بقلم / محمود القاعودأحياناً ما تطابق كلمات الأغانى العاطفية على الأحوال الاجتماعية وليس الأحوال الغرامية فقط .. وأحياناً أيضاً ما تستوقفنى بعض الكلمات فأتأمل فيها ملياً .. وأعيد تكرارها فى ذاكرتى لأخرج من هذا التأمل بأن هذه الكلمات تنطبق على موقف سياسى معين أو اجتماعى وهكذا ..
وأهم أغنية استوقفتنى لأتأمل فى كلماتها هى أغنية ” “لعبة الأيام ” التى كتبها ” عمر بطيشة ” و شدت بها ” وردة ” .. كلام الأغنية يتحدث عن موقف حبيب من محبوبه الخائن الغدار الذى يظهر الخضوع التام إن عبست الأيام فى وجهه ووقف ضده الناس وضاقت به الحياة .. وفجأة عندما تتحسن أحواله وتبتسم له الدنيا فسرعان ما ينقلب ضد حبيبه ويغدر به ويتناساه تماماً ! “
هذا المحبوب الغدار ( ذكراً كان أم أنثى ) كائن تافه مريض ، يمثل وصمة عار فى جبين الجنس البشرى ؛ بما يحمله من طباع خسيسة رخيصة .. كذلك الزوج الذى ينشأ فقيراً معدماً وتُقاسمه زوجته حياة الذل والهوان ، وبمجرد أن تهش له الدنيا ، يخاصم زوجته ويُطلقها أو يتزوج بأخرى ويتركها تعانى الحرمان وحدها ، ويتناسى ما فعلته من أجله وصبرها عليه طوال سنوات عديدة ..
تقول بعض الكلمات التى استوقفتنى : ” “تضحك لك الأيام تهجر وتنسانى .. تغدر بك الأيام ترجعلى من تانى .. بتغيرك أيام وتبدلك أيام.. وبتجينى تلاقينى مع الماضى مع الذكرى مع الأحلام عشان قلبى أنا أوفى من الأيام .. يا لعبة الأيام ” .”
موقف يعبر عن خسة كائن وضيع .. عندما تضحك له الأيام يهجر ويتناسى متعمداً وينفر من حبيبه ويضيق به ذرعاً .. وعندما تغدر به الأيام ينقلب فجأة إلى النقيض ويعود مهرولاً يُبدى الأسف والندم جراء ما بدر منه بعدما ضحكت له الدنيا .. وعندما يعود ذليلاً مهاناً ليطلب الصفح والغفران يجد حبيبه المخلص الوفى يعيش مع الذكريات الجميلة والأحلام البريئة ..وذلك لأن قلب هذا الحبيب أوفى من تلك الأيام التى تتبدل وتتغير ، وتُضحك اليوم وتُبكى غدا .. لأن قلب هذا الحبيب لا يُشبه قلب لعبة الأيام الذى تغره الأيام ، وتجعله فى لحظة معينة يُظهر وجهه القبيح وفى أخرى تجعله يلبس القناع ليخفى قبحه ..
نصارى مصر لعبة الأيام :
هذه الكلمات وموضوعها هى ما ينطبق على نصارى مصر بالحرف الواحد .. ففى أثناء انشغال العالم الصليبى عنهم ، وتخليه عنهم ، ورفضه لإقامة دولة صليبية فى جنوب مصر لهم ، فإنهم حملان وديعة مؤدبة تحب المسلمين ، وتبرهم ، وتحترم عقيدتهم .. وتظهر آيات المحبة ومباركة اللاعنين والشتامون لا يرثون الملكوت ومن ضربك على خدك الأيمن فأدر له الأيسر ، بل وتجد بعضهم يتظاهر بالمبالغة بحب الإسلام فيوصى أحد حجاج بيت الله الحرام : والنبى يا حاج أحمد اقرأ لنا الفاتحة عندنا سيدنا النبى عليه الصلاة والسلام !!
يظهر النصرانى فى مظهر المسالم الوطنى المخلص الذى يصلى على النبى ويقرأ القرآن الكريم وتخرج الحكايات الفارغة عن عاش الهلال مع الصليب ، وكيف خطب القسيس من فوق منبر المسجد ، وكيف خطب الشيخ من داخل مذبح الكنيسة ، وكيف قرأ القسيس القرآن الكريم فى عزاء مسلم ، وكيف تبرع مسلم لنصرانى بالدم وأنقذه من مفارقة الحياة وكيف أن من حق الشعب المسلم عقيدة وثقافة أن يحكمه رئيس مسلم … إلخ تلك التفاهات .
وعندما تضحك الأيام لنصارى مصر .. عندما يجتمع العالم الصليبى على إقامة دولة صليبية لهم فى مصر .. عندما تغزو أمريكا دولة مسلمة تلو الأخرى .. عندما يطالب رئيس أمريكا بمحاربة الإرهاب ( الإسم الحركى للإسلام ) .. عندما يدعو الغرب لتغيير المناهج الدراسية .. عندما يتحدث الاتحاد الأوروبى عن اضطهاد النصارى الزعوم ..عندما تتحدث الخارجية الأمريكية عن حرية العبادة ( الاسم الحركى للتنصير ) .. فيا للهول .. يا للمصيبة .. ويا للكارثة .. ويا للداهية .. تكفر وجوههم .. وتلوى أعناقهم .. إن بدأ مسلم نصرانى : السلام عليكم .. يرد النصرانى : عايز إيه .. ؟؟ ويبدأ القمامصة والأساقفة فى إعطاء إشارة البدء لمهاجمة الرسول الأعظم صلى الله عليه وسلم فى الكنائس ، وتأمر الكنيسة الأرثوذكسية الكلاب النابحة لتسب الرسول الأعظم ، وتؤسس عشرات المواقع التى تسب وتشتم ، وتمول الفضائيات التى تُفحش وتردح ، وتنشر الكتب التى تذم وتقدح .. وتكشر الكنيسة عن أنيابها الطويلة ، وتحدد مطالب : تعيين عدة وزراء نصارى .. تعيين عدة محافظون نصارى .. تعيين مائة عضو نصرانى فى مجلس الشعب ومثلهم فى مجلس الشورى .. الدعوة لتعديل المناهج الدراسية .. حذف المادة الثانية من الدستور المصرى التى تنص أن الشريعة الإسلامية المصدر الرئيسى للتشريع .. منع بث حلقات ” خواطر إيمانية ” للشيخ الشعراوى فى التلفزيون المصرى لتهجمه على المسيحية الغراء .. إغلاق المكتبات التى تطبع كتب تتحدث عن الثالوث الأقدس .. عزل أساتذة الجامعات الذين يُكفرون الأقباط .. مطالبة وزارة التربية والتعليم أن تضع كتاباً عن الحقبة القبطية التى هى تاريخ مصر ماضياً وحاضراً ومستقبلاً .. تدريس اللغة القبطية فى الجامعات والمدارس .. منع الشعارات الإسلامية فى مترو الأنفاق .. تجريم النقاب .. مهاجمة الحجاب فى وسائل الإعلام .. وضع تفسير جديد للقرآن الكريم حتى يتماشى مع زمن المواطنة .. إلغاء خانة الديانة من بطاقة الهوية .. السماح للمنصرين بتنصير أى مسلم .. متى تشاجر مسلم ونصرانى .. فلابد أن يُنصر النصرانى حتى ولو أخطأ .. السماح للأقباط الأبرياء بالاستيلاء على أراضى الدولة لأنها صحراء جرداء والبلد كلها تعديات .. إطلاق يد قداسة البابا شنودة فى شئون البلاد ومصائر العباد .. تطبيق نظام ” ولاية القسيس ” – على غرار ولاية الفقيه فى إيران – بحيث تعود الدولة إلى شنودة الثالث فى أى حدث كبر أم صغر ، فإن صدر أى شئ من نصرانى فالكنيسة هى التى تحقق وليس الدولة .. المبالغة فى عدد النصارى والقول أنهم 10 مليون ( زيادة انشطارية من 4 إلى 10 ! ) .. عدم السماح بصدور أى جريدة إسلامية فى مصر .. تعذيب الإخوان وسجنهم ومحاكمتهم عسكرياً حتى يشعر الأقباط بالأمن والآمان .. تخصيص حصص معينة للعقيدة المسيحية فى التلفزيون المصرى ( ويا حبذا لو يتم تخصيص حصص لطقوس الرشم والتعميد والاعتراف ) .. حرية بناء الكنائس ورفع شعار ” كنيسة لكل مواطن ” .. غلق أى فضائية تبث مواد تعادى الثالوث الأقدس على القمر الاصطناعى ” النايل سات ” فلا يعقل أن يدفع القبطى ضرائب باهظة تذهب لسب معتقداته .. السماح للطلاب النصارى بدخول جامعة الأزهر أو تخصيص جامعة إكليركية قبطية دينية .. تخصيص إجازات رسمية للنصارى ( 7 يناير وشم النسيم ورأس النسة الميلادية بالإضافة لرأس السنة الفرعونية ) .. نقل قداس الأحد كل أسبوع على الهواء مباشرة على القناة الأولى ( فلا يكفى بثه على الفضائية المصرية والنيل الثقافية وإذاعة الأغانى ) .. تجريم تشغيل شرائط كاسيت عليها قرآن فى جميع أنواع المواصلات .. اعتقال أى مسلم يرد على النصارى وسجنه حتى لا يُسبب صداعاً أو يفضح أكاذيبهم .. عقد صفقات مع أقباط المهجر الوطنيون المخلصون الذين يحبون بلدهم أكثر من العرب البدو الغزاة الذين جاءوا من جزيرة العرب .. تعيين رئيس وزراء مسيحى .. السماح بانتخاب نصرانى رئيساً ً لمصر ..
هكذا هم نصارى مصر عندما ضحكت لهم الأيام .. هكذا هم عندما ابتسمت لهم أمريكا .. هكذا هم عندما هش لهم الاتحاد الأوروبى .. هكذا هم كدأب المعلم يعقوب حنا أكبر خائن فى تاريخ مصر القديم والحديث .. كدأب يعقوب حنا الذى انتظر قدوم نابليون بونابرت لاحتلال مصر فى العام 1798م ، ليتواطأ معه وليُذيق المسلمين شتى صنوف العذاب ، وليغتصب نسائهم ويُمرغ أنوفهم فى التراب .. فقد اعتقد الهالك المجحوم عليه لعنات الله المتوالية إلى يوم الدين ، أن الاحتلال الفرنسى قد مكنه من قيام الدولة الصليبية .. قد مكنه من استرداد العزبة التى يعتقد أن الله كتبها للنصارى .. قد مكنه من تحقيق الحلم الفاشل الذى يقضى بإقامة قداس الأحد فى الجامع الأزهر ..
رأى يعقوب حنا النصرانى الخائن أن دخول نابليون الأزهر الشريف هو وجنوده ودهسهم فوق المصاحف الشريفة بسنابك خيولهم ، رأى فى هذا العمل نهاية الإسلام والمسلمين ، ورأى فى هذا أيضاً قيام جمهورية مصر القبطية .. أدارت الخمر رأس الخائن يعقوب .. فسارع إلى القتل والترويع والتعذيب والتنكيل .. معتقداً أنه فى صراع مع الزمن ليتحقق حلم النصارى الفاشل .. لكن الله أخزاه وبين له جزاء الخيانة ، وكيف فر هارباً مع سيده نابليون الصليبى الفرنسى ، بل وزاد الله فى انتقامه منه أن أهلكه فى عرض البحر وتم نقع جثته النتنة فى دن من الخمر حتى لا يأكلها الدود .. وتم قذفه فى أحد القبور المجهولة بفرنسا …
هكذا هم نصارى مصر عندما ضحكت لهم الأيام .. تناسوا كلام المحبة ومباركة اللاعنين والأعداء وأظهروا لنا النصوص الحقيقية لدينهم :
((ومَلعونٌ مَنْ يَمنَعُ سَيفَهُ عَنِ الدَّمِ. )) ( إرميا 48 : 10 ) .
(( قالَ الرّبُّ إلهُ إِسرائيلَ: على كُلِّ واحدٍ مِنكُم أنْ يحمِلَ سيفَه ويَطوفَ المَحلَّةِ مِنْ بابٍ إلى بابٍ ويَقتُلَ أخاهُ وصديقَه وجارَهُ )) ( خروج 32 : 27 )
((فقالَ الرّبُّ لموسى: خذْ معَكَ جميعَ رُؤساءِ الشَّعبِ واَصلُبْهُم في الشَّمسِ أمامَ الرّبِّ، فتَنصَرِفَ شِدَّةُ غضَبِ الرّبِّ عَن بَني إِسرائيلَ فقالَ موسى لقُضاةِ بَني إِسرائيلَ: ليَقتُلْ كُلُّ واحِدٍ مِنكُم أيُا مِنْ قومِهِ تعَلَّقَ ببَعْلِ فَغورَ )) ( عدد 25 : 4-5 ) .
(( وكلَّمَ الآخرينَ فسمِعتُهُ يقولُ: إِذهَبوا في المدينةِ وراءَهُ واَضربوا. لا تُشفِقوا ولا تَعفوا. اقتلوا الشُّيوخ والشُّبَّانَ والشَّاباتِ والأطفالَ والنِّساءَ حتى الفناءِ )) ( حزقيال 9 : 5-6 )
(( فَزِعتُم مِنَ السَّيفِ فأنا أجلُبُ علَيكُمُ السَّيفَ، يقولُ السَّيِّدُ الرّبُّ )) ( حزقيال 11:8 ) .
(( فَضَرْباً تَضْرِبُ سُكَّانَ تِلكَ المَدِينَةِ بِحَدِّ السَّيْفِ وَتُحَرِّمُهَا بِكُلِّ مَا فِيهَا مَعَ بَهَائِمِهَا بِحَدِّ السَّيْفِ. تَجْمَعُ كُل أَمْتِعَتِهَا إِلى وَسَطِ سَاحَتِهَا وَتُحْرِقُ بِالنَّارِ المَدِينَةَ وَكُل أَمْتِعَتِهَا كَامِلةً لِلرَّبِّ إِلهِكَ فَتَكُونُ تَلاًّ إِلى الأَبَدِ لا تُبْنَى بَعْدُ.)) (تثنية 13: 15- 17)
(( فَالآنَ اذْهَبْ وَاضْرِبْ عَمَالِيقَ وَحَرِّمُوا كُلَّ مَا لَهُ وَلاَ تَعْفُ عَنْهُمْ بَلِ اقْتُلْ رَجُلاً وَامْرَأَةً, طِفْلاً وَرَضِيعاً, بَقَراً وَغَنَماً, جَمَلاً وَحِمَاراً )) ( صموkwhvn lwv gufm hgHdhl >
المفضلات