بسم الله الرحمن الرحيم
أضع بين أيدكم بحث صغير موضوعه
(الفانديك)(التكوين)(Gn-5-22)( وسار اخنوخ مع الله بعدما ولد متوشالح ثلث مئة سنة وولد بنين وبنات 23 فكانت كل ايام اخنوخ ثلث مئة وخمسا وستين سنة 24وسار اخنوخ مع الله ولم يوجد لان الله اخذه)
عندما قرأت هذا الاصحاح دارفي رأسي سؤال من هو أخنوخ ؟!!
ورد في سيرة ابن هشام "نوح بن لمك بن متوشلخ بن أخنوخ ، وهو إدريس النبي".
وفي كتب أخري قال ابن قتيبة في المعارف: "وولد لليارد أخنوخ وهو إدريس".
ربما النص السابق من التوراة المحرفة ما دفع بعض المؤرخين بل وأكثرهم لقول أن إدريس كان قبل نوح وبالخصوص اذا قارنوا بين ما ورد فى الاصحاح الخامس لسفر التكوين مع قول الله تعالى في سورة مريم(56 ,57) ((وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِدْرِيسَ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقًا نَبِيًّا * وَرَفَعْنَاهُ مَكَانًا عَلِيًّا)
في حديث الإسراء جاء
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( فرج سقف بيتي وأنا بمكة ، فنزل جبريل ففرج صدري ، ثم غسله بماء زمزم ، ثم جاء بطست من ذهب ، ممتلئ حكمة وإيمانا ، فأفرغها في صدري ، ثم أطبقه ، ثم أخذ بيدي فعرج بي إلى السماء ، فلما جاء إلى السماء الدنيا قال جبريل لخازن السماء : افتح ، قال : من هذا ؟ قال : هذا جبريل ، قال : معك أحد ؟ قال : معي محمد ، قال : أرسل إليه ؟ قال : نعم فافتح ، فلما علونا إلى السماء إذا رجل عن يمينه أسودة وعن يساره أسودة ، فإذا نظر قبل يمينه ضحك ، وإذا نظر قبل شماله بكى ، فقال : مرحبا بالنبي الصالح والابن الصالح ، قلت : من هذا يا جبريل ؟ قال : هذا آدم ، وهذه الأسودة عن يمينه وعن شماله نسم بنيه ، فأهل اليمين منهم أهل الجنة ، والأسودة التي عن شماله أهل النار ، فإذا نظر قبل يمينه ضحك ، وإذا نظر قبل شماله بكى ، ثم عرج بي جبريل حتى أتى السماء الثانية ، فقال لخازنها : افتح ، فقال له خازنها مثل ما قال الأول ففتح ) . قال أنس : فذكر أنه وجد في السماوات إدريس وموسى وعيسى وإبراهيم ، ولم يثبت لي كيف منازلهم ، غير أنه قد ذكر : أنه وجد آدم في السماء الدنيا ، وإبراهيم في السادسة . وقال أنس : ( فلما مر جبريل بإدريس قال : مرحبا بالنبي الصالح والأخ الصالح ، فقلت : من هذا ؟ قال : هذا إدريس ، ثم مررت بموسى ، ثم مررت بعيسى ، فقال : مرحبا بالنبي الصالح والأخ الصالح ، قلت : من هذا ؟ قال : عيسى ، ثم مررت بإبراهيم فقال : مرحبا بالنبي الصالح ، والابن الصالح ، قلت : من هذا ؟ قال : هذا إبراهيم ) . قال : وأخبرني ابن حزم : أن ابن عباس وأبا حبة الأنصاري كانا يقولان : قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( ثم عرج بي ، حتى ظهرت لمستوى أسمع صريف الأقلام ) . قال ابن حزم وأنس بن مالك رضي الله عنهما : قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( ففرض الله علي خمسين صلاة ، فرجعت بذلك ، حتى أمر بموسى ، فقال موسى : ما الذي فرض على أمتك ؟ قلت : فرض عليهم خمسين صلاة ، قال : فراجع ربك ، فإن أمتك لا تطيق ذلك ، فرجعت فراجعت ربي فوضع شطرها ، فرجعت إلى موسى ، فقال : راجع ربك ، فذكر مثله فوضع شطرها ، فرجعت إلى موسى فأخبرته فقال : راجع ربك ، فإن أمتك لا تطيق ذلك ، فرجعت فراجعت ربي ، فقال : هي خمس وهي خمسون ، لا يبدل القول لدي ، فرجعت إلى موسى ، فقال : راجع ربك ، فقلت : قد استحييت من ربي ، ثم انطلق حتى أتى السدرة المنتهى ، فغشيها ألوان لا أدري ما هي ، ثم دخلت الجنة ، فإذا فيها جنابذ اللؤلؤ ، وإذا ترابها المسك ) .
الراوي: أبو ذر الغفاري - خلاصة الدرجة: [صحيح] - المحدث: البخاري - المصدر: الجامع الصحيح - الصفحة أو الرقم: 3342
هنا نلاحظ أن أدم عليه السلام رحب بالسول صلى الله عليه وسلم فقال
مرحباً بالنبي الصالح والإبن الصالح
وسيدنا ابراهيم عليه السلام رحب به قائلاً
مرحباً بالنبي الصالح والإبن الصالح
ولكن ماذا قال سيدنا عيسى عليه السلام ؟! لقد رحب به قائلاً
مرحباً بالنبي الصالح والأخ الصالح
وكذلك فعل إدريس عليه السلام فقد قال
مرحباً بالنبي الصالح والأخ الصالح
وهنا وقفة بسيطة
لماذا قال ابراهيم وأدم عليهما السلام (( الإبن الصالح )) سنقول لأن النبي من نسلهم وهذا لا يختلف عليه اثنين فأدم أبو البشر وإبراهيم أبا الأنبياء
ولكن عيسى وإدريس عليهما السلام نادياه بـ (( الأخ الصالح )) وهذا لعدم رجوع نسله إليهما .
السؤال :
لو كان ادريس كان قبل نوح عليهما السلام فهذا يعنى ان نوح من نسله
ابراهيم من نسله
محمد صلى الله عليه وسلم من نسله وبالتالي وجب أن يقول (( مرحباً بالنبي الصالح والإبن الصالح ))
قد يقول البعض أن هذا مأخوذ على سبيل الاستعطاف والإسترقاق أو أنه قالها اعتبارا بأخوّة التوحيد، فرجَّحها على صلة النسب، فكان ذلك من حكمته .
عندها انتقل إلى حديث أخر لنرى حديث الشفاعة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم
أتي رسول الله صلى الله عليه وسلم بلحم ، فرفع إليه الذراع ، وكانت تعجبه ، فنهس منها نهسة ثم قال : ( أنا سيد الناس يوم القيامة ، وهل تدرون مم ذلك ؟ يجمع الله الناس الأولين والآخرين في صعيد واحد ، يسمعهم الداعي وينفذهم البصر ، وتدنو الشمس ، فيبلغ الناس من الغم والكرب ما لا يطيقون ولا يحتملون ، فيقول الناس : ألا ترون ما قد بلغكم ، ألا تنظرون من يشفع لكم إلى ربكم ؟ فيقول بعض الناس لبعض : عليكم بآدم ، فيأتون آدم عليه السلام فيقولون له : أنت أبو البشر ، خلقك الله بيده ، ونفخ فيك من روحه ، وأمر الملائكة فسجدوا لك ، اشفع لنا إلى ربك ، ألا ترى إلى ما نحن فيه ، ألا ترى إلى ما قد بلغنا ؟ فيقول آدم : إن ربي قد غضب اليوم غضبا لم يغضب قبله مثله ، ولن يغضب بعده مثله ، وإنه نهاني عن الشجرة فعصيته ، نفسي نفسي نفسي ، اذهبوا إلى غيري ، اذهبوا إلى نوح . فيأتون نوحا فيقولون : يا نوح ، إنك أنت أول الرسل إلى أهل الأرض ، وقد سماك الله عبدا شكورا ، اشفع لنا إلى ربك ، ألا ترى إلى ما نحن فيه ؟ فيقول : إن ربي عز وجل قد غضب اليوم غضبا لم يغضب قبله مثله ، ولن يغضب بعده مثله ، وإنه قد كانت لي دعوة دعوتها على قومي ، نفسي نفسي نفسي ، اذهبوا إلى غيري ، اذهبوا إلى إبراهيم . فيأتون إبراهيم فيقولون : يا إبراهيم ، أنت نبي الله وخليله من أهل الأرض ، اشفع لنا إلى ربك ، ألا ترى إلى ما نحن فيه ؟ فيقول لهم : إن ربي قد غضب اليوم غضبا لم يغضب قبله مثله ، ولن يغضب بعده مثله ، وإني قد كنت كذبت ثلاث كذبات - فذكرهن أبو حيان في الحديث - نفسي نفسي نفسي ، اذهبوا إلى غيري ، اذهبوا إلى موسى . فيأتون موسى فيقولون : يا موسى ، أنت رسول الله ، فضلك الله برسالته وبكلامه على الناس ، اشفع لنا إلى ربك ، ألا ترى إلى ما نحن فيه ؟ فيقول : إن ربي قد غضب اليوم غضبا لم يغضب قبله مثله ، ولن يغضب بعده مثله ، وإني قد قتلت نفسا لم أومر بقتلها ، نفسي نفسي نفسي ، اذهبوا إلى غيري ، اذهبوا إلى عيسى . فيأتون عيسى فيقولون : يا عيسى ، أنت رسول الله ، وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه ، وكلمت الناس في المهد صبيا ، اشفع لنا ، ألا ترى إلى ما نحن فيه ؟ فيقول عيسى : إن ربي قد غضب اليوم غضبا لم يغضب قبله مثله قط ، ولن يغضب بعده مثله - ولم يذكر ذنبا - نفسي نفسي نفسي ، اذهبوا إلى غيري ، اذهبوا إلى محمد صلى الله عليه وسلم . فيأتون محمدا صلى الله عليه وسلم فيقولون : يا محمد أنت رسول الله ، وخاتم الأنبياء ، وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر ، اشفع لنا إلى ربك ، ألا ترى إلى ما نحن فيه ؟ فأنطلق فآتي تحت العرش ، فأقع ساجدا لربي عز وجل ، ثم يفتح الله علي من محامده وحسن الثناء عليه شيئا لم يفتحه على أحد قبلي ، ثم يقال : يا محمد ارفع رأسك ، سل تعطه ، واشفع تشفع ، فأرفع رأسي فأقول : أمتي يا رب ، أمتي يا رب ، فيقال : يا محمد أدخل من أمتك من لا حساب عليهم من الباب الأيمن من أبواب الجنة ، وهم شركاء الناس فيما سوى ذلك من الأبواب ، ثم قال : والذي نفسي بيده ، إن ما بين المصراعين من مصاريع الجنة كما بين مكة وحمير ، أو : كما بين مكة وبصرى ) .
الراوي: أبو هريرة - خلاصة الدرجة: [صحيح] - المحدث: البخاري - المصدر: الجامع الصحيح - الصفحة أو الرقم: 4712
فما بعد هذا القول؟!!
ودعوني أستدل بالآيات القرآنية
(النساء)( 163 )(إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَى نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَوْحَيْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَعِيسَى وَأَيُّوبَ وَيُونُسَ وَهَارُونَ وَسُلَيْمَانَ وَآَتَيْنَا دَاوُودَ زَبُورًا)
(مريم)( 58 )(أُولَئِكَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ مِنْ ذُرِّيَّةِ آَدَمَ وَمِمَّنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ وَمِنْ ذُرِّيَّةِ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْرَائِيلَ وَمِمَّنْ هَدَيْنَا وَاجْتَبَيْنَا إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آَيَاتُ الرَّحْمَنِ خَرُّوا سُجَّدًا وَبُكِيًّا)
(الحديد)(26 )(وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا وَإِبْرَاهِيمَ وَجَعَلْنَا فِي ذُرِّيَّتِهِمَا النُّبُوَّةَ وَالْكِتَابَ فَمِنْهُمْ مُهْتَدٍ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فَاسِقُونَ)
أقول له تمعن في الحديث
عن ابن عباس رضي الله عنهما قال كان بين نوح وآدم عشرة قرون كلهم على شريعة من الحق فاختلفوا فبعث الله النبيين مبشرين ومنذرين قال وكذلك هي في قراءة عبد الله { كان الناس أمة واحدة فاختلفوا }
الراوي: - - خلاصة الدرجة: صحيح - المحدث: الألباني - المصدر: السلسلة الصحيحة - الصفحة أو الرقم: 7/854
الخلاصة :
بقلم
ذو الفقار
26/4/2008
ملاحظة /
حقوق النشر محفوظة لكل مسلم حتى دون نشر إسم الكاتب
lk H,g hgvsg fu] H]l ugdi hgsghl ? ( fpe )
المفضلات