الإدعاء بأن الرسول قد أخذ عن التوراه والإنجيل وألف منهما القرآن إدعاء قديم ذكره الله عز وجل في قوله تعالى:
" ولقد نعلم أنهم يقولون إنما يعلمه بشر . لسان الذي يلحدون إليه أعجمي وهذا لسان عربي مبين" النحل 103
أي أن رجلا نصرانيا كان يعلم النبي ، وهو غير عربي ، فرد الله عز و جل هذه الشبهة مبينا أن لغة الذي يزعمون أنه علم النبي ليست عربية ، بينما القرآن لغته العربية الفصحي التي هي المنتهى في البلاغة ، لا يمكن مجاراتها من بشر.
والأمر ببساطة أن من تعلم من أحد فلاشك أنه سيتأثر بلغته و سيستخدم مصطلحاته و تراكيبه اللغوية حتما ولا فكاك من ذلك.
ونحن نرى كلنا ما يحدث من تغيير لغوي لمن يتعلم في الغرب مثلا وكيف يتغير، ونلاحظ كثرة استخدامه للألفاظ والمصطلحات الأجنبية ، بل حتى الذي لم يسافر للخارج ولكنه درس الطب مثلا وهو كما يعلم الجميع يدرس في جامعات مصر باللغة الإنجليزية ، يستخدم كثيرا من الألفاظ غير العربية في كلامه مع بني وطنه وهذا شائع ومعروف .
إذاً ، عندما تتعلم شيئا من أحد فلا مناص من استخدام مصطلحاته العلمية ولذلك كان لابد للنبي لو كان قد أخذ علم القصص الديني مثلا من يهودي أو نصراني ، لكنت تجد في القرآن كثيرا من الألفاظ و المصطلحات الشائعة في الكتاب المقدس.
نضرب أمثلة:
لفظ "الرب" أو" Lord " ورد بالكتاب المقدس 6749 مرة ، بينما لا يوجد كلمة (الرب) معرفة أبدا ، بل دائما : رب السماوات والأرض ، ربنا تقبل منا، ربي اشرح لي صدري ، اعبدوا الله ربي وربكم .... وهكذا لا توجد كلمة "الرب" بالتعريف . أما وجودها في الكتاب المقدس أكثر من 6000 مرة ، فكان هذا يحتم وجودها في القرآن لوكان معلم النبي تعلم من أهل الكتاب الدين.
هذه الصورة بحجم اخر انقر هنا لعرض الصورة بالشكل الصحيح ابعاد الصورة هي 800x414.
كذلك مصطلح "الرب الإله" ورد أكثر من سبعين مرة في الكتاب المقدس ولم يرد في القرآن مرة واحدة:
هذه الصورة بحجم اخر انقر هنا لعرض الصورة بالشكل الصحيح ابعاد الصورة هي 800x379.
مصطلح "قال لي الرب" 30 مرة ، ولا يوجد له أثر في القرآن:
هذه الصورة بحجم اخر انقر هنا لعرض الصورة بالشكل الصحيح ابعاد الصورة هي 800x297.
مصطلح "وصايا الرب" ورد 24 مرة :
هذه الصورة بحجم اخر انقر هنا لعرض الصورة بالشكل الصحيح ابعاد الصورة هي 800x297.
مصطلح " أحب الرب إلهك" ورد 17 مرة :
هذه الصورة بحجم اخر انقر هنا لعرض الصورة بالشكل الصحيح ابعاد الصورة هي 800x249.
لفظ "الرائي" (نبي) ورد 26 مرة:
هذه الصورة بحجم اخر انقر هنا لعرض الصورة بالشكل الصحيح ابعاد الصورة هي 800x306.
لفظ " يهوه " وهو اسم الرب عند اليهود ورد في بعض الترجمات أكثر من 5000 مرة:
هذه الصورة بحجم اخر انقر هنا لعرض الصورة بالشكل الصحيح ابعاد الصورة هي 800x297.
مصطلح " الرب إلهك " ورد أكثر من 260 مرة :
هذه الصورة بحجم اخر انقر هنا لعرض الصورة بالشكل الصحيح ابعاد الصورة هي 800x297.
مصطلح " في البدأ " ورد خمسة مرات :
هذه الصورة بحجم اخر انقر هنا لعرض الصورة بالشكل الصحيح ابعاد الصورة هي 800x432.
وهذه فقط بعض أمثلة بسيطة لألفاظ شائعة في كتب أهل الكتاب ومع ذلك لم ترد في القرآن ، وكان من المفترض وجودها لو صدق الأفاكون بأن
النبي ص تعلم من أهل الكتاب.
كما أن القرآن يخلو من صفات يتميز بها الكتاب المقدس مثل:
لا وجود للتفاصيل العجيبة لعملية خلق الكون
لا وجود لسلاسل الانساب غير المنطقية
لا وجود للتواريخ التي تناقض العلم الحديث
لا تمجيد لجنس معين على الناس
لا وجود لمعلومات تناقض العلم
لا وجود لأغلاط كثيرة يصعب الدفاع عنها
القرآن حكى عن الانبياء دعوتهم للتوحيد ، أما الأنبياء في العهد القديم فلا نجد لهم غير الخطايا التي عادة لا تقع من آحاد المسلمين وليس لهم دعوة ملموسة للتوحيد. فدعوة الأنبياء في القرآن للناس هي:
" اعبدوا الله ما لكم من إله غيره" ، وهذا نادر جدا في العهد القديم
الأسلوب القصصي في القرآن أعلى بكثير أدبيا ولغويا من أسلوب الكتاب المقدس ، فهل يعقل أن يعيد محمد صلى الله عليه وسلم صياغة القصص الديني وهو الرجل الأمي ليكون أقوى أثرا في سامعيه من الكتاب المقدس ويكون محتالا؟ ولتتأكد من ذلك بنفسك عزيزي القاريء ، قم بسماع سورة من القرآن مثل سورة مريم مثلا وقارنها بسماع فصلين أول ثلاثة من انجيل لوقا (لآنه يتكلم أيضا عن زكريا ويحيى ومريم عليهم السلام ، وهو نفس موضوع سورة مريم) ، وسيعرف السامع المنصف أين هو كلام الله.
كما أن صياغة القصص القرآني مختلفة تماما عن الكتاب المقدس ، وإن اشتركا في بعض المعلومات بحيث أن القرآن يمكن حفظه عن ظهر قلب حتى من الأطفال والأجانب غير المتحدثين باللغة العربية ، بينما قصص الكتاب المقدس مليئة بالتفاصيل التي لا تفيد السياق بحيث لا يمكن حفظها مثل القرآن ، لذلك كان الاعتماد على المخطوطات في حفظ النص الديني هو السائد ، مما سمح بالأخطاء الكثيرة والتحريفات من الدخول للنصوص الدينية بالآلاف على مر الزمان .
تركيز الكتاب المقدس عامة كان على بعض من سير أنبياء بني إسرائيل بينما يخلو القرآن تماما من أي ذكر عن سيرة النبي صلى الله عليه وسلم.
القرآن كتاب يمكن إعادة قراءته مرارا وتكرارا بدون ملل ، كما يفعل ملايين المسلمين يوميا ، بينما لا يمكن فعل ذلك في الكتاب المقدس ، أي لا يطيق أحد قراءة الكتاب المقدس مرتلا مثل القرآن بدون الشعور بالملل الفظيع.
لا يعني موافقة القرآن لبعض معلومات التوراة أنه قد أخذ عنها ، إذا أن نسبة الخلاف والتفاصيل غير الموجودة في القرآن هي الأعلى، ولكن لماذا يأخذ النبي بعض المعلومات ويرفض البعض؟
لقد كان الأولى بشخص دجال أن يوافق كل المعلومات حتى يركب موجة الكتاب المقدس ويجتذب إليه بعض أتباعه ، ولم يكن لصاحب رسالة (لو كان دجالا) مصلحة في مخالفة اليهود أو النصارى في بعض عقائدهم إلا إظهارا للحق الموحى إليه وليس لسبب آخر، خاصة وفترة نزول القرآن كان الإسلام ضعيفا ولم يكن من المناسب خالفة اليهود والنصارى في قصصهم في تلك المرحلة الحرجة ، وكفى عداوة مشركي مكة له.
لم ينقل أحد من الصحابة ورواة السيرة النبوية أي ذكر كعن تعلم النبي من أهل الكتاب ، ولو حدث هذا لعارضوه بقولهم : "نحن أدرى بمن علمك هذا" و لاتخذه أعداؤه من المشركين حجة لهم ، بهدف الطعن فيه بالحق.
أن النبي صلى الله عليه وسلم أميٌّ لا يقرأ ولا يكتب ، ولم يثبت أنه رأى التوراة الانجيل أو قرأ فيهما أو نقل منهما . ولو فعل لأحرج نفسه مع من يقرأ له. فلا يعقل أن يقرأ أحد أصدقائه له ثم يستطيع النبي بعد ذلك إقناعه بأنه رسول الله.
خالف القرآن أهل الكتاب في كثير من الأحكام الشرعية ووافقهم في بعضها مثل حرمة الدم والخنزير والميتة ، وكان الأولى أن يوافقهم في كل الأحكام.
و لا يدل هذا على أن الرسول ص أخذ منهم ، وتعلم على أيديهم ، وإنما لكون اليهودية والنصرانية أصلهما صحيح يتفق مع أصول الإسلام ، لولا ما اعتراهما من تحريفٍ وتغيير وتبديل .
من هم الأحبار والرهبان الذين تعلم منهم النبي ؟ لو قيل ورقة ابن نوفل ، نقول أنه لم يثبت لقائه معه إلا مرة واحدة قصيرة ليفسر له ما حدث في الغار ولو كان ورقة هو معلمه لقال له عند إدعائه النبوة : " يمكنك أن تقول هذا لأي انسان ولكن ليس لي وأنا أدرى بما فعلته معك" ، ولفضحه ذلك عند زوجته خديجة المقربين منه ، وكل هذا لم يحدث ، بل أن ورقة تمنى أن لو كان شابا ليساعده.
أما لقائه ص ببحيرا الراهب فقد كان ص صبيا صغيرا ، وحتى عندما سافر الشام في شبابه لم يثبت أن سمع من هذا الراهب شيئا ، وحتى لو سمع ، لا يكفي هذا أبدا لتأليف دين مثل الإسلام بأي حال من الأحوال. ولو كان هذا الراهب هو مصدر العلوم لإسلامية لكان أولى أن ينشر دعوته بنفسه.
وأخيرا ، القرآن يتحدى الجميع ليأتوا بمثله ، ولكن لاحظ أن الموضوع ليس مجرد كلام منظوم فقط ، بل يجب أن تكون المثلية في البلاغة ، في وجود تشريعات متكاملة ، في وجود نبوءات تحققت ولازالت تتحقق ، في وجود إشارات علمية وتاريخية إعجازية بل في إمكانية حفظه حتى من الأطفال و غير العرب عند ظهر قلب . وفوق هذا قراءته يوميا من ملايين المسلمين بلا كلل ولا ملل . من يعرف كتاب له هذه الصفات ليدلنا عليه .
يَا أَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ كَثِيرًا مِّمَّا كُنتُمْ تُخْفُونَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ . قَدْ جَاءكُم مِّنَ اللّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُّبِينٌ . } يَهْدِي بِهِ اللّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلاَمِ وَيُخْرِجُهُم مِّنِ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ .
للمزيد من مواضيعي
ig Ho` hgkfd wgn hggi ugdi ,sgl lk hg;jhf hglr]s?
المفضلات