بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على من بعثه الله رحمة للعالمين، أما بعد:
إن الإيمان بالرسول - صلى الله عليه وسلم - وطاعته واجب على كل مسلم ومسلمة، فمن واجب كل فرد من هذه الأمة أن يحقق هذا الإيمان ليس قلبياً فقط وإنما عملياً أيضاً، لأن العمل هو مرآة الإيمان القلبي، والعمل لا يكون دائماً باليد بل بالقلم والكلمة والقلب أيضاً وذلك أضعف الإيمان.
إن ما تعرض له رسولنا - صلى الله عليه وسلم - من قذف واستهزاء من طرف بعض الفساق والضلَّال من الدنمارك يفرض على ورثة الأنبياء أن ينفضوا الغبار عن سيرة أشرف البرية، وذلك بتخصيص ندوات ولقاءات، وبرامج ودروس - نناشد القنوات الفضائية السمعية والبصرية بثها - للتعريف برسولنا - عليه أفضل الصلاة والسلآم - وبسيرته العطرة؛ حتى يتبين للمغرضين الحاقدين الناقمين على الإسلام وأهله أنه جاء بالحق وصدَّق به، وأن الكتب السماوية السابقة لرسالته جاءت مبشرة به وبنبوته - صلى الله عليه وسلم -.
نقول لهؤلاء الفساق الضالين ألم تجدوه مكتوباً عندكم في التوراة والإنجيل؟ ارجعوا إلى الكتب المنزلة من قبل لتعرفوا أنه نبي الله ورسوله إلى الناس كافة أجمعين، وأن رسالته ودعوته جاءت لتدحض ما كان عليه أمثالكم من أهل الكتاب والمشركين من ضلالات وشركيات، حتى ترك الأمة على المحجة البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك، اهلك الله من أساء إليه، وسلط عليه رجزه وغضبه. اَمين.
إن خذلان وتفريط المسلمين في دينهم، واتباعهم لنزواتهم المادية، وكذا اتباعهم للذين اشتروا الضلالة بالهدى والعذاب بالمغفرة والدنيا بالآخرة؛ وهذا الخذلان كل ذلك كان سبب ذلهم وهوانهم حتى فتحوا الباب أمام أعداء العقيدة للنيل منها ومن أهلها، والتجرؤ والاستهزاء بخير البرية - وحاشاه بأبي وأمي -، نقول لهؤلاء المجرمين الضالين: إن الدعوة المحمدية صالحة لكل زمان ومكان لكل شعوب الدنيا، وإنها لا تزال غضة طرية إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها رغم أنوفهم، والله يقول: (( إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون ))، وليلتفت الفجار والفساق وعبدة الشيطان والطاغوت إلى جيرانهم، وبعض إخوانهم من أهل الكتاب الذين شرح الله صدورهم أنهم استطاعوا بحمد الله أن يؤمنوا بمن بشر به الله - تعالى- على لسان نبيه عيسى - عليه السلام -: (( وإذ قال عيسى بن مريم يا بني إسرائيل إني رسول الله إليكم مصدقاً لما بين يدي من التوراة ومبشراً برسول يأتي من بعدي اسمه أحمد فلما جاءهم بالبينات قالوا هذا سحر مبين )) الآية 6 سورة الصف، نعم لقد تخلل الإيمان شغاف قلوب بعض إخوان هؤلاء الماجنين المستهزئين بعدما تأكد لهم أن الرسالة الأبدية المبنية على العقيدة الصحيحة هي رسالة سيدنا محمد - صلى الله عليه وسلم -، فيا حماة الدين والعقيدة، ويا ولاة الأمور، ويا أمراء المسلمين، ويا حماة المقدسات؛ أفيقوا من تخدير اليهود والصهاينة والملاحدة لكم عبر شعاراتهم المزيفة، فإن السم في الدسم بل السموم، لا تركنوا إليهم فتمسكم النار، وإن خفتم عيلة فسيغنيكم الله من فضله.
واعلموا أن بابا روما لو شتم أو رسم له كاريكاتور كما فعل بنبينا - عليه أفضل الصلاة والسلام - لقامت قيامتهم، وقد عايشتم الضجة التي حصلت في فرنسا لما لبست فتاتان صغيرتان الحجاب، ونحن جميعاً نعيش يومياً ما يلاقيه الموحدون المدافعون عن الدين من المستضعفين من وحشية وهمجية، ومع ذلك تتخذون اليهود والنصارى أولياء، والله - تعالى- يقول: (( لتجدن أشد الناس عداوة للذين آمنوا اليهود والذين أشركوا ...)) الآية 13 سورة المائدة، يتحدثون عن الديموقراطية وحقوق الإنسان، فما هو حق نبينا - عليه السلام - كإنسان أولاً، وكرسول إلى الناس أجمعين؟
ألا يعرفون أن الدين الإسلامي يحث على احترام الحي كاحترام الميت، أم على قلوب أقفالها؟ لماذا تشويه صورة الإسلام واتهام نبيه بالوحشية والهمجية، أليس هذا وقود ما تسمونه " بالإرهاب "؟ وأنتم الإرهابيون أصلاً، أليس لنا الحق في الدفاع عن عقيدتنا وعن نبينا؟ وأنتم تتحدثون عن السلم والتعايش فأي سلم تقصدون حين تجرأتم على من لا نبي بعده؟ وا إسلاماه! وأسفاً على الإسلام وغربة أهله، يا ورثة الأنبياء: لقد نصر الصحب الكرام - رضوان الله عليهم - حبيبنا محمد - صلى الله عليه وسلم -، وفدوه بدمائهم وأرواحهم حياً، فانصروه بأقلامكم، وضخوا الدم في سيرته العطرة ميتاً، وذلك أضعف الإيمان.
يا ورثة الأنبياء لقد طعن الفساق في هؤلاء الصحب الذين لم يأتي الزمان ولن يأتي بمثلهم، وطعنوا في أمهات المؤمنين وها هم اليوم تجرؤوا على الاستهزاء بنبينا - عليه أفضل الصلاة والسلام - وهو الذي أخبرنا بأن سيدنا عيسى - عليه صلوات الله ورحماته - سيصلي وراء إمام مسلم من أمة محمد - صلى الله عليه وسلم - في آخر الزمان كرامة وتعظيماً لهذا النبي الخاتم الأمين، لقد قتل مؤمن لغيرته على امرأة مسلمة حاول اليهودي أن يبدي عورتها في السوق على عهد النبوة، ونال الشهادة - إن شاء الله -، أفلا تغيرون على الذي ربانا على هذه الغيرة الإيمانية - صلوات ربي وسلامه عليه -؟ أما لولاة أمورنا وعلمائنا غيرة على نبينا - صلى الله عليه وسلم -؟ لقد عاث اليهود فساداً في الأرض، وأشعلوا نيران الحروب في كل بقاع الدنيا، ومن ورائهم أولياؤهم الكفرة الظلمة يؤيدونهم ويدوخون المسلمين ويشعلون نار الفتنة بين طوائفهم، ويخوفونهم إن هم أرادوا إحياء الكتاب والسنة فاستكانوا، والله - تعالى- يقول: (( إنما ذلكم الشيطان يخوف أولياءه فلا تخافوهم وخافون إن كنتم مؤمنين )) الآية 175 سورة آل عمران، فهل يساويه ذنب من أذنابهم حين اغتيل فقامت قيامة الأمريكيين وأوليائهم من الأوروبيين للبحث عن الجاني، وأشعلوها ناراً، نعم ما يساويه هذا الذنب أمام أفضل الخلق - عليه السلام - فمن الذي يستحق الدفاع والضرب على يد الجاني، إنها حرية التدمير لا حرية التعبير، فيا من له غيرة على نبيه عليك بـ:
- الصلاة والسلام على أشرف المرسلين وخاتم النبيين.
- مقاطعة المنتجات الدانماركية دائماً وأبداً.
- الدعاء عليهم بالسنين ونقص من الثمرات.
- الدعاء عليهم أن يسلط الله عليهم أشد من كارثة التسونامي.
- تدريس مادة السيرة النبوية في المدارس والمعاهد.
- تعليم الصغار حب الرسول - صلى الله عليه وسلم - وحب أصحابه - رضي الله عنهم -.
- مطالعة كتاب " الرحيق المختوم " لصاحبه صفي الرحمن المباركفوري.
وختاماً يقول الله - عز وجل -: (( ورحمتي وسعت كل شيء فسأكتبها للذين يتقون ويوتون الزكاة والذين هم بآياتنا يومنون الذين يتبعون الرسول النبي الأمي الذي يجدونه مكتوباً عندهم في التوراة والإنجيل يأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر ويحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث ويضع عنهم إصرهم والأغلال التي كانت عليهم )) الآيتين 156 و 157 سورة الأعراف.
والصلاة والسلام على قائد الغر المحجلين، وعلى آله وصحبه أجمعين، والحمد لله رب العالمين.,dl;v,k ,dl;v hggi ,hggi odv hglh;vdk
المفضلات