يفضل كثير من الناس فصل الربيع، لجماله ووروده ونسائمه المنعشة، لكن حلوله يمثل مصدر تعب بالنسبة للبعض ممن يعانون من حساسية الربيع.
فعندما تبدأ معظم الورود بالتفتح، يبدأ معها ظهور أعراض الحساسية التي ترافق انتشار غبار الطلع وتعتبر حبوب اللقاح والأتربة الناعمة والفطريات والفيروسات من أهم مهيجات الحساسية الربيعية. ويبقى تجنب اعراضها نهائيا أمرا صعب التحقيق، لكن توجد بعض الاجراءات التي إن تم التقيد بها، أمكن التخفيف من حدتها قدر الامكان.
يقول أخصائي في أمراض الجهاز التنفسي أن حساسية الجهاز التنفسي تعتبر أكثر أنواع الحساسية انتشارا وهي تطال الشرائح العمرية من الذكور والاناث
وغالبا ما تبدأ في فترة الطفولة، وقد تلازم صاحبها مدى الحياة أو تخف بعض الشيء مع التقدم في العمر، أو قد تختفي الى غير رجعة، أو على العكس قد تسير نحو الأسوإ.
ويوضح أن العوامل الوراثية تتدخل بشكل كبير في الاصابة بهذا النوع من الحساسية، لكن استفحالها يرتبط الى حد كبير بعديد العوامل المتداخلة والتي يحددها أيضا المريض.
ومن مهيجات الحساسية هو التعرض للتغير المفاجئ في درجات الحرارة او التعرض للغبار وحبوب الطلع التي تميز هذا الفصل الذي يزيد من معاناة من لديهم حساسية الجهاز التنفسي على الخصوص.
عبء ثقيل
يقول الأخصائي ان الحساسية تنتج عن تفاعل غير عادي نتيجة التعرض لمؤثر خارجي مثل حبوب اللقاح وأتربة المنزل والدخان... وهذه الاشياء تعتبر طبيعية بالنسبة للشخص العادي السليم غير المصاب بالحساسية بينما يعتبرها جهاز المناعة لدى مريض الحساسية أشياء غريبة عنه فلا يلبث أن ينتج اجساما مناعية «أجسام مضادة». ويتبع هذا التفاعل افراز مواد كيميائية تدعى «الهستامين» التي بدورها تؤدي الى ظهور أعراض الحساسية في بعض المناطق مثل الأنف والعيون.
وتتسبب حبوب اللقاح التي تنتشر في فصل الربيع في اصابة كثير من الاشخاص بحساسية شديدة وأزمات ربوية متكررة واحساس بالاختناق وعدم القدرة على التنفس طوال هذا الفصل.
ومن أعراض هذه الحساسية حدوث رشح في الأنف والتهاب في العين يرافقه احساس بألم على مستوى الرأس، واحتقان في حلق، وارتفاع درجة الحرارة في بعض الحالات دون معرفة السبب.
ويقول الاخصائي أن كثيرا من مرضى الحساسية لا يتفطنون الى اصابتهم مما قد يفاقم من حالتهم لأن اعراض الحساسية تتشابه الى حد كبير مع اعراض امراض نزلة البرد العادية فيتناولون أدوية مخصصة لعلاج نزلات البرد. ويضيف قائلا «هنا تكمن الخطورة لأن أدوية البرد لا تعالج الحساسية لأن نوع العلاج مختلف تماما وقد تزيد أدوية البرد من تأزم الحالة.
لا للتهاون
في هذا الاطار يحذر الاخصائي في أمراض الجهاز التنفسي من خطورة إهمال علاج اعراض الحساسية وخاصة لدى الأطفال الصغار، والتي باهمالها يمكن أن تؤدي الى استفحال الحالة والاصابة بحساسية شديدة متمثلة في الربو الذي يعرض مصابيه الى أزمات ضيق تنفس شديدة. ويؤكد على أهمية تلقي المريض العلاج الملائم في الوقت المناسب حتى يتجنب تفاقم وضعيته الصحية مع ضرورة أخذ الاحتياطات اللازمة وتجنب مثيرات الحساسية قدر الامكان وذلك عن طريق الاهتمام بنظافة كل ما يحيط به وعدم التعرض للأتربة. كما يجب الاهتمام بتهوية المنزل والابتعاد عن النباتات.
ومن النصائح الاخرى التي تصلح للوقاية من تفاقم أعراض الحساسية
نذكر بالخصوص تهوية الغرف في الصباح وعدم فرك العينين عند الشعور بحكة وعدم ترك الغسيل يجف في الخارج خلال الربيع لأن رطوبته تحوله الى لاقط أساسي للقاح النباتات وتجنب النزهات في الطبيعة في الشمس القوية وغسل الشعر يوميا والامتناع عن استعمال العطور وتجنب وضع الزرابي ولأغطية الصوفية لأنها تحمل الغبار بكثرة...هذا مع عدم اهمال الدواء الذي يصفه الطبيب المعالج طبعا.
وللغذاء دور مهم!...
للتخفيف من أعراض الحساسية المزعجة ينصح خبراء التغذية باتباع بعض الارشادات للحد من التفاعلات التحسسية او تجنبها.
ومن الارشادات التي يوصي بها الخبراء الابتعاد عن تناول الحليب ومشتقاته كاللبن وغيرها
والتقليل قدر الامكان من استهلاك الأطعمة السكرية كالمثلجات والمرطبات والكعك والمشروبات الغازية والفطائر المحلاة
إضافة الى عدم تناول عصير البرتقال والثمار الحمضية الأخرى
وتجنب الزبدة وغيرها من الزيوت النباتية المهدرجة وزيادة تناول الاسماك وغيرها من الزيوت النباتية المهدرجة وزيت الكتان والجوز والخضروات الورقية الداكنة الغنية بالاحماض الدهنية الضرورية من نوع أوميغا ـ 3.
كما ينصح بتناول ألف الى ألفي ملليغرام من فيتامين «C» يوميا وتقليل هذه الجرعة في حالة الاصابة بالاسهال.
تونس ـ الشروق :http://www.alchourouk.comkwhzp gg,rhdm lk pshsdm hgvfdu
المفضلات