بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله
نسف قصة الغرانيق
نبدأ بحول الله وقوته في نسف قصة الغرانيق
القول بإن الرسول صلى الله عليه وسلم مدح وأثنى آلهة قريش هو قول باطل ومكذوب عنه صلى الله عليه وسلم ولننقض ذلك بالعقل والنقل
عقلاً
1- الرسول صلى الله عليه وسلم بعثه الله لهداية الناس أجمعين ونشر ديانة التوحيد وعبادة الله وحده ونبذ عبادة الأصنام التى كان عليها قومه ,فكيف يأتي الرسول صلى الله عليه وسلم ويمدح آلهة قريش ويثني عليها وهو في الأصل بُعث من أجل إنهاء عبادتها .
2- لنرى رد فعل الرسول صلى الله عليه وسلم حينما فتح مكة
قام بتحطيم الأصنام ! فهل نقول أن النبي صلى الله عليه وسلم أثنى على آلهة قريش في يوم من الأيـام ؟
3 - قريش كانت تترصد للنبي صلى الله عليه وسلم وتتلهف لوقوعه في خطأ واحد , أقول واحد فقط من أجل التشنيع في الرسول صلى الله عليه وسلم وفي رسالته , والتشكيك في مصداقية رسالته , وهذا بعد أن فشلوا في إغراء النبي صلى الله عليه وسلم بالمنصب والمال والجاه , فإن حدثت تلك القصة فلم لم نرى لها صيتاً بين العرب ؟؟؟ لماذا لم تنشر بين أنحاء الجزيرة أن محمداً صلى الله عليه وسلم أثنى على ألهة قريش ؟ إلا إن كانت هذه قصة مكذوبة ومنعدمة من أصول الصحة !
4- إن فعل الرسول صلى الله عليه ذلك فسيكون متناقضاً أمام أتباعه وستحدث بلبلة وفتنة في صفوف المسلمين " الأوائل " ولاحظوا " الأوائل " أي أنهم على عهد قريب بالوثنية , فإن أثنى صلى الله عليه وسلم على آلهة قريش فماذا سيكون رد فعلهم إلا الشك في صدق هذا الرجل , وسيترك أتباعه الدين فوراً والذهاب لعبادة الأوثان التي أثنى عليها بالأولى , ولكن هذا لم يحدث ؛ لأن القصة باطلة ومكذوبة .
نقلاً
هذه القصة مكذوبة سنداً ومتناً
سنداً
لقد منّ الله على هذه الأمة بعلم الحديث لمعرفة سند كل ماورد عن النبي صلى الله عليه وسلم لنميز بين صحيحه وسقيمه وموضوعه , وهذا العلم له أصول وقواعد ولا يوجد هذا العلم في أي ديانة غير الإسلام , لذلك نجد في المسيحية عدم وجود سند واحد صحيح متصل من أحد الكتبة الذين كتبوا الكتاب المقدس , بل والأدهى إن معظم الأناجيل كتابها مجهولين , فنحن لا نعرف من كتبها هل هو ثقة أم غير ثقة لعدم وجود سند صحيح متصل .
لنرى أسانيد القصة بتبسيط شديد
لم تروَ هذه القصة بسند متصل إلا عن بن عباس رضي الله عنه ولكن المشكلة أن هذا السند ضعيف واهي بل وشديد الضعف .
أما الأسانيد الصحيحة فم تروّ إلا عن بن جبير وأبي العالية وقتادة و أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث , ولكن صحتها لا تعنى قبولها ..لماذا ؟؟
لأن علتها الإرسال فهي مراسيل ولا يصح الإحتجاج بها , فالحديث المرسل فقد شرط هام من شروط الصحة وهي " إتصال السند" فالحديث المرسل هو من سقط أحد الرواة من سنده ونحن لانعرف هل هذا الساقط ثقة أم غير ثقة ..يحتج به أم لا , لذلك فالمرسل يندرج تحت " الخبر المردود "
قال الإمام مسلم في مقدمة صحيحه (( والمرسل في أصل قولنا وقول أهل العلم بالأخبارليس بحجة ))
قال الإمام ابن الصلاح في مقدمته (( و ما ذكرناه من سقوط الاحتجاج بالمرسل والحكم بضَعفه ، هو المذهب الذي استقر عليه آراء جماهير حفّاظ الحديث، و نقاد الأثر، و قد تداولوه في تصانيفهم ))
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية في منهاج السنة النبوية
( 7/435) " وأما أحاديث سبب النزول فغالبها مرسل ليس بمسند "
قال الإمام أحمد بن حنبل (( ثلاث علوم لا إسناد لها ، وفي لفظ ليس لها أصل : التفسير والمغازي والملاحم ويعني أن أحاديثها مرسلة ))
لنرى أقوال العلماء في هذه القصة وما هو حكمهم عليها ؟
قال ابن حزم في كتاب " الفصل في الأهواء والنحل "
(2/311) : " وأما الحديث الذي فيه : ( وأنهن الغرانيق العلى ، وإن شفاعتها لترتجى ) فكذب بحت موضوع ، لأنه لم يصح قط من طريق النقل ، ولا معنى للاشتغال به ، إذ وضع الكذب لا يعجز عنه أحد " اهـ .
القاضي عياض في الشفا (2/79) : " هذا حديث لم يخرجه أحد من أهل الصحة ، ولا رواه ثقة بسند سليم متصل....، ومن حُكيت هذه الحكاية عنه من المفسرين والتابعين لم يسندها أحد منهم ، ولا رفعها إلى صاحب ، وأكثر الطرق عنهم فيها ضعيفة واهية ، والمرفوع فيه حديث شعبة عن أبي بشر عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال فيما أحسب - الشك في الحديث - أن النبي - صلى الله عليه وسلم- كان بمكة ....، وذكر القصة " ، ثم نقل كلام البزار وقال : " فقد بين لك أبو بكر رحمه الله أنه لا يعرف من طريق يجوز ذكره سوى هذا ، وفيه من الضعف ما نبه عليه ، مع وقوع الشك فيه ، كما ذكرناه ، الذي لا يوثق به ، ولا حقيقة معه .
قال الشيخ الألباني رحمه الله في كتابه " نصب المجانيق لنسف قصة الغرانيق "
قال الإمام بن كثير رحمه الله في تفسيره :
وقال الإمام الشوكاني رحمه الله في تفسيره :
قال الإمام البيضاوي في تفسيره :
وقال الإمام فخر الدين الرازي في تفسيره :
وقال الإمام القرطبي في تفسيره :
أرأيتِ عزيزي القارئ بطلان وضعف وكذب هذه الفرية على المصطفى صلى الله عليه وسلم ؟؟؟؟
لنرى هل القصة صحيحة من موقع الدرر السنية :
وللأمانة العلمية فأنا دخلت على الأحاديث الصحيحة و الأحاديث أسانيدها صحيحة ووجدت الآتي :
طبعاً قد يتوهم القارئ بالتخريجات السابقة
رجاله رجال الصحيح
رجاله ثقات
إسناده صحيح
وسأبدأ بتوضيح الإسناد الصحيح
في التخريج السابق من موقع الدرر السنية نجد أن الإسناد صحيح والراوي هو الإمام السيوطي ...فما المشكلة؟
المشكلة :هي أن الإمام السيوطي رحمه الله متساهل جداً في التصحيح .
قال الشيخ عبد الفتاح أبو غدة في هامش كتاب "الأجوبة الفاضلة" للكنَوي عن السيوطي: "وهو أوسع العلماء الأجلَّة الذين ذكرتُهم تساهلاً في إيراد الحديث الضعيف والتالف والموضوع وشبهه في كتبه ورسائله"
وقال أبو غدة في نفس الصفحة: "والأحاديث الموضوعة التي وقعت للحافظ السيوطي رحمه الله تعالى في (الجامع الصغير) كثيرة غير قليلة"
وقال: "أما الأحاديث الضعيفة فقد أكثر منها جداً"
قال شيخنا المحدث عبدالعزيز الطريفي في جوابه على أسئلة المُلتقى :
السؤال الأربعون: ما رأيكم تصحيحات وتحسينات الإمام السيوطي؟
الجواب: السيوطي رحمه الله من الأئمة المحققين إلا أنه متساهل في تصحيح الأخبار بكثرة الطرق، حتى وإن كانت شديدة الضعف، ومن تأمل كتبه علم ذلك منه (رحمه الله)، وقد توسع في تقوية الاحاديث بالشواهد والمتابعات، ويقوي أحاديث لم يسبقه إلى تقويتها أحد من الحفاظ المعتبرين.
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=7258
أما بخصوص القول بأن رجاله رجال الصحيح ورجاله ثقات
يقول ابن حجر في كتابه (( النكت عن ابن الصلاح ))
( ولا يلزم كون رجال الإسناد من رجال الصحيح أن يكون الحديث الوارد به صحيحاً ، لاحتمال أن يكون فيه شذوذ أو علة )
وأرجو الإطلاع على هذ الموضوع لشيخنا الحبيب " أبو حمزة السيوطي "
http://www.albshara.net/showthread.php?t=5354
يُتبع ..
kst rwm hgyvhkdr
المفضلات