(( أبـــــاطيل و أســــــــمار ))
وكان جل اهتمام شاكر هو التحذير من هيمنة الفكر التغريبي ومناهج المستشرقين الهدامة على المؤسسات التعليمية والثقافية، داعيا إلى التحرر من تلك المناهج التي أدت إلى تخريب البنية الثقافية لأجيال كاملة؛ وهو ما قاد إلى هيمنة الغرب على الثقافة العربية والإسلامية، وبالتالي تراجع مشروع نهضتنا.
ويعتبر المرحوم شاكر واضع منهج التذوق، ومتبني منهج التغيير لتحقيق النهضة والتجديد الحضاري والذي يرتكز على الرجوع إلى النبع الصافي للإسلام وهو القرآن والسنة النبوية.
الكتاب : هو عبارة عن مجموعة مقالات كتبها الشيخ في مجلة الرسالة خلال المعركة الأدبية الثانية له وكانت مع رمز آخر من رموز التغريب كانت مع الكاتب النصراني لويس عوض حين بدأ في نشر سلسلة مقالات له في جريدة الأهرام سنة 1964م، تحت عنوان «على هامش الغفران» وقد أثارت مقالات لويس عوض موجة من الشغب بين أوساط كثير من المثقفين لما فيها من تحامل على ابو العلاء المعري مدعيا انه تلقى علوم اليونان على يد احد الرهبان ومشككا في عقيدته متهما اياه بالكفر ، ولم يجرؤ أحد على الرد سوى محمود شاكر الذي خرج من عزلته، وانبرى لرد في سلسلة من المقالات الباهرة في مجلة الرسالة، كشفت عما في مقالات لويس عوض من الوهم والخلط التاريخي والتحريف في الاستشهاد بشعر أبي العلاء المعري، وعدم تمحيص الروايات التاريخية، والادعاء بتلقي المعري علوم اليونان على يد أحد الرهبان. وكانت مقالات شاكر البالغ عددها ثلاثا وعشرين مقالة التي ظهرت تباعا حدثا ثقافيا مدويا كشفت عن علم غزير ومعرفة واسعة بالشعر وغيره من الثقافة العربية، وقدرة باهرة على المحاجاة والبرهان .
.. الكتاب والتبشير ..
لم تقف هذه المقالات التي بلغت عند حدود الرد على كلام لويس عوض، بل انتقلت إلى الحديث عن الثقافة والفكر في العالم العربي والإسلامي، وما طرأ عليها من غزو فكري ولا سيما حركة التبشير التي غزت العالم الإسلامي. وتدخل محمد مندور عند شاكر ليوقف مقالاته دون جدوى، وأصاب لويس عوض الذعر والهلع من مقالات شاكر التي فضحته بين أوساط المثقفين، وكشفت عن ضعف ثقافته حتى في تخصصه في الأدب الإنجليزي حين كشف شاكر عن فساد ترجمته العربية لمسرحية الضفادع لأرسطوفان، وراح لويس عوض يطوف على المجلات والصحف يستنصرهم ضد شاكر ويزعم أن المعركة بينهما معركة دينية، ولم يتوقف شاكر عند كتابة مقالاته حتى أغلقت مجلة الرسالة نفسها، وألقي به في غياهب السجن سنتين وأربعة أشهر من آخر شهر أغسطس سنة 1965م، حتى آخر شهر ديسمبر سنة 1967م، وقد جمعت هذه المقالات في كتابه «أباطيل وأسمار» الذي يعد من أهم الكتب التي ظهرت في المكتبة العربية في النصف الأخير من القرن العشرين .
.. والآن مع التحميل ..
لا تنسوني من صالح دعائكم
Hfh'dg & Hslhv >> lpl,] ah;v
المفضلات