السلام عليكم ورحمة الله وبركاتهبسم الله الرحمن الرحيم
**المجموعة الثانية **
نضع مقدمة لتلك المجموعة بالاّية الكريمة
" وَمَا تَشَاءُونَ إِلا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ "
خلاصة القول أن مشيئة العبد تأتى تبعاً لمشيئة الله أى أراد الله أن يكون للعبد مشيئة فلا يُحدث ولا يفعل إلا ماأراده الله أى ما شاء الله له أن يكون له فيه إختيار وقدرة .
أى أن مشيئة الله تسبق مشيئة العبد
********************
ما معنى مشيئة الله؟
يتضح معنى المشيئة فى قوله تعالى " إِنَّمَا قَوْلُنَا لِشَيْءٍ إِذَا أَرَدْنَاهُ أَنْ نَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ "
و قولهِ "فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ "
أى إذا أراد الملك يقول كن فيكون م####د كما أراده مكاناً وزماناً وهيئةً .
يفعل م####د ولا يُسأل عمّا يفعل بل يكشف لعباده إن أراد عن جزء من علمه وفعله وحكمته "وَلا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلا بِمَا شَاءَ "
فهو خالق قادر مالك أحد لا شريك له
أراد أن يكون هناك سماء وأرض ففعل
أراد أن يكون هناك إنس وجن وملائكة وهوام وخلق كثير نعلم ولا نعلم ففعل
أراد أن يكون الملائكة مكرهين على الطاعة والإيمان لا يعصون الله ماأمرهم ففعل
أراد أن يترك للإنسان حرية إختيار فى كل ماسيحاسبه عليه ففعل
قَدَره على عباده إنساً وجناً كيف يكون ومامعناه ؟؟
" إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ "
القدر معناه **
علم أزلى ، خلق أفعال "أى قدرة وإرادة " ،حرية بعد إرادة إلهية " وَمَا تَشَاءُونَ إِلا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ " ، اللوح المحفوظ كتب فيه كل ماعلمه بكماله عن عباده قبل أن يخلقهم
فهو خالق القدرة والإرادة ولا يجبر عباده على طاعة أو معصية " لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ "
فسرى يا إيمان ببساطة
نعم
أقول
شاء الله أن يكون له عباداً يعبدونه إنساً وجناً فخلقهم
من كماله يعرف ماهم فاعلون مسبقاً فكتب أفعالهم واختياراتهم فى كتابٍ عنده "اللوح المحفوظ" " مِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الدُّنْيَا وَمِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الْآخِرَةَ "
لم كتب؟
لأنه أراد وشاء وهذا لا يؤثر فى فعل العباد لأنه سر مكتوم و علم مسبق منه تعالى .
(أراد) أى (شاء) أن يجعل لهم مشيئة فى كل ماسيحاسبهم عليه و(شاء) أن يكونوا مجبورين فى بعض قدره عليهم وهو كل قدر يخصهم ولا يحاسبون عليه من شكل وجنس وصحة ومرض بأى أرض يموت الواحد منهم ولا ننسى ،
- فى نطاق مشيئة العبد يقع اختياره لأفعال قد تؤدى به لمرض كالتدخين والزنا فيحاسب وقد تؤدى به لبركة وزيادة فى العمر كصلة الأرحام وهو مايسمى بالقدر المعلق أى معلق على إختيار العبد وتصرفاته -وهذا هو المراد بقوله تعالى: "يَمْحُو اللَّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتَابِ "
* ملاحظة الإنتحار مثلاً يؤدى إلى الموت ولكن الإنتحار فعل بوسيلة يختارها العبد لذا يحاسب عليه ومعلوم مسبقاً عند الله أين وكيف سيموت ولو شاء الله ألا يموت بوسيلة الإنتحار لفعل لا مانع لما أعطيت، ولا معطي لما منعت أى لا تعلو مشيئة العبد على مشيئة الله ولكن مع ذلك سيحاسب على محاولة الإنتحار -إختيار الفعل -
" وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَنْ تَمُوتَ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ كِتَابًا مُؤَجَّلً "
بإذنه أى علمه المسبق ومشيئته .
يقول الطبرى :
القول في تأويل قوله تعالى : { وما كان لنفس أن تموت إلا بإذن الله كتابا مؤجلا **** يعني تعالى ذكره بذلك : وما يموت محمد ولا غيره من خلق الله إلا بعد بلوغ أجله الذي جعله الله غاية لحياته وبقائه , فإذا بلغ ذلك من الأجل الذي كتبه الله له وأذن له بالموت فحينئذ يموت , فأما قبل ذلك فلن تموت بكيد كائد ولا بحيلة محتال .
نعود لمعنى قدر الله على العباد فى التفاسير..
يقول ابن كثير :
وقوله تعالى " إنا كل شيء خلقناه بقدر " كقوله " وخلق كل شيء فقدره تقديرا " وكقوله تعالى " سبح اسم ربك الأعلى الذي خلق فسوى والذي قدر فهدى " أي قدر قدرا وهدى الخلائق إليه ولهذا يستدل بهذه الآية الكريمة أئمة السنة على إثبات قدر الله السابق لخلقه وهو علمه الأشياء قبل كونها وكتابته لها قبل برئها .
تدبر قوله تعالى :
" ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّرًا نِعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ "
تجمع بين مشيئة الله ومشيئة العبد
فالله لا يغير مابعباده من نعم وكذلك نقم إلا إذا غيروا ما بأنفسهم من طاعة لمعصية أو العكس
يقول الطبرى :
القول في تأويل قوله تعالى : { ذلك بأن الله لم يك مغيرا نعمة أنعمها على قوم حتى يغيروا ما بأنفسهم **** يقول تعالى ذكره : وأخذنا هؤلاء الذين كفروا بآياتنا من مشركي قريش ببدر بذنوبهم وفعلنا ذلك بهم , بأنهم غيروا ما أنعم الله عليهم به من ابتعاثه رسوله منهم وبين أظهرهم , بإخراجهم إياه من بينهم وتكذيبهم له وحربهم إياه ; فغيرنا نعمتنا عليهم بإهلاكنا إياهم ,
تذكر **
" ذَلِكَ الْيَوْمُ الْحَقُّ فَمَنْ شَاءَ اتَّخَذَ إِلَى رَبِّهِ مَآبا "
روايات مهمة **
حدثني يحيى عن مالك عن زيد بن أبي أنيسة عن عبد الحميد بن عبد الرحمن بن زيد بن الخطاب أنه أخبره عن مسلم بن يسار الجهني أن عمر بن الخطاب
سئل عن هذه الآية " وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ "
فقال عمر بن الخطاب سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يسأل عنها فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الله تبارك وتعالى خلق آدم ثم مسح ظهره بيمينه فاستخرج منه ذرية فقال خلقت هؤلاء للجنة وبعمل أهل الجنة يعملون ثم مسح ظهره فاستخرج منه ذرية فقال خلقت هؤلاء للنار وبعمل أهل النار يعملون فقال رجل يا رسول الله ففيم العمل قال فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الله إذا خلق العبد للجنة استعمله بعمل أهل الجنة حتى يموت على عمل من أعمال أهل الجنة فيدخله ربه الجنة وإذا خلق العبد للنار استعمله بعمل أهل النار حتى يموت على عمل من أعمال أهل النار فيدخله ربه النار
ببساطة
من كلمة خلقت نستشعر بمشيئة الله
ومن كلمة يعملون نستشعر بمشيئة العبد
من الشرح الأول فى بداية المجموعة نقول :
من الناس من قدّر الله أن يكونوا مؤمنين أى علم وكتب أفعالهم فى اللوح المحفوظ وخلق لهم الفعل والقدرة فاختاروا بمشيئتهم عمل أهل الجنة فدخلوها
ومن الناس من شاء الله أن يكونوا كافرين أى علم وكتب أفعالهم فى اللوح المحفوظ وخلق لهم الفعل والقدرة فاختاروا بشميئتهم عمل أهل النار فدخلوها
لا يوجد عبد مجبور على فعل معين بل مشيئته خاضعة لمشيئة الله من علم وخلق القدرة والإختيار أى السماح بالقدرة فى الإختيار (أى االتكليف ).
الاّن تفهم معى معنى
" إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِنَّا الْحُسْنَى أُولَئِكَ عَنْهَا مُبْعَدُونَ "
وروى مسلم في صحيحه عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " إن الرجل ليعمل الزمن الطويل بعمل أهل الجنة ، ثم يختم له عمله بعمل أهل النار ، وإن الرجل ليعمل الزمن الطويل بعمل أهل النار ، ثم يختم له بعمل أهل الجنة
وأخرج البخارى ومسلم :
" إن العبد ليعمل عمل أهل النار ، وإنه من أهل الجنة . ويعمل عمل أهل الجنة ، وإنه من أهل النار ، وإنما الأعمال بالخواتيم "
ييسر تلك الرواية فهمنا لتلك
581 - إن الرجل ليعمل بعمل أهل الجنة وإنه لمكتوب في الكتاب من أهل النار فإذا كان قبل موته بحول فعمل بعمل أهل النار فمات فدخل النار وإن الرجل ليعمل بعمل أهل النار وإنه لمكتوب في الكتاب من أهل الجنة فإذا كان قبل موته بحول فيعمل بعمل أهل الجنة فمات فدخلها.
نأتى الاّن لمعنى خلق العبد للجنة
قلنا أن الله تعالى شاء أن يكون له عباد وشاء أن يكون لهم - أرجو التركيز جيداً -قدرة وإختيار ، القدرة والإختيار من خلق الله لا العبد بمثابة أدوات يستخدمها حيث شاء لذا إذا خلق الله عبدا فاختار بالأدوات التى وهبها الله له الخير استعمله الله للخير ليكون من أهل الجنة . لذا يقال خلق فلان للجنة .
وإذا خلقه الله واستعمل أدوات الفعل فى الشر فهو من أهل النار فيتركه يعمل بعمل أهل النار لا يوقفه ولا يهديه جبراً لأنه تعالى شاء من البداية أن يكون عباده مخيرين فى أفعال الخير والشر
نأتى لقول الرسول صلى الله عليه وسلم
، وإن الرجل ليعمل الزمن الطويل بعمل أهل النار ، ثم يختم له بعمل أهل الجنة
لم يفهم البعض أن الأمر جبرى هنا؟؟؟
من كلمة يختم له يا إيمان !
كيف هذا يا أهل الخير ؟!
يقول الرسول صلى الله عليه وسلم فى المعنى إن العبد فلان له من العمر ستون عاماً عاش بين عبادة وصوم وزلات تغفر برحمة الله لأن الله يغفر الذنوب جميعا كل ذلك باختياره اختار فعل الخيرات واستعمله الله للخير والصدقات رأى امرأة فحدثته نفسه الأمارة بالسوء فوقع عليها باختيارٍ منهما ومات قبل أن يتوب وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا إِلا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا وهو لم يتب ومات فكان من أهل النار
وهذا فلان سكيراً عاصياً لم يصلى أبداً ولم يصم ولم يأمر ببر ولم ينهى عن منكر فى مرة حدث موقف جعله يتوقف عند حياته تذكر الحساب بكى استغفر تاب وقرر أن يحج البيت ويتصدق ومات بعد شهر أو أكثر كما أراد الله له من عمر وهو على حاله بعد أن عاش خمسين عاماً مابين معصية ونشر للفحش فكتب من أهل الجنة فما كان الله ليظلم عبدا أناب إليه واستغفر .
فالله -يعلم أنه من أهل الجنة - لذا يقول الرسول صلى الله عليه وسلم يختم له أى يعرف له الخير فى اّخر عمره لأنه سيتوب ويرجع
قلنا الله يعلم أفعال العباد وكتبها عنده لذا فى الرواية فلان من أهل الجنة فلان من أهل النار
لان الله علم منه فعل أفعال اهل الجنة أو النار لذا نجد مبشرين بالجنة واّخرون بالنار
*****************
"قُلْ لَنْ يُصِيبَنَا إِلاَّ مَا كَتَبَ اللهُ لَنَا "
اى ما علمه عنا وعرفه ومكتوب فى الصحف وما كتبه علينا من صحة ومرض وذرية وعقم ووو
*****************
َ ما أصابك لم يكن ليخطئك، وما أخطأك لم يكن ليصيبك
لأنه حدث ومعلوم لذا جاءت بالفعل الماضى أصابك واخطأك أى وقع مافى اللوح المحفوظ ..
((إنَّ أحدكم يُجمع خلقُهُ في بطن أُمِّه أربعين يوماً، ثم يكون في ذلك علقة مثل ذلك، ثم يكون في ذلك مضغة مثل ذلك، ثم يرسل الملك فينفخ فيه الروح ويؤمر بأربع كلمات تكتب: رزقه، وأجله، وعمله، وشقي أو سعيد. فوالذي لا إله غيره إنَّ أحدكم ليعملُ بعمل أهل الجنة حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراعٌ فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل النار فيدخلها، وإنَّ أحدكم ليعمل بعمل أهل النار حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراعٌ فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل الجنة فيدخلها)) وهذا لفظ مسلم.
و لذلك لم يميز لنا سبحانه من اهل الجنة او النار الا اعمالهم ، فقال (يعملون بعمل اهل الجنة) او (يعملون بعمل اهل النار)
أى فعلهم واختيارهم
وسبق وشرحنا معنى يكتب وكذلك يسبق عليه الكتاب أى يحدث ماهو معلوم منه عند الله مسبقاً ..
لذلك ليس السؤال الحقيقي هنا، لما العمل؟؟ بل السؤال .. ماذا اعمل لاكون ممن يعلم الله تعالى عنهم انهم من اهل الجنة؟
نربطه بالحديث **
وعن أنس بن مالك، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "يقال للرجل من أهل النار يوم القيامة: لو كان لك ما على الأرض من شيء أكنت مفتدياً به؟ قال: فيقول نعم. فيقول قد أردت منك ما هو أهون من ذلك، قد أخذت عليك في ظهر آدم أن لا تشرك بي شيئاً، فأبيت إلا أن تشرك بي".
قال رسول ال صلى ال عليه وسلم : (( ما منكم من أحد إل وقد كتب مقعده من النار ومقعده من الجنة )) قالوا : يا رسول الله أفنتكل على كتابنا وندع العمل ، قال : (( اعملوا فكل ميسر لا خلق له – وأما من كان من أهل السعادة فسييسر لعمل أهل السعادة وأما من كان من أهل الشقاوة فسييسر لعمل أهل الشقاوة))
وغيرها من روايات عديدة تحمل نفس المعنى الذى أشرنا إليه .
كل ميسر لما خلق له أى لما عُلم وكتب له بعلم الله الأزلى
نربط تلك الجملة بقوله تعالى
" فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى "
يقول الطبرى :
وقوله : { فسنيسره لليسرى **** يقول : فسنهيئه للخلة اليسرى , وهي العمل بما يرضاه الله منه في الدنيا , ليوجب له به في الآخرة الجنة .
هل يُفهم من هذا ياإيمان أن الله لم يجعل له إختيار بدليل قول الطبرى يوجب؟؟
لا بل يجب علينا أن ننظر للاّيات قبلها
فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى
أعطى واجباته واتقى نواهيه وصدق بخلة الله فيسره الله للخير بإختيار منه لفعل الخيرات وترك المنكرات طاعة لله .
**************
تدبر **
( لِمَنْ شَاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَسْتَقِيمَ" وقوله تعالى: " ذَلِكَ الْيَوْمُ الْحَقُّ فَمَنْ شَاءَ اتَّخَذَ إِلَى رَبِّهِ مَآبًا"
لن تطاع إلا بإذنك، ولن تعصى إلا بعلمك
فكله تحت إحاطة علمك ومشيئتك فتركت العبد يختار .
رواية مهمة **
روى البخاري ومسلم في صحيحيهما عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم((حاج موسى ءادم عليهما السلام فقال له: أنت الذي أخرجت الناس بذنبك من الجنة وأشقيتهم، قال ءادم: يا موسى أنت الذي اصطفاك الله برسالته وبكلامه، أتلومني على أمر قد كتبه الله علي قبل أن يخلقني؟))قال صلى الله عليه وسلم ((فحج ءادمُ موسى)).
فى اى باب تجدها ؟؟؟
فى كتاب القدر شرح صحيح البخارى
وجاء فيه
وقال الخطابي في معالم السنن يحسب كثير من الناس ان معنى القضاء والقدر يستلزم الجبر وفهر العبد ويتوهم ان غلبة ادم كانت من هذا الوجه وليس كذلك وانما معناه الاخبار عن اثبات علم الله بما يكون من افعال العباد وصدورها عن تقدير سابق منه فإن القدر اسم لما صدر عن فعل القادر..
-----------
ومعنى قوله فحج آدم موسى دفع حجته التي الزمه اللوم بها قال ولم يقع من آدم إنكار لما صدر منه بل عارضه بأمر دفع به عنه اللوم قلت ولم يتلخص من كلامه مع تطويله في الموضعين دفع للشبهة الا في دعواه انه ليس للآدمي ان يلوم مثله على ما فعل ما قدره الله عليه وانما يكون ذلك لله تعالى لأنه هو الذي امره ونهاه
======
وقال القرطبي :انما غلبه بالحجة لأنه علم من التوراة ان الله تاب عليه فكان لومه له على ذلك نوع جفاء كما يقال ذكر الجفاء بعد حصول الصفاء جفاء ولأن اثر المخالفة بعد الصفح ينمحي حتى كأنه لم يكن فلا يصادف اللوم من اللائم حينئذ محلا انتهى
والا مامعنى قول الله تعالى أَلَمْ أَنْهَكُمَا عَنْ تِلْكُمَا الشَّجَرَةِ وَأَقُلْ لَكُمَا إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمَا عَدُوٌّ مُبِينٌ ؟
ومعنى وَعَصَى آدَمُ رَبَّهُ فَغَوَى ؟
****************
" قُلْ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ "
هذه نزلت فيمن يعبدون الله على حرف إذا زوجدوا مطر وخير وذرية يقولون هذه من عند الله وإذا أصابهم جدب وموت وهزيمة يقولون هذه من عند محمد لاتباعنا دينه فأنزل الله قل كل من عند الله أى الابتلاء بالأخذ والعطاء يسير فى البر والفاجر والمسلم والكافر ..
" وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ "
فى تفسير الجلالين:
والنصر من عند الله يكون بالسيف ويكون بالحجة .
ولكن يا إيمان أحياناً وكثيراً ينتصر الظلم والشر فى الحروب !!
هذا للمؤمنين ابتلاء "إن تنصروا الله ينصركم" ليعودوا إليه وللكافرين مد فى الطغيان" ويمدهم فى طغيانهم"
قُلْ فَلِلَّهِ الْحُجَّةُ الْبَالِغَةُ فَلَوْ شَاءَ لَهَدَاكُمْ أَجْمَعِينَ
فلو شاء الله لجعلنا مجبورين مكروهين على الطاعة بلا قدرة ولا إختيار
يقول الطبرى :
يقول : فلو شاء ربكم لوفقكم أجمعين للإجماع على إفراده بالعبادة والبراءة من الأنداد والآلهة والدينونة , بتحريم ما حرم الله وتحليل ما حلله الله , وترك اتباع خطوات الشيطان , وغير ذلك من طاعاته . ولكنه لم يشأ ذلك , فخالف بين خلقه فيما شاء منهم .
فَمَنْ شَاءَ اتَّخَذَ إِلَى رَبِّهِ مَآبًا
أى اختار طريق الحق والصواب
يقول الطبرى :
وقوله : { فمن شاء اتخذ إلى ربه مآبا **** يقول : فمن شاء من عباده اتخذ بالتصديق بهذا اليوم الحق , والاستعداد له , والعمل بما فيه النجاة له من أهواله { مآبا **** , يعني : مرجعا .
بعد ماسبق من شرح لمشيئة الله ومشيئة العبد والقدر وما عرفناه من شرع وواقع يتأكد لدينا إثبات المشيئة للعبد بها يختار فعل الخيرات أو المنكرات
*********
أخيراً
أنت مخير فى كل ماستحاسب عليه
فلا يوجد عبد مجبور على طاعة أو معصية
فالله عدل لا يعذب بما أكره عليه العباد
" إِنَّ اللَّهَ لا يَظْلِمُ النَّاسَ شَيْئًا وَلَكِنَّ النَّاسَ أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ"
فكل ما بيدك أن تفعله أو لا ستحاسب عليه يحسنة تتضاعف كرما ً أو سيئة تتوب إلى الله منها فتمحى وتبدل بحسنة أو لا تتوب فتأخذ عقابك عليها .
فلا تتكل على علم الله بأفعالك وتقول مكتوب فهو مكتوب معلوم لا إجبار عليك مافيه بل اختيار منك لابد أن يتحقق .
" قد أفلح من زكّها وقد خاب من دسّاها "
jHlghj tn Ndhj hggi gglsgldk ,ydv hglsgldk -2-
المفضلات