|
-
الإدارة العامة
رقم العضوية : 4
تاريخ التسجيل : 1 - 10 - 2007
الدين : الإسلام
الجنـس : ذكر
العمر: 48
المشاركات : 17,892
- شكراً و أعجبني للمشاركة
- شكراً
- مرة 3
- مشكور
- مرة 12
- اعجبه
- مرة 4
- مُعجبه
- مرة 14
التقييم : 26
البلد : مهد الأنبياء
الاهتمام : الرد على الشبهات
معدل تقييم المستوى
: 35
رد شبهة : إنتشار الإسلام بحد السيف
السلام عليكم ورحمة الله
تقول الشبهة :
ان الاسلام إنتشر بحد السيف فكيف يكون الإسلام دين سلام
تفنيد الشبهة
بسم الله الواحد الأحد الفرد الصمد الذي لم يلد و لم يولد و لم يكن له كفؤا أحد
السلام على من اتبع الهدى
القارئ المشكك وصاحب الشبهة ،
نحن نرحب بأي سؤال مهما كانت ماهيته ، لأننا و لله الحمد نفخر بديننا .. ولا يوجد عِندنا ما نُخفيه .. كما أنه و لله الحمد فلا يوجد في الإسلام سؤالٌ إلا و له إجابة شافية و وافية .. و أسأل الله تعالى أن يشرح صدرك و يُنير بصيرتك لرؤية الحق و اتباعه .
حضرتك قلت أن الإسلام انتشر بحد السيف ، و أنا لا ألومك على هذا ، فهو الشائع للأسف عن هذا الدين العظيم ، الذي حورب بشتى أنواع الحروب و الأسلحة .. و لكن الله من علينا بنعمة العقل ، و لنا أن نستخدمه للبحث و المعرفة ، و لا نصدق كل ما يُشاع من أناس غرضهم الأول و الأخير تشويه صورة هذا الدين ..
نود أن نرجع الآن إلى بداية الدعوة ، أي في الزمن الذي كان يحكمه الكثير من الصراعات بين الطوائف المختلفة وكان يسود عليه التخلف بل والكفر بالله والتعبد لغير الله .. فسنجِد أمامنا أربع محطات رئيسية ... أو أربع مراحل أساسية ... وهم ...
1- المرحلة المكية .
2- المرحلة المدنية.
3- فتح مكة .
4- مرحلة الفتوحات الإسلامية.
ولكي نحكُم هل انتشر الإسلام في هذه المراحِل الأربعة بحد السيف ... أم لا ... فيجب تدارس كل مرحلة منها تفصيلياً .. ومِن ثمّ يكون السؤال المنطقي ... هو :
كيف انتشرت الدعوة للإسلام في كل مرحلة من هذه المراحِل الأربعة ؟
عزيزي القارئ ... أسأل الله لنا ولك الهداية والسداد .
يا رجُل إن لم تُسلِم لله بالوحدانية ... فعلى الأقل استمع لما يقوله المُسلِم و عِه و تأمّل في معانيه وحكِّم عقلك فيه , ولا تستمع لشبهات أعدائِه ولو كانوا بني مِلّتِك .
1 - المرحلة المكية :
نزل جبريل عليه عليه السلام بأول آية على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم لكي يعلن بذلك بداية عهد الله مع البشر من جديد و يعلن أن الدين المنتظر والرسول المنتظر قد جاء بالحق .. فآمن به من آمن و كفر من كفر ........ فهل أجبر الرسول صلى الله عليه و سلم أحدا على الدخول في الإسلام آنذاك ؟!
كلا !
لقد مكث رسول الله صلى الله عليه وسلم بمكة ثلاثة عشر عاما ، وهو يدعو إلى الله بالحجة والموعظة الحسنة ، وقد دخل في الإسلام في هذه الفترة من الدعوة خيار المسلمين من الأشراف وغيرهم ، وكان الداخلون أغلبهم من الفقراء ، ولم يكن عند رسول الله صلى الله عليه وسلم من الثراء ما يغري هؤلاء ، وهذا أمر لا يختلف فيه اثنان ، وقد تحمَّل المسلمون - ولاسيما الفقراء والعبيد ومن لا عصبية له منهم - من صنوف العذاب والبلاء ألواناً ، فما صرفهم ذلك عن دينهم ، وما تزعزعت عقيدتهم ، بل زادهم ذلك صلابة في الحق ، وصمدوا صمود الأبطال مع قلتهم وفقرهم ، وما سمعنا أن أحداً منهم ارتدّ سخطاً عن دينه ، أو أغرته مغريات المشركين في النكوص عنه ، وإنما كانوا كالذهب لا تزيده النار إلا صفاء ونقاء ، وكالحديد لا يزيده الصهر إلا قوةً وصلابةً ، بل بلغ من بعضهم أنهم وجدوا في العذاب عذوبة ، وفي المرارة حلاوة .
1- فهذا بلال بن رباح - رضي اللّه عنه - كان يعذبه أمية بن خلف على توحيده وإيمانه بالله - تعالى - . وقد عذبه أشد العذاب ، ومن ذلك أن أمية كان يُخرجُ بلالًا إذا حميت الشمس في الظهيرة ، فيطرحه على ظهره في بطحاء مكة ، ثم يأمر بالصّخرة العظيمة فتوضع على صدره ، ثم يقول : لا تزال هكذا حتى تموت أو تكفر بمحمد وتعبد اللات والعزى ، فيقول وهو في ذلك البلاء : أَحدٌ أَحدٌ . .
أين السيف في ذلِك يا عزيزي القارئ؟!!
أما كان خير لبلال هذا العبد رضي الله عنه , أما كان أفضل له أن يفتدي نفسه من مُر هذا العذاب بأن يعود إلى دين قومِه و يترُك دعوة محمد لعبادة الله؟!!! ...
إن كانوا قد أسلموا و سيف قريش على رِقابِهم ..و دين محمد ما زال في مهده ... فاين السيف إذاً يا عزيزي القارئ؟!!
2- المرحلة المدنية :
وسنتعامل فيها مع فترات ثلاث ..
الأولى : مرحلة الإعداد للهجرة
الثانية : هجرة الرسول.
الثالثة : قتال المشركين.
الأولى : مرحلة الإعداد للهجرة
أهم ما يُميزها هو بدأ انتشار الإسلام بين القبائل , و مقدمات لبشارات العزة والتمكين ...
1- اسلام وفد دوْس في مكة , والمسلمون مستضعفون :
وهم عشيرة أبي هريرة الصحابي الشهير، وكان الطفيل شريفًا في قومه شاعراً نبيلا، فلما قرأ عيه القرآن أسلم، فقال له رسول الله: "اذهب على قومك فادعهم إلى الإسلام" ودعا لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: "اللهم اهد دوساً"
2- أسلام حمزة وعُمر :
ثم بدأ المسلمون المستضعفون يستعِدون إلى الهجرة الى المدينة ,فخرجوا و خرج معهم بعد أن أسلما عم رسول الله حمزة بن عبدالمطلب وعمر بن الخطاب هذا الذي سبقه للإسلام أخته وزوج أختِه الذي قال عنه يأساً من أن يُسلِم : " والله لا يسلم حتى يسلم حمار الخطاب!" لما كان يراه من قسوته وشدته على المسلمين . وهكذا أسلما ففزعت قريش , لأن اثنين من فرسانها وكبارها قد اسلما ودانا بدين محمد وتركا عزهما ومالهما وتحديا قريش علانية في أن يمنعهما أحد في الخروج مع محمد .
يا عزيزي القارئ لم يُسلم عمر بن الخطاب كبير فرسان قريش و اشد اعداء المسلمين واكثرهم بطشا , خوفا من سيف محمد , و محمد قد تبعه الضعفاء و العبيد والإماء و الموالي .... !!
3- انتشار الاسلام في المدينة قبل هجرة الرسول اليها :
وكانت المدينة تُسمى يثرِب , وكان يقطنها قبيلتان عربيتان لهما النفوذ و القوة على يثرب وهما : الأوس، والخزرج وكان بينهما من العداوة ما يجعل الحرب سجال , لا تضع أوزارها بين الفريقين، وكان يجاورهم من اليهود : بنو قينقاع، وبنو قريظة وبنو النضير. فحالف الأوس بني قريظة، وحالف الخزرج بني النضير وبني قينقاع. وكان اليهود إذا خٌذِلوا يستفتحون على أعدائهم باسم نبي يبعث قد قرب زمانه.
4- اسلام ستة من خزرج يثرب:
وجاء ستة نفر من الخزرج معروفون باسمائهم الى مكة فدعاهم الرسول إلى الإسلام وإلى معاونته في تبليغ رسالة ربه، فقال بعضهم لبعض: إنه للنبي الذي كانت تعدكم به يهود فلا يَسْبِقَنَّكُم إليه، فآمنوا به وصدقوه، وقالوا: إنا تركنا قومنا بينهم من العداوة ما بينهم، فإن يجمعهم الله عليك فلا رجل أعز منك، ووعدوه المقابلة في الموسم المقبل.
وهذا هو بدء الإسلام لعرب يثرب.... وكان لا سيف يُرهِبهم ليُسلِموا يا عزيزي القارئ ...!!!
5- اسلام اثنا عشر من يثرب .. بيعة العقبة الأولى:
فلما كان العام المقبل قدم اثنا عشر رجلاً، منهم عشرة من الخزرج، واثنان من الأوس،معروفون بأسمائِهِم ، فاجتمعوا به عند العقبة، وأسلموا وبايعوا رسول الله على بيعة النساء، وذلك قبل أن تفترض الحرب، على ألا يشركوا بالله شيئًا، ولا يسرقوا ولا يزنوا، ولا يقتلوا أولادهم، ولا يأتوا ببهتان يفترونه بين أيديهم وأرجلهم، ولا يعصونه في معروف، فإن وَفَوا فلهم الجنة، وإن غَشَوا من ذلك شيئًا فأمرهم إلى الله عز وجل، إن شاء غفر وإن شاء عذب، وهذه هي العقبة الأولى .
6- اسلام باقي عرب يثرب وساداتها - على يد رجلين فقط ..... :
أرسل الرسول عليه الصلاة والسلام مصعب بن عمير و عبد الله ابن أم مكتوم يقرآن المبايعين الاثنى عشر رجلا ونسائهم , القرآن ، ويفقهانهم في الدين، ونزل مصعب على أحد المبايعين أبي أمامة أسعد بن زرارة، وصار يدعو بقية الأوس والخزرج للإسلام، وبينما هو في بستان مع أسعد بن زرارة إذ قال سعد بن معاذ -رئيس قبيلة الأوس- لأُسَيد بن حضير ابن عم سعد: ألا تقوم إلى هذين الرجلين اللذين أتيا يُسفِّهان ضعفاءنا لتزجرهما؟ فقام لهما أسيد بحربته، فلما رآه أسعد قال لمصعب: هذا سيد قومه، وقد جاءك فاصدق الله فيه، فلما وقف عليهما قال: ما جاء بكما تسفِّهان ضعفاءنا؟ اعتزلا إن كان لكما بأنفسكما حاجة، فقال مصعب: أو تجلس فتسمع؟ فإن رضيت أمراً قبلته، وإن كرهته كففنا عنك ما تكره، فقرأ عليه مصعب القرآن فاستحسن دين الإسلام، وهداه الله له فتشهد ورجع إلى سعد، فسأله عما فعل، فقال: والله ما رأيت بالرجلين بأساً، فغضب سعد وقام لهما مغيظاً، ففعل معه مصعب كسابقه فهداه الله للإسلام، ورجع لرجال بني عبد الأشهل، وهم بطن من الأوس، فقال لهم: ما تعدونني فيكم؟ قالوا: سيدنا وابن سيدنا، قال: كلام رجالكم ونسائكم علي حرام حتى تسلموا، فلم يبق بيت من بيوت بني عبد الأشهل إلا أجابه، وقد انتشر الإسلام في دور يثرب حتى لم يكن بينهم حديث إلا أمر الإسلام.(نور اليقين في سيرة سيد المرسلين 1/57- 58 .) ...
7- حضور ثلاثة وسبعين رجلًا من أهل المدينة لمبايعة الرسول (بيعة العقبة الثانية).
حضر منهم في العام التالي , ثلاثة وسبعون رجلا ممن أسلموا على يد الصحابيين في المدينة , اثنان وستون من الخزرج، وأحد عشر من الأوس ومعهم امرأتان وجاءوا ليُبايعوا رسول الله صلى الله عليه وسلّم.. وتحالفوا على أن ياتيهم رسول الله و ينصرونه وينصُرهم... و عاهدوهعلى الذود عنه حتى الموت
وكان لا سيف يُرهِبهم ليُسلِموا يا عزيزي القارئ ...!!!
ما رأيُك يا عزيزي القارئ .. هدانا الله وإياك ..!!!
وكان لا سيف لمُحمد يستعينون به على أعدائِهم يا عزيزي القارئ ...!!! , أين السيف الذي دفع هؤلاء دفعاً للإسلام؟!!
ألم يكُن اولى لهم أن يُحالفوا قريشاً لتُسانِدهم ضد عدوهم من أن يُحالِفوا محمداً الضعيف منبوذ قُريش ومن معه من العبيد يا عزيزي القارئ ...؟!!!!!
.
2- و ها هو عمار ابن ياسر.. وأمه سُمية .. و أبوه ياسر ... ثلاثتُهُم أسلموا ... و من أوائل من أسلموا .. فقُتِلت أمه و قُتِل أبوه ... وكانوا رضي الله عنهم - يُعذبون أشدّ العذاب من أجل إيمانهم باللّه - تعالى - ، فلم يردهم ذلك العذاب عن دينهم ، لأنهم صدقوا مع اللّه فصدقهم اللّه - تعالى - ولهذا قيل لهم : « صبرًا آل ياسر ، فإن موعدكم الجنة »
أين كان سيف محمد يا عزيزي القارئ وهم يُعذبون؟!!
أين كان سيف محمد وقد كان الإسلام في أضعف عصورِه , وكان الشرك في أزهى أيامه .. أين كان سيف محمد ليدافِع عن سُمية تِلك العجوز الكبيرة الضعيفة و التي رُبِطت بين بعيرين وأتاها أبو جهل يشتمها ويشتم زوجها، ثم طعنها في فرجها بحربة فقُتِلت وقُتِل زوجها ..
فهل أرهب سُمية وزوجها سيف محمد يا عزيزي القارئ؟!!!
3 - وهذا صُهيب الرومي - رضي الله عنه - أراد الهجرة فمنعه كفار قريش أن يُهاجر بماله ، وإن أحب أن يتجرّد من ماله كله ويدفعه إليهم تركوه وما أراد ، فأعطاهم ماله ونجى بدينه مهاجرًا إلى الله ورسوله وأنزل الله .. فباع ماله كله واشترى به مرضاة الله ومرضاة رسوله .. أكان هذا بسيف محمد يا عزيزي القارئ؟!!!
لقد أدى أذى قُريش و بطشها بأتباع محمد صلى الله عليه وسلّم , أن اجبر ذلِك بعضهم على أن يُهاجِر إلى بلاد الحبشة هجرتين هربا من العذاب ، فكان عدد من هاجر في هجرة الحبشة الأولى اثنى عشر او يزيد , , وتنبهت قريش لهجرة المسلمين هذه , فعملت على وأدها , فزادت سطوة قريش وصلفها .. فالمنطق يا عزيزي القارئ أن يقِل العدد ولا ينتشِر هذا الدين .. إن كان انتشاره بالسيف ... !! , و المنطق يا عزيزي القارئ أن لا يزيد عدد من آمن , ولكِن إذ بعدد من هاجر في الهجرة الثانية للحبشة أضعاف أضعاف الأولى , فقد وصل إلى أكثر من مئة , ثلاث وثمانين رجُلاً و ثمانية عشر امراة أو يزيد .. فكان العدد في ازدياد ... ثم هاجروا جميعاً الهجرة الكبرى إلى المدينة ، تاركين الأهل والولد والمال والوطن ، متحملين آلام الاغتراب ، ومرارة الفاقة والحرمان .
كل هذا ولا سيف لمحمد صلى الله عليْه وسلّم ...!!
واستمر الرسول بالمدينة عاماً وبعض العام يدعو إلى الله بالحكمة والمجادلة بالتي هي أحسن ، وقد دخل في الإسلام من أهل المدينة قبل الهجرة وبعدها عدد كثير عن رضاً واقتناع ويقين واعتقاد ، كما سيأتي تفصيله بعد قليل.
وأخيراً يا عزيزي القارئ ... في خِتام هذه المرحلة فلا يُمكِن لأي إنسان يحترم عقله ويذعن للمقررات التاريخية الثابتة ، أن يزعم أنه كان للنبي صلى الله عليه وسلم والمسلمين في هذه الأربعة عشر عاماً أو تزيد حول أو قوة ترغم أحداً على الدخول في الإسلام ، إلا إذا ألغى عقله وهدم التاريخ الصحيح ....
والسؤال الآن إليك يا عزيزي القارئ.
كيف انتشر الإسلام في المرحلة المكية ؟؟
هل بالسيف أم بالإيمان والعقل ؟!!
أين السيف في هذه المرحلة ؟!!
هل حقا كل هؤلاء أسلموا بالسيف ؟؟
وما الذي أجبر هؤلاء جميعا على أن يهجروا مالهم وأهليهم وأن يتحملوا القتل و العذاب في سبيل الإيمان بدعوة محمد ولم يعِدهم رسول الله بشيء من متاع الدنيا , لا بالمال ولا بالقصور و لا بالمجد والشهرة ...!!
يتبع ......
v] afim : Ykjahv hgYsghl fp] hgsdt
إن الله ابتعثنا لنخرج العباد من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد ومن ضيق الدنيا إلى سعة الآخرة ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام .
( إِنْ أَحْسَنْتُمْ أَحْسَنْتُمْ لِأَنْفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآَخِرَةِ لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيرًا عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يَرْحَمَكُمْ وَإِنْ عُدْتُمْ عُدْنَا وَجَعَلْنَا جَهَنَّمَ لِلْكَافِرِينَ حَصِيرًا)
-
الإدارة العامة
رقم العضوية : 4
تاريخ التسجيل : 1 - 10 - 2007
الدين : الإسلام
الجنـس : ذكر
العمر: 48
المشاركات : 17,892
- شكراً و أعجبني للمشاركة
- شكراً
- مرة 3
- مشكور
- مرة 12
- اعجبه
- مرة 4
- مُعجبه
- مرة 14
التقييم : 26
البلد : مهد الأنبياء
الاهتمام : الرد على الشبهات
معدل تقييم المستوى
: 35
رد: رد شبهة : إنتشار الإسلام بحد السيف
الثانية : هجرة الرسول.
1- الرسول يخرُج من مكة :
علِم قُريش بما كان من تحالُف بين محمد صلى الله عليْه وسلّم وأهل المدينة , فاجتمع رؤسائهم واتفقوا على قتله قبل أن يُهاجِر إلى المدينة ... فاجتمعوا حول باب الدار، ورسول الله داخله، ولكِنه خرج على القوم وهو يقرأ: {وَجَعَلْنَا مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدًّا وَمِنْ خَلْفِهِمْ سَدًّا فَأَغْشَيْنَاهُمْ فَهُمْ لا يُبْصِرُونَ} [يس: 9]. فألقى الله النوم عليهم حتى لم يره أحد، ولم يزل عليه الصلاة والسلام سائراً حتى تقابل مع الصديق، وسارا حتى بلغا غار ثور فاختفيا فيه.
ثم كان من أمرهم ما كان مع سُراقة و الذي كشف مخبأهم وتبِعهم فلما غلب على عقله ما حل به و بخيله .. اسلم وأيقن أنه رسول رب العالمين , أسلم برسولية مُحمد النبي الهارب من صلصلة السيوف , والذي لا يمتلِك من متاع الدنيا شيئاً , أما سُراقة بسيفه وخيله و أموال قُريش كلها التي فاقت الوصف والتي حانت لتكون تحت أقدامه إن فتِك بمحمد ...!!!... هجر كل ذلِك و آمن بمحمد.
فكان مكافاة الله له ... بأن وعده الرسول صلى الله عليْه وسلّم و تنبأ له الرسول بمُلك كِسْرى ... كِسْرى ملِك الفُرس؟!! ..نعم .. من عرف من هم الفُرس وعاشر أهل ذلِك الزمان , لأيقن أنها أقرب للأساطير منها للنبوءات.
ومن يقدِر على الفٌُرس؟!! ...
ولكِن تحققت النبوءة وجلس سُراقة على عرش كِسْرى الفُرس ...!!
هجر أموال قُريش كلها وهجر الدنيا لأجل الله و رسول الله , فجائته الدنيا زاحِفة.
ولم يُهدده أحد بسيف ليترُك اموال وكنوز قُريش..يا عزيزي القارئ!!
2- الرسول يدخل يثرِب:
وأول من بصُر بمجسئه كان رجل من اليهود , فقال اليهودي بأعلى صوته: يا معشر العرب، هذا جَدُّكُم -أي: حظكم- الذي تنتظرون، فثاروا إلى السلاح فتلقوا رسول الله بظهر الحرة.
3- عرب أهل المدينة كُلُها يلتفون حول رسول الله:
تحوَّل عليه الصلاة والسلام إلى المدينة والأنصار محيطون به متقلدي سيوفهم، وهنا حدّث ولا حَرَج عن سرور أهل المدينة، فكان يومُ تحوله إليهم يومًا سعيدًا لم يُروا فرحين بشيء فرحهم برسول الله صلى الله عليه وسلم، وخرج النساء والصبيان والولائد يقلن:
طلع البَدرُ علينا ... من ثَنِيَّاتِ الوداع
وجب الشكر علينا ... ما دعا لله داع
أيُّها المبعوثُ فينا ... جئت بالأمرِ المُطاع
4- المؤاخاة بين الأوس و الخزرج ..و انتهاء حرب دامت قرونا:
ثم آخى الرسول بين الأنصار من الأوس و الخزرج .. وانتهت الفتنة و الدماء التي كانت بينهم قروناً من الزمان ... على يد رسول الله ... ووحّدهم الإسلام وعبادة الله الواحِد.
لا يُمكِن أن يكون هذا رسول حرب وقتل يا عزيزي القارئ ,
ولكِن رسول سلام وإسلام
5- المؤاخاة بين المهاجرين والأنصار:
لما تحول مع رسول الله أغلب المهاجرين بعد أن أذِن لهم بالهِجرة , وبعد أن نجى منهم من القتل من نجا , ونجا منهم من عذاب قريش بعد هجرة الرسول من نجا , جائوا إلى المدينة , فتنافس فيهم الأنصار، فحكَّموا القرعة بينهم، فما نزل مهاجري على أنصاري إلا بقُرعة.
ومن يتأمل إلى هذه المحبة التي يستحيل أن تكون بتأثير بشر، بل بفضل من الله ورحمته، يفهم كيف انتصر هؤلاء الأقوام على معانديهم من المشركين وأهل الكتاب مع قلة العَدد والعُدد.
وكان الأنصار يؤثرون إخوانهم المهاجرين على أنفسهم ، في سورة الحشر: {وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} وهذا أعلى درجات الأخوة .. وكان عليه الصلاة والسلام يقول لكل اثنين: "تآخيا في الله أخَوين أخوين" .
الآن يا عزيزي القارئ وقد أسلم كل هؤلاء وانتشر الإسلام في شمال وغرب الحِجاز كما رأيت أعلاه ... دون حرب .. بقي أن نعرِف ماذا حدث مع اليهود و مشركي مكة ...!!
تلك الحُقبة المظلومة والتي لم يجِد أعداء الإسلام شيئاً فيها إلا شوّهوه ..وأخرجوه عن حقيقته ومعناه .!!
6- السنة الأولى من الهجرة:
وكما ابتلى الله المُسلِمين في مكة بكفار قُريش , فقد ابتلاهم في المدينة باليهود ..و المُنافقين بقيادة عبدالله ابن أبي سلول .. ومع ذلشك وبرغم معرِفة رسول الله للمنافقين فرداً فرداً , فلم يقتُل منهم أحدا , وبرغم إزدياد كراهة اليهود للمُسلمين , وحِقدِهم عليهم خاصة بعد أن صدمهم كبير قبيلة بني قينُقاع اليهودية بإسلامه , فأسلم و شهِد بنبوة رسول الله ...وكان رسول الله يُنذِرهم من عذاب الله يوم القيامة , ولم يُقاتِلهم على مُعاداتهم له ولدعوته ... وكان الرسول أقوى عُدة وعتاداً ... فقد صار الآن في حمى الله ثم حِمى أكبر قبيلتين عربيتين في المدينة وهما الاوس و الخزرج , و التين كانا يغلِبان حتى على اليهود...
لو كان رسول الله يبحث عن مُلك دُنيوي , خاصة وقد دانت له المدينة كلها و آمنوا به
لكان طاح في اليهود قتلاً وسفكاً , و أكره اليهود و المنافقين على الدين وهو في إوج قُوّته
ولكِن هذا لم يحدُث قط يا عزيزي القارئ..!!
بل هادنهم و اعطاهُم الأمان ...!!
إذاً لم يكُن هناك حرب بين الرسول وأحد من العرب غير قُريش ..
ولم يكُن قد بدأ المُسلِمون بهذ الحرب كما علِمت و لكِن قُريش هم من بدأوا ..!!
ولم يُجبِر الرسول أحد من العرب على الإسلام بالسيف ... يا عزيزي القارئ..!
وبِرغم أن حرب قريش مشروعة ... فهم من قتّّلوا المسلمين وعذبوهم وبقروا بطونهم ورملوا نسائهم , وسلبوهم أموالهم ونهبوها , و طردوهم من ديارهم لا لشيء إلا أن قالوا ربُّنا الله ... بل لم يكفِهم ذلِك , بل تبِعوهم إلى الحبشة ليفتِكوا بِهِم ويقتُلوهُم .. و ظل المسلِمون صابِرين على أذى قريش إلى أن أتى أمر الله لهم بأن يُدافِعوا عن أنفسِهم ضِد من قاتلهم وشرّدهُم .. فنزلت آية العدالة الجهادية الأولى , ف {أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ }الحج39
هاهي أول آية تسمح لهم بالجهاد دفاعا عن أنفسهم و عن أموالهم و هذا حق مشروع لا اعتراض عليه عند كل الأمم... فأصل القتال في الإسلام هو الدفاع عن النفس أي أن نقاتل من يُقاتلنا و لا نعتدي على حرمة أحد ..
وهكذا ظلت المناوشات بين قريش و المسلمين , في هذا العام فيأسِر قريش من المسلمين من يأسِرون و يسلِبونه ماله و عتاده , ومن أسلم في قريش وأراد الخروج من مكة إلى رسول الله , فإنه يُجبر على ترك كل ماله وعتاده .. وظل المُسلِمون برغم الأمر الإلهي باستِرداد كرامتهم و الدفاع عن أنفسِهِم , فإنهم ظلوا لا يفعلون أكثر من إرسال سرايا تُرهِب سرايا قُريش القادِمة من الشام .. وظلت هكذا المناوشات بينهم...
ولم يكُن قِتال بعد ...!!
برغم إذن الله للمسلمين ان يُدافعوا على أنفسِهم
ولكِنهم لم يبدأوا أي قتال
بل هم من بدأوا ....!!!! _______________________________
يتبع.
إن الله ابتعثنا لنخرج العباد من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد ومن ضيق الدنيا إلى سعة الآخرة ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام .
( إِنْ أَحْسَنْتُمْ أَحْسَنْتُمْ لِأَنْفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآَخِرَةِ لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيرًا عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يَرْحَمَكُمْ وَإِنْ عُدْتُمْ عُدْنَا وَجَعَلْنَا جَهَنَّمَ لِلْكَافِرِينَ حَصِيرًا)
-
رقم العضوية : 18
تاريخ التسجيل : 2 - 10 - 2007
الجنـس : ذكر
العمر: 38
المشاركات : 647
- شكراً و أعجبني للمشاركة
- شكراً
- مرة 0
- مشكور
- مرة 0
- اعجبه
- مرة 0
- مُعجبه
- مرة 0
التقييم : 10
البلد : مصر
الاهتمام : نصرة الحق
معدل تقييم المستوى
: 18
رد: رد شبهة : إنتشار الإسلام بحد السيف
جزاك الله خيرا اخى ذو الفقار وبارك الله فى اسدنا كريم
ورد ايضا جميل وشا مل لكل شبهه حول السيف
انا مسجله على الجهاز لو قت اللزوم
ورد فى القرآن الكريم وفى السنة النبوية آيات وأحاديث تبين شأن الجهاد فى الإسلام ، ويرى المطالع لهذه الآيات والأحاديث ، أن المجاهد فى سبيل الله ، هو ذلك الفارس النبيل الأخلاقى المدرب على أخلاق الفروسية العالية الراقية ؛ حتى يستطيع أن يمتثل إلى الأوامر والنواهى الربانية التى تأمره بضبط النفس قبل المعركة وأثناء المعركة وبعد المعركة ، فقبل المعركة يجب عليه أن يحرر نفسه من كل الأطماع ، وألا يخرج مقاتلا من أجل أى مصلحة شخصية ، سواء كانت تلك المصلحة من أجل نفسه أو من أجل الطائفة التى ينتمى إليها ، أو من أجل أى عرض دنيوى آخر ، وينبغى أن يتقيد بالشروط التى أحل الله فيها الجهاد ، وأن يجعل ذلك لوجه الله تعالى ، ومعنى هذا أنه سوف يلتزم بأوامر الله ، ويستعد لإنهاء الحرب فوراً ، إذا ما فقدت الحرب شرطاً من شروط حلها أو سبباً من أسباب استمرارها ، وسواء أكان ذلك الفارس منتصراً ، أو أصابه الأذى من عدوه ، فإن الله يأمره بضبط النفس ، وعدم تركها للانتقام ، والتأكيد على الالتزام بالمعانى العليا ، وكذلك الحال بعد القتال ، فإنه يجب عليه أن يجاهد نفسه الجهاد الأكبر ؛ حتى لا يتحول الفارس المجاهد إلى شخصٍ مؤذٍ لمجتمعه أو لجماعته أو للآخرين ، وبالرغم من أن لفظة الجهاد إذا أطلقت انصرف الذهن إلى معنى القتال فى سبيل الله. إلا أن الرسول صلى الله عليه وسلم قد أسماه بالجهاد الأصغر ، وسمى الجهاد المستمر بعد القتال بالجهاد الأكبر ؛ لأن القتال يستمر ساعات أو أيام ، وما بعد القتال يستغرق عمر الإنسان كله.
وفيما يلى نورد الآيات القرآنية والأحاديث النبوية التى تحدثت عن هذه القضية ، ثم بعد ذلك نستخرج منها الأهداف والشروط والضوابط والأساليب ، ونعرف منها متى تنتهى الحرب ، والآثار المترتبة على ذلك:
أولاً: القرآن الكريم:
1- (وقاتلوا فى سبيل الله الذين يقاتلونكم ولا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين * واقتلوهم حيث ثقفتموهم وأخرجوهم من حيث أخرجوكم والفتنة أشد من القتل ولا تقاتلوهم عند المسجد الحرام حتى يقاتلوكم فيه فإن قاتلوكم فاقتلوهم كذلك جزاء الكافرين) (5).
2- (فإن انتهوا فإن الله غفور رحيم * وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين لله فإن انتهوا فلا عدوان إلا على الظالمين) (6).
3- (كتب عليكم القتال وهو كره لكم وعسى أن تكرهوا شيئاً وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئاً وهو شر لكم والله يعلم وأنتم لا تعلمون ) (7).
4- (يسألونك عن الشهر الحرام قتال فيه قل قتال فيه كبير وصد عن سبيل الله وكفر به والمسجد الحرام وإخراج أهله منه أكبر عند الله والفتنة أكبر من القتل ) (8).
5- (وكأين من نبى قاتل معه ربيون كثير فما وهنوا لما أصابهم فى سبيل الله وما ضعفوا وما استكانوا والله يحب الصابرين ) (9).
6- (ولا تحسبن الذين قُتِلُوا فى سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يُرْزَقُون ) (10).
7- (فالذين هاجروا وأخرجوا من ديارهم وأوذوا فى سبيلى وقاتلوا وقتلوا لأكفرن عنهم سيئاتهم ) (11).
8- (فليقاتل فى سبيل الله الذين يشرون الحياة الدنيا بالآخرة ومن يقاتل فى سبيل الله فيُقتل أو يَغِلب فسوف نؤتيه أجرا عظيماً ) (12).
9- (وما لكم لا تقاتلون فى سبيل الله والمستضعفين من الرجال والنساء والولدان الذين يقولون ربنا أخرجنا من هذه القرية الظالم أهلها واجعل لنا من لدنك وليا واجعل لنا من لدنك نصيراً ) (13).
10- (فإن اعتزلوكم فلم يقاتلوكم وألقوا إليكم السلم فما جعل الله لكم عليهم سبيلاً ) (14).
11- (وإذ يعدكم الله إحدى الطائفتين أنها لكم وتودون أن غير ذات الشوكة تكون لكم ويريد الله أن يحق الحق بكلماته ويقطع دابر الكافرين * ليحق الحق ويبطل الباطل ولوكره المجرمون ) (15).
12- (فلم تقتلوهم ولكن الله قتلهم وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى ) (16).
13- (وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين كله لله فإن انتهوا فإن الله بما يعملون بصير) (17).
14 (ولا تكونوا كالذين خرجوا من ديارهم بطرا ورئاء الناس ويصدون عن سبيل الله والله بما يعملون محيط) (18).
15- (وإن جنحوا للسلم فاجنح لها وتوكل على الله إنه هو السميع العليم ) (19).
16- (يا أيها النبى قل لمن فى أيديكم من الأسرى إن يعلم الله فى قلوبكم خيرا يؤتكم خيراً مما أخذ منكم ويغفر لكم والله غفور رحيم ) (20).
17- (فإن تابوا وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة فخلوا سبيلهم إن الله غفور رحيم * وإن أحد من المشركين استجارك فأجره حتى يسمع كلام الله ثم أبلغه مأمنه ذلك بأنهم قوم لا يعلمون ) (21).
18- (إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة يقاتلون فى سبيل الله فَيَقتُلُون وَيُقتَلُون ) (22).
19- (أُذِنَ للذين يُقَاتَلُون بأنهم ظُلِمُوا وإن الله على نصرهم لقدير * الذين أُخْرِجُوا من ديارهم بغير حق إلا أن يقولوا رَبُّنَا الله) (23).
ثانياً: الأحاديث النبوية الشريفة:
1- عن أبى هريرة ـ رضى الله عنه ـ عن النبى صلى الله عليه وسلم قال: " تكفل الله لمن جاهد فى سبيله لا يخرجه من بيته إلا جهاد فى سبيله وتصديق كلمته بأن يدخله الجنة أو يرجعه إلى مسكنه الذى خرج منه مع ما نال من أجر أو غنيمة " (24).
2- عن وهب بن منبه ، قال: سألت جابراً عن شأن ثقيف إذ بايعت ، قال: اشترطت على النبى صلى الله عليه وسلم أن لا صدقة عليها ولا جهاد ، وأنه سمع النبى صلى الله عليه وسلم بعد ذلك يقول: " سيتصدقون ويجاهدون إذا أسلموا " (25).
3- عن سعد بن زيد بن سعد الأشهلى أنه أهدى إلى رسول صلى الله عليه وسلم سيفاً من نجران فلما قدم عليه أعطاه محمد بن مسلمة ، وقال: " جاهد بهذا فى سبيل الله فإذا اختلفت أعناق الناس فاضرب به الحجر ، ثم ادخل بيتك وكن حلساً ملقى حتى تقتلك يد خاطئة أو تأتيك منية قاضية. قال الحاكم: فبهذه الأسباب وما جانسها كان اعتزال من اعتزل عن القتال مع على ـ رضى الله عنه ـ وقتال من قاتله " (26).
4- عن سعيد بن جبير قال: " خرج علينا أو إلينا ابن عمر فقال رجل كيف ترى فى قتال الفتنة فقال وهل تدرى ما الفتنة كان محمد صلى الله عليه وسلم يقاتل المشركين وكان الدخول عليهم فتنة وليس كقتالكم على الملك " (27).
5- عن عبد الله بن عمرو ـ رضى الله عنهما ـ قال: جاء رجل إلى النبى صلى الله عليه وسلم فقال: إنى أريد الجهاد فقال: " أحى والداك ؟ قال: نعم. قال: ففيهما فجاهد " (28).
ويتضح من هذه الآيات والأحاديث أن هدف الحرب فى الإسلام يتمثل فى الآتى:
1- رد العدوان والدفاع عن النفس.
2- تأمين الدعوة إلى الله وإتاحة الفرصة للضعفاء الذين يريدون اعتناقها.
3- المطالبة بالحقوق السليبة.
4- نصرة الحق والعدل.
ويتضح لنا أيضا أن من شروط وضوابط الحرب:
(1) النبل والوضوح فى الوسيلة والهدف.
(2) لا قتال إلا مع المقاتلين ولا عدوان على المدنيين.
(3) إذا جنحوا للسلم وانتهوا عن القتال فلا عدوان إلا على الظالمين.
(4) المحافظة على الأسرى ومعاملتهم المعاملة الحسنة التى تليق بالإنسان.
(5) المحافظة على البيئة ويدخل فى ذلك النهى عن قتل الحيوان لغير مصلحة وتحريق الأشجار ، وإفساد الزروع والثمار ، والمياه ، وتلويث الآبار ، وهدم البيوت.
(6) المحافظة على الحرية الدينية لأصحاب الصوامع والرهبان وعدم التعرض لهم.
الآثار المترتبة على الجهاد
يتضح لنا مما سبق أن الجهاد فى الإسلام قد اتسم بنبل الغاية والوسيلة معا ، فلا غرو أن تكون الآثار والثمار المتولدة عن هذا الجهاد متناسقة تماما فى هذا السياق من النبل والوضوح ؛ لأن النتائج فرع عن المقدمات ، ونلخص هذه الآثار فى النقاط التالية:
(1) تربية النفس على الشهامة والنجدة والفروسية.
(2) إزالة الطواغيت الجاثمة فوق صدور الناس ، وهو الشر الذى يؤدى إلى الإفساد فى الأرض بعد إصلاحها.
(3) إقرار العدل والحرية لجميع الناس مهما كانت عقائدهم.
(4) تقديم القضايا العامة على المصلحة الشخصية.
(5) تحقيق قوة ردع مناسبة لتأمين الناس فى أوطانهم.
يقول الله سبحانه وتعالى فى سورة الحج:
(الذين أخرجوا من ديارهم بغير حق إلا أن يقولوا ربنا الله ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لهدمت صوامع وبيع وصلوات ومساجد يذكر فيها اسم الله كثيراً ولينصرن الله من ينصره إن الله لقوى عزيز )
قال الإمام القرطبى عند تفسيره لهذه الآية:
(ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض) أى لولا ما شرعه الله تعالى للأنبياء والمؤمنين من قتال الأعداء ، لاستولى أهل الشرك وعطلوا ما بينته أرباب الديانات من مواضع العبادات ، ولكنه دفع بأن أوجب القتال ليتفرغ أهل الدين للعبادة. فالجهاد أمر متقدم فى الأمم ، وبه صلحت الشرائع واجتمعت المتعبدات ؛ فكأنه قال: أذن فى القتال ، فليقاتل المؤمنون. ثم قوى هذا الأمر فى القتال بقوله: (ولولا دفع الله الناس) الآية ؛ أى لولا القتال والجهاد لتغلب على الحق فى كل أمة. فمن استشبع من النصارى والصابئين الجهاد فهو مناقض لمذهبه ؛ إذ لولا القتال لما بقى الدين الذى يذب عنه. وأيضاً هذه المواضع التى اتخذت قبل تحريفهم وتبديلهم وقبل نسخ تلك الملل بالإسلام إنما ذكرت لهذا المعنى ؛ أى لولا هذا الدفع لهُدمت فى زمن موسى الكنائس ، وفى زمن عيسى الصوامع والبيع ، وفى زمن محمد صلى الله عليه وسلم المساجد. " لهدمت " من هدمت البناء أى نقضته فانهدم. قال ابن عطية: هذا أصوب ما قيل فى تأويل الآية "
-
رقم العضوية : 14
تاريخ التسجيل : 1 - 10 - 2007
الجنـس : ذكر
المشاركات : 694
- شكراً و أعجبني للمشاركة
- شكراً
- مرة 0
- مشكور
- مرة 0
- اعجبه
- مرة 0
- مُعجبه
- مرة 0
التقييم : 10
معدل تقييم المستوى
: 18
رد: رد شبهة : إنتشار الإسلام بحد السيف
سؤال اخر
حسب ما قيل حتى الآن ، ان الذين هاجروا لم يبالوا بما ورائهم وفضلوا ان يلتحقو بالاسلام وخرجو على هذا الاساس
فماذا جرى بعد ذلك هل ندموا على ما تركوه وقرروا ان ياخذوع عنوة ؟؟؟؟؟؟
عزيزي القاريء ،
هناك فرق بين أن تترك مالك و أهلك و أولادك ثم تهاجر ، و بين أن تتم مصادرة أموالك و سبي أهلك و أولادك مباشرة بعد هجرتك ..
فلكل موقف منهما حديث خاص ! فليست المسألة ندماً على ما تُرٍك .. بقدر ما هي استرجاع كرامة و حقوق مسلوبة !!
فقد كانت قريش السباقة دائماً للأذى ، و أوذي رسول الله صلى الله عليه و سلم و أصحابه كما سبق الذكر مما جعلهم يهاجرون هربا من القمع و العذاب ... و لكن قانون العدل و الإنصاف لا يعطي لقريش حق مصادرة ممتلكات المسلمين المُهاجرين رغم تركهم لها و عدم مبالاتهم بها ..
فقريش لم تكفر و تُعانِد فحسب ، بل ضربت بكل الأعراف عرض الحائط و انتهكت حرمات المُهاجرين في غيابهم و سلبت أموالهم و مولت بها قوافلها .. حتى اُخبر النبي صلَّى الله عليه و سلم بان القافلة التجارية الكبرى لقريش المحملة بمختلف البضائع و الأموال , و التي تقدر قيمتها بخمسين ألف دينار و المحملة على ألف بعير ـ و الممولة بأموال المسلمين المصادرة طبعا ـ سوف تمرّ بالقرب من المدينة و هي في طريق عودتها إلى مكة المكرمة قادمة من الشام ، عندها قرر النبي صلَّى الله عليه و سلم أن يقابلهم بالمثل و يسعى من أجل استرداد شيء مما نهبه كفار قريش من المسلمين و ذلك عن طريق مصادرة أموال قريش بالإغارة على قافلتهم و السيطرة عليها ...
فما رأيك عزيزي القاريء ؟!
هل يُعتبر هذا سطواً و قطع طريق ؟؟ أم استِرداد حق من الحقوق الكثيرة المسلوبة ؟؟!!
سؤال آخر :
نحن لا نتكلم عن سياسة دولة ولكن نتكلم عن انتشار دين ....
لم يهاجم المسلمون جيشا ولكن قطعوا طريق قافلة هل تعتقد ان الامر واحد ؟؟؟؟
ما الفرق اذا بين من كون مجموعة من الافراد واغار على بيت ابوه او اخوه او حتى احد لا يعرفه لمجرد انه ذات يوم اخذ منه شيئا
الفرق أنهم صادروا الأموال و سبوا النساء و تعدوا على الحُرُمات
و الإغارة على القافلة لم تكن انتقاما بقدر ما كانت استرداداً لبعض الحقوق !
ثم أنهم لم يتمكنوا من مهاجمة القافلة لأن أبا سفيان علم بالأمر فغيّر طريقه و أرسل إلى قريش من يخبرهم بذلك و طلب منهم المدد و العون ، فهرعت قريش لنصرته بكامل العدة و العتاد الحربي و كان عددهم من (900) إلى (1000) مقاتل .
و هكذا فقد تمكن أبو سفيان من الفرار بالقافلة إلى مكة و نجا بنفسه و الأموال التي كانت معه ، لكن مقاتلي قريش عزموا على قتال المسلمين ، و قد رأى عتبة بن ربيعة أن يتراجعوا مادامت القافلة في أمان ، لكن عناد و تكبر سادة قريش جعلهم يُصِرون على الحرب ، فكانت النتيجة انهم خرجوا منها بالعار و الخزي و الهزيمة و الخسائر الجسيمة ، و هكذا نصر الله تعالى نبيه الكريم .. فكل هذا كان مرتبا ترتيبا إلهيا لأن تقوم هذه المعركة ..
سؤال آخر :
الم يكن المسلمون هم من خرجوا لقافلة ابو سفيان يوم بدر ؟
الا يعتبر هذا قطع طريق ؟؟؟؟؟؟
اعذرنى على سؤالى ولكن هو للاستفسار
لم يكن ينوى القريشيين ان يخرجو الا بعد ان وصل الخبر بان محمد ورجاه قد خرجو لقطع الطريق على قافلة ابو سفيان
قطع الطريق يكون تعدياً على الحقوق لأنه سرقة و نهب مالٍ ليس من حق السارق !
فقاطع الطريق يكون ظالماً في هذه الحالة ....
أما مُحاولة استرداد كرامة ، و استرجاع جزء يسير مما سُلب ، فلا يُمكن أن يكون قطع طريق ..
فما رأيك عزيزي القاريء ؟
ألم يكن كل هذا دافعاً كافياً يجعلهم يخرجون ؟!
هل لهم الحق في استرجاع بعض ممتلكاتهم ؟!
هل هذا قطع طريق ؟!
... يتبع
-
رقم العضوية : 14
تاريخ التسجيل : 1 - 10 - 2007
الجنـس : ذكر
المشاركات : 694
- شكراً و أعجبني للمشاركة
- شكراً
- مرة 0
- مشكور
- مرة 0
- اعجبه
- مرة 0
- مُعجبه
- مرة 0
التقييم : 10
معدل تقييم المستوى
: 18
رد: رد شبهة : إنتشار الإسلام بحد السيف
الثالثة : قتال المشركين.
بدأ المُشرِكون قِتال المُسلِمين , ولم يبدأ المُسلِمون القِتال ... إذاً فقد رأينا الآن , كيف أن في كل مرة يبدأ القُرشيون من تطوير هجومِهِم , وتطوير صلفِهِم و تعدِّيهِم وظُلمِهِم بالمُسلِمين .
فكانت المرة التي اتجه المُسلِمون للسيطرة على سرية قُرشية بقيادة أبي سُفيان ـ كما رأينا سابقاً ـ فأرسل إلى قُريش , وبرغم أن أبو سفيان لم يحدُث لِقافِلتِه شيء , إلا أن أبا جهل صمّم ان يُقاتِل محمداً وأن يقضي على المُسلِمين تماما ... وهكذا كانت أولى الغزوات الإسلامية .. غزوة بدر ..!!
فكانت أول لقاء مسلح بين المسلمين والمشركين، وكانت معركة فاصلة أكسبت المسلمين نصراً حاسماً شهد له العرب قاطبة. والذين كانوا أشد استياء لنتائج هذه المعركة هم أولئك الذين منوا بخسائر فادحة مباشرة؛ وهم المشركون، أو الذين كانوا يرون عزة المسلمين وغلبتهم ضرباً قاصماً على كيانهم الديني والاقتصادي، وهم اليهود. فمنذ أن انتصر المسلمون في معركة بدر كان هذان الفريقان يحترقان غيظاً وحنقًا على المسلمين؛ {لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِّلَّذِينَ آمَنُواْ الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُواْ} [المائدة:82]
وكانت في المدينة بطانة للفريقين دخلوا في الإسلام حين لم يبق مجال لعزهم إلا في الدخول في الإسلام للإبقاء على مكانتهم و شرفهم بين الناس ، وهم عبد الله بن أبي وأصحابه أي المُنافقين ، ولم تكن هذه الفرقة الثالثة أقل غيظاً من الأوليين.
وكانت هناك فرقة رابعة، وهم البدو الضاربون حول المدينة، لم يكن يهمهم مسألة الكفر والإيمان، ولكنهم كانوا أصحاب سلب ونهب، فأخذهم القلق، واضطربوا لهذا الانتصار، وخافوا أن تقوم في المدينة دولة قوية تحول بينهم وبين اكتساب قوتهم عن طريق السلب والنهب، فجعلوا يحقدون على المسلمين وصاروا لهم أعداء.
فبدأ التفكير في الانتقام ........
فجاءت غزوة بني سُليم بالكُدْر حيث بلغ النبي صلى الله عليه وسلم بعد بدر أن بني سليم وبني غَطَفَان تحشد قواتها لغزو المدينة، فباغتهم النبي صلى الله عليه وسلم في مائتي راكب في عقر دراهم ...
ثم حاول المُشركون اغتيال الرسول صلى الله عليه و سلم ، و ذلك بعد أن اتجه عُمير بن وهب الى المدينة بحجة فدية ابنه الأسير ... فشاء الله أن يُسلم بين يدي رسول الله صلى الله عليه و سلم ، بعد مُعجزة إلهية حين أخبره رسول الله بتفاصيل حديثه مع صفوان ابن أمية الذي حرضه على قتل رسول الله ... فآمن عُمير و أسلم ...
هل احتاج عُمير إلى السيف لكي يُسلم ؟؟
هل احتاج أن يُرهبه سيف مُحمد ليُسلم و هو الذي جاء ليقتل الرسول صلى الله عليه و سلم ؟
ثم اشتد رُعب اليهود من انتصارات المسلمين المُتوالية ، فنقضوا العهد و الميثاق الذي كان بينهم و بين المُسلِمين ، وأخذوا في طريق الدس والمؤامرة والتحريش وإثارة القلق والاضطراب في صفوف المسلمين. وهاك مثلاً من ذلك:
نموذج من مكيدة اليهود
قال ابن إسحاق: مر شاس بن قيس ـ وكان شيخاً [يهودياً] قد عسا ، عظيم الكفر، شديد الضغن على المسلمين، شديد الحسد لهم ـ على نفر من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم من الأوس والخزرج في مجلس قد جمعهم، يتحدثون فيه، فغاظه ما رأي من ألفتهم وجماعتهم وصلاح ذات بينهم على الإسلام، بعد الذي كان بينهم من العداوة في الجاهلية، فقال: قد اجتمع ملأ بني قَيْلَةَ بهذه البلاد، لا والله ما لنا معهم إذا اجتمع ملؤهم بها من قرار، فأمر فتي شاباً من يهود كان معه، فقال: اعمد إليهم، فاجلس معهم، ثم اذكر يوم بُعَاث وما كان من قبله، وأنشدهم بعض ما كانوا تقاولوا فيه من الأشعار، ففعل، فتكلم القوم عند ذلك، وتنازعوا وتفاخروا حتى تواثب رجلان من الحيين على الركب فتقاولا، ثم قال أحدهما لصاحبه: إن شئتم رددناها الآن جَذَعَة ـ يعني الاستعداد لإحياء الحرب الأهلية التي كانت بينهم ـ وغضب الفريقان جميعاً، وقالوا: قد فعلنا، موعدكم الظاهرة ـ والظاهرة: الحَرَّة ـ السلاح السلاح، فخرجوا إليها [وكادت تنشب الحرب].
فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم، فخرج إليهم فيمن معه من أصحابه المهاجرين حتى جاءهم فقال: (يا معشر المسلمين، الله الله، أبدعوى الجاهلية وأنا بين أظهركم بعد أن هداكم الله للإسلام، وأكرمكم به، وقطع به عنكم أمر الجاهلية، واستنقذكم به من الكفر وألف بين قلوبكم)
فعرف القوم أنها نزغة من الشيطان، وكيد من عدوهم، فبكوا، وعانق الرجال من الأوس والخزرج بعضهم بعضاً، ثم انصرفوا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم سامعين مطيعين، قد أطفأ الله عنهم كيد عدو الله شاس بن قيس.
ماذا يستحق هؤلاء اليهود ؟
ماذا يستحق في زماننا من يُثير الفتنة الطائفية ، و يُزعزع استقرار البِلاد ؟؟
فنقض يهود بني قينقاع العهد كذلك ... وكان أعظمهم حقداً وأكبرهم شراً كعب بن الأشرف .. فلما فتح الله للمسلمين في بدر اشتد طغيانهم، وتوسعوا في تحرشاتهم واستفزازاتهم، فكانوا يثيرون الشغب، ويتعرضون بالسخرية، ويواجهون بالأذي كل من ورد سوقهم من المسلمين حتى أخذوا يتعرضون بنسائهم.
روي أبو داود وغيره، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: لما أصاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قريشاً يوم بدر، وقدم المدينة جمع اليهود في سوق بني قينقاع. فقال: (يا معشر يهود، أسلموا قبل أن يصيبكم مثل ما أصاب قريشاً).
قالوا:يا محمد، لا يغرنك من نفسك أنك قتلت نفراً من قريش كانوا أغماراً لا يعرفون القتال، إنك لو قاتلتنا لعرفت أنا نحن الناس، وأنك لم تلق مثلنا، فأنزل الله تعالى: {قُل لِّلَّذِينَ كَفَرُواْ سَتُغْلَبُونَ وَتُحْشَرُونَ إِلَى جَهَنَّمَ وَبِئْسَ الْمِهَادُ قَدْ كَانَ لَكُمْ آيَةٌ فِي فِئَتَيْنِ الْتَقَتَا فِئَةٌ تُقَاتِلُ فِي سَبِيلِ اللهِ وَأُخْرَى كَافِرَةٌ يَرَوْنَهُم مِّثْلَيْهِمْ رَأْيَ الْعَيْنِ وَاللهُ يُؤَيِّدُ بِنَصْرِهِ مَن يَشَاء إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لَّأُوْلِي الأَبْصَارِ} [آل عمران 12، 13].
وازداد بنو قينقاع جراءة، فواصلوا إثارة الفتن و التحرش بالمسلمين إلى أن جاء يوم الفصل ..
روي ابن هشام عن أبي عون: أن امرأة من العرب قدمت بجَلَبٍ لها، فباعته في سوق بني قينقاع، وجلست إلى صائغ، فجعلوا يريدونها على كشف وجهها، فأبت، فَعَمَد الصائغ إلى طرف ثوبها فعقده إلى ظهرها ـ وهي غافلة ـ فلما قامت انكشفت سوأتها فضحكوا بها فصاحت، فوثب رجل من المسلمين على الصائغ فقتله ـ وكان يهودياً ـ فشدت اليهود على المسلم فقتلوه، فاستصرخ أهل المسلم المسلمين على اليهود، فوقع الشر بينهم وبين بني قينقاع.
فكيف ستُعامل مثل هؤلاء أيها القاريء المنصف ؟؟؟
كيف ستُعامل من اعتدى على أختك بهذه الطريقة ؟؟
وحينئذ عِيلَ صبر رسول الله صلى الله عليه وسلم، فاستخلف على المدينة أبا لُبَابة بن عبد المنذر، وأعطي لواء المسلمين حمزة بن عبد المطلب، وسار بجنود الله إلى بني قينقاع ، فحاصرهم أشد الحصار ، وقذف الله في قلوبهم الرعب فنزلوا على حكم رسول الله صلى الله عليه وسلم في رقابهم وأموالهم ونسائهم وذريتهم، فأمر بهم فكتفوا.
وحينئذ قام عبد الله بن أبي بن سلول بدور نفاقه، فألح على رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يصدر عنهم العفو،
وعامل رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا المنافق ـ الذي لم يكن مضي على إظهار إسلامه إلا نحو شهر واحد فحسب ـ عامله بالحسنى ...
فوهبهم له، وأمرهم أن يخرجوا من المدينة ولا يجاوروه بها، فخرجوا إلى أذْرُعَات الشام، فقل أن لبثوا فيها حتى هلك أكثرهم.
هل ترى في هذا ظُلماً أيها القاريء ؟؟
و أين السيف هنا يا عزيزي ؟؟
و هكذا ... استمر النشاط العسكري في المدينة المنورة و حولها لنفس الأسباب ، و هي رد الأذى و الدفاع عن النفس و المال و العرض !
و في نفس الفترة ، كانت قُريش تحشد الجيوش للانتقام لـبدر .... فتجيشوا و جمعوا العدة و العتاد لغزو المدينة المنورة ...
ماذا تنتظر من المسلمين عزيزي القاريء ؟؟
ماذا تنتظر من مدينة مُهددة بالغزو ؟؟
هل دفاعهم عن أنفسهم يُعد ظلماً لأحد ؟؟
فأنزل الله تعالى قوله:
وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ ، وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ وَأَخْرِجُوهُمْ مِنْ حَيْثُ أَخْرَجُوكُمْ وَالْفِتْنَةُ أَشَدُّ مِنَ الْقَتْلِ وَلا تُقَاتِلُوهُمْ عِنْدَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ حَتَّى يُقَاتِلُوكُمْ فِيهِ فَإِنْ قَاتَلُوكُمْ فَاقْتُلُوهُمْ كَذَلِكَ جَزَاءُ الْكَافِرِينَ ، فَإِنِ انتَهَوْا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ، وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ لِلَّهِ فَإِنِ انتَهَوْا فَلا عُدْوَانَ إِلاَّ عَلَى الظَّالِمِينَ
ففهمنا من الآية ومن عظمة الإسلام التالي :
برغم أن الآية موجة لكفار قُريش إلا أن فيها دروس عامة ....نخرُج بها .. وهي :
1- أن لا نُقاتِل أحداً إلا من بدأ بِقِتالِنا .. وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ.
2- أن لا نُقاتِل من لم يُقاتِلنا , ولا نعتدي على أحد .. وَلا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ ... وهذا السبب الرئيسي في أن الرسول صلى الله عليْه وسلم لم يُقاتل اليهود برغم معاداتِهم له ولدعوته.
3- و تحليل قتلِ الأعداء الذين بدأوا قِتالنا في أي مكان , ولا يختص بِمكان مُعين , وأمرنا وحثنا أن نستعي وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ
4- الحض على كرامة الوطن والحث على استِرداد الديار وإخراج العدو منها ...وَأَخْرِجُوهُمْ مِنْ حَيْثُ أَخْرَجُوكُمْ.
5- وأن لا نُقاتِلهم عند المسجِد الحرام حتى يُقاتلونا عِنده ... وَلا تُقَاتِلُوهُمْ عِنْدَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ حَتَّى يُقَاتِلُوكُمْ فِيهِ فَإِنْ قَاتَلُوكُمْ فَاقْتُلُوهُمْ كَذَلِكَ جَزَاءُ الْكَافِرِينَ .
6- وما أعظم نغُفران الله ورحمته ... فإن توقفوا و ارتدعوا , توقفنا ... فَإِنِ انتَهَوْا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ.
يتبع.
-
الإدارة العامة
رقم العضوية : 4
تاريخ التسجيل : 1 - 10 - 2007
الدين : الإسلام
الجنـس : ذكر
العمر: 48
المشاركات : 17,892
- شكراً و أعجبني للمشاركة
- شكراً
- مرة 3
- مشكور
- مرة 12
- اعجبه
- مرة 4
- مُعجبه
- مرة 14
التقييم : 26
البلد : مهد الأنبياء
الاهتمام : الرد على الشبهات
معدل تقييم المستوى
: 35
رد: رد شبهة : إنتشار الإسلام بحد السيف
تابع أخى ذو الفقار مقالك
و خاصة مرحلة الفتوحات الإسلامية
بارك الله فيك يا أخي أبو اليسر على متابعتك فكلنا متابعون فالموضوع للأخ أسد الدين وهو من سيكمله بعون الله
إن الله ابتعثنا لنخرج العباد من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد ومن ضيق الدنيا إلى سعة الآخرة ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام .
( إِنْ أَحْسَنْتُمْ أَحْسَنْتُمْ لِأَنْفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآَخِرَةِ لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيرًا عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يَرْحَمَكُمْ وَإِنْ عُدْتُمْ عُدْنَا وَجَعَلْنَا جَهَنَّمَ لِلْكَافِرِينَ حَصِيرًا)
-
الإدارة العامة
رقم العضوية : 4
تاريخ التسجيل : 1 - 10 - 2007
الدين : الإسلام
الجنـس : ذكر
العمر: 48
المشاركات : 17,892
- شكراً و أعجبني للمشاركة
- شكراً
- مرة 3
- مشكور
- مرة 12
- اعجبه
- مرة 4
- مُعجبه
- مرة 14
التقييم : 26
البلد : مهد الأنبياء
الاهتمام : الرد على الشبهات
معدل تقييم المستوى
: 35
رد: رد شبهة : إنتشار الإسلام بحد السيف
لأهمية هذا الموضوع للمسلمين قبل غيرهم
سوف أفتح به حوار مفتوح بين الأخوة المسلمين بالمنتدى بقسم الحوار الإسلامى العام و أريد من الكل إبداء رأيه فيما أعرضه فى الموضوع للأهمية القصوى لنا كمسلمين قبل غيرنا .
لك هذا يا أخي ولكن أقترح أن يتم هذا بعد أن يكمل الأخ أسد الدين مشكورا الموضوع
حياك الله
إن الله ابتعثنا لنخرج العباد من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد ومن ضيق الدنيا إلى سعة الآخرة ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام .
( إِنْ أَحْسَنْتُمْ أَحْسَنْتُمْ لِأَنْفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآَخِرَةِ لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيرًا عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يَرْحَمَكُمْ وَإِنْ عُدْتُمْ عُدْنَا وَجَعَلْنَا جَهَنَّمَ لِلْكَافِرِينَ حَصِيرًا)
-
مراقبة أقسام رد الشبهات حول الإسلام
رقم العضوية : 317
تاريخ التسجيل : 1 - 10 - 2007
الدين : الإسلام
الجنـس : أنثى
المشاركات : 16,235
- شكراً و أعجبني للمشاركة
- شكراً
- مرة 67
- مشكور
- مرة 20
- اعجبه
- مرة 70
- مُعجبه
- مرة 42
التقييم : 23
البلد : مصر الإسلامية
الاهتمام : منتدى البشارة
الوظيفة : أمة الله
معدل تقييم المستوى
: 34
[color="darkorchid"]بارك الله فيكم يا اسود الإسلام
والله نسفتم الشبهة
حجة واهية يتحجج بها أعداء الله ويقولون على الإسلام ما ليس لهم به من علم
-
رقم العضوية : 283
تاريخ التسجيل : 11 - 5 - 2008
الدين : الإسلام
الجنـس : ذكر
المشاركات : 1,479
- شكراً و أعجبني للمشاركة
- شكراً
- مرة 0
- مشكور
- مرة 0
- اعجبه
- مرة 0
- مُعجبه
- مرة 0
التقييم : 10
البلد : مجالس العلم
الاهتمام : الحديث النبوي الشريف
الوظيفة : طلب العلم
معدل تقييم المستوى
: 18
لله در أحمد شوقي قال في نهج البردة:
[poem=font="simplified arabic,5,darkred,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="backgrounds/8.gif" border="none,4,gray" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
قـالوا: غَـزَوْتَ, ورسْـلُ اللهِ ما بُعثوا = لقتْــل نفس, ولا جـاؤوا لسـفكِ دمِ
جـهلٌ, وتضليـلُ أَحـلامٍ, وسفسـطةٌ = فتحـتَ بالسـيفِ بعـد الفتـح بـالقلمِ [/poem]
حياك الله أخي أحمد
قال الإمام مالك :
أخي : عليك بالعلم قبل الدعوة ,
: " قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ "
فإن لم تكن على سبيل الرسول فانتبه لمكانك , فإنك في خطر ولابد .
أخي : احذر أن تكون سببا في تنفير الناس وإبعادهم عن الإسلام .
قال ابن تيمية : " وَمَا أَكْثَرَ مَا تَفْعَلُ النُّفُوسُ مَا تَهْوَاهُ ظَانَّةً أَنَّهَا تَفْعَلُهُ طَاعَةً لِلَّهِ ."
-
رقم العضوية : 998
تاريخ التسجيل : 28 - 4 - 2009
الدين : المسيحية
الجنـس : ذكر
المشاركات : 60
- شكراً و أعجبني للمشاركة
- شكراً
- مرة 0
- مشكور
- مرة 0
- اعجبه
- مرة 0
- مُعجبه
- مرة 0
التقييم : 10
معدل تقييم المستوى
: 16
وتسمى ايه ياالدفع يا الاسلام يا القتل؟
يعنى دينك بيقول لو كنت مسيحى يا تسلم يا تدفع يا تنقتل يبقى اعمل ايه عشان ارحم نفسى؟
اسلم وخلاص بدل ما ادفع وانا مش لاقى وبدل ما انقتل يبقى كده انتشر بايه ؟بالورد؟
|
|
المفضلات