الشيخ حازم صلاح أبو إسماعيل: القنوات الدينية تنفذ تعليمات الأمن وهاجمت الشيعة بتعليمات أمنية والحكومة أغلقتها خوفا من الإخوان وستعود بعد انتهاء الانتخابات
· النظام يرغب في إغلاق أي نوافذ قد تتبني وتدعم وجهة نظر الإخوان في الانتخابات القادمة
كتبت:سمر الضوي
مازال البحث في الأسباب الحقيقية لقرار اغلاق القنوات الفضائية وأغلبها دينية مستمرا وفي حواره مع «صوت الأمة» قال الداعية الإسلامي حازم صلاح أبوإسماعيل والذي كان يقدم برنامجين علي قناة الناس ان سبب القرار هو رغبة النظام في اغلاق نوافذ قد تتبني وتدعم وجهة نظر الاخوان المسلمين في الانتخابات القادمة مفسرا ذلك بأنه جاء بعد إعلان الاخوان عن خوضهم الانتخابات ورفض أبوإسماعيل أن الاغلاق كان لمبررات أمنية مؤكدا أن جميع هذه القنوات كانت تنفذ أجندة وتعليمات الأجهزة الأمنية المختصة، وأن الاتصال لم ينقطع بين الطرفين مشيرا إلي أن القنوات الدينية هاجمت الشيعة بتعليمات أمنية ثم عادت للتهدئة بعد تحسن الأجواء بين مصر وإيران مشددا علي أن الحكومة لا تريد الآن أي خطاب إسلامي، خاصة برامج الإسلام السياسي قبل الانتخابات. ونفي أبوإسماعيل مسئولية هذه القنوات عن اثارة الفتنة الطائفية فهي لم تكن تقترب من القضايا الطائفية محملا المعالجات الأمنية المسئولية في تزايد حالات الاحتقان الطائفي، وتوقع أبو إسماعيل أن تعود القنوات المغلقة للعمل بعد تقليم أظافرها وبعد الانتهاء من الانتخابات القادمة، واعتبر لقاء الرئيس مبارك بالمثقفين بمثابة الأرضية لإتمام الثورة الحالية علي الإعلام.
< كنت أحد المشايخ العاملين في قناة الناس.. كيف أعلنت الانتفاضة ضد نظام مبارك عبر الشاشة؟
- رئيس الجمهورية عندما يتخذ أي قرارات يدرك أن هناك نسبة من المعارضة لها ولكني لم أدع للانتفاضة عبر الشاشة.
< ما أسباب إغلاق قناة الناس والقنوات الدينية؟
- قناة الناس وجميع القنوات الدينية تتوجه للمتحدثين في الشئون الإسلامية من حيث الدعوة والفكر وتستضيف بعض المفكرين الإسلاميين لإلقاء محاضرات فيها وعملت فيها حتي توقفت القناة عن العمل وجاء توقيت إغلاق القنوات متواكبا تماما مع انتخابات مجلس الشعب وبعد قرار الإخوان خوضها وهذا يعني طرحا إسلاميا للبرامج الانتخابية خاصة برامج الإسلام السياسي والنظام لايرغب في وجود النبرة الإسلامية في هذه المرحلة وخاصة أنها تدعو المواطنين لاختيار المرشحين الأكثر إرضاء لله وهذا يعد توجيها للمواطن لانتخاب فئة معينة وأعتقد أن هذه أسباب إغلاق القنوات الدينية.
ومن ناحية أخري لانستطيع اغفال أثر الضغوط التي يمكن أن تمارس سواء داخليا أو خارجيا وكان التصور العام أن الحكومة تريد الحد من الحريات وأن المجتمع الغربي وأمريكا يغضبون من هذا أما الآن فاتضح أن الغرب أيضا يحاصر الحريات خاصة الإسلامية بدليل أن فرنسا اغلقت من قبل قناتين إسلاميتين وحاصرتهما وأمريكا تحارب كل من ينضوي تحت لواء الإسلام.
ولكن هذا التوجه الأمني يصب تماما في مصلحة التوجه الإسلامي وليس العكس لأن نسبة من يتابع القنوات الدينية لاتتعدي 30% أما الآن فستزيد إلي 100% بعد مرور الأزمة خاصة بعد التضييق الأمني علي البرامج والقنوات السياسية مثلما حدث مع إبراهيم عيسي ووائل الإبراشي وتم إرسال إنذارات للقنوات ذات الحديث السياسي الجريء.
< هل كانت هناك رقابة أمنية علي القنوات قبل إغلاقها؟
- جميع القنوات سواء دينية أو غيرها لديها رقابة ذاتية ولايوجد من يتعدي هذه الخطوط التي تقرها إدارة القنوات التي تخشي التدخلات الأمنية وتدرك مخاطر مخالفة تعليمات الأمن، ولذلك لم تكن الحكومة في حاجة لإغلاق هذه القنوات والتدخل الأمني كان دائما وغير منقطع بين إدارات القنوات وبين الضابط المسئول في أمن الدولة وهذه مسألة يومية مستمرة.
< فلماذا اصدر القرار مادمت تؤكد التدخل الأمني المستمر فيها؟
- لأن الحكومة لاتريد النبرة الإسلامية وبشكل عام انتشر النقاب والحجاب والثقل الإسلامي ولايوجد تعليمات أمنية يمكن توجيهها إلي القنوات الدينية.
< هل كانت الرقابة الأمنية علي القنوات تتدخل في اختيارات مقدمي البرامج؟
- كانت من ضمن أسباب الاختيارات الأساسية أن يكون للمتحدث قبول لتحقيق مكاسب مالية من خلال نسبة المشاهدة والإعلانات وهذا لايمنع التزامه بالرقابة الذاتية علي القناة وكان الشيخ المقدم لأي برنامج يتابع الأحداث ليتجنب بعضها أو لتناول البعض الآخر وكانت القناة تتبع تعليمات الأمن حتي الكلام في الشيعة فتمت مهاجمة الشيعة في توقيت محدد من قبل الأمن ثم تمت تهدئة الأوضاع مع ملامح التقارب أو التعامل مع إيران وأيضا المواجهات السياسية والضغوط الطائفية من خارج مصر ممن يسمون بأقباط المهجر وتم التعامل مع الأمر بتوجيهات أمنية أيضا، فلاشك أنها توليفة سياسية في المقام الأول ولهذا يمكن أن تعود القنوات المغلقة للعمل بعد تقليم أظافرها وبعد انتهاء الانتخابات القادمة أو بعد تغيير بعض ملامح البرامج.
< هل ستعود للعمل بالقناة بعد اعادة فتحها مرة أخري؟
- العودة للعمل فيها تخضع لاعتبارات شخصية ولا أقبل تغيير منهجي وهذه القنوات تتناول جزءا مسموحا به أمنيا من الدين وهو البعيد عن صيانة المجتمع وصلب التغيير والحراك الداخلي في المجتمع والأمر لا يتعدي الحديث في الإيمانيات وبهذا فهي ترضي الحكومة ولكن يجب أن تعلم أن ذكاء هذا الشعب غير عادي وسيلمح التغييرات، أما عن مبدأ غلق القنوات فهو في رأيي عربدة حكومية وبلطجة وكراهية لوجود الحرية فكيف يتم اغلاق 12 قناة في يومين؟!! وأثق أن الحوار الذي سيطر علي الحزب الوطني قبل إصدار القرار دار حول كيفية تزيين القرارحتي وصلوا إلي عدم التزيين وضرورة الاتسام بالوقاحة!!
< ماذا عن الإقرارات التي وقعها مقدمو البرامج في بعض القنوات قبل إغلاقها والأخري التي مازالت قائمة بعدم مخالفة التعليمات الأمنية في برامجهم؟
- هذه الاقرارات لم تطرح علي مقدمي برامج قناة الناس ولكن تم إغلاق القناة مباشرة وهذه الاقرارات «عار» علي من يوقعها.
< هل تعتقد أن القنوات الدينية علي وجه الخصوص تثير الفتنة الطائفية كما عللت الحكومة قرار الإغلاق؟
- القنوات الدينية لم تتدخل في إثارة الفتنة الطائفية، فعند طرح قضية كاميليا شحاتة لم تعلق أي من القنوات الدينية عليها نجنبا لإحداث الفتنة وأري أن الحكومة التي سمحت بظهور كاميليا شحاتة سواء مسلمة أو غير مسلمة علي الانترنت مثل أسامة بن لادن المتخفي في الجبال- حكومة لاتحترم وتعمل علي زيادة الفتنة الطائفية بهذه الافعال وأعتقد أن قناة الناس وقنوات أخري وصلها ما يمنعها من تناول تلك القضية والتزمت بهذه التعليمات، لذلك فإغلاق القنوات الإسلامية بسبب الفتنة الطائفية هو حجة أمنية لانها تتناول القضايا الطائفية.
< كيف تري حل مشكلة تكميم أفواه الإعلام؟
- هذه المشكلة جزء من الكارثة التي تعيشها مصر ولا تستطيع تحميل أعبائها علي الأحزاب أو مجهودات الشباب أو الإعلام فقط ولكن العار علي الاتجاهات والفئات التي قبلت أن تتعاون لإفساح الطريق لضرب البعض الآخر.
فلقاء الرئيس مبارك الذي انعقد مع المثقفين وكان مغلقا ولم يتم التنويه عما دار فيه كان أرضية لاتمام هذه الثورة علي الإعلام.ph.l hf,hslhudg rfg hge,vi
المفضلات