شبهة عدم حجية أخبار الآحاد والرد عليها
بسم الله الرحمن الرحيم
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستهديه ونستغفره ونتوب إليه،ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا،من يهده الله فلا مضل له،ومن يضلل فلا هادي له،وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له،وأن نبينا محمداً صلى الله عليه وسلم عبده ورسوله وبعد،فهذه الشبهة لمن يخفى عليه أمرها،انتشرت واشتهرت في المواقع الإسلامية بشكل كبير،فضلاً عن انتشارها بين الكثير الكثير من المنتسبين إلى العلم الشرعي وأهل البدع والأهواء بشكل خاص،وتقوم هذه الشبهة على أن خبر الآحاد سواءاً كانت نسبته إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أو إلى صحابي أو تابعي رضوان الله عليهم أجمعين،لا يُؤخَذ بها في العقائد لأنها تفيد الظن حسب زعمهم ،ولو أنهم تنازلوا عن أهوائهم قليلاً وتدبروا القضية بشكل حيادي ومنصف لوجدوا بأن هذه الشبهة تشكل طعناً صريحاً في صميم السنة النبوية المطهرة كما سنرى بعد قليل ،ولكن هيهات هيهات،فالذي تكفل بحفظ الذكر من القرآن والسنة ليس العبد الفقير الذي يكتب هذه المقالة ولا أهل الحديث جزاهم الله عنا كل خير ولا الناس أجمعين،بل الذي تكفل بالحفظ هو رب العزة جل شأنه ،ولو تُرٍكَت مسؤولية الحفظ للناس لضاع الدين من زمن بعيد ولا يسعنا إلا أن نحمد الله عز وجل على نعمة الإسلام والتوحيد وكفى بها نعمة.
وليت أهل الأهواء اكتفوا بالكلام عن الآحاد وحسب،بل وضعوا قواعد غريبة عجيبة لتتوافق مع أهوائهم الفاسدة مثل:
" كل ما لم يوافق العقل وكل ما لم يوافق الذوق من أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم يجب رده"
ولسنا نفهم حتى اليوم أي عقول وأي أذواق يجب أن تحكم على هذه الأمور الخطيرة التي يتعلق عليها مصير البشرية من أولها إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها وما عليها،فإننا وبشكل فطري وعقلاني لو احتجنا إلى دواء لمرض معين فلن نذهب للبحث عند مهندس مدني ولا بقال ولا بائع للخضار،بل سنذهب إلى طبيب مختص أو صيدلاني،لكن هؤلاء يشنعون على أهل الاختصاص وينبذونهم بأقبح الأسماء والأوصاف ويريدون لنا أن نقع تحت رحمة عقول بشر يأكلون ويشربون وينامون ويستيقظون ويمرضون ،ويخطئون ويصيبون على أقل تقدير،فضلاً عن أنهم متطفلون على أمر عظيم لا ناقة لهم فيه ولا جمل ولا علم ولا فهم ولا صدقاً ولا أمانة ولا عدالة ولا ضبطاً،وقبل أن نشرع في ذكر الشبهات وتفنيدها مستعينين بالله وحده ثم بأقوال أهل العلم والتحقيق رحمهم الله،ينبغي علينا قبلها أن نبين ونجلي حقيقة هؤلاء الطاعنين وإن كانوا من الكثرة عدداً وعدة وتنوعت أساليبهم واختلفت ألوانهم بشكل كبير،وهم وإن اختلفت مسمياتهم ومبرراتهم ودوافعهم وألوانهم فمؤدى طريقهم واحد ألا وهو الطعن في القرآن والسنة ،وبالتالي الطعن في الإسلام ككل،وبالتالي إلى الإلحاد الصريح،
وهم على قسمين،
القسم الأول صرَّح وأعلن وأفهم الدنيا بأسرها وإلى يومنا هذا بأنهم على حد زعمهم يعتقدون بالقرآن ولا يقرون بالسنة وهم معروفون باسم القرآنيين أو منكري السنة،ومنشأهم ومنبعهم من الهند،وِأشهر شخصية مؤسسة لهذه الفرقة المجرمة زنديق يسمى بأحمد خان ،
وأول من تنبأ بهم بإخبار الله عنهم بوحيه هو نبينا محمد صلى الله عليه وسلم في حديثه الصحيح المعروف:
" لا ألفين أحدكم متكئاً على أريكته يأتيه أمر مما أمرت به أو نهيت عنه فيقول لا أدري ما وجدنا في كتاب الله اتبعناه"
وهذا الحديث النبوي صفعة قوية على وجوه هؤلاء إلى يوم الدين وإن اختلقوا المبررات والأكاذيب ولبسوا الحق بالباطل والباطل بالحق وإن ادعوا محبة رسول الله صلى الله عليه وسلم،فهؤلاء زعموا اكتفاءهم بالقرآن عن السنة المطهرة وهم في الحقيقة ليسوا من أهل القرآن ولا من أهل السنة لسبب بسيط، ألا وهو أن الكثير الكثير من الآيات القرآنية تصرخ في وجوههم وتشنع عليهم بأن طاعة رسول الله صلى الله عليه وسلم جزء لا يتجزأ عن طاعة الله،
ونكتفي بمثال واحد على تلك الآيات لكثرتها وهي قوله تعالى:" وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم ولعلهم يتفكرون"،فهؤلاء صريحون واضحون ولا خوف منهم لأن معاصريهم لم يتأثروا بمنهج ولا بعقيدة وإنما تأثروا بالروبية الهندية والدولار الأمريكي والجنيه الإسترليني والتومان الإيراني والشيكل الصهيوني،
غير أن الخطر والتهديد يكمن في حصان طروادة المتمثل بمدرسة معاصرة كبرى توجهت بكل قوتها والدعم الخارجي لها للطعن في السنة النبوية المطهرة،فهي لم تصرح بالعداوة للسنة بشكل مباشر مثل سابقتها،لكنها اعتمدت إلى يومنا هذا على تزييف الحقائق و تشويه التاريخ وإثارة الشبهات لضرب الوحيين المطهرين من الداخل، ووجدت في ضعاف النفوس والقلوب والعقول الجهلة من أشباه المثقفين مطية لتحقيق هذه الغاية ،ألا وهي مدرسة جمال الدين الأفغاني،أو بالأحرى المتأفغن الرافضي الإيراني الأصل الذي ادعى تقية أنه من أفغانستان،وهو كما سنرى وسنلمس من خلال كتاباته بقلمه وبالتوثيق إن شاء الله، نال درجة الأستاذ الأعظم في الماسونية(وما أدراك ما الماسونية)،هذا الخسيس ،وضع حياته وقلمه ومن تخرج من مدرسته وتأثر بها بقصد أو بغير قصد في خدمة قوى الغرب النصرانية الحاقدة المتمثلة في بريطانيا من جهة،ومن جهة أخرى في خدمة قوى المجوسية الشعوبية المتمثلة في إيران الرافضية ،بل وحتى روسيا الشيوعية الملحدة ،ولا بأس من أن نسلط الضوء على التلازم والتلاحم بين المجوسية والشيوعية التي نعرفها في عصرنا الحالي من باب "إعرف عدوك" حتى نحيط بهذه القضية الخطيرة من كل جوانبها،
إذ أن مؤسس الفكر الشيوعي الخنزير كارل ماركس لم يأتِ بما هو جديد ومحدث،بل تمتد جذور الفلسفة الشيوعية إلا أبعد من ذلك بكثير،وكان أول من نادى بها هو مزدك وأصحابه،
يقول الشهرستاني رحمه الله في كتابه "الملل والنحل" في حديثه عن عقيدة المزدكية:"كان مزدك ينهى الناس عن المخالفة والمباغضة والقتال ولما كان أكثر ذلك إنما يقع بسبب النساء والأموال أحل النساء وأباح الأموال وجعل الناس شركة فيهما كاشتراكهم في الماء والنار والكلأ
وحكي عنه أنه أمر بقتل الأنفس ليخلصها من الشر ومزاج الظلمة
ومذهبه في الأصول والأركان أنها ثلاثة : الماء والأرض والنار
ولما اختلطت حدث عنها مدبر الخير ومدبر الشر فما كان من صفوها فهو مدبر الخير وما كان من كدرها فهو مدبر الشر
وروي عنه أن معبوده قاعد على كرسيه في العالم الأعلى على هيئة قعود خسرو في العالم الأسفل وبين يديه أربع قوى :
قوة التمييز والفهم والحفظ والسرور
كما بين يدي خسرو أربعة أشخاص :
موبذ موبذان والهربذ الأكبر والأصبهيد والرامشكر"وكما نلاحظ فإن القاسم المشترك الأكبر الأول بين مزدك وماركس هو أنهما نظرا إلى مشاكل البشرية من نزاعات وقتال فاقترحا حلاً لها ألا وهو جعل النساء والأموال مشاعاً وشركة بين الناس،ويمكننا فصل النساء كقاسم مشترك آخر ألا وهو الإباحية المكشوفة القبيحة التي غزت الاتحاد السوفييتي،والجدير بالذكر أن كارل ماركس اشتهرت عنه مقولة إبليسية ألا وهي:
"إن الإسلام أكذوبة،وإن الله خرافة،وسأعلم ابنتي كيف تكون عاهرة،وسأعلم ولدي كيف يكون ماجناً" وبالمثل فلقد استفحلت الإباحية باسم الدين وآل البيت الأطهار حتى يومنا هذا في إيران باسم المتعة وما يتعلق بها من أمور يندى لها جبين كل من لديه أدنى ذرة من إيمان أو حياء أو مروءة،والقاسم المشترك الثاني الذي نستنتجه من النص السابق هو الدموية والإجرام في قولهم أنه يجب قتل الأنفس لتخليصها من الشرور والظلمة التي هي جزء من كل إنسان،فكل إنسان على وجه الأرض له قرينان،قرين يأمره بالخير وهو ملاك،وقرين يأمره بالشر وهو الشيطان،فبناءاً على كلامهم وعقيدتهم سيكون القتل وسفك الدماء بشكل عشوائي وهو مشهود وموثق تاريخياً في الشيوعية المعاصرة المتمثلة بالثالوث الإبليسي(ماركس،ستالين،لينين) التي لا يتسع المقام لتبيان جرائمها بحق البشرية عامة،و بحق الموحدين على وجه الخصوص،فلقد ذبحوا في إقليم تركستان التابع للصين وحده أكثر من مليون وثلاثمئة ألف موحد،فضلاً عن باقي بقاع الأرض فلقد اندفعوا بكل حيوانية ووحشية وهمجية إلى ذبح وتعذيب وحصار الملايين من الموحدين رجالاً وشيوخاً وشباباً ونساءاً وأطفالاً حتى انهار الاتحاد السوفييتي ولله الحمد من قبل ومن بعد،ونستنتج أيضاً قاسماً مشتركاً آخر بينهما ألا وهو المادية،ونراه في اعتقادهم بثلاثة جعلوها أصولاً وأركاناً لدينهم ألا وهي الماء والأرض والنار ،وكارل ماركس معروف لمن قرأ سيرته بأن دوافعه لفلسفته السوداء التي تتمثل في فشله الدراسي ورسوبه فضلاً عن فقره المدقع،بل وزاد في الطين بلة أن صديقه ورفيق دربه وفكره فريدريك إنكليز كان ينفق عليه وعلى أسرته إلى آخر حياته إذ كان الأخير موسراً ولا يخفى علينا الأثر النفسي المترتب على أي شخص يقع في ظرف مثل هذا،واختلف كل منهما في أن مزدك،وأسوة بأصله المجوسي،اعتقد بإلهين مدبرين للعالم،أحدهما يدبر الخير،والآخر يدبر الشر،كما هو حال المجوس الذين اعتقدوا تدبير النار للخير،وتدبير الظلمة للشر،في حين أنكر كارل ماركس وجود أي آلهة على الإطلاق،فأطلق هو ومن تبعه بإجرام إلى يومنا هذا صيحتهم الشيطانية المتمثلة في مبدأ"لا إله في الوجود"،والمؤلم في الأمر أن الشيطان نفسه تبرأ منها كما ذكر القرآن:"كمثل الشيطان إذ قال للإنسان اكفر فلما كفر قال إني بريء منك إني أخاف الله رب العالمين"،ومن عجائب القدر أن كارل ماركس رغم أنه قضى حياته من أولها إلى آخرها في الترويج للإلحاد ،إلا أنه لما كان يُحتضر قال قبل خروج روحه :"يا إلهي"،الله أكبر،لم يقل"يا الله"لأن إلهه هو الشيطان ،لتظل هذه الحادثة وصمة عار وشنار على وجهه ووجه كل من تبعه بإجرام إلى يوم الدين ونسأل الله العافية في الدنيا والآخرة وحسن الختام.
وممن تبع مزدك وسار على نهجه طائفة عُرفت بالبرامكة،والتي نشأت صالحة وكانت شخصياتها الأولى معروفة بالزهد والورع والتقوى والصلاح،لكن المجوسية الشعوبية ما لبثت أن اخترقتهم لبث سمومهم بشكل يتوافق ظاهراً مع عقائد وشرائع الموحدين مستغلة قرب البرامكة من بلاط هارون الرشيد وحسن ظنه بهم،لكن الرشيد رحمه الله تعالى،والذي وصلت دولة بني العباس في عهده إلى ذروة المجد والحضارة والتقدم العلمي والازدهار الاقتصادي وانتشار رقعة التوحيد في مشارق الأرض ومغاربها، سرعان ما اكتشف أمرهم وأبادهم عن بكرة أبيهم واستأصل شأفتهم ،مما دفعهم فيما بعد إلى تشويه صورته تاريخياً بتصويره بمظهر الماجن الفاسق اللاهي العابث مع صاحبه أبي نواس الذي لم يكن في الحقيقة صاحبه ولا نديمه بل كان يتمنى ذلك ولم ينله حتى آخر أيام حياته حيث تاب إلى الله وأقلع عن المجون والشعر الفاحش،وإلى يومنا هذا ما تزال صورة هذا الخليفة الرشيد الذي كان يحج عاماً ويغزو عاماً،و الذي كان يزور قبره في كل ليلة،مشوهة في كتب التاريخ وبأقلام كتاب يعتبرون أعلاماً ومنارات لمن جهل حقيقتهم،نذكر منهم المدعو جرجي زيدان النصراني الماسوني في كتابه:"العباسة أخت الرشيد"وهو معروف لدى النقاد بأنه أكثر من زيف وحرف وشوه التاريخ عامة والإسلامي خاصة من صدره إلى آخره، ،و الغريب في أمره رغم أنه نصراني إلا أنه كان حريصاً في كتاباته على نصرة الرافضة على أهل السنة وخصوصاً كتابه المسمى"غادة كربلاء"!، وهذا لا نخشى منه لأنه نصراني وليس بعد الكفر من ذنب ،ولكن الخشية من غيره ممن يعتبرون في صفوف الموحدين ،نذكر مثالاً عليهم المدعو طه حسين الملقب بعميد الأدب العربي، وهو في الحقيقة لا علاقة له بالأدب ولا حتى بالعروبة،ولا يتسع هذا المقام لذكر مآثر هذا المتنصر الحاقد لأنها كثيرة ولعلنا إن كتب الله لنا البقاء نفرده في موضوع مستقل هو ومن على شاكلته،لكن الذي يهمنا في مقامنا هذا أنه في كتابه "حديث الأربعاء" صور العصر العباسي على أنه كان عصر شك ومجون ودعارة وإباحية ،معتمداً في ذلك على قصص أبي نواس وحماد عجرد والوليد بن يزيد ومطيع بن إياس والحسين بن الضحاك ووالبة بن الحباب وإبان بن مروان بن أبي حفصة وغيرهم من المجَّان ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم،وأما عن شعوبية هذا الذي يُلقب ب"عميد الأدب العربي "فهو الذي أحيا الفرعونية بقوله في كتابه المسمى(في الشعر الجاهلي):
" إن الفرعونية متأصلة في نفوس المصريين ولو وقف الدين الإسلامي حاجزاً بيننا وبين فرعونيتنا لنبذناه".
وليس مزدك فقط من قال بالشيوعية،بل تبعه بعد قرون طوال طائفة تسمى بالقرامطة الباطنية الرافضية الجذور والتوجه وإن اختلفت مع الرافضة الاثني عشرية المعروفة في جزء من العقائد،وكتب التاريخ حافلة بسجلات جرائمهم وفضائحهم ولا يتسع المقام لحصرها لكننا نذكر فقط بأنهم هاجموا مكة المكرمة في إحدى مواسم الحج وذبحوا الموحدين حولها ورموهم في بئر زمزم،وجاء واحد منهم بحديدة وضرب بها الحجر الأسود وحمله وصار يصيح :"أين الطيور الأبابيل،أين الحجارة التي من سجيل"وبقي الحجر الأسود محتجزاً عندهم أكثر من عشرين سنة ،وتبعهم على نفس المنهج أحفادهم الروافض المعاصرين،ففي عام 1989م في موسم الحج،أفاق الجزارون الموحدون وقت الأضاحي فلم يجدوا أدوات النحر والسواطير،وما لبثوا أن وجدوها في أيدي المتظاهرين الإيرانيين في مكة المكرمة وقد قاموا بذبح 400 موحد فيها ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم،بل ووجدوا في أيدي الحجيج ساعات مكتوب عليها عبارة "لبيك يا خميني"في زمان ومكان لا يجوز أن يُقال فيها سوى "لبيك اللهم لبيك"مما دفع شيخنا الراحل ابن عثيمين رحمه الله تعالى إلى إصدار فتوى بإخراج الخنزير الهالك الخميني من ملة التوحيد،هذه النقاط باختصار توضح بإذن الله تلازم المعسكرين الشرقيين وهدفهما،بل ومسألة أخرى ألا وهي أن الشيوعيين إلى يومنا هذا يحجون ويسجدون ويركعون أسوة بأخوانهم القبوريين أمام قبر لينين القذر ،نسأل الله أن يجحمه فيه إلى يوم الدين.
والآن وبعد أن بينا التوحد في صف الإلحاد بين المعسكرين الشرقيين الشيوعي والشيعي،نعود بإذن الله لدراسة منهج جمال الدين المتأفغن ومن سار على نهجه واهتدى بضلاله إلى يومنا هذا،فلقد ارتكزت دعوته على أسس نجملها في المبادئ التالية:
1_ الدعوة إلى التفرنج باسم التجديد لطمس الشخصية الإسلامية بوصفها بالتقليد والرجعية والتخلف والجمود والتقوقع والعزلة.
2_ الدعوة إلى التحرر والانحلال من القيود الشرعية وبالتالي قيام العلمانية التي هي جزئية وكلية،فأما العلمانية الجزئية فهي فصل الدين عن الدولة،وأما العلمانية الكلية فهي فصل القيم الأخلاقية والإنسانية والاجتماعية عن العالم.
3_ دعا إلى القومية التي تعتبر لوحدها مصيبة كبرى جرت المصائب على الموحدين ،وليست قضية الأكراد إلا واحدة من المآسي التي تسببت بها القومية على شعب بأكمله إلى يومنا هذا مع أنهم ومنذ مئات السنين يعيشون بين أظهرنا لهم ما لنا وعليهم ما علينا حتى جاءت هذه الدعوة التي كان أول من أطلقها المدعو رفاعة رافع الطهطاوي،الذي كان مرافقاً للبعثة المصرية التي أرسلها محمد علي باشا إلى فرنسا للتعلم والمساهمة في نهضة مصر،وكان من المفروض عليه كرجل دين أزهري أن يحميهم من تأثير الفتن والشهوات في أوربا،فإذا به يعود بنظرية استهلكتها وتقيأتها أوربا نفسها عندما أقامت سويسرا التي قامت على أعراق إنكليزية وفرنسية وغيرها،ويوغوسلافيا التي لا يجمع دولها عرق واحد،بل وقام الاتحاد الأوربي بكامله على أعراق مختلفة ومصلحة صليبية علمانية واحدة ،وما زال فينا من ينادي بها ويدعو إليها ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
4_ دعوته إلى السفور التي انطلقت منه إلى تلميذه النجيب الماسوني الآخر محمد عبده،ومنه إلى الملكة نازلي أم الملك فاروق،ثم إلى تلميذ محمد عبده الخنزير المدعو قاسم أمين ،والجدير بالذكر أن أرض الكنانة مصر قبل مجيء دعوة تحرير المرأة التي تزعمها قاسم أمين ومن دعمه ومن تبعه لم يكن فيها امرأة واحدة تجرؤ على الخروج بدون نقاب،حتى الكثير من اليهود والنصارى،ولعلنا في موضع آخر نبسط الكلام عن قاسم أمين ،ونحلل شخصيته ومسيرته الإجرامية هو ومن جاء بعده بإذن الله تعالى،ونكتفي بذكر حقيقة مجهولة عن قاسم أمين،ألا وهي أنه رغم دعوته بكل طاقته لسفور النساء كانت زوجته تخرج بالنقاب الشرعي الكامل، عليه من الله ما يستحق إلى يوم الدين.
كل المبادئ السابقة تجسد ولاءه للغرب النصراني العلماني الماسوني كما رأينا،أما النقاط التالية فسنلاحظ تجسيدها لولائه للشرق الشيعي الشيوعي المزدوج.
5_ الدعوة إلى الاشتراكية.
6_الدعوة إلى توحيد الأديان الثلاثة: الإسلام، واليهودية، والنصرانية وهذه الدعوة تعتبر جزءاً من عقيدة الطائفة البهائية المجرمة،بل ولقد تطور الأمر به للدعوة إلى وحدة الشرق بما فيه من ملل،وفي هذا المعتقد لا نجد له سلفاً إلا الجماعة المدعوة بأخوان الصفا،الذين قالوا في رسائلهم بأن لديهم فسحة كبيرة لجميع العقائد مهما كانت،وأكاد أجزم كرأي شخصي بأن رسائل أخوان الصفا هي منشأ الليبرالية،تمخضت عن هذه الفلسفة فيما بعد ،جماعة القرامطة الباطنية الذين أسلفنا الكلام عنهم.
7_ تبنى مبدأ وحدة الوجود ،ونوضح مستعينين بالله هذا المبدأ لمن ليس لديه فكرة مسبقة عنه فنقول،وحدة الوجود مذهب فلسفي لا ديني يقول بأن الله والطبيعة حقيقة واحدة، وأن الله هوالوجود الحق، ويعتبرونه – تعالى الله عما يقولون علواً كبيراً – صورة هذا العالمالمخلوق، أما مجموع المظاهر المادية فهي تعلن عن وجود الله دون أن يكون لها وجودقائم بذاته.
وهو مخالف لعقيدة اهل السنة والجماعة في أن الله مستو على عرشه،بائنعن خلقه.
إن فكرة وحدة الوجود قديمة جداً، فقد كانت قائمة بشكل جزئي عنداليونانيين القدماء، وهي كذلك في الهندوسية الهندية. وانتقلت الفكرة إلى بعض الغلاةمن متصوفة المسلمين من أبرزهم: محي الدين ابن عربي وابن الفارض وابن سبعينوالتلمساني. ثم انتشرت في الغرب الأوروبي على يد برونو النصراني وسبينوزا اليهودي.
يقول ابن عربي : ( العارف من يرى الحق في كل شيء ، بل في كل شيء ، بل يراه عين كل شيء )في كتابه الفتوحات المكية ( 2 / 332 )
ويترتب على هذه العقيدةأمور في غاية الخطورة وهي أنه لو كان الله والطبيعة شيئا واحدا حاشا لله ،فهذايستلزم أحد أمرين لاثاني لهما:
إما أن يكون الله متبعضا (جزء من الله هنا وجزءهناك)
أو أن يكون الله متعددا (الله في الجبل,الله في العمارة ،الله في المكان كذا)حاشا لله
وسامحوني إذا قلت ان أصحاب هذه العقيدة لم يستثنوا الأماكن (أستغفرالله)القذرة،حتى أن ابن سبعين كان يتمشى مع تلامذته فأبصر أحدهم كلبا ميتا فسأل ذلك التلميذ شيخه ابن سبعين"هل الله عين هذا الكلب يا شيخنا"فبهت ابن سبعين،ويؤكد هذا المعنى قول ابن عربي الذي قال عنه الإمام الذهبي رحمه الله(سيد القائلين بوحدة الوجود) يقول : ( ألا ترى الحق يظهر بصفات المحدثات ، وأخبر بذلك عن نفسه ، وبصفات النقص وبصفات الذم ) فصوص الحكم بشرح القشاني ص 84 .
ثم إذا حل الفناء بالوجود "كل من عليها فان"فأين يذهب الله إذا كان متحدا مع الوجود؟؟؟!!!
ومن مستلزمات هذه العقيدة الشنيعة أنه إذا كان الله قد حل في الصنم الفلاني أو البقرة الفلانية أو الضريح الفلاني فلاضيرفي عبادتها لانها والله واحد حاشا لله .
يقول ابن عربي أيضا"إن الحق في كل معبودوجها يعرفه من عرفه ، ويجهله من جهله " فصوص الحكم بشرح القاشاني ص 67.
كما أن إيمان ابن عربي بوحدة الوجود يقوده إلى اعتقاد سقوط العبادة عنه ، لأنه وصل للرأي بأن العابد هو المعبود ، والشاكر هو المشكور ، يقول ابن عربي في كتابه الفتوحات المكية ( 6/236 ):
الرب حق والعبد حق ياليت شعري من المكلف
إن قلت عبد فذاك ميت أو قلت رب أنى يكلف
والسؤال :أين موطن هذه العقيدة على الموحدين؟
الجواب :يقول أحد الشعراء:
الله ربي لا أريد سواه....هل في الوجود حقيقةإلاه
ولننظر إلى الشطر الثاني ،إذا كان الله حقيقة فماذا عن الأنبياء ،والجنةوالنار و....الخ؟
إذا كانت وهما فهذا القول كفر والعياذ بالله.
وإذا قلنا أنها حقيقة مستمدة وجودها من الله وقعنا في مصيبة وحدة الوجود.
ويقول شاعرآخر:ألا كل شيء ماخلا الله باطل......وكل نعيم لامحالة زائل
للنظر إلى الشطرالأول ،إذا كان كل ماخلا الله باطل فماذا عن رسل الله صلوات الله وسلامه عليهم؟والجنة والنار ويوم الحساب وو....الأمر واضح إن شاء الله
والآن ننطلق بعون الله إلى تفصيل هجومه على الإسلام بذروته من قلمه وأقلام أتباعه مع توثيقها:
قال،ولبئس ما قال:"" القرآن القرآن وإني لآسف إذ دفن المسلمون بين دفتيه الكنوز وطفقوا في فيافي الجهل يفتشون عن الفقر المدقـع "
خاطرات جمال الدين الأفغاني محمد المخزومي (ص:99)، المدرسة العقلية (ص:76).
وهذا لمن تدبره تصريح بإنكار السنة النبوية المطهرة من أولها إلى آخرها،متواترها وغير متواترها،وحتى ندرك حجم جريمة إنكار متواتر السنة،يكفي أن نعلم أنه كما أن جزءاً من السنة انتقلت إلينا بالتواتر،كذلك انتقل إلينا القرآن جيلاً بعد جيل بنفس التواتر...
يتبعafim u]l p[dm ofv hgNph] ,hgv] ugdih
المفضلات