أبكيتني والله أختي رانيا حتى سالت دموعي
موضوع يمس القلب
اللهم صل على محمد وعلى آل محمد
اللهم صل على محمد وعلى آل محمد
اللهم صل على محمد وعلى آل محمد
جزاكـ الله خيراً على التذكرة والموعظة
وبارك فيك أختي الكريمة
وسأنقل بعضاً من مواقف الصحابة وحبهم لحبيبي محمد عليه أفضل الصلاة والسلام، اللهم لا تجعلنا من المدعين لحبه بل الصادقين فيه
ذكر ابن جرير عن سعيد بن جبير قال : جاء رجل من الأنصار إلى رسول الله – صلى الله عليه و سلم – و هو محزون ، فقل له النبي – صلى الله عليه و سلم – ( يا فلان ما لي أراك محزوناً ؟ ) فقال : يا نبي الله شيء فكرت فيه ، فقال : ( ما هو ؟ ) قال : نحن نغدو و نروح ننظر إلى وجهك و نجالسك ، و غداً ترفع مع النبيين فلا نصل إليك ، فلم يرد عليه النبي – صلى الله عليه و سلم – شيئاً ، فأتاه جبريل بهذه الآية :
وَمَن يُطِعِ اللّهَ وَالرَّسُولَ فَأُوْلَـئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاء وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَـئِكَ رَفِيقاً{69} النساء
فبعث النبي – صلى الله عليه و سلم – فبشره .
وهذا أبو بكر الصديق رضي الله عنه ، الذي بذل ماله كله في سبيل الله ، نراه يضرب لنا أروع الأمثلة لحب النبي – صلى الله عليه و سلم – و فدائه له بنفسه ، ما لا نعلم له مثيلاً في التاريخ ، لقد ضحى بنفسه و عرضها للهلاك و الموت ليلة الهجرة إلى المدينة ، ليفدي بذلك رسول الله – صلى الله عليه و سلم – بمحبته له ، و كان رضي الله عنه يعلل هذه التضحية بقوله :
(( إن قتلت فإنما أنا رجل واحد ، و إن قتلت أنت هلكت الأمة ))
و في الطريق إلى الغار كان يمشي أمام النبي – صلى الله عليه و سلم – ساعة ، و يمشي خلفه ساعة ، فسأله عنه السبب ؟ فقال : (( أذكر الطلب فأمشي خلفك ، و أذكر الرصد فأمشي أمامك ، فقال لو كان شيء أحببت أن تقتل دوني ؟ فقال : أي و الذي بعثك بالحق، فلما انتهيا إلى الغار ، قال : مكانك يا رسول الله حتى استبريء لك الغار فأستبرأه ))
و في هذا يقول عمر بن الخطاب رضي الله عنه و هو يبكي : (( وددت أن عملي كله مثل عمله يوماً واحداً من أيامه ، ليلة واحدة من لياليه ، أما ليلته ، فالليلة التي سار فيها مع النبي – صلى الله عليه و سلم – إلى الغار ، فلما أنتهيا إليه قال : (( و الله لا تدخله حتى أدخله قبلك ، فإن كان فيه شيء أصابني دونك ، فدخل فمسحه ، فوجد في جانبه ثقباً ، فشق إزاره و سدها به ، و بقي اثنان ، فألقمهما ثم قال لرسول الله : (( أدخل ، فدخل النبي – صلى الله عليه و سلم – و وضع رأسه في حجره و نام ، فلدغ أبو بكر في رجله من الحجر ، و لم يتحرك مخافة أن ينتبه النبي فسقطت دموعه على وجه النبي – عليه الصلاة و السلام – فقال : (( ما لك يا أبا بكر ؟ )).
فقال : (( لدغت ، فداك أبي و أمي )) فتفل عليه النبي فذهب ما يجده ، ثم أنتفض عليه و كان سبب موته .
هل عرف التاريخ مثل هذه التضحية ؟! و هذه المحبة ؟! إنه حب فريد من نوعه . حب الصديق لرسول الله و هو ينبع من إيمان عميق ، و إخلاص شديد ، و اعتقاد وجوب محبة النبي – عليه الصلاة و السلام – و تقديم هذه المحبة على حب النفس و الولد ، حيث لا يكتمل إيمان العبد إلا بهذه المحبة فاللهم أرزقنا محبة رسولك .
وهذا أنس بن النضر رضي الله عنه وجد عدداً من المسلمين جالسين في معركة أحد فقال : ما يجلسكم ؟ قالوا : قُتلَ رسول الله – عليه الصلاة و السلام – قال : فماذا تصنعون بالحياة بعده ؟ قوموا فموتوا على ما مات عليه رسول الله – عليه الصلاة و السلام – ثم استقبل القوم فقاتل حتى قُتل .
و يقول أنس بن مالك رضي الله عنه : لقد وجدنا بأنس بن النضر يومئذ سبعين ضربة فما عرفته إلا أخته ، عرفته ببنانه .
هكذا كان المحب الصادق مستعداً على أن يقدم نفسه للغاية التي كان حبيبه – عليه الصلاة و السلام – دائماً على استعداد لتقديم نفسه الشريفة لها .
اللهم أجعلنا ممن يحبون نبيك ويؤثرونه على أنفسهم وأموالهم وأبنائهم اللهم آمين
المفضلات