هذا الموضوع رداً على نصراني أدعو الله له من كل قلبي أن يمن الله عليه بنعمة البحث , بعد أن يمن عليه بنعمة العقل
نص الحديث
"يا جبريل صف لي النار , و انعت لي جهنم ,فقال جبريل : إن الله تبارك و تعالى
أمر بجهنم فأوقد عليها ألف عام حتى ابيضت , ثم أمر بها فأوقد عليها ألف عام حتى
احمرت , ثم أمر فأوقد عليها ألف عام حتى اسودت , فهي سوداء مظلمة ,لا يضيء
شررها , و لا يطفأ لهبها , و الذي بعثك بالحق لو أن خازنا من خزنة جهنم برز إلى
أهل الدنيا فنظروا إليه لمات من في الأرض كلهم من قبح وجهه , و من نتن ريحه , و
الذي بعثك بالحق لو أن حلقة من حلق سلسلة أهل النار التي نعت الله في كتابه
وضعت على جبال الدنيا لارفضت و ما تقارت حتى تنتهي إلى الأرض السفلى ,فقال
رسول الله صلى الله عليه وسلم : حسبي يا جبريل لا يتصدع قلبي ,فأموت , قال :
فنظر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى جبريل و هو يبكي , فقال : تبكي يا جبريل
و أنت من الله بالمكان الذي أنت به , فقال : مالي لا أبكي ?أنا أحق بالبكاء !
لعلي ابتلى بما ابتلي به إبليس , فقد كان من الملائكة , و ما أدري لعلي ابتلي
مثل ما ابتلي به هاروت و ماروت , قال : فبكى رسول الله صلى الله عليه وسلم و
بكى جبريل عليه السلام , فما زالا يبكيان حتى نوديا :أن يا جبريل و يا محمد إن
الله عز وجل قد أمنكما أن تعصياه , فارتفع جبريل عليه السلام ,و خرج رسول الله
صلى الله عليه وسلم فمر بقوم من الأنصار يضحكون و يلعبون , فقال : أتضحكون و
وراءكم جهنم ?! لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلا و لبكيتم كثيرا ,و لما أسغتم
الطعام و الشراب , و لخرجتم إلى الصعدات تجأرون إلى الله عز وجل .. فنودي : يا
محمد ! لا تقنط عبادي ,إنما بعثتك ميسرا و لم أبعثك معسرا فقال رسول الله صلى
الله عليه وسلم : سددوا و قاربوا
"
تخريج الحديث
قال الألباني في "السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 311 ) :
$ موضوع $ .أخرجه الطبراني في " الأوسط " بسنده عن # عمر بن الخطاب # قال : "
جاء جبريل إلى النبي صلى الله عليه وسلم في حين غير حينه الذي كان يأتيه فيه ,
فقام إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : يا جبريل : مالي أراك متغير
اللون ? فقال : ما جئتك حتى أمر الله بمفاتيح النار , فقال رسول الله صلى الله
عليه وسلم : يا جبريل صف لي النار .الحديث , أورده المنذري في " الترغيب و
الترهيب " ( 4 / 225 - 226 ) و أشار لضعفه أو وضعه , و قد بين علته الهيثمي في
" المجمع " فقال ( 10 / 387 ) : "و فيه سلام الطويل و هو مجمع على ضعفه " .
قلت : و ذلك لأنه كان كذابا كما قال ابن خراش , و قال ابن حبان : ( 1 / 335 -
336 ) : "روى عن الثقات الموضوعات ,كأنه كان المعتمد لها " .و قال الحاكم -
على تساهله - : " روى أحاديث موضوعة " .قلت : و هذا منها بلا شك فإن التركيب و
الصنع عليه ظاهر , ثم إن فيه ما هو مخالف للقرآن الكريم في موضعين منه : الأول
: قوله في إبليس : " كان من الملائكة " و الله عز وجل يقول فيه : *(كان من
الجن ففسق عن أمر ربه )* , و ما يروى عن ابن عباس في تفسير قوله : *( من الجن
)* أي من خزان الجنان , و أن إبليس كان من الملائكة , فمما لا يصح إسناده عنه ,
و مما يبطله أنه خلق من نار كما ثبت في القرآن الكريم , و الملائكة خلقت من نور
كما في " صحيح مسلم "عن عائشة مرفوعا , فكيف يصح أن يكون منهم خلقة ,و إنما
دخل معهم في الأمر بالسجود لآدم عليه السلام لأنه كان قد تشبه بهم و تعبد و
تنسك , كما قال الحافظ ابن كثير , و قد صح عن الحسن البصري أنه قال : "ما كان
إبليس من الملائكة طرفة عين قط و إنه لأصل الجن , كما أن آدم عليه السلام أصل
البشر " . الموضع الثاني : قوله : "ابتلي به هاروت و ماروت " . فإن فيه إشارة
إلى ما ذكر في بعض كتب التفسير أنهما أنزلا إلى الأرض , و أنهما شربا الخمر و
زنيا و قتلا النفس بغير ,فهذا مخالف لقول الله تعالى في حق الملائكة : *(لا
يعصون الله ما أمرهم و يفعلون ما يؤمرون )*, و لم يرد ما يشهد لما ذكر , إلا في
بعض الإسرائيليات التي لا ينبغي أن يوثق بها , و إلا في حديث مرفوع , قد يتوهم
- بل أوهم - بعضهم صحته , و هو منكر بل باطل كما سبق تحقيقه برقم 170 ,و يأتي
بعد حديث من وجه آخر .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/473 ) :
$ موضوع بهذا السياق و التمام $
أخرجه ابن أبي الدنيا في " صفة النار " ( ق 9/1 ) و الطبراني في المعجم الأوسط
( 2750 - بترقيمي لمصورة الجامعة الإسلامية ) عن سلام الطويل عن الأجلح بن
عبد الله الكندي عن عدي بن عدي الكندي قال : قال : # عمر بن الخطاب # : جاء
جبريل إلى النبي صلى الله عليه وسلم في حين غير حينه الذي كان يأتيه فيه , فقام
إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : فذكره . و قال الطبراني :
" لا يروى هذا الحديث عن عمر إلا بهذا الإسناد تفرد به سلام " .
قلت : و قال الهيثمي ( 10/386 - 387 ) بعد ما عزاه للطبراني :
" و هو مجمع على ضعفه " .
قلت : و قد اتهمه غير واحد بالكذب و الوضع كما تقدم غير ما مرة , و قال ابن
حبان في " الضعفاء و المتروكين " :
" يروي عن الثقات الموضوعات كأنه كان المتعمد لها " .
قلت : و في هذا الحديث ما يؤكد ما اتهموه به أعظمها قوله في إبليس : *( كان من
الملائكة )* و هذا خلاف القرآن : *( و كان من الجن ففسق عن أمر ربه )* . ثم إن
الملائكة خلقت من نور كما في " صحيح مسلم " , و هو مخرج في " الصحيحة " ( 458 )
, و أما إبليس فخلق من نار كما في القرآن و الحديث .
و نحوه قوله : " ما ابتلي به هاروت و ماروت , فإنه يشير إلى ما يروى من قصتهما
مع الزهرة و مراودتهما إياها و شربهما الخمر و قتلهما الصبي , و هي قصة باطلة
مخالفة للقرآن أيضا كما سبق بيانه في المجلد الأول برقم ( 170 ) .
و لا يفوتني التنبيه أن قوله : " لو تعلمون ... " إلى قوله : " تجأرون إلى الله
عز وجل " قد جاء طرفه الأول في " الصحيحين " , و الباقي عند الحاكم و غيره ,
فانظر الحديث الآتي إن شاء الله برقم ( 4354 ) . و تخريج " فقه السيرة " ( ص
479 ) .
jovd[ p]de ,wt hgkhv
المفضلات