بسم الله الرحمن الرحيم
شبهة رد عليها سماحة الشيخ العلامة/ صالح اللحيدان في برنامج (نور على الدرب)
ليوم الأربعاء 22-11-1427هـ
س: أخت أرسلت ملاحظات على أحد من يسمي نفسه بالكاتب أو المفكِّر الإسلامي، تقول: بأنه يرى أنه لا يمكن الاقتداء بالنبي -صلَّى الله عليه وسلَّم- لأنه رسول واستدل بقولٍ زعم أنَّ أحد الصحابة قال، سُئل كيف عبادة الرسول -صلَّى الله عليه وسلّم- فقال الصحابي: مالكم ولعبادة الرسول؟! الرسول رسول!!
فكأنه يقول بأن الاقتداء به لا يمكن إطلاقا...
ج: لا شك أن هذه هفوة من هذا المتكلِّم، ولا يمكن أنْ يقول صحابيّ: مالكم وللرسول؟ الرسول رسول! مفهوم هذا الكلام: أنّ الرسول فقط يبلغكم الذي قيل له، ما قيل له بلغكم إياه فقط، المرسل من أحد ولله المثل الأعلى يبلغ الناس ما قال مرسِله فقط، الله يقول: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ}، والله يقول أيضا: {قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ}، والله يقول: {وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا}، والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: (صلوا كما رأيتموني أصلي)، والنبي عليه الصلاة والسلام يقول: (لتأخذوا عني مناسككم، فإني لا أدري لعلي لا ألقاكم بعد عامي هذا)، كل هذه النصوص وغيرها وغيرها يدعو للاقتداء به واتباعه، هذا الكلام كلام ضلال ولا أعتقد أن يقوله رجلُ إيمان.
لاشكّ أنَّ أهل الحديث المُعتنين به هم أعرف الناس بمقاصد الشريعة، ولذلك اقرءوا تبويب البخاري على كتابه وفقهه فقه الأبواب، وأمثال ذلك، انظروا إلى مواقف الإمام أحمد بن حنبل.. ينبغي أن يَحذر الناس مِن هؤلاء لأنّ عليم اللسان وإن كان عنده علم؛ العبرة بعلم اللسان والقلب، العبرة بفقه الدين حقيقة، أمَّا أن يكون الإنسان مطَّلعًا ويستطيع التقفر والتعمية والادعاءات فيجب أن يتجنَّبه الناس، وأمَّا قول هذا الزاعم أنَّ الصحابي قال: مالكم وعمل النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم-، فالنبيّ -عليه الصلاة والسلام- لمَّا جاء عددٌ مِن الصحابة يسألون النبيّ عن عمله -صلوات الله وسلامه عليه- وكأنهم تقالُّوا العمل الذي يقوم به، فقال بعضهم: لأصومن فلا أفطر، وقال بعضهم: لأقومن الليل فلا أفتر، وقال الآخر: لكني لا أتزوج النساء.. استحضرهم النبيّ -صلوات الله وسلامه عليه- ثم سألهم فأخبروه قال: (إني لأخشاكم لله ولكني أصوم وأفطر وأقوم وأنام وأتزوج النساء، فمن رغب عن سنتي فليس مني).. ينبغي أن يُحذر من أمثال هذا الشخص، ويُنبذ ولا يستمع لحديثه إن كان يتحدث إلا عن طريق ردٍّ أو إسكات.
إنّ المتمسكين بالمذاهب الضالة يخدمون ضلالهم في بعض الأحيان بالحرص على البيان والفصاحة حتّى يلبِّسوا الحقَّ بالباطل، ويموِّهوا باطلهم بالكلام، حتى يخدعوا الناس أو يسلبوهم عقولهم بهذا التمويه.. الحذر الحذر! ممن يتصف بأعماله بما يخالف السنة، أو يدعو بلسانه إلى ما يُخالف السُنة.. هذا ينبغي أن يُنبَذ إذا لم يهتدي، والله المستعان.afim : ghdl;k hghrj]hx fhgvs,g ugdi hgwghm ,hgsghl >
المفضلات