اخواني و اخواتي الأعزاء، أفخر أني واحدة منكم، نعبد الله و ندعو إليه على بصيرة و لذلك أنا أتوقع أن من آمن بالله و عرف دين الحق أن يتحلى بالصبر و الحكمة، و يعلم أن مصر على شفا حفرة من النار إذا لم نتمسك بحبل الله جميعاً و الله هلكنا كلنا مسلمين أو مسيحيين.
أولاً يجب أن نتحلى بالصبر و الرفق و اللين يا أحبائي، و حتى لو أساؤوا إلينا، و لنكن كعباد الرحمن في قول الله تعالى "وَعِبَادُ الرَّحْمَـٰنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا "، يجب أن نتحلى بالصبر و بالحكمة و ألا نسرع إلى مهالكنا بأيدينا و ألا تأخذنا العزة بالإثم، أعرف أن فيكم عزة و كرامة و نخوة لأنكم رجال الإسلام و لا ترضون لأخت لكم أن تُسجن في دير أو كنيسة و لكن أيضاً يجب علينا أن نتبين أيها الأحبة امتثالاً لقول الله تعالى "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَىٰ مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ"، و يجب أن نتبين برفق و حكمة، و الله ما هذا تراخي و لكن المؤمن كيس فطن لا ينساق خلف الإشاعات المغرضة أو حتى لو ثبت صحة هذا ألم يأمرنا الله تعالى أن نلزم طاعته أولاً ثم رسوله الكريم ثم ولي الأمر في غير معصية؟ إذا كنا سنذهب إلى كل كنيسة و نقتحمها فأين ولي الأمر فينا ؟ و هو الذي يرى الأمر بصورة أكبر و أوسع و أشمل مما نرى.
أنا أعرف أن الإعتداء جاء من الجانب المسيحي أولاً و أصدق هذا و لكن لا يعبر هذا بالضرورة عن موقف جميع المسيحيين حتى لو كانت المواقع مليئة بالسباب و الكنائس مليئة بالشحن ضد المسلمين، فلو كل كلب ألقمته حجراً "لا أتذكر بقية المثل و لكن تعرفونه"، لا نريدها حرب دينية بالله عليكم فهذا سيأكل الأخضر و اليابس حتى و لو بدا لنا اننا نقدر عليهم أفلا نخاف أن تدك بلادنا بطائرات الغرب قبل أن نعد لهم ما استطعنا من قوة ؟ و القوة في هذه الأيام لا تأتي إلا بالبناء، اقتصاد قوي يستطيع أن يُدر تمويل عسكري كبير و صناعات تكنولوجية و استراتيجية، فليس هذا زمن الفرسان و الخيول على الإطلاق و الحماس وحده لا يكفي، ألا تذكرون معلم البشرية محمد صلى الله عليه و سلم في صلح الحديبية الذي كان ظالماً و جائراً و أثار سخط سيدنا عمر، و لعلكم تذكرون القصة التالية:
قال عمر بن الخطاب : والله ما شككت منذ أسلمت إلا يومئذ . فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم ، فقلت : يا رسول الله ! ألست نبي الله ؟ قال : بلى، قلت : ألسنا على الحق ، وعدونا على الباطل ؟ قال : بلى . قلت : علام نعطى الدنية في ديننا ؟ ونرجع ولما يحكم الله بيننا وبين أعدائنا ؟ فقال : إني رسول الله ، وهو ناصري ، ولست أعصيه . قلت : ألست كنت تحدثنا : أنا نأتي البيت ، ونطوف به . قال : بلى ، أفاخبرتك أنك تأتيه العام ؟ قلت : لا، قال : فإنك آتيه ومطوف به . قال : فأتيت أبا بكر ، فقلت له مثلما قلت لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، ورد علي كما رد علي رسول الله صلى الله عليه وسلم سواء ، وزاد : فاستمسك بغرزه حتى تموت، فوالله إنه لعلى الحق .
فانظروا إلى حكمة النبي صلى الله عليه و سلم و غيرة عمر رضي الله عنه، ألسنا في موضع نتعلم فيه الحكمة من النبي صلى الله عليه و سلم ؟ ألسنا في أشد الحاجة إلى أن نرجع إليه و نقرأ سيرته ؟ لم يكن النبي صلى الله عليه و سلم مندفعاً قط، بل كان يعرف خطواته جيداً و يتأنى و يستشير قبل أن يأخذ قراراً رغم أنه صلى الله عليه و سلم كان مؤيداً بالوحي و لكنه يريد أن يعلمنا كيفية أخذ القرار و الشورى و الصبر و الحكمة.
و دعوني أضرب لكم مثلاً صغيراً، هل لو جاء أحدهم و قال أختكم Saturn اختطفتها الكنيسة هل ستسرعون لإخراجي منها على الفور من دون أن تتبينوا مدى صدق الخبر ؟ لا و الله ما هذا فعل المؤمن قط، و انما نتعامل مع الأمر بدبلوماسية و بالقانون البعيد كل البعد عن وسائل الإعلام التي تهيج الفتن الطائفية و يضربون بالناس بعضهم ببعض.
اصبروا يا أحبائي على هذه الهجمة الشرسة على منهج السلف الصالح و انصروا اخوانكم اذا ظَلموا بان تقوموهم لا ان تسيروا معهم في نفس الدرب حتى لو كان خاطئاً، و ابعدوا عن دور العبادة بالله عليكم و لو قالوا لكم أن بداخلها طائرات حربية إلا إذا ثبت بالدليل القاطع دون اقتحامها لأن هذا كفيل بأن ينسف الوطن نسفاً، و اصبروا اذا سبكم الآخرون و قولوا سلاماً لا تردوا السباب بالسباب حتى لا يحضر الشيطان و تذهب الملائكة و ادعو غيركم للتهدئة و الصفح و اعلاء مصلحة الوطن و الامة الإسلامية و لا تتحركوا بالله عليكم الا من خلال القانون بعيداً عن الإعلام القذر و إن اضطررتم فتحدثوا بدبلوماسية و لباقة و احذروا الشحن الطائفي
أعتذر لو أخطأت أو كان بكلامي ركاكة لأني لم أنم منذ يومين خوفاً على مصر و عليكم و على أولادي، فتقبلوا نصحي لكم و جاهدوا أنفسكم إن النفس لأمارة بالسوءll;k ki]H a,dm ?
المفضلات