تختلف الإحصائيات التي تُقَدِّرُ نسبة المسلمين في أثيوبيا، فالتعداد السكاني الوطني قَدَّرَ نسبتهم بـ(33.9%) من عدد السكان، لكنَّ المسلمين انتقدوا هذا الإحصاء الذي نالت من دقته ومصداقيته أخطاء جسيمة، مشيرين إلى أن نسبتهم تتراوح بين (45%) إلى (50%) من عدد السكان.
وتأتي النظرة الشائعة إلى أثيوبيا على أنها دولة مسيحية؛ نظراً لتركز أغلب المراكز السياسية والسيادية في أيدي المسيحيين، إضافة إلى أنَّ واقع التخلُّف الاقتصادي والفقر الشديد الذي يعانيه المسلمون أثَّر -بشكل كبير- على تفاعلهم السياسي والمجتمعي، كما أثَّر سلباً على إقبالهم على تعلُّم دينهم.
ومع النقص الحاد في الغذاء والمجاعات التي تشهدها عدَّة مناطق في أثيوبيا، والتي زادت من حدَّتها الأزمة المالية العالمية، وَجَدَتْ بعض المنظَّمات التنصيريَّة أنَّ الفرصة سانِحَة للانقضاض على المسلمين، واستغلال فاقتهم بهدف تنصيرهم.
الوصول للأهداف الصعبة
وفي هذا الصدد افتتحت منظمة "وورلد سيرف" الإنجيلية -أواخر شهر فبراير الماضي- مركز تدريب تنصيري في منطقة تَرَكُّزِ المسلمين جنوب شرقي أثيوبيا؛ وذلك بهدف الوصول إلى ما يسمونه: "الأهداف الصعبة".
وقال مدير المنظَّمة "كين ليجات": إنَّ "المركز بدأ بتدريب (20) شخصاً من قساوسة ومبشرين؛ للوصول إلى من يتعذَّر الوصول إليهم، والمجموعات الصعبة، والذين يمثِّلهم هنا السكان المسلمون".
وأضاف: "هذه المنطقة التي تسكنها أغلبية مسلمة كثيراً ما كانت عدائيَّة تجاه محاولات التبشير، فهي مجموعات منغلقة" على حد وصفه.
وعبَّر "ليجات" عن أمله في أن تُهَيِّئ "المنامات والمعجزات" القرويين المسلمين لاستقبال ما أسماه "كلمة الرب"، وناشد المسيحيين أن يتبرعوا لهذا المشروع الناشئ، والذي يستهدف المسلمين خصيصاً، ويكلِّف (100) دولار لتدريب المنَصِّر الواحد شهرياً.
منظمة وورلد سيرف
يُذكر أنَّ منظمة "وورلد سيرف" الإنجيلية تعمل منذ عام 1976م على "الوصول إلى من يصعب الوصول إليهم" في جميع أنحاء العالم، وبخاصَّة في الصين وكوبا، حيث ساعدت الأعاصير التي اجتاحت كوبا، والزلزال الذي ضرب إقليم سيشوان الصيني عام 2008م على تمكين المنظَّمة من أداء دورها التنصيري.
وتعمل المنظَّمة بشكل أساسي عبر دعم السكَّان المسيحيين الأصليين وتحسين أوضاعهم، ونشر "الكتاب المقدَّس"، وتدريب خاص لاقتحام المناطق المغلقة، والوصول إلى المناطق البعيدة والعنيدة، وهي عضو هام في مجلس المحاسبة المالية الإنجيلية (ECFA)، والمجلس الكندي للأعمال الخيرية المسيحية (CCCC).
وتقول المنظَّمة في موقعها على شبكة الإنترنت: إنَّه في الماضي كان "صانعو الخيام" هم من يتمكَّنون من اختراق المناطق الصعبة تحت ستار العمل، لكن منظَّمة "وورلد سيرف" تعتمد أسلوباً مغايراً، حيث تعمل بشكل علني عبر برنامج (مملكة الأعمال) الذي يهدف إلى التنصير عبر النشاطات الاقتصادية، بإنشاء شركات صغيرة وكبيرة تساعد السكان، وتمدُّ النشاطات التنصيرية بالمال اللازم.
واعتمدت المنظَّمة في شرق أثيوبيا طريقة استغلال الأطفال والشباب من أجل التنصير في صفوف الناشئة، وما يسمونه: "التبشير الملائكي في الشوارع".htjjhp lv;. j]vdf ugn jkwdv lsgld Hed,fdh
المفضلات