إسلاميون: الصوفية وقعوا في "فخ" الليبراليين المعادين للمشروع الإسلامي
كتب أحمد عثمان فارس (المصريون): | 08-08-2011 02:12
أثار التحالف بين بعض الطرق الصوفية مع قوى وأحزاب سياسية قبطية وليبرالية وعلمانية، لمواجهة الصعود المتنامي للإسلاميين، بدعوى إرساء دعائم الوحدة الوطنية بين المسلمين والأقباط، والتصدي للفكر السلفي، والتأكيد على مدنية الدولة المصرية، ردود فعل تجاه التحالف الذي يأتي في إطار عملية الاستقطاب التي تشهدها الساحة، خاصة مع دعوة هذا التحالف الوليد إلى مليونية تحت شعار "مليونية صوفية في حب مصر"، وهو ما استبعد إسلاميون أن يكون لها صدى في أوساط المصريين، وأن الحضور لن يكون بزخم المليونيات السابقة.
وقال المهندس عاصم عبد الماجد عضو مجلس شورى "الجماعة الإسلامية"، المتحدث الإعلامي باسمها، إن هناك العديد من علامات الاستفهام حول الطريقة العزمية التي يتزعمها الشيخ علاء أبو العزائم والتي من أشد الداعين لتلك المليونية، وبعض الطرق الأخرى المشاركة في المليونية بالشيعة، واصفا تلك المليونية التي رفضها المجلس الأعلى للطرق الصوفية بـ "الشيعية بامتياز في قلب القاهرة".
مع ذلك أكد عبد الماجد أن لكل إنسان له حرية التظاهر والتعبير عن رأيه في أي وقت ومكان، وإن حثهم على أن يسيروا على نهج الإسلاميين الذين نظموا مليونية "الإرادة الشعبية" – الجمعة 29 يوليو- والتي كانت هي الأضخم من نوعها منذ الإطاحة بنظام حسني مبارك، بأن يطرحوا آراءهم فيها بشكل سلمي والشعب هو من سيحسم في النهاية، وأن يبتعدوا عن تكرار حالة الفوضى التي شهدها الميدان في الأسابيع الماضية والتي شكلت تهديدا للأمن القومي والاقتصاد والجيش المصري.
وأضاف: تحالف بعض الطرق الصوفية مع التيارات الليبرالية والاشتراكية يؤكد أن الليبراليين اكتشفوا أخيرًا أنه ليس لهم شعبية ويحاولون شراء تلك الشعبية، معتمدين على الصوفية، وهو ما أثار دهشته، بخاصة وأن رأي الليبراليين في الصوفية معروف ويعتبرونهم يمثلون أسوأ صورة للإسلام، لكن هذا لم يمنعهم من أن يقوموا بشراء تلك الشعبية سواء من الطرق الصوفية أو من الكنيسة القبطية.
غير أنه استبعد أن يصمد هذا التحالف طويلا، وتوقع أن ينهار سريعا وسيمضي كل في طريقة، منتقدا الليبراليين الذين يحالون دائما مغازلة الخارج وأنهم لا يعتبرون بالرأي العام المصري، محاولين استدعاء الخارج لإنقاذهم في مواجهة الإسلاميين عبر إقصائهم وقد أعلنوا ذلك صراحة، واعتبر أن تلك الرسالة موجهة للخارج وليس للشعب المصري، لأنها لو وجهت إليه فسوف تؤذيهم في شعبيتهم.
بدوره، توقع الدكتور ناجح إبراهيم المنظّر الفكري لـ "الجماعة الإسلامية"، فشل المليونية التي تم الدعوة لها في حب مصر، لأنه ليس لها هدف كما يقول، ولأن المليونيات التي نجحت كانت بسبب وجود هدف وطني اجتمع عليه الناس جميعًا أو هدف نصرة الدين، وكلاهما تجتمع حوله القلوب، وهما ما يجمعان الناس وتحشد الحشود، بينما في المليونية المرتقبة "لا يوجد وازع ديني واضح، وليس هناك شيء وطني يجتمع عليه".
وأضاف أن مشيخة الطرق الصوفية نفسها لم توافق على تلك المليونية، وقال إن من سيحضرون لن يأتوا بالضرواة من أجل مناصرة الفكر الليبرالي أو التحالف معها، بل سيكونون من العوام الذين سيحضرون باعتبارها ليلة من الليالي الصوفية، بخاصة في ظل حضور المنشد الشيخ ياسين التهامي الذي يتمتع بشعبية كبيرة من أجل الاستمتاع به.
وأكد أن الفريق الداعي للمليونية لا يحظى بترجيب ولا يجد تأييدا لاتجاهاته وآرائه من قبل المجلس الأعلى للطرق الصوفية وعلمائها، موضحا أن هذا الفريق له بعد "تشيعي" وكانت له علاقات بالعقيد الليبي معمر القذافي وعلاقات بدول شيعية ولا يمثل البيت الصوفي، ولهذا المعسكر أجندات خاصة ومعروفة،
لكنه قال إنه "لا يجب أن نتخذ تلك المليونية وأهدافها للهجوم علي الصوفية كلها أو سبهم أو القذف فيهم لأن بهم من العلماء العظام، والصوفية بها من التيارات الكثيرة بها الجيد وبها ما دون ذلك، فلا يجب أن نتخذ هذا العمل تكأة لتيار كامل به الصالحين".
من جهته، اعتبر المحامي ممدوح إسماعيل، مقرر اللجنة العامة لحقوق الإنسان بنقابة المحامين أن ما يحدث هو نوع من التغرير والخداع تعرض له الصوفيون، الذين وقعوا في الفخ من حيث لا يدرون من بعض التيارات التي استغلت خلافهم مع السلفيين وأوقعوهم في مواجهة المشروع الإسلامي.
لكنه أكده أن كثيرا من الصوفية انتبهوا لذلك لذلك كثير منهم لم ينضموا. واعتبر أن الهدف من ذلك التحالف بين بعض الصوفية والتيارات الليبرالية معروف أهدافه وهو محاربة المشروع الإسلامي، إلى جانب أن أهدافهم واحدة ويشتركون في أن كلاهما ممولون، بحسب تعبيره.
بدوره أكد الدكتور محمد يحيي المفكر الإسلامي، أستاذ الأدب الإنجليزي أنه مع حرية التعبير عن الرأي من جانب أي فصيل و تيار سياسي وطني بالبلد، وأنه من الأولي أن يتم الدعوة لتوحيد الصف من كافة التيارات الإسلامية وإنهاء حالة التناحر فيما بينها، بخاصة أن تلك التيارات الأخرى المواجهة للتيار الإسلامي لا تفرق بين صوفي وسلفي وغيره عند حديثها عن التيار الإسلامي.
وأضاف أنه في أعقاب مليونية "الإرادة الشعبية" اعتقد قطاع كبير أن التيارات السلفية كانت تقوم باستعراض قوة وأنها اغترت بذلك، وهذه سلبية هامة نتجت عن تلك المليونية، لأن تحرك التيار الصوفي من أجل عمل مليونية مماثلة هو رد فعل طبيعي تجاه تلك السلبية التي ظهرت بشكل أو بآخر في المليونية الأخيرة.
وحمل التيار السلفي جزءا كبيرا من مسئولية تلك الفُرقة، بسبب الهجوم علي رموز الحركات الصوفية والفكر الصوفي وبخاصة بالأزهر، وأنه كان من الأولى على السلفيين بحكم كونهم الأكبر عددا أن تقع عليهم مسئولية لم الشمل وتوحيد الصف الإسلامي.
وأوضح أنه على التيارات الإسلامية أيضا أن تدخل في تحالفات مع التيارات السياسية الأخرى كالتيار الليبرالي أو الاشتراكي، ويجب أن يكون هناك تفاهم وتنسيق فيما بينهم، وقال إن "الإخوان المسلمين" استوعبوا تلك المساءلة وكانوا ينسقون مع الليبراليين والاشتراكيين ودخلوا معهم في تحالف ديمقراطي من أجل مصلحة البلد.hgw,tdi ,ru,h tn to hggdfvhgddk
المفضلات