خالد حربي
أحاول أن اعتذر لقرائي على العنوان المؤلم لكني حاولت أن أجد غيره ولم أفلح
فكنت قد شرعت في كتابة تهنئة لقراء المرصد بمناسبة الشهر الكريم حين أرسل لي صديق مقالة قديمة اجبرتني على هذا العنوان
فمنذ عام تقريبا حين اعتقلت كاميليا شحاتة وسلمها طواغيت أمن الدولة إلى طواغيت الكنيسة ليردوها عن دينها كتبت وقتها مقالة "رمضان في سجون شنوده" وبحول الله وقوته كانت سببا أن يتعرف الناس على قضية كاميليا ثم خرج الفارس أبو يحيى من المعتقل واتصل بي وسجلنا شهادته كاملة في المرصد وتحولت قضية كاميليا لقضية ساخنة انتفض لها شباب الإسلام ، ولم يمنعهم جبروت مبارك ولا بطش العادلي ولا سلخانات أمن الدولة من الغضب والتظاهر .
ودارت رحى الابتلاء وما كانت تزيد الشباب إلا إصراراً على التضحية وثباتاً الحق ،
واليوم ...بعد الثورة ...وفي أول ساعات رمضان أرسل لي صديقي هذه المقالة التي مر عليها عام وهو يسألني هل تذكر؟!
وحين أعدت قراءة مقالتي مرة أخرى شعرت بالخزي ...نعم الخزي وحده كان معي وأنا أجول بين سطور مقالة قديمة .
ها قد عاد الهلال واجما فوق رؤوسنا ..وحين نظرته الليلة أحسست أنه ما التفت إلىَ .. تمنيت أن يسألني عن مرة أخرى عن وفاء قسطنطين وماريان مكرم وتريزا عياد وعبير ناجح وكاميليا شحاتة وماري عبد الله زكي وغيرهن..لكن لم يفعل
أدركت أن لديه أسئلة جديدة عن دماء سلوى عادل وأطفالها وعن كرستين ونانسي فتاتي المنيا ...لكنه أيضا لم يسألني شيئا ..حتى لم يتلفت إلىَ
وحين طأطأت رأسي وأدرت ظهري إليه يائساً شعرت بابتسامة مريرة ساخرة على محياه تسألني هازئة :أين أبو يحيى !!
رمضان في سجون شنوده ..المقالة القديمة
حين يهل شهر رمضان المبارك على الأمة المسلمة تهتز القلوب فرحا، وتهيم النفوس شوقا، وتصفو المشاعر، وترتسم البسمة على شفاه الموحدين..
وتعاود أواصر المحبة التحامها من جديد بين الأمة جميعا.. أقارب وجيران ومعارف وأصدقاء.. الكل يسعى لتهنئة غيره وإكرامه والتودد إليه..
وبينما يسري البشر والسرور بين المجتمعين على موائد الإفطار وصلاة التراويح وجلسات السمر.. وحدها تبقى حسيرة في قبوها المظلم.. تصوم على الأسى، وتفطر على اليأس، وتتجرع المذلة والمهادنة والعذاب..
وحيدة في قبوها.. مقهورة في سجنها.. مهانة في وحشتها..
تيبس جسدها النحيف في قعر زنزانتها الصخرية من الوحشة والخوف والعقاقير المدمرة التي تحاول قتل عزيمتها وإذلال عزتها..
وعلى ظلمة القبو وبطش الكفار ونذالة الأمة وخَوَرها.. ستقضي كاميليا شحاته وأخواتها الأسيرات ليالي رمضان، لا يذقن منها سوى المهانة والإذلال.
وحدها في الدنيا العريضة لن تجد الأسيرة المسلمة من يهنئها بالشهر الكريم, ودون أمة المليار مسلم ستطوي كاميليا بلا مائدة إفطار.. ولا وجبة سحور..
مـاذا أحـدث عـن كاميلياء يا أبتي؟ *** مـليحة عـاشقاها: الـسوط والألم
وبعد أيام قليلة سيقوم قرين إبليس وصنو فرعون: "شنودة" بإقامة مائدة إفطار للخونة والمخنثين من أمتنا.. مكافأة لهم على خذلان كاميليا وبيعها بخساً..
نقفور عاد ولا هارون يـلجمه *** ناراً فيجثوا وملء القلب إذعـان
نقفور عاد وتلك العرب قد بسطت *** لـه الرؤوس وكيف تثور جرذان
ترى كيف يطل الهلال علينا هذا العام..
هذا الهلال العتيد الذي رأى العزة في عين مؤمنة غضب النبي الكريم صلى الله عليه وسلم لعرضها.. فأجلى يهود الغدر جميعا عن المدينة..
واهتز فخرا لما رأى جيوش المعتصم تدك عمورية.. لتنقذ أسيرة مسلمة من يد عباد الصليب
الله يشهد ما قلبت سيرتهم *** يوماً وأخطأ دمع العين مجراه
واليوم لم تعد جيوش ولا وطن!
اليوم عادت علوج (الروم( فاتحة *** وموطنُ العَرَبِ المسلوب والسلب
يهل علينا اليوم والشهيدة -بإذن الله- وفاء قسطنطين لا يُعرف لها قبر، والمجاهدة كاميليا تئن وتنطوي بين أنياب الذئاب..
وبجوارها تسكن عشرات الأسيرات المسلمات تتلاعب بهنّ جميعا الأيدي النجسة لعباد الصليب..
يهل علينا وقد قطعنا صلتنا بذلك الماضي المشرق والتاريخ المجيد..
وصرنا أمة بلا هوية تفرط في عرضها وكرامتها استجداء للقمة العيش.
يهل علينا والقلة المؤمنة تتقاسم القهر والألم، تعيش عليه وتودع عليه، والكثرة صاخبة سادرة في غيها.
وفي هدأة الليل حين تسري أشعة التلفاز في عروق القوم فتحيلهم إلى أصنام جامدة, سيتحرك الشيطان حاملاً سلاحه ليجز به عنق مسلمة جديدة في سجون شنودة..
ويدمي الـسؤال حياءً حـين نسأله: هل نحن مسلمون ؟؟
هل سننسى أخواتنا بين زحمة الموائد والصحون؟
وهل ستبقى كاميليا وأخواتها في قعر الأديرة الظالمة المظلمة.. حتى يرحمهن الموت من أيدي زبانية الصليب؟
وهل سنجد عذرا أمام الله تعال غداً حين نلقاه؟
لي فيك يا ليل أهات أرددها *** أواه لو أجدت المحزون أواه
والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون..أ.هـ
لقاء المرصد مع أبو يحيى
المصدر
http://www.tanseerel.com/main/articl...ticle_no=27018lvhvm hgo`ghk td H,g Hdhl vlqhk
المفضلات