في آخر مرة كنت في هذا الفندق وأثناء نومي العميق سمعت فرقعة وانطفأت الأضواء
فاستيقظت مذعوراً من هول ذلك الصوت فقد كان أشبه بانفجار مكتوم
كانت الغرفة مظلمة إلا من بعض الإشارات الفسفورية الموضوعة بانتظام على الجدران والزجاج المطل على البحر
هذه الغرف مزودة بطاقة كهربائية تعطي ضوء خفيف جدا لمدة 6 ساعات في حالات الطوارئ
أضأت الغرفة وأنا افتح عيناي أكثر وأكثر حتى استطيع رؤية ما حولي جيداً
ذهبت إلى باب غرفتي لأخرج منها ووضعت يدي على المقبض ولكنه لا يستدير ..ما هذا !!
أدركت فوراً أن هذه الأبواب تغلق بشكل الكتروني في حالة وجود خلل وبعد شيء من التفكير وصلت إلى تحليل ما حدث
لقد كان هناك حريق في مبنى الطاقة الكهربائية والمولدات ولكن يا ترى إلى متى سأبقى هكذا ؟
وضعت أذني على الباب لعلني أسمع أحد قادم ولكن لم أسمع إلا الصمت الرهيب
وفي خطوات هادئة اتجهت نحو سريري وجلست على طرفه ،وعلى الرغم من الفصل كان صيفاً إلا أنني بدأت أشعر بالبرد
مع مرور الوقت تحول البرد إلى صقيع قارص حتى شعرت أن أصابعي تتجمد
وأردت رأسي إلى الواجهة الزجاجية وإذا بقرش أبيض ضخم يطل عليّ من هذه الواجهة فاتحاً فمه وكأنه يتحداني
طردت هاجس الخوف وقلت في نفسي إن بيني وبين هذا القرش حاجزاً منيعاً وتوجهت ناحية القرش ولكنني ذُهلت مما رأيت
لم تكن أسنان ذلك القرش ولون الماء من بعيد حيث الإضاءة الخفيفة كما هو الحال عندما اقتربت منه !
لقد كان لون الماء مخضب بالدماء وكانت أشلاء لحم وعظام وبعض ملابس الآدميين عالقة بأسنانه الحادة
وابتعد القرش عني الزجاج في حركة عنيفة فعلمت انه غاضب ولكنه سرعان ما عاد مسرعاً ليرتطم جسده الضخم بالزجاج
تكرر هذا الأمر وكأنه يعلم تماماً ما يفعل ويثق في النتيجة وكرر محاولته مرة أخرى ومع قوة الصدمة شعرت أن الواجهة ستتحطم لا محالة وابتعد عن الزجاج مرة ثالثة وأثناء عودته ساد الظلام الحالك فقد نفذت الطاقة الاحتياطية
وسمعت صوت ارتطام القرش بالزجاج وسمعت بعدها صوت أرعبني
انه صوت خرير الماء
هناك ماء ينسكب على أرضية الغرفة
هل نجح القرش في تحطيم النافذة ؟!!
هذا ما سنعرفه في الحلقة القادمة من مغامرات .. ذو الفقار
المفضلات