بارك الله في الأخوين سامر وإدريسي على المتابعة ..
هذه الجزئية هي التي استوقفتني لبضع دقائق وأنا في قمة العَجَب ..
فمثل هذه رواية والتي يزعم جحش الفراء وجودها في ثلاثة مراجع لم تكن لتمر مرور الكرام على أي حاقد على الإسلام - وهم كثيرون جدا - .. بل كنا سنجدها في جميع المراحيض والمواقع المسيحية ، ولنتناقلتها جميع وسائل الإعلام المعادية للإسلام ، ولتناولها الناس في الطرقات وعلى المقاهي .. ولخرج الناس من الإسلام أفواجا أفواجا ، ولأفرد لها البعض من الحاقدين حلقات تليفزيونية بأكملها لفضح هذا الدين الذي يتركُ رسولُه زوجتَه الشابة نائمة في الفراش لينكح أنثى خنزير حزينة في السماء الثالثة خلف ستارة فردها له الملاك جبريل .
لقد أعطانا هذا المسيحي الأخرق ثلاثة مصادر لهذه القصة المفبركة :
- كتاب الكافى المجلد الثالث صفحه442
- كتاب بصائر الدرجات صفحه121
- كتاب كنز العمال المجلد11 صفحه427
ولسوء حظ هذا المسيحي التعِس أن الكتب الثلاثة بتفريعاتها التي سأعرضها الآن موجودة عندي في المكتبة . وموجودة أيضا على عدة مواقع ..
فأما عن الكافي : فهناك "ثلاثة كتب بإسم الكافي" ، الأول هو (
كتاب الكافي في الفقه الحنبلي لموفق الدين ابن قدامة المقدسي رضي الله عنه) ، والثاني هو (
كتاب الكافي في فقه أهل المدينة لابن عبد البر رضي الله عنه "جزء واحد") ، والثالث هو (
كتاب الكافي لأبي جعفر محمد بن يعقوب الكليني - الشيعي - )
وقد طالعتهم الثلاثة ولا وجود لهذه القصة الخطيرة في أي منهم رغم ما حواه الكافي للكليني من كفر وزندقة .
لا في صفحة 442 ولا في غيرها ، ولا في المجلد الثالث ولا في باقي الملجدات ، لا في كافي بن قدامة ولا كافي بن عبد البر ولا في كافي الكليني .
شيئ عجيب فعلا.
شيئ عجيب أن تجد نصرانيا كاذبا يضع دليل كذبه في داخل الشبهة هكذا وبكل بجاحة ، فلم يحدد اسم كتاب واكتفى وإنما حدد أيضا رقم المجلد والصفحة ، وكأن القوم بهائم فعلا لا يقرأون .. ولا يراجعون ، ولا رغبة لهم إلا في التدليس والتشوية وخلاص .
وهذه هي حيلة النصارى المساكين الآن (استحمار القراء المسلمين والمسيحيين على السواء) . لقد أفلسوا ولله الحمد وما يُضلون إلا أنفسَهُم وما يشعرون .
وإني لأعجب رغما عن ذلك ممن يستشهد بكتاب الكافي للكليني سواء كان شيعيا أو نصرانيا ، فالكافي للكليني برغم كونه عمدة مراجع الشيعة في مذهبهم فقد خرج عليه من الشيعة أنفسهم كل من المجلسي والبهبودي ونسفوه تضعيفا وتكذيبا وتجهيلا ، ويمكنكم مراجعة (مرآة العقول للمجلسي) و (صحيح كتاب الكافي للبهبودي) لتقفوا على ما قاله علماء القوم في هذا الكافي الذي فضّله الشيعة الإثنى عشرية على صحيح البخاري نفسه .. فقد حكم المجلسي على ما يقرب من ثلثي الكافي بالضعف. أو يمكنكم تحميل كتاب (كتاب الكافي تخريج المجلسي والبهبودي - للشيخ عبد الرحمن الدمشقية) من هذا الرابط المباشر :
هنــــــــــــــــــــــا
وأعود لأقول أن هذه القصة التي جاء بها النصراني المبارك من كيسه لا وجود لها في الثلاثة كتب المسمّاة بالكافي .. كافي بن قدامة ، وكافي بن عبد البر ، وكافي الكليني .. وإنما لا يعدو الأمر أن يكون كذبا ليزداد مجد الرب بكذبه فلا تُدينوه بعد كخاطئ ، فالرجل أصبح عضوا مباركا لكثرة كذبه .
فهذا هو ما جاء في كافي الكليني في المجلد الثالث صفحة 442 :
باب الصَّلَاةِ فِي السَّفِينَةِ
1- عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ حَمَّادِ بْنِ عِيسَى قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ( عليه السلام ) يُسْأَلُ عَنِ الصَّلَاةِ فِي السَّفِينَةِ فَيَقُولُ إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ تَخْرُجُوا إِلَى الْجَدَدِ فَاخْرُجُوا فَإِنْ لَمْ تَقْدِرُوا فَصَلُّوا قِيَاماً فَإِنْ لَمْ تَسْتَطِيعُوا فَصَلُّوا قُعُوداً وَ تَحَرَّوُا الْقِبْلَةَ .
2- عَلِيٌّ عَنْ أَبِيهِ وَ مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ جَمِيعاً عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ عَنْ حَمَّادِ بْنِ عُثْمَانَ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ( عليه السلام ) أَنَّهُ سُئِلَ عَنِ الصَّلَاةِ فِي السَّفِينَةِ فَقَالَ يَسْتَقْبِلُ
الكافي : المجلد الثالث ........... مركز الاشعاع الاسلامي ....
http://www.islam4u.com ............ صفحة (442)
الْقِبْلَةَ فَإِذَا دَارَتْ وَ اسْتَطَاعَ أَنْ يَتَوَجَّهَ إِلَى الْقِبْلَةِ فَلْيَفْعَلْ وَ إِلَّا فَلْيُصَلِّ حَيْثُ تَوَجَّهَتْ بِهِ قَالَ فَإِنْ أَمْكَنَهُ الْقِيَامُ فَلْيُصَلِّ قَائِماً وَ إِلَّا فَلْيَقْعُدْ ثُمَّ لْيُصَلِّ .
3- عَلِيٌّ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُغِيرَةِ عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ( عليه السلام ) فِي الرَّجُلِ يَكُونُ فِي السَّفِينَةِ فَلَا يَدْرِي أَيْنَ الْقِبْلَةُ قَالَ يَتَحَرَّى فَإِنْ لَمْ يَدْرِ صَلَّى نَحْوَ رَأْسِهَا .
4- مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ عَنْ يَزِيدَ بْنِ إِسْحَاقَ عَنْ هَارُونَ بْنِ حَمْزَةَ الْغَنَوِيِّ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ( عليه السلام ) قَالَ سَأَلْتُهُ عَنِ الصَّلَاةِ فِي السَّفِينَةِ فَقَالَ إِذَا كَانَتْ مُحَمَّلَةً ثَقِيلَةً إِذَا قُمْتَ فِيهَا لَمْ تَحَرَّكْ فَصَلِّ قَائِماً وَ إِنْ كَانَتْ خَفِيفَةً تَكَفَّأُ فَصَلِّ قَاعِداً .
5- عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ عَنْ أَبِي هَاشِمٍ الْجَعْفَرِيِّ قَالَ كُنْتُ مَعَ أَبِي الْحَسَنِ ( عليه السلام ) فِي السَّفِينَةِ فِي دِجْلَةَ فَحَضَرَتِ الصَّلَاةُ فَقُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاكَ نُصَلِّي فِي جَمَاعَةٍ قَالَ فَقَالَ لَا تُصَلِّ فِي بَطْنِ وَادٍ جَمَاعَةً .
باب صَلَاةِ النَّوَافِلِ
1- مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ عَنِ ابْنِ بُكَيْرٍ عَنْ زُرَارَةَ قَالَ دَخَلْتُ عَلَى أَبِي جَعْفَرٍ ( عليه السلام ) وَ أَنَا شَابٌّ فَوَصَفَ لِيَ التَّطَوُّعَ وَ الصَّوْمَ فَرَأَى ثِقْلَ ذَلِكَ فِي وَجْهِي فَقَالَ لِي إِنَّ هَذَا لَيْسَ كَالْفَرِيضَةِ مَنْ تَرَكَهَا هَلَكَ إِنَّمَا هُوَ التَّطَوُّعُ إِنْ شُغِلْتَ عَنْهُ أَوْ تَرَكْتَهُ قَضَيْتَهُ إِنَّهُمْ كَانُوا يَكْرَهُونَ أَنْ تُرْفَعَ أَعْمَالُهُمْ يَوْماً تَامّاً وَ يَوْماً نَاقِصاً إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ يَقُولُ الَّذِينَ هُمْ عَلى صَلاتِهِمْ دائِمُونَ وَ كَانُوا يَكْرَهُونَ أَنْ يُصَلُّوا حَتَّى يَزُولَ النَّهَارُ إِنَّ أَبْوَابَ السَّمَاءِ تُفَتَّحُ إِذَا زَالَ النَّهَارُ .
فهل تجدون خنازيرا هنا ؟ أو أي ذكر لحادثة الإسراء والمعراج ؟
يمكنكم تحميل الكتاب كاملا من هذا الرابط :
هنـــــــــــــــــــــا
كما يمكنكم تحميل كتاب الكافي في الفقه الحنبلي لابن قدامة المقدسي من هذا الرابط المباشر :
هنـــــــــــــــــــــا
ويمكنكم كذلك تحميل كتاب الكافي في فقه أهل المدينة لابن عبد البر من هذا الرابط المباشر :
هنـــــــــــــــــــــــا
لتتأكدوا بأنفسكم ..
يتبع .. تفنيد باقي المراجع .
المفضلات