بسم الله الرحمن الرحيم ، والصلاة والسلام على رسول الهدى المبعوث رحمة للعالمين، محمد بن عبد الله خاتم الأنبياء والمرسلين ، وعلى آل بيته وأصحابه الطيبين الطاهرين ، ومن اهتدى بهديه واتبع سنته إلى يوم الدين ،والحمد لله الذي منّ علينا بالإسلام وشرّع لنا من الدين ما وصى به الأنبياء من قبل أن أقيموا الدين ولا تتفرقوا فيه ، الحمد لله القائل في كتابه العزيز ( يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ) سورة المجادلة الآية 11
أما بعد ،،
(وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) الذاريات 56 ، هذا هو السبب الذي خلقنا الله من أجله منذ أن خلق آدم عليه السلام وإلى يومنا هذا وحتى يرث الله الأرض ومن عليها ، فكيف يمكن أن نكون كما أرادنا الله وكيف يتسنى لنا أن نعبد الله بالوجه الصحيح كما أرشدنا على لسان رسله وبالتشريع الذي ارتضاه الله لهذه الأمة ؟ هذا ما أجابنا عليه الرسول صلى الله عليه وسلم حيث قال " من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين ... الحديث" أخرجه البخاري في صحيحه .
والمسلم مأمور بالتفقه في الدين حتى يمكن أن يعبد الله على الوجه الصحيح وأداء الفروض كما علمنا اياها رسولنا الأكرم من صلاة وزكاة وصوم وحج ، وجميع العبادات والمعاملات ولا حجة للمسلم بقول لا أعلم ما دامت قد توفرت لديه السبل إلى ذلك من وسائل التعليم المتوفرة بين ايدينا وليت المسلم المتكاسل يعلم كم عانى العلماء في القدم لجمع معلومة أو التحقيق من حديث أو متابعة أثر .
إن القدوم على أي عمل يفرض على العامل ان يكون عالماً بكيفيته والمباح فيه المحظور والسيئ منه والمشكور والحديث منه والمأثور هذا فيما يختص بأعمال للدنيا فما بالكم بأمر يتوقف عليه الفوز بالجنة والنجاة من النار ؟!!، أليس هذا العمل أولى أن نعرف كيفيته وماهيته وفضائله ومباحه ومحظوراته لنتمكن من أداءه على النحو الذي يرضي الخالق ؟ !! فكيف يمكن للمصلي أن يصلي وهو جاهل بأحكام الطهارة وكيف يمكن للصائم أن يصوم وهو جاهل بالمفطرات وكيف وكيف ؟!!
هذا ما يدفعنا إلى دعوتكم وايانا إلى التفقه في الدين والنيل من هذا الخير الكثير وسيكون منهجنا في تلقي هذا العلم هو قال الله وقال الرسول وليس الرأي والميل والهوى .
يقول بن الجوزي رحمه الله " العمر قصير والعلم كثير، فالأولى أن يتجه المرء إلى ما ينفعه، وأنفع العلوم في هذه العصور هو علم الفقه، ويكفيك أن الله جل في علاه ذكر في كتابه الكريم: لَعَلَّهُمْ يَفْقَهُونَ "
وقال شيخ الإسلام رحمه الله " إذا جاءك الحديث فلك فيه طريقان: الطريق الأول: إثبات السند. الطريق الثاني: فهم المتن. وفقه المتن هو رأس الأمر، لذلك على كل طالب علم أن ينشغل بعلم الفقه"
وقال الشافعي رحمه الله " من طلب الفقه رجح عقله، ومن طلب الحديث قويت حجته."
وقال بن باز رحمه الله " فمن المعلوم عند جميع المسلمين، وعند أهل العلم بالأخص، أن التفقه في الدين وتعلم العلم الشرعي من أهم الواجبات"
وقال أيضاً " هذا هو الواجب على جميع المسلمين المكلفين، أن يمتثلوا لأمر الله وأمر رسوله، وأن يحذروا ما نهى الله عنه ورسوله، وبهذا يؤدون العبادة التي خلقوا لها، فالواجب التعلم والتبصر، والتفقه في الدين، وعدم التشبه بالكفار نسأل الله العافية والسلامة."
وبعد أن بينا أهمية تعلم الفقه وفضله ، نبشركم باننا عزمنا بفضل الله على العلم والتعلم لهذا العلم النافع من خلال هذه الصفحة التي ستكون مرجعاً لما سيتم التناقش حوله في المسائل الفقهية التي سنفرد لكل منها صفحة مخصصة للنقاش وطرح الخلاف فيها وما عليه أقوال الجمهور وعرض الأدلة حولها من كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم
ونقلاً عن الشيخ صالح الفوزان أكرمه الله
"افترق الناس بالنسبة للعلم والعمل ثلاث فرق :
الفريق الأول : الذين جمعوا بين العلم النافع والعمل الصالح ، وهؤلاء قد هداهم الله صراط المنعم عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين ، وحسن أولئك رفيقا .
الفريق الثاني : الذين تعلموا العلم النافع ولم يعملوا به ، وهؤلاء هم المغضوب عليهم من اليهود ، ومن نحا نحوهم .
الفريق الثالث : الذين يعملون بلا علم ، وهؤلاء هم أهل الضلال من النصارى ، ومن نحا نحوهم ."
فأنظر أخي الكريم في أي الفرق أنت واعمل قبل الحساب وقبل أن يأتي يوم فيه حساب ولا عمل
إدارة المنتدىihl g;g lsgl
المفضلات