الرواية المرسلة :
رواية هارون بن رئاب عن عبد الله بن عبيد بن عمير مرسلا .
أخرجها الشافعي في مسنده (1385) ، ومن طريقه البيهقي في المعرفة
و الرامهرمزى في المحدث الفاصل ص 240 ، و الخطيب في الجامع (2/453)
و عبد الرزاق في المصنف 7/98
و هارون بن رئاب ثقة ، وثقه أحمد بن حنبل و النسائي و ابن حجر و الذهبي و ابن سعد و يحيى بن معين و الفسوي و ذكره ابن حبان في الثقات .
بل و تابعه على ارسال الحديث ابن جريج ، أخرج هذه المتابعة الخطيب في الجامع (2 / 452) .
قلت : و هذه الرواية هي الصواب في هذا الحديث ، و علتها الارسال ، و بها يضعف الحديث .
الروايات الموصولة :
تعالى نستعرض الروايات التي ذكرت فيها الوصل :
أولا : رواية الحسين بن واقد عن عمارة بن أبي حفصة عن عكرمة عن ابن عباس مرفوعا
أخرجها أبي داود (2049) ، ومن طريقه البيهقي (7/154) ، والنسائي (6/169)
ذكر الدارقطني رحمه الله :(( أن الحسين بن واقد تفرد به عن عمارة بن أبي حفصة وأن موسى السيناني تفرد به عن الحسين بن واقد)) مختصر سنن أبي داود للمنذري الفضل
والحسين بن واقد متكلمٌ فيه و خلاصة مرتبته أنه صدوق له أوهام و مناكير أأ :
وقال ابن حبان : كان على قضاء مرو وكان من خيار الناس وربما أخطأ في الروايات
وقال ابن سعد :كان حسن الحديث
و قال الآجري عن أبي داود : ليس به بأس
وقال عبد الله بن أحمد عن أبيه : ما أنكر حديث حسين بن واقد عن أبي المنيب
و في علل المروذى : قال أحمد :ليس بذاك.
وقال أيضاً :له أشياء منكرة
وقال العقيلي : أنكر أحمد بن حنبل حديثه .
و قال الأثرم: قال أحمد: في أحاديثه زيادة ما أدري أي شيء هيونفض يده .
وقال الساجي : فيه نظروهو صدوق يهمقال أحمد أحاديثه ما أدري إيش هي
و قال ابن حجر : ثقة له أوهام .
قلت : و نعرف هذه الأوهام عن طريق مخالفتها للرواة الآخرين ، و كذلك تفرده بها .
ً
أخرجها النسائي في الكبرى ، و ابن حزم في المحلى .
قَالَ النسائي عقبها : قَدْ خُولِفَ النَّضْرُ بْنُ شُمَيْلٍ فِيهِ ، رَوَاهُ غَيْرُهُ عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ ، عَنْ هَارُونَ بْنِ رِئَابٍ ، وَعَبْدُ الْكَرِيمِ الْمُعَلِّمُ ، عَنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَيْرٍ , قَالَ عَبْدُ الْكَرِيمِ , عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ . وَعَبْدُ الْكَرِيمِ لَيْسَ بِذَلِكَ الْقَوِيِّ ، وَهَارُونُ بْنُ رِئَابٍ ثِقَةٌ ، وَحَدِيثُ هَارُونَ أَوْلَى الصَّوَابِ ،وَهَارُونُ أَرْسَلَهُ.
قال الحافظ ابن كثير في تفسيره10/169
فهذا [الحديث] بهذا الإسناد رجاله على شرط مسلم إلا أن النسائي بعد روايته له قال : هذا خطأ ، والصواب مرسل ورواه غير النضر على الصواب .
قلت : فالنضر بن شميل ، قد أخطأ في هذه الرواية ، فرواها موصولة ، و الصواب أنها مرسلة ، و لا تتعجب فالنضر بن شميل ليس معصوما بل يجوز عليه الخطأ و النسيان .
ثالثا : رواية عبد الكريم بن أبي المخارق عن عبد الله بن عبيد بن عمير عن ابن عباس مرفوعاً
أخرجها ابن أبي شيبة (3/490) ، و النسائي (6 / 67)
وقال الإمام أبو عبد الرحمن النسائي :
هذا الحديث ليس بثابت وعبد الكريم ليس بالقوي وهارون بن رئاب أثبت منه وقد أرسل
" الحديث وهارون ثقة وحديثه أولى بالصواب من حديث عبد الكريم
لنعرف أقوال أهل الجرح و التعديل في عبد الكريم بن أبي المخارق :
قال البيهقي : غير محتج به .
و قال ابن حبان : كثير الوهم فاحش الخطأ
قال أبو زرعة الرازي : لين
و قال أحمد : ضعيف
و قال ابن حجر : ليس بالقوي، متروك، ومرة: لا نعلم أن مالك روى عن أحد من المتركين إلا هو، وأحسبه غره منه فقهه وعربيته
قال الدارقطني : متروك
قال يحيى بن معين : ضعيف .
قلت : و خلاصة مرتبته أنه ضعيف لا يحتج به .
تبين لنا من دراسة حديث ابن عباس هذا أن الصواب فيه الارسال ، و أنه عن عبد الله بن عبيد بن عمير مرسلا عن النبي صلى الله عليه و سلم .
و أن ذكر ابن عباس رضي الله عنه وهم أو ضعف من الرواة .
المفضلات