بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
الانسان والروائح غير المقبولة
بعض الروائح تسبب الكثير من الضرر و الاذى للانسان , وهذا يجعلنا نتيقن بان هذه الحاسة (الشم) ليس لها علاقة بارادة الانسان , لانه لو كان الامر بيده لجعل حاسة شمه غير قادرة على تحسس مثل هذه الروائح التى تسبب له الكثير من الالم والنفور , او ترجمها ترجمة اخرى لا تؤدى به الى ذلك , فلابد من وجود حكمة وخالق .
وفى الجانب الاخر, كيف علمت النباتات كما فى زهرة الرافليسيا وغيرها بان اللحم الفاسد تصدر منه رائحة نتنة تجذب الذباب فيستغل ذلك لمصلحته الشخصية المتعلقة بالتكاثر واستمرار الوجود ؟ , فلو فرضنا امتلاكه (النبات) لجهاز يمكنه من التعرف على الروائح المختلفة , و فان تحليل المعطيات المرسلة من المستقبلات او الخلاية الشمية المسؤلة عن إيصال تأثيرات جزيئات الروائح إلى البصيلة الشمية سوف يختلف بدرجة كبيرة بالنسبة للنبات عن الحشرات , لان كلا منهما سوف يعرف الرائحة تعريف خاص به يندرج فقط تحت عالمه , يمكن ان يختلف تماما عن تعريف الاخر, وهذا دليل على ان من وضع المقدرة فى بعض النباتات على اصدار مثل هذه الروائح , هو نفسه الذى صنع الجهاز الشمى للحشرات لان هو وحده الذى يستطيع التوفيق بين ذلك وذلك فلا يغنى كلا على ليلاه ويعطى تعريفا خاصا على هواه لا يتفق باى حال من الاحوال مع تعريف الاخر.
الحكمة من منظور ايمانى
يقول الكاتب التركى هارون يحى :
"عندما يتعرض الإنسان للجوع لفترة قصيرة، أو عند إسراعه في المشي أو صعوده درجات السلم بسرعة أو حتى عند قيامه بنشاطه اليومي المعتاد فإن رائحة جسمه تصبح غير مقبولة إذا أهمل بعض ما ينبغي عمله للحفاظ على نظافة جسمه. وحتى لو بقي ساكنا قليل الحركة فإن رائحة جسمه تصبح غير مقبولة عند إهماله الاستحمام والتنظيف. ومثلما هنالك حكمة من وجود أي شيئ في هذا الكون فإن هناك حكمة من تكون الرائحة غير المقبولة في جسم الإنسان عند إهماله النظافة.
وكان يمكن لمشيئة الله عز وجل أن تجعل حاسة الشم لدى الإنسان غير قادرة على تحسس مثل هذه الروائح غير المقبولة، أو أن تجعل هذه الروائح مقبولة بالنسبة إليه. إذن ماهو السبب من خلق هذه الروائح غير المقبولة؟
لا شك أن هذه الروائح غير المقبولة تعتبر نقيصة وعلامة عجز لجسم الإنسان؟ ومثل هذه النقائص في جسمه تجعله يشعر أنه خلق بهذه العيوب، وهي تذكرة له أن الكمال لله وحده و أنه كائن مخلوق محتاج دوما إلى رحمة الله عز وجل ولطفه.
والإنسان يحس بالحاجة إلى الاعتناء بنظافة جسمه بين فترة و أخرى مهما كان مواظبا على هذا العمل لأن البكتيريا التي لا ترى بالعين المجردة تعمل عملها باستمرار منتجة تلك الروائح غير المقبولة، وهذه الحالة تذكرنا بأن الدنيا فانية ولها عيوب ونقائص، أما الآخرة فباقية وفيها النعيم المقيم، وتذكرنا أيضا باستحالة التغلب على مظاهر الدنيا الخداعة. وتبين لنا أن المؤمنين سيبعثون أحياء مرة أخرى ولكن بدون تلك الروائح غير الطيبة بل في مكان ملؤه العطر الطيب والمسك الفواح أي جنة الخلد".
hpshs hghkshk fhgv,hzp ydv hglrf,gm djp]n hig hghgph]
المفضلات