قال الله تعالى في سوزة الأعراف: "يا بني آدم لا يفتننكم الشيطان كما أخرج أبويكم من الجنة ينزع عنهما لباسهما ليريهما سوءاتهما" الآية: 27
قال الشيخ المغامسي حفظه الله في تعليقه على هذه الآية:
لما ذاقا من الشجرة حصل أن بدأت السوأتان لآدم وحواء فعلما أنهما وقعا في أمر عظيم، من هنا تعلم أن هذا القرآن أنزله الله هداية للناس، فأول طريق للمعاصي نزع الحياء من قلب المؤمن، فأول ما أراده إبليس حتى يغوي آدم وزوجته وذريته لجأ إلى أول قضية أن يريهما عوراتهما فإذا كشفت السوأتان في مكان ظاهر واستمرآ النظر إليها تصبح النفس والعياذ بالله هينا لينا عليها ما ترى فتستمريء كل الفواحش فتنساق بعد ذلك إلى المعاصي من غير أن تعلم، ولهذا تعلم أن ما صنعه الشيطان قديما يضعه شياطين الإنس حديثا فأكثر ما يسعى إليه القائمون على القنوات الفاجرة أن يبثوا أشياء تكشف من خلالها العورات حتى تعتاد الأسرة المسلمة أبا وأما وأبناء وأحفادا أن ينظروا إلى تلك العورات وأن يصبح أمرا بدهيا مستساغا لدى الأسرة ككل أن تنظر إلى الفواحش والإغراءات وما يكون من اتصالات محرمة وكشف العورات إما عن سبيل رقص أو سبيل غناء أو سبيل تمثيل أو غير ذلك فتصبح الأسرة والعياذ بالله بعد ذلك أي معصية تهون وتسهل على الجميع ويصبح أمر الله جل وعلا عياذا بالله هينا على تلك القلوب فمن أراد الله جل وعلا أن يعصمه أول ما يعظم فيه يعظم فيه مسألة الحياء في قلبه والإنسان إذا جبل على الحياء يقول عليه الصلاة والسلام: "الحياء لا يأتي إلا بخير" وقد ترى أنت بعض الناس على مسألة تستغرب كيف يصنعها والفرق بينك وبينه ليس العلم، فهو يعلم وأنت تعلم لكن الفرق بينك وبينه أن مسألة الحياء شجرة نابتة في قلبك والحياء في قلبه غير موجود، فلما ذهب الحياء من نفسه من قلبه سهل عليه أن يأتي المعاصي قال صلى الله عليه وسلم: "كل أمتي معافى إلا المجاهرين يبيت أحدهم يستره ربه (أي على معصية) فإذا أصبح قال يا فلان أما علمت أني البارحة فعلت كذا وكذا" يقول صلى الله عليه وسلم: "يمسي يستره الله ويصبح يكشف ستر الله عنه"، نعوذ بالله من فجأة نقمته وزوال نعمته، وهذا الذي يصل إلى هذه المرحلة طبع على قلبه تماما كمن يذهب إلى حانات الغرب وبارات الشرق فيقع في المعاصي والفجور وبنات الزنا وأشباه ذلك ثم والعياذ بالله مع أن الله قد ستر عليه يصور نفسه ثم يأتي بتلك الصور ويجمع أقرانه وخلطاءه وأمثاله ليعرض عليهم تلك الصور ويريهم إياها، هذا قد يصل إلى حد الكفر لأنه في الغالب لا يصنع امرؤ مثل هذا إلا وهو يستحل ما حرم الله، وإن كنا لا نكفر أحدا بعينه، لكن نقول: إن هذا من أعظم الدلائل على ذهاب الخشية من القلب واستيلاء الشيطان على تلك القلوب، يقول صلى الله عليه وسلم: "من ابتلي من هذه القاذورات في شيء فليستتر بستر الله عليه" والمؤمن يسأل الله دائما الستر والعافية ومحو الذنوب في الدنيا والآخرة ، لكن المقصود من الآية أن نبين أن من أعظم طرائق إبليس لإغواء الناس أن ينزع عنهم لباسهم ليريهم سوءاتهم (عوراتهم) ويكشفها لهم كما قال الله: "ينزع عنهما لباسهما ليريهما سوءاتهما".
منقولk.u hgpdhx lk rgf hglclk i, H,g 'vdr ggluhwd
المفضلات