقش رشيد على "قناة الحياه" قصة ذو القرنين ويأجوج ومأجوج وعلى أنها خُرافه من الخُرافات الذي وضعها مُحمد برايه في القُرآن ، ويُنادي على المُسلمين أخبرونا أين هُم هؤلاء الملايين أو المليارات من البشر ، وأين هُم مُخزنين أو مُخبئين ، لأن ما على الأرض أصبح مكشوف ولا يمكن إخفاء موضوع بهذا الحجم الذي يتحدث عنهُ الشيوخ ، طبعاً وللأسف هو يستمد هذه الفكره من أقوال الكثيرين من المُسلمين ، وحتى من أقوال بعض العُلماء المُسلمين والمشايخ ، الذين على الأقل بعضهم لم يُعملوا تفكيرهم في الآيات القُرآنيه والأحاديث النبويه التي وردت بشأنهم ، واخذوها على ظاهرها وحرفيتها .
...............
سألت شخص يحمل شهادة الدكتوراه في الشريعه عن يأجوج ومأجوج ، لأرى ما ذا سيقول لي ، فكان الجواب يا أخي هؤلاء في علم الله وعلم الغيب ، وعلمهم عند الله ، وهُم من علامات الساعه ، ولا نعلم عنهم شيئاً ، وآخر يقول إنهم مسجونون في باطن الأرض وأغلق عليهم ذو القرنين بالنُحاس المُذاب....إلخ .
..............
ولذلك من هؤلاء الذين يُخبئهم الله ، ولا ندري أين هُم وسيطلقهم الله على البشر آخر الزمان ، اليست هذه تُهمه توجه لله والعياذُ بالله بالخداع كما هو موضوع الدجال والحديث عنهُ بطريقه خُرافيه وتُشابه الخيال .
.................................................. ......................
من هو ذو القرنين الذي بنى الردم ومن هُم يأجوج ومأجوج
..............
أما ما ورد لذكر يأجوج ومأجوج وذو القرنين في القُرآن الكريم فهو في سورة الكهف وسورة الأنبياء
**************************
أعوذُ بالله من الشيطان الرجيم
بسم الله الرحمن الرحيم
...........
{وَيَسْأَلُونَكَ عَن ذِي الْقَرْنَيْنِ قُلْ سَأَتْلُو عَلَيْكُم مِّنْهُ ذِكْراً }{إِنَّا مَكَّنَّا لَهُ فِي الْأَرْضِ وَآتَيْنَاهُ مِن كُلِّ شَيْءٍ سَبَباً}{فَأَتْبَعَ سَبَباً }الكهف 83 -85
..............
الذين سألوا رسول الله هُم الكُفار والمُشركون وبتحريض من اليهود على السؤال ، سألوا رسول الله ونبيه مُحمداً صلى اللهُ عليه وسلم ، عدة أسئله من ضمنها هذا السؤآل " من هو أو ماذا يعرف عن ذو القرنين" ، من باب التعجيز والإحراج لأنهم يعلمون أنه نبي ورسول آخر الزمان فهو مكتوب عندهم وليختبروه ، هل هو نبي ورسول من عند الله ، لأن الأمور التي سيُخبرهم بها لا يمكن أن يُخبر بها إلا نبي ورسول يوحى إليه ، ولو لم يكُن سيدنا مُحمد نبياً ورسولاً من عند الله ، فلن يستطيع الإجابه على أي سؤآل من أسئلتهم ، ولأنكشف وافتُضح أمرُه لهم ولمن حوله وحاشى لهُ ذلك .
...........
ولا بُد أن عند اليهود علم من هو ذو القرنين ، وفي توراتهم وتلمودهم ذكر لهُ وموثق ذلك ، وإلا لما سألوا مثل هذا السؤال الذي يجب أن يكون لديهم إلإجابه لهُ ، ولعلمهم أن مُحمداً لا يمكن أن يكون لديه علم أو جواب ، إلا أن يوحي لهُ الله الجواب ، لأنهم مُتأكدين أنه لا علم لهُ بتوراتهم وما عندهم .
وما يهُمنا ما ورد من جواب في سورة الكهف بما يخص ما ذُكر بشأن ذو القرنين ويأجوج ومأجوج ، وليس لرحلة ذو القرنين وهو : -
قولُهُ تعالى وهو أصدق القائلين
.............
{ثُمَّ أَتْبَعَ سَبَباً }{حَتَّى إِذَا بَلَغَ بَيْنَ السَّدَّيْنِ وَجَدَ مِن دُونِهِمَا قَوْماً لَّا يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ قَوْلاً }{قَالُوا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِنَّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ فَهَلْ نَجْعَلُ لَكَ خَرْجاً عَلَى أَن تَجْعَلَ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ سَدّاً }{قَالَ مَا مَكَّنِّي فِيهِ رَبِّي خَيْرٌ فَأَعِينُونِي بِقُوَّةٍ أَجْعَلْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ رَدْماً }{ آتُونِي زُبَرَ الْحَدِيدِ حَتَّى إِذَا سَاوَى بَيْنَ الصَّدَفَيْنِ قَالَ انفُخُوا حَتَّى إِذَا جَعَلَهُ نَاراً قَالَ آتُونِي أُفْرِغْعَلَيْهِ قِطْراً }{فَمَا اسْطَاعُوا أَن يَظْهَرُوهُ وَمَا اسْتَطَاعُوا لَهُ نَقْباً }{قَالَ هَذَا رَحْمَةٌ مِّن رَّبِّي فَإِذَا جَاء وَعْدُ رَبِّي جَعَلَهُ دَكَّاء وَكَانَ وَعْدُ رَبِّي حَقّاً }{وَتَرَكْنَا بَعْضَهُمْ يَوْمَئِذٍ يَمُوجُ فِي بَعْضٍ وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَجَمَعْنَاهُمْ جَمْعاً }{وَعَرَضْنَا جَهَنَّمَ يَوْمَئِذٍ لِّلْكَافِرِينَ عَرْضاً }سورة الكهف 92-100
..........
{حَتَّى إِذَا فُتِحَتْ يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ وَهُم مِّن كُلِّ حَدَبٍ يَنسِلُونَ }{ وَاقْتَرَبَ الْوَعْدُ الْحَقُّ فَإِذَا هِيَ شَاخِصَةٌأَبْصَارُ الَّذِينَ كَفَرُوا يَا وَيْلَنَا قَدْ كُنَّا فِي غَفْلَةٍ مِّنْ هَذَابَلْ كُنَّا ظَالِمِينَ } سورة الأنبياء 96 – 97 .
.............
إذاً سيُفتح عن هؤلاء البشر والناس من أقوام يأجوج ومأجوج في زمنٍ مُعين يُحدده الله ، وسيكونون من الكثره أنهم من كُل حدبٍ ينسلون ، أي من كُل صوب ومكان ينسابون ، وسيكون هؤلاء فيما بعد من ضمن الكُفار الذين إذا أقترب الوعد الحق وهو يوم القيامه تشخص أبصارهم ، ويولولون على أنفسهم لغفلتهم وظلمهم لأنفسهم لعدم إيمانهم بالله وبرسله ، واتباع الدين الحق وقد سمعوا به وعلموا عنهُ ، ولذلك سيكون الفتح عنهم مع إقتراب الوعد الحق ، وهو يوم القيامه أي أن خروجهم هو من علامات الساعه والوعد الحق ، ولا يُعني ذلك أنهم سيخرجون مع الوعد الحق أو ما قبله بسنوات فقط .
.................
وذو القرنين يعترف بتمكين الله لهُ ، وأنهُ من عباده الموحدين المؤمنين ومن المؤكد المُقربين ، وهذا سيكون هو سبب التمكين ، إذاً هُم طلبوا منهُ ان يُقيم لهم سداً يحول بينهم وبين هؤلاء لردهم عنهم ، ومنعهم من أذيتهم ، وهو صاحبُ حكمةٍ وإلهامٍ وتمكين من الله ومأمور ومُسير بأمر الله ، قرر أن يُقيم لهم ردماً وليس سداً كما طلبوا ، وأقام هذا الردم بعونٍ من الله .
.............
وهذا الردم بعد أن بناه ذو القرنين من زُبر الحديد " وهي كُتل الحجاره المُشبعه بالحديد والنُحاس " ، وبعد أن ساوى بين الصدفين " سلسلتي الجبال الطويله والشاهقه " ، أمرهم بالنفخ ، على ماذا سينفخون ، هل سينفخون على حجاره مبنيه فوق بعضها البعض ، ام على نار شديده ستشتعل بهذا الردم وهذه الحجاره والكُتل الصخريه ، وهذه النار ما هي مادة الإشتعال لها ، إن لم يكُن هو القطر أو القار أو القطران ، أو البترول الخام ، أو الماده التي أصلها من البترول والذي أشبع به هذا الردم ، وأشعل فيه النار ، وبعد أن همدت نار الردم وساح على بعضه والتحمت هذه الكُتل ، أفرغ عليها هذه الماده ليُصبح الردم ملساً وصلباً أكثر فأكثر ، واصبح من الصعب تسلقه أو ثقبه من الجهة المُقابله .
.............
حيث حمد الله على تمكينه من عمل هذا الردم الهائل ، بعد فراغه من هذا العمل العظيم
...........
ومن المؤكد أن هذه الأقوام وهؤلاء البشر المُفسدون يأتون للمُهاجمه وللنهب والسلب من مكانٍ بعيد ، ويأتون للمُهاجمه من جهة الشرق والشمال بين فترةٍ وفتره ، ولذلك عند بناء هذا الردم لم يكونوا قريبين من ذو القرنين وممن معه ممن قاموا ببناء هذا الردم ، وإلا لأعاقوا عملية البناء .
..............
{فَمَا اسْطَاعُوا أَن يَظْهَرُوهُ وَمَا اسْتَطَاعُوا لَهُ نَقْباً }الكهف 96
..........
أي لم يستطيعوا تسلق هذا الردم ، والوصول لظهره والنزول عنهُ للجهة الأُخرى ، وقد حاولوا ذلك ولم يستطيعوا لعلوه وارتفاعه عن الأرض ولملاسة سطحه ، ولم يستطيعوا نقبه أي ثقبه أو عمل فتحه فيه ليمروا منها أو من خلالها ، لصلابته وقوة مادته ، وسماكته الكبيره ، كُل ذلك ليتجاوزوه للإغاره ولنهب وسلب من هُم للغرب منهم كما تعودوا ، إذاً قاعدته على الأرض ويتجه للأعلى للسماء .
.................
إذاً هذا الردم مبنيٌ على الأرض ويتجه للأعلى إرتفاعاً وعلواً يا أصحاب الكهوف والمغارات تحت الأرض ، تُخبئون بها ملايين البشر ولآلاف السنين ، دون طعامٍ أو شراب أو هواء لتقولوا إنهم من علامات الساعه ، ونسألكم أيُ نوعٍ من المواد الحافظه وُضعت على هؤلاء الملايين من البشر لحفظهم لساعتكم الموعوده التي تتحدثون عنها .
.............
هذه المحجةُ البيضاء وهذا القُرآن جاء واضحاً جلياً ليُخاطب العقل البشري بكُل ما هو منطقي ومعقول ومفهوم وميسور ومُستوعب ، وخاطب العقول والأفئده ، هذا وحيُ الله وكلامُه الصالح لكُل زمانٍ ومكان إلى إنقضاء الدهر ، لم يحتوي تعقيدات أو الغاز أو خُرافات أو خيالات ولا خُزعبلات ، أو أي شيء فوق طاقة واستيعاب العقل والفهم البشري ، أو خراريف عجائز يُتحدث بها في المجالس وعلى الفضائيات وتوثق في كُتب ، ليضحك منها وعليها وعلينا الآخرون....إلخ ، فما كان من السهل تمريره على الآخرين قبل 100 عام وما دونها ، من الصعب الآن مُخاطبة ابناء هذا العصر بتلك الخيالات والخرافات التي قبلها أُولئك.
................
وهذا القُرآن ليس كتاب قصص وروايات وفلكلور كما هي كُتب الآخرين ، وأنما يُشير إلى العبر التي تُستقى من قصص وذكر الأنبياء والرسل والصالحين وعدلهم ورأفتهم بالضُعفاء ونُصرتهم للمظلومين ، كما هو الحال في الجواب عن ذو القرنين ، فلا مجال أو فائده لشرحٍ عن من هو ذو القرنين وما إسمه الأصلي وما نسبه وما هي التفاصيل الدقيقه للرحله التي أمره الله بها وبتمكينٍ وبتأييدٍ ونصرٍ منه .
.............
مُحمدٌ صلى اللهُ عليه وسلم رسولُ الله ونبيه يقول لنا " تركتكم على المحجة البيضاء ليلُها كنهارها ، لا يزيغُ عنها إلا هالك ، ولا يتنكبُها إلا ضال "
.................................................. ..................
يتبع ما بعده
المفضلات