|
-
سرايا الملتقى
رقم العضوية : 4248
تاريخ التسجيل : 15 - 6 - 2011
الدين : الإسلام
الجنـس : ذكر
العمر: 42
المشاركات : 1,333
- شكراً و أعجبني للمشاركة
- شكراً
- مرة 2
- مشكور
- مرة 5
- اعجبه
- مرة 37
- مُعجبه
- مرة 8
التقييم : 11
البلد : مصر - الاسكندرية
معدل تقييم المستوى
: 15
الباحث عن الحقيقة
من بلاد فارس يجئ البطل هذه المره ...
ومن بلاد فارس عانق الاسلام مؤمنون كثيرون فيما بعد فجعل منهم أفذاذا وانها لاحد روائع الاسلام ما ان يدخل بلدا من البلاد الا وأخرج منها كل نبوغها ويحر كل طاقاتها ويخرج العبقريه المستكينه فى أهلها وذويها .
ولقد تنبأ الرسول صلى الله عليه وسلم بهذا المد المبارك لدينه ,, لا بل وعد به وعد صدق من ربه الكبير العليم ولقد له الزمان والمكان ذات يوم رأى رأى العين راية الاسلام تخفق فوق مدائن الأرض وقصور أربابها .
****************************
نبدأ ان شاء الله
hgfhpe uk hgprdrm
-
سرايا الملتقى
رقم العضوية : 4248
تاريخ التسجيل : 15 - 6 - 2011
الدين : الإسلام
الجنـس : ذكر
العمر: 42
المشاركات : 1,333
- شكراً و أعجبني للمشاركة
- شكراً
- مرة 2
- مشكور
- مرة 5
- اعجبه
- مرة 37
- مُعجبه
- مرة 8
التقييم : 11
البلد : مصر - الاسكندرية
معدل تقييم المستوى
: 15
كان ذلك يوم الخندق فى السنه الخامسة من الهجره اذ خرج نفرمن زعماء اليهود قاصدين مكه مؤلبيين المشركين ومحزبين الاحزاب على رسول الله والمسلمين متعاهدين معهم على أن يعاونهم فى حرب حاسمه تستأصل شأفة هذا الدين الجديد . وضعت خطة الحرب الغادره على أن يهجم جيش قريش وغطفان على المدينه من خارجها بينما يهاجم بنو قريظه من الداخل ومن وراء صفوف المسلمين الذين سيقعون حينئذ بين شقى رحى تطحنهم وتجعلهم ذكرى ... !
وفوجئ المسلمين يوما بجيش لجب يقترب من المدينه فى عدة متفوقه وعتاد مدمدم , وكاد صوابهم يطير من هول المباغته وصور القران الموقف , فقال الله تعالى : ( إِذْ جَاءُوكُمْ مِنْ فَوْقِكُمْ وَمِنْ أَسْفَلَ مِنْكُمْ وَإِذْ زَاغَتْ الْأَبْصَارُ وَبَلَغَتْ الْقُلُوبُ الْحَنَاجِرَ وَتَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَا ) صدق الله العظيم
أربعة وعشرون ألف مقاتل تحت قيادة أبى سفيان وعيينه بن حصن يقتربون من المدينه ليطوقوها وليبطشوا بطشتهم الحاسمه كى ينتهوا من رسول الله واصحابه ودينهم ..
وهذا الجيش لا يمثل قريشا لوحدها بل ومعها كل القبائل والمصالح التى رات فى الاسلام خطرا انها محاوله أخيره وحاسمه يقوم بها جميع أعداء الرسول : أفراد و جماعات و قبائل و مصالح ورأى المسلمون أنفسهم فى موقف عصيب وجمع الرسول صلى الله عليه وسلم أصحابه ليشاورهم فى الامر .
وطبعا أجمعوا على الدفاع والقتال ولكن كيف الدفاع ؟؟؟
هنالك تقدم الردل الطويل الساقين الغزير الشعر الذى كان الرسول صلى الله عليه وسلم يحمل له حبا عظيما واحتراما كبيرا .
تقدم سلمان الفارسى والاقى من فوق هضبة عاليه نظرة فاحصه على المدينة فألفها محصنة بالجبال والصخور المحيطه بها بيد أن هناك فجوة واسعه ومهيأه يستطيع الجيش أن يقتحم منها الحمى فى يسر .
وكان سلمان قد خبر فى بلاد فارس الكثير من وسائل الحرب وخدع القتال فتقدم للرسول صلى الله عليه وسلم بمقترحه الذى لم تعهده العرب من قبل فى حروبها .. وكان عباره عن حفر خندق يغطى جميع المنطقة المكشوفة حول المدينة .
والله وحده يعلم المصير الذى كان ينتظر المسلمين لو لم يحفروا الخندق الذى لم يكد قريش تراه حتى دوختها المفاجأه وظلت قواتها جاثمه فى خيامها شهرا عاجره عن اقتحام المدينه حتى أرسل الله تعالى عليها ذات ليلة ريح صرصر عاتيه أقتلعت خيامهم وبددت شملهم ...
ونادى أبو سفيان فى جنوده آمرا بالرحيل الى حيث جاءوا .. فلولا يائسة منهوكه ...
خلال حفر الخندق كان سلمان يأخذ مكانه مع المسلمين وهم يحفرون ويدأبون وكان الرسول عليه الصلاة والسلام يحمل معوله ويضرب معهم وفى الرقعه التى يعمل فيها سلمان مع فريقه وصحبه اعترضت معولهم صخور عايته ..
كان سلمان قوى البنية شديد الاسر وكانت ضربة واحدة من ساعده الوثيق تفلق الصخر وتنشره شظايا ولكنه وقف أمام هذه الصخره عاجزا وتواصى عليها بمن معه جميعا فزادتهم رهقا .
وذهب سلمان الى رسول الله صلى الله عليه وسلم يستأذنه فى أن يغيروا مجرى الحفر تفاديا لتلك الصخره وعاد الرسول عليه الصلاة والسلام مع سلمان يعاين بنفسه مكان الصخره وحين رآها دعى بمعول وطلب من أصحابه أن يبتعدوا قليلا عن مرمى الشظايا ...
وسمى بالله ورفع كلتا يديه الشريفتين القابضتين على المعول فى عزم وقوة وهى به على الصخرة فاذا بها تتثلم ويخرج من ثنايا صدعها الكبير وهجا عاليا مضيئا .
ويقول سلمان لقد رأيته يضئ ما بين لابتيها , أى يضئ جوانب المدينه ... وهتف رسول الله صلى الله عليه وسلم مكبرا : الله أكبر .. أعطيت مفاتيح فارس , ولقد أضاء منها قصور الحيرة , ومدائن كسرى , وان أمتى ظاهرة عليها "
ثم رفع المعول وهوت ضربته الثانية فتكررت الظاهره وبرقت الصخره المتصدعه بوهج مضئ مرتفع وهلل الرسول عليه الصلاة والسلام مكبرا : " الله أكبر ,, أعطيت مفاتيح الروم ولقد أضاء لى منها قصورها الحمراء وان أمتى ظاهرة عليها "
ثم ضرب الثالثه فألقت الصخره سلامها واستسلامها وأضاء برقها الشديد الباهر وهلل الرسول وهلل المسلمون معه وأنبأهم أنه يبصر قصور سورية وصنعاء وسواها من مدائن الارض التى ستخفق فوقها راية الله يوما وصاح المسلمون فى ايمان عظيم : هذا ما وعدنا الله وسوله ... وصدق الله ورسوله
كان سلمان صاحب مشورة الخندق وصاحب الصخره التى تفجرت منها اسرار الغيب والمصير حين استعان برسول الله صلى الله عليه وسلم به عليها ولقد عاش حتى رأى البشرى حقيقة يعيشها وواقعا يحياه فرأى مدائن الفرس والروم .. رأى قصور صنعاء وسوريا ومصر والعراق ...
رأى جنبات الأرض كلها تهتز بالدوى المبارك ينطلق من ربا المآذن فى كل مكان مشعا أنوار الهدى ..
************************
يتبع ان شاء الله
-
سرايا الملتقى
رقم العضوية : 4248
تاريخ التسجيل : 15 - 6 - 2011
الدين : الإسلام
الجنـس : ذكر
العمر: 42
المشاركات : 1,333
- شكراً و أعجبني للمشاركة
- شكراً
- مرة 2
- مشكور
- مرة 5
- اعجبه
- مرة 37
- مُعجبه
- مرة 8
التقييم : 11
البلد : مصر - الاسكندرية
معدل تقييم المستوى
: 15
وها هو ذا جالس هناك تحت ظل الشجرة الوارفه الملتفه أمام داره فى " بالمدائن " يحدث جلساءه عن مغامراته فى سبيل الحق والحقيقه ويقص عليهم كيف غادر دين قومه الفرس الى المسيحيه ثم الى الاسلام ..
كيف غادر ثراء أبيه الباذخ ورمى نفسه فى أحضان الفاقة ..
كيف بيع فى سوق الرقيق وهو فى طريق بحثه عن الحقيقه ....
كيف التقى بالرسول عليه الصلاة والسلام .. وكيف آمن به ؟؟
تعالوا نقترب من مجلسه الجليل ونصغ أليه ....
ويقول " كنت رجلا من أهل أصبهان من قرية يقال لها " جى " وكان أبى دهقان أرضه .. وكنت من أحب عباد الله اليه وقد اجتهدت فى المجوسيه حتى كنت قاطن النار التى نوقدها ولا نتركها تخبو ..
وكان لأبى ضيعة أرسلنى اليها يوما فخرجت فمررت بكنيسة للنصارى فسمعتهم يصلون , فدخلت عليهم أنظر ما يصنعون فأعجبنى ما رأيت من صلاتهم وقلت لنفسى هذا خير من ديننا الذى نحن عليه فما رحتهم حتى غابت الشمس ولا ذهبت الى ضيعة أبى ولا رجعت اليه حتى بعث فى أثرى ....
وسألت النصارى حتى أعجبنى أمرهم وصلاتهم عن أصل دينهم فقالوا فى الشام ..
وقلت لابى حين عدت اليه : انى مررت على قوم يصلون فى كنيسة لهم فأعجبتنى صلاتهم ورأيت دينهم خير من ديننا .. فحاورنى وحاورته .. ثم جعل فى رجلى حديدا وحبسنى ..
وأرسلت الى النصارى أخبرهم أنى دخلت فى دينهم وسألتهم اذا قدم عليهم ركب من الشام أن يخبرونى قبل عودتهم اليها لأرحل الى الشام معهم وقد فعلوا فحطمت الحديد وخرجت وانطلقت الى الشام ..
وهناك سألت عن عالمهم فقيل لى هو الأسقف صاحب الكنيسة فأتيته وأخبرته خبرى , فأقمت معه أخدم وأصلى وأتعلم .. وكان هذا الأسقف رجل سوء فى دينه , اذا كان يجمع الصدقات من الانس ليوزعها ثم يكتنزها لنفسه ثم مات ...
وجاءوا بآخر فجعلوه مكانه فما رأيت رجلا على دينهم خيرا منه ولا أعظم منه رغبة فى الآخره وزهدا فى الدنيا .. وأحببته حبا ما علمت أنى أحببت أحدا مثله قبله ..
فلما حضر قدره قلت له " انه قد حضرك من أمر الله تعالى ما ترى , فبم تأمرنى والى من توصى بى ؟؟
قال : أى بنى , ما أعرف أحدا من الناس على مثل ما أنا عليه الا رجلا بالموصل ..
فلما توفى أتيت صاحب الموصل فأخبرته الخبر , وأقمت معه ما شاء الله أن أقيم , ثم حضرته الوفاة سألته فأمرنى أن ألحق برجل فى عمورية فى بلاد الروم ,
فرحلت اليه وأقمت معه واصطنعت لمعاشى بقرات وغنامت ثم حضرته الوفاة .
فقلت له : الى من توصى بى ؟
فقال لى : يا بنى ما أعرف أحدا على مثل ما كنا عليه آمرك ان تأتيه ولكته قد أظلك زمان نبى يبعث بدين ابراهيم حنيفا يهاجر الى أرض ذات نخل بين جرتين فان استطعت أن تخلص أليه فافعل .
وان له أيات لا تخفى فهو لا يأكل الصدقه .. ويقبل الهدية وان بين كتفيه خاتم النبوة اذا رأيته عرفته .
ومر بى ركب ذات يوم فسألتهم عن بلادهم فعلمت أنهم من جزيرة العرب فقلت لهم : أعطيكم بقراتى هذه وغنمى على أن تحملونى معكم الى أرضكم ؟؟
قالوا : نعم
واصطحبونى معهم حتى قدموا بى وادى القرى وهناك ظلمونى وباعونى الى رجل من اليهود .. وبصرت بنخل كثير فطمعت أن تكون هذه البلدة التى وصفت لى والتى ستكون مهاجر النبى المنتظر ولكنها لم تكن
وأقمت عند الرجل الذى اشترانى حتى قدم عليه يوما رجل من يهود بنى قريظه فابتاعنى منه ثم خرج بى حتى قدمت المدينه فوالله ما هو ان رايتها أيقنت أنها البلد التى وصفت لى ...
وأقمت معه أعمل له فى نخله فى بنى قريظة حتى بعث الله رسوله وحتى قدم المدينه ونزل قباء فى بنى عمرو بن عوف .
وان لفى رأس نخلة يوما وصاحبى جالس تحتها اذ أقبل رجل من اليهود من بنى عمه فقال يخاطبه :
قاتل الله بنى قلية انهم ليتقافون على رجل بقباء قادم من مكه يزعم أنه نبى ..
فوالله ما أن قالها حتى أخذتنى العرواء فرجفت النخله حتى كدت أسقط فوق صاحبى
ثم نزلت سريعا أقول ماذا تقول ؟؟ ما الخبر ؟؟
فرفع سيدى يده ولكزنى لكزة شديدة ثم قال : مالك وهذا ... ؟؟ أقبل على عملك ...
فأقبلت على عملى .. ولما أمسيت جمعت ما كان عندى ثم خرجت حتى جئت رسول الله صلى الله عليه وسلم بقباء .. فدخلت عليه ومعه نفر من أصحابه , فقلت له : انكم أهل حاجة وغربة , وقد كان عندى طعام نذرته للصدقه , فلما ذكر لى مكانكم رأيتكم أحق الناس به فجئتكم به ..
ثم وضعته , فقال الرسول لاصحابه : كلوا باسم الله .. وأمسك هو فلم يبسط اليه يدا ..
فقلت فى نفسى : هذه والله واحدة .. انه لا يأكل الصدقة ..
ثم رجعت وعدت الى رسول الله صلى الله عليه وسلم فى الغداة , أحمل طعاما وقلت له عليه الصلاة والسلام : انى رأيتك لا تأكل الصدقة .. وقد كان عندى شئ أحب أن أكرمك به هدية , ووضعته بين يديه , فقال لاصحابه : كلوا بسم الله .. وأكل معهم ..
قلت لنفسى : هذه و الله الثانيه .. انه يأكل الهدية ..
ثم رجعت فمكثت ما شاء الله ثم أتيته . فوجدته فى البيقيع قد تبع جنازة وحوله أصحابه وعليه شملتان مؤتزرا بواحده ومرتديا الاخرى فسلمت عليه ثم عدلت لانظر أعلى ظهره فعرف أنى أريد ذلك فألقى بردته عن كاهله فاذا العلامه بين كتفيه .. خاتم النبوة كما وصفه لى صاحبي ..
فأكببت عليه أقبله وأبكى .. ثم دعانى عليه الصلاة والسلام فجلست بين يديه وحدثته وحدثنى كما أحدثكم الان . ثم أسلمت وحال الرق بينى وبين شهود بدر وأحد .. وفى ذات يوم قال الرسول صلى الله عليه وسلم " كاتب سيدك حتى يعتقك " فكاتبته , وأمر الرسول لأصحابه كى يعينونى وحرر الله رقبتى وعشت حرا مسلما , وشهدت مع رسول الله غزوة الخندق والمشاهد كلها .
****************
يتبع ان شاء الله
-
سرايا الملتقى
رقم العضوية : 4248
تاريخ التسجيل : 15 - 6 - 2011
الدين : الإسلام
الجنـس : ذكر
العمر: 42
المشاركات : 1,333
- شكراً و أعجبني للمشاركة
- شكراً
- مرة 2
- مشكور
- مرة 5
- اعجبه
- مرة 37
- مُعجبه
- مرة 8
التقييم : 11
البلد : مصر - الاسكندرية
معدل تقييم المستوى
: 15
ماذا نتوقع من اسلام رجل كهذا الرجل فى همته وصبره وصدقه وبحثه دائما على الحق ؟؟؟
لقد كان اسلام الابرار المتقين .. وقد كان زهده وفطنته وورعه أشبه بعمر بن الخطاب .
أقاما أياما مع أبى الدرداء فى دار واحده .. وكان أبو الدرداء رضى الله عنه يقوم الليل ويصوم النهار .. وكان سلمان يأخذ عليه المباغته فى العباده على هذا النحو .
وذات يوم حاول سلمان ان يثنى عزمه على الصوم . وكان نافله ,,
فقال له أبو الدرداء معاتبا : أتمنعنى أن أصوم لربى وأصلى له .. ؟
فأجابه سلمان قائلا : ان لعي### عليك حق , وان لأهلك عليك حقا , صم وأفطر , وصل ونم ,,
فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : " لقد أشبع سلمان علما "
وكان الرسول عليه الصلاة والسلام يرى فطنته وعلمه كثيرا كما كان يطرى خلقه ودينه ..
ويوم الخندق وقف الانصار يقولون : سلمان منا .. وقف المهاجرون يقولون بل سلمان منا ..
وناداهم الرسول قائلا : " سلمان منا آل البيت "
وانه بهذا الشرف لجدير ... وكان على بن ابى طالب رضى الله يلقبه بلقمان الحكيم سئل عنه بعد موته فقال : " ذاك امرؤ منا والينا أهل البيت .. من لكم بمثل لقمان الحكيم ؟ .. أوتى العلم الأول والعلم الاخر .. وقرأ الكتاب الاول والكتاب الاخر .. وكان بحرا لا ينزف "
ولقد بلغ فى نفوس أصحاب الرسول عليه الصلاة والسلام جميعا منزله رفيعه وكان أسمى . ففى خلافة عمر جاء المدينه زائرا فصنع عمر ما لا نعرف أنه صنعه مع أحد غيره أبدا , اذ جمع أصحابه وقال لهم : " هيا بنا نخرج لاستقبال سلمان "
وخرج بهم لاستقبال سلمان عند مشارف المدينه
وعاش مع خليفته أبى بكر ثم أمير المؤمنيم عمر ثم الخليفة عمر حيث لقى ربه أثناء خلافته .
وفى معظم هذه السنوات كانت رايات الاسلام تملأ الأفق وكانت الكنوز والاموال تحمل الى المدينه فيئا وجزيه .. فكثرت الاعمال والمناصب تبعا لها ..
فأين كان سلمان فى هذا الخضم ؟؟ وأين نجده فى أيام الرخاء والثراء والنعمه تلك ؟؟؟
انظروا بعيدا هناك ..عند هذا الظل .. أين ؟ هناك عند هذا الشيخ ..
أترونه ...؟ نعم أنه سلمان هذا الشيخ المهيب يجلس فى الظل يضفر الخوص ويجدله ويصنع منه أوعيه ومكاتل ..
انظروه جيدا
انظروه جيدا فى ثوبه تلقصير الذى انحسر من قصر الشديد الى ركبته ..
انه هو فى جلال مشيبه وبساطه اهابه ..
لقد كان عطاؤه وفير كان بين أربعة وستة الاف فى العام بيد أنه يوزعه جميعا ويرفض أن ينال منه درهم واحد ويقول " أشترى بدرهم خوصا , فأعمله , ثم أبيعه بثلاثة دراهم , فأعيد درهما فيه وانفق درهما على عيالى وأتصدق بثالث .. ولو أن عمربن الخطاب نهانى ما أنتهيت "
***********************
يتبع ان شاء الله
-
سرايا الملتقى
رقم العضوية : 4248
تاريخ التسجيل : 15 - 6 - 2011
الدين : الإسلام
الجنـس : ذكر
العمر: 42
المشاركات : 1,333
- شكراً و أعجبني للمشاركة
- شكراً
- مرة 2
- مشكور
- مرة 5
- اعجبه
- مرة 37
- مُعجبه
- مرة 8
التقييم : 11
البلد : مصر - الاسكندرية
معدل تقييم المستوى
: 15
ثم ماذا يا أتباع رسول الله ... ؟
ثم ماذا يا شرف الانسانيه فى كل عصورها ... ؟
لقد كان بعضنا يظن حين يسمع عن التقشف والزهد بعض الصحابه بسبب الحياه فى شبه الجزيره العربيه ولكننا هنا أمام رجل فارسى من بلاد فارس .. بلاد الترف والرفاهيه والعيش الرغد .. وهو ايضا لم يكن فقيرا ولكنه كان من الصفوة ما باله يرفض الثروة والنعيم والاماره ويصر ان يكتفى بعمل يده.. ؟
ويجيبنا على أسئلتنا ويقول :
" ان استطعت ان تأكل التراب ولا تكونن أميرا على اثنين , فافعل .. "
ما باله يهرب من الاماره والمنصب الا ان تكون اماره على سريه ذاهية الى الجهاد والا أن تكون فى الظروف التى لا يصلح لها سواه وكان يمضى اليها باكيا وجلا..
ثم ما باله حين يلى على الاماره المفروضه عليه فرضا يأبى ان يأخذ عطاءها الحلال ..؟
روى عن هشام عن حسان عن الحسن : " كان عطاء سلمان حمسة الاف وكان على ثلاثين الفا من الناس يخطب بعباءه يفترش نصفها ويلبس نصفها .. وكان اذا خرج عطاؤه أمضاه ويأكل من عمل يديه .. "
ولنستمع الى اسباب زهده منه وهو على فراش الموت . تتهيأ روحه للقاء ربها العلى الرحيم :
دخل عليه سعد بن أبى وقاص يعوده فبكى سلمان ..
قال له أسعد : " ما يبكيك يا أبا عبد الله ؟ لقد توفى رسول الله وهو عنك راض .. "
فاجابه سلمان : " والله ما أبكى جزعا من الموت ولا حرصا على الدنيا ولكن رسول الله صلى الله عليه وسلم عهد الينا عهدا فقال : ليكن حظ أحدكم من الدنيا مثل زاد الراكب , وهأنذا حولى هذه الأساود " ( يعني بالاساود الاشياء الكثيره )
قال سعد : فنظرت حولى . فلم اجد الا جفنة ومطهرة , فقلت يا أبا عبد الله اعهد الينا بعهد نأخذه عنك
فقال : " يا سعد : اذكر عند الله همتك اذا هممت .. وعند حكمتك اذا حكمت .. وعند يدك اذا قسمت "
هذا اذا الذى ملا نفسه غنى بقدر ما ملأها عزوفا عن الدنيا بأموالها .. عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم اليه والى اصحابه جميعا : الا يدعو الدنيا تتملكهم والايأخذ منها الا مثل زاد الراكب..
ألم أقل لكم أنه أشبه الناس بعمر ... ؟
وذات يوم وفى الايام التى كان فيها اميرا على المدائن ... وهو سائر على الطريق لقيه رجل قادم ومعه حمل تين وتمر .. كان الحمل يؤذ الشامى ويتبعه فلم يكد يبصر أمامخ رجلا ويبدو عليه أنه من عامة الناس وفقرائهم حتى بدا له أن يضع الحمل على كاهله حتى اذا أبلغه وجهته أعطاه نظير حمله ..
و أشار للرجل فأقبل عليه وقال له الشامى : احمل عنه هذا .. فحمله ومضيا معا .
واذ هما على الطريق بلغا جماعة من الانس فسلم عليهم فأجابوه واقفين وعلى الامير السلام ..
وعلى الامير السلام ؟ أى أمير يعنون ؟؟؟؟ ( هكذا سأل الشامى نفسه )
ولقد زادت دهشته حين رأى بعض هؤلاء يسارع صوب سلمان ليحمل عنه قائلين : عنك أيها الامير ..!!
فعلم الشامى أ،ه أمير المدائن سلمان الفارسى ... فسقط ما فى يده وهربت منه كلمات الاعتذار والاسف نم بين شفتيه واقترب ينتزع الحمل عنه . ولكن سلمان هز رأسه رافضا وهو يقول : " لا , حتى أبلغك منزلك "
***********************
يتبع ان شاء الله
-
سرايا الملتقى
رقم العضوية : 4248
تاريخ التسجيل : 15 - 6 - 2011
الدين : الإسلام
الجنـس : ذكر
العمر: 42
المشاركات : 1,333
- شكراً و أعجبني للمشاركة
- شكراً
- مرة 2
- مشكور
- مرة 5
- اعجبه
- مرة 37
- مُعجبه
- مرة 8
التقييم : 11
البلد : مصر - الاسكندرية
معدل تقييم المستوى
: 15
سئل يوما ما الذى يبغض الاماره الى نفسك ؟
فأجاب : " حلاوة رضاعها .. ومرارة فطامها .. "
ويدخل عليه صاحبه يوما بيته فاذا هو يعجن ,, فسأله : أين الخادم ؟
فيجيبه قائلا : " بعثناه فى حاجه .. فكرهنا أن نجمع عليه عملين .. "
وحين نقول بيته يجب ان نذكر ما هو حال هذا البيت وما كان فيه .. " فحين هم سلمان ببناء هذا الذى يسمى مع التجاوز بيتا : سأل البناء : كيف ستبنيه .. ؟
وكان البناء حصيفا ذكيا يعرف زهد سلمان وورعه .. فأجابه قائلا " لا تخف .. انها بناية تستظل بها من الحر وتسكن فيها من البرد اذا وقفت فيها أصابت رأسك واذا اضطجعت فيها أصابت رجلك .. "
فقال له سلمان : نعم هكذا فأصنع ..
لم يكن من طيبات الحياة الدنيا شئ ما يركن اليه سلمان لحظه الا شيئا يحرص عليه أبلغ الحرص ولقد أئتمن عليه زوجته , وطلب اليها ان تخفيه فى مكان بعيد وأمين .
وفى مرض موته وفى صبيحة ذلك اليوم الذى قبض فيه ناداها : " هلمى خيبك التى استخبأتك ... "
فجاءت بها , واذا هى صرة مسك كان قد أصابها يوم فتح " جلولاء " فاحتفظ بها لتكون عطره يوم مماته . ثم دعا بقدح ماء نثر المسك فيه ثم ماثه بيده وقال لزوجته : " انضجيه حولى .. فانه يحضرنى الان خلق من خلق الله لا يأكلون الطعام وانما يحبون الطيب " فلما فعلت قال لها " اجفئى على الباب وانزلى " .. ففعلت ما أمرها به ..
وبعد حين صعدت اليه , فاذا روحه المباركه قد فارقت جسده ودنياه قد لحقت بالملاء الأعلى وصعدت على أجنحة الشوق اليه اذا كانت على موعد هناك مع الرسول صلى الله عليه وسلم وصاحبيه أبى بكر وعمر .. ومع ثلة مجيدة من الشهداء والابرار ...
******************
لطالما برح الشوق الظامئ بسلمان ..
وآن اليوم أن يرتوى وينهل ..
-
مشرفة منتدى التاريخ
رقم العضوية : 2403
تاريخ التسجيل : 10 - 7 - 2010
الدين : الإسلام
الجنـس : أنثى
المشاركات : 1,551
- شكراً و أعجبني للمشاركة
- شكراً
- مرة 17
- مشكور
- مرة 5
- اعجبه
- مرة 26
- مُعجبه
- مرة 7
التقييم : 12
البلد : مصر الاسلامية
معدل تقييم المستوى
: 16
بارك الله فيكم على هذا المجهود وجعل كل ما تقدمون فى ميزان حسناتكم
إذا اشتملتْ على اليأس القلوبُ وَضَاْقَ بِمَا بِهِ الصَّدْرُ الرَّحِيْبُ
و أوطنت المكارهُ واستقرت وَأَرْسَتْ فِي أَمَاكِنِهَا الخُطُوْبُ
و لم ترَ لانكشاف الضرِّ وجهاً و لا أغنى بحيلته الأريبُ
أتاكَ على قنوطٍ منك غوثُ يمنُّ به اللطيفُ المستجيبُ
و كلُّ الحادثاتِ اذا تناهتْ فَمَوْصُولٌ بِهَا فَرَجٌ قَرْيَبُ
-
سرايا الملتقى
رقم العضوية : 4248
تاريخ التسجيل : 15 - 6 - 2011
الدين : الإسلام
الجنـس : ذكر
العمر: 42
المشاركات : 1,333
- شكراً و أعجبني للمشاركة
- شكراً
- مرة 2
- مشكور
- مرة 5
- اعجبه
- مرة 37
- مُعجبه
- مرة 8
التقييم : 11
البلد : مصر - الاسكندرية
معدل تقييم المستوى
: 15
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سوفانا
بارك الله فيكم على هذا المجهود وجعل كل ما تقدمون فى ميزان حسناتكم
وجزاك الله خيرا على مرورك
-
رقم العضوية : 5266
تاريخ التسجيل : 27 - 9 - 2011
الدين : الإسلام
الجنـس : ذكر
العمر: 31
المشاركات : 33
- شكراً و أعجبني للمشاركة
- شكراً
- مرة 0
- مشكور
- مرة 0
- اعجبه
- مرة 0
- مُعجبه
- مرة 0
التقييم : 10
معدل تقييم المستوى
: 0
بارك الله فيك أخي
طبعا القصة مقتبسة من كتاب رجال حول الرسول للكاتب خالد محمد خالد
[CENTER][SIZE=5][COLOR=blue][IMG]http://www.monsterup.com/upload/1285115154133.gif[/IMG]
[/COLOR][/SIZE][/CENTER]
-
سرايا الملتقى
رقم العضوية : 4248
تاريخ التسجيل : 15 - 6 - 2011
الدين : الإسلام
الجنـس : ذكر
العمر: 42
المشاركات : 1,333
- شكراً و أعجبني للمشاركة
- شكراً
- مرة 2
- مشكور
- مرة 5
- اعجبه
- مرة 37
- مُعجبه
- مرة 8
التقييم : 11
البلد : مصر - الاسكندرية
معدل تقييم المستوى
: 15
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة راجي عفو ربه
بارك الله فيك أخي
طبعا القصة مقتبسة من كتاب رجال حول الرسول للكاتب خالد محمد خالد
صحيح يا أخى .. ولا مانع من النقل ما دامت الفائده ستعم وسنستفيد من هذا الكتاب..... رحم الله كاتبه ان كان يقصد به الخير
|
|
المفضلات