بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن اتبع هداه
اختلف اجتهاد الصحابه وصاروا ثلاث اقسام :
قسم تبينوا ان الحق مع هذا الطرف ومن خالفهم باغٍ فعملوا على نصرة هذا الطرف لقوله تعالى {فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ} [الحجرات 9]
وقسم عكس هؤلاء: ظهر لهم بالاجتهاد أن الحق في الطرف الآخر، فوجب عليهم مساعدتهم وقتال الباغي عليهم، وأيضًا من نفس المنطلق ونفس الآية السابقة
وقسم ثالث: اشتبهت عليهم القضية وتحيروا فيها، فاعتزلوا الفريقين، وكان هذا الاعتزال هو الواجب في حقهم، لأنه لا يحل الإقدام على قتال مسلم حتى يظهر أنه مستحق لذلك وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إذا حكم الحاكم فاجتهد ثم أصاب فله أجران، وإذا حكم فاجتهد ثم أخطأ فله أجر) [رواه البخاري]
فلا يجوز على الإطلاق الطعن في أحد من الصحابة، وحسن الظن مطلوب في حق كل المسلمين، وفي حق الصحابة أَولى، لقوله تعالى: {وَالَّذِينَ جَاؤُوا مِن بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِّلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ} [الحشر 10]
وإذا تبين خطأ أي من الصحابة في اجتهاده فنقول: اجتهد فأخطأ فله أجر، وسيتبين إن شاء الله بعد عرض الموضوع بكامل تفاصيله أن المسألة كانت اجتهادية، ولكلٍّ اجتهاده السائغ، ولذلك نرى موقف عليّ بن أبي طالب مع أهل الشام -معاوية والذين معه- يختلف تمامًا عن موقفه من الخوارج! وذلك لأن أهل الشام كان لهم تأويلٌ سائغٌ واجتهاد، أما الخوارج فلا، ولذلك أيضًا نجد في النصوص الشرعية وصف الخوارج بأنهم يمرقون من الدين، وأنهم كلاب أهل النار، أما أهل الشام فكان عليٌّ رضي الله عنه يقول: قتلانا وقتلاهم في الجنة، وأيضًا، لم يكن في الخوارج صحابيٌّ واحدٌ، لا في الذين قتلوا عثمان رضي الله عنه، ولا في الذين حاربوا عليًّا وقتلوه رضي الله عنه، ولا في الذين حاولوا قتل معاوية وعمرو بن العاص رضي الله عنهما
فلا يجوز أن يقلل هذا الخلاف وهذه الفتنة من شأن علي بن أبي طالب، أو معاوية بن أبي سفيان، أو عمرو بن العاص، أو عائشة أم المؤمنين، أو الزبير بن العوام، أو طلحة بن عبيد الله ... إلخ، الذين شهد رسول الله صلى الله عليه وسلم لكل واحد منهم بالإيمان، أو غيرهم من الصحابة (رضوان الله عليهم أجمعين)
وفيما يلي -إن شاء الله- تلخيص لأهم احداث الفتنة، وتلخيص لوجهات النظر المختلفةhgtjkm hg;fvn ,prdrm hgoght
المفضلات