ياصديقي
حريق يمسك طرف ثوبي
و محاولة فاشلة لإنقاذ بقاياه
أو إخماد الالم
حسرة قابعة فوق ستائر الغرفة
ياصديقي
لقد صرنا نزّين كراسي الفتور باتسامة مجاملة
هانحن نلاحق طواحين الهواء
نرتدي أقنعة من شوك
ها نحن وسط الاعصار
ياصديقي
إجمع لهفتنا في أقبية النسيان
و أمتطي الرحيل
ياصديقي
صار الغزل حِرفة
نصهر به صلابة عنادنا
و صرنا نمتهن الحدادة
كل منا يكوي الآخر
ندق فوق ذاكرتنا
بطرق مستمر
حتى نذكر انفسنا بأسماءنا
و نكوي بالكلمة مواعيدنا
و نخط علامة عند آخر احتلال لها
هنا جيش الباء
و هنا راية للتاء
و تتعاقب الحروق
و صاربين اسمينا صحراء من الجروح
براكين من دماء
ياصديقي
صرنا فرساناً بلا هوية
نمتطي حصان من خشب
و الرسائل بيننا كسفينة تبحر
في الظلام نقرأها مجبرين
ثم نطعمها لسلة النفايات
و تلتهم هي بدورها جزء منا في كل مرة
يا صديقي
تقف مشاعرنا على أطراف اصابعها
بإرادة حرة فوق كراسي من فراغ
حول عنقها إلتف الحبل
تنتظر في كل يوم إعدامها
ياصديقي
كنت القاضي و انا الجلاد
كلانا اراد قتل ذاك الجنين
الذي اسميناه حب
ياصديقي
كنا بحاراً تحاور شطئانها
و شمس تكوي الرمال
فصرنا اقدام حافية
تركض فوق الجمر
يا صديقي
قرار يتهاوى فوق التفكير المضطرب
متى سيتنهي هذا الكابوس
انتهينا و انتهى معنا
آخر قطرات الحبر
فما عدنا نكتب حباً ولا مودة
وها هي اخيرا ظلالنا تمتثل لحركة اجسادنا
ياصديقي
قدرنا ان نُكست بأيدينا دقات قلوبنا
و أن نرسم فوق الشفاه حمرة ندم
ندم من أن يسبق أحدنا الآخر
و يقول وداعا أولاً
ياصديقي
قدرنا أن نحمل جثماناً نجهل أين ندفنه
فلا أرضك تقبل به
ولا أرضي تتسع له
ياصديقي
نرتدي عباءة العبارة
ونزررها بالملل
ننتظر من منّا سيقطع
ذاك الخيط الرفيع الذي قيدنا
ونحن في حالة صراع لكسب الاولوية
يا صديقي
تصافحنا على وعد لقاء زائف
و نحن في قرارة أنفسنا صممنا
أنه لاشوق بعد اليوم
صرنا في مواعيدنا نحمل مساطر
و اقلام لنقيس بها طول اللقاء
و صارت الساعة أثمن الاشياء
نناظرها بين اللحظة و اللحظة لحظة
و تغازلها عيوننا ونتحدث بلغة العقارب
ثانية
دقيقة
زفرة
يا صديقي
رسمنا فرحة فقيرة لعودة اللقاء
و صارت كراسينا من مسامير
و الحنين في قنينة تركناه
كبقشيش فوق الطاولة
وماكانت لمسات الاصابع
الا صلاة اعتدنا على أدائها
أخيرا لمسنا ذاك الحائط
الذي سد طريقنا
يا صديقي
ستظل أيدينا تحمل ذكري
ليوم مضى و لن يعود
و لازالت تتساءل الحيرة
بيننا
من منّا سيقول وداعا ً
~~~~~~~~~~~~~
من منّا أولا سيقول وداعاً
للكاتبة :انتصار حسينlk lkh sdr,g ,]huh
المفضلات