السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد لله حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه وصل اللهم وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيرا
تقبل الأمة الإسلامية على أكبر حدث يحدث في تاريخها ويتكرر كل عام هو الحدث الوحيد الكفيل بتوحيدها بعد أن افترقت إلى فرق وجماعات وهذا ما نبأ عنه حبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم حيث قال : تفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة الراوي: - المحدث: محمد جار الله الصعدي - المصدر: النوافح العطرة - الصفحة أو الرقم: 105
خلاصة حكم المحدث: صحيح
لكن ترك الله تعالى لنا بصيص أمل يبعث فينا روح الأمة الواحدة والتجمع لا الفرقة
حدث يجمع كل مسلم من كل بلد ولغة ولون وانتماء وفكر ومركز ومكانة،كل مسلم شهد أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله
هذا الحدث العظيم الذي تعجز عن وصف هيبته وجلاله الألسن وتسعد برؤيته الأعين وتنشرح بعظمته وجلاله الصدور
الحدث هو " الحج " هذا الحدث العظيم الذي يتمناه كل مسلم سواء عالم بدينه أو جاهل فما من مسلم مؤمن بالله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم إلا ويتشوق إلى هذا الفرض أعظم شوق ويترقبه وينتظره من العام إلى العام
وإن لم يُقدّر الله له أن يؤدي هذه العبادة العظيمة فإنه يراقبها عبر الفضائيات وينظر إلى أهل الخير من الحجاج ويطير قلبه فرحاً كلما رآهم برداء الإحرام الأبيض وتنهمر دموع الخشوع والشوق من عينيه كلما سمع تلبيتهم وابتهالاتهم وكلما رأى أذرعهم مرفوعة للسماء تدعو خالقها وتنتظر منه الجود والكرم
ما أجمله من منظر يأثر القلوب ويأخذ بالألباب
وبرغم مشقة هذه العبادة الرائعة وبرغم ارتفاع درجة حرارة المكان ووعورة الأرض وقوة الشمس إلا أن الناس لا تمل ولا تنقطع عن هذه المجاهدة وتصبر وتثابر حتى تتم الفريضة على أكمل وجه طُلِبَ منها
بعد هذه النبذة البسيطة عن عظمة هذا الفرض وجماله وأسره للقلوب والعقول هل فكرنا في الحكمة من هذا الحج ؟ لماذا فرضه الله تعالى علينا برغم أنه حتى وإن لم يُفرَض فمجرد تواجدنا على الثرى الذي سار عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم لكاف لكي نعشق تراب هذا البلد .
1 - من أعظم أهداف الحج توحيد كلمة المسلمين وشملهم على الحق
2 - التقرب إلى الله بالتعبد في أول بيت أمر الله ببنائه في الأرض لتُقام فيه العبادة لكل مؤمن يؤمن بخالقه عز وجل
3 - خلق جو من التآلف والمحبة بين المسلمين من شتى بقاع الأرض فيتعرف هذا على ذاك وقد تدوم العلاقة فتكبر أواصل المحبة بعد أن بدأت بفرد واحد تصبح عائلة كاملة من كل بلد تتعرف على عائلة مسلمة جديدة وفي هذا تجميع للمسلمين وتوحيد لهم رغماً عنهم وإن أبوا
4 - إعطاء الفرصة الكاملة للعاصي كي يتوب ويستغفر ويبدأ صفحة جديدة مع الله
فها هو يقف بين داع وباكِ ومُبتهل ومُكبّر وملبّي وخاشح وساجد وقائم وراكع فكيف لا يتوب بعد كل هذه المظاهر الرائعة التي تمس القلوب ؟
فيعود بعدها إلى بيته إنسان مولود من جديد ناسي لكل معاصيه الماضية بادئاً مع خالقه صفحة جديدة ناوياً وعازماً على عدم العودة إلى ما كان عليه من ذنوب قبل الحج
5 - الجنة وما أجملها من عطية ومنحة إلهية في هذه العبادة العظيمة
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما ، والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة . الراوي: أبو هريرة المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 1773
خلاصة حكم المحدث: [صحيح]
6 - ذكر الله : ففي كل نسك يقوم به الحاج يذكر الله تعالى
7 - طاعة لرسول الله صلى الله عليه وسلم وسيراً على هديه وسنته وسنة إبراهيم وإسماعيل عليها الصلاة والسلام
-------
فالأهداف والمنافع من الحج أكثر من أن تُحصى وفي النهاية أقول لن يشعر بهذه العظمة إلا من عاش أحداثها وشعر بجلالها وهيبتها
أسأل الله أن يكتبها لنا جميعاً إنه ولي ذلك والقادر عليهhrjvhf Hil p]e gj,pd] hgHlm
المفضلات