أخي المسلم:
نحن لا نعود سنوات مضت وقرونًا خلت لنستمتع بما غاب عن أعيننا ونرى حال من سبقنا فحسب، بل نحن نتعبد لله عز وجل بقراءة سيرته صلى الله عليه وسلم واتباع سنته والسير على نهجه وطريقه، امتثالاً لأمر الله عز وجل لنا بوجوب محبة رسوله الكريم، ومن أهم علامات محبته صلى الله عليه وسلم طاعته فيما أمر واجتناب ما نهى عنه وزجر.
يقول الله عز وجل عن وجوب طاعته وامتثال أمره صلى الله عليه وسلم وجعله إمامًا وقدوة: قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ( ).
وجعل الرسول صلى الله عليه وسلم حبه من أسباب الحصول على حلاوة الإيمان فقال عليه الصلاة والسلام: «ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الإيمان: أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما...»( ).
وسيرة الرسول سيرة عطرة زكية منها نتعلم وعلى هديها نسير.
الرحلة
الرحلة إلى حيث بيت الرسول ورؤية دقائق حياته وأسلوب معاملته أمر مشوق للغاية كيف إذا احتسبنا فيه الأجر والمثوبة. إنها عظة وعبرة، وسيرة وقدوة، واتباع واقتداء، وهذه الرحلة رحلة بين الكتب ورواية على ألسنة الصحابة، وإلا فلا يجوز شد الرحال إلى قبر ولا بيت الرسول ولا إلى غيره، سوى لثلاثة مساجد ذكرها الرسول بقوله: « لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد: المسجد الحرام، ومسجدي هذا، والمسجد الأقصى»( ).
ويجب أن نمتثل أمر الرسول فلا نشد الرحال إلا لهذه المساجد الثلاثة والله عز وجل يقول: وَمَا آَتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا.
ونحن لا نتتبع آثار النبي ، قال ابن وضاح: «أمر عمر بن الخطاب رضي الله عنه بقطع الشجرة التي بويع تحتها النبي فقطعها لأن الناس كانوا يذهبون فيصلون تحتها، فخاف عليهم الفتنة»( ).
ها نحن نطل على المدينة النبوية وهذا أكبر معالمها البارزة بدأ يظهر أمامنا، إنه جبل أحد الذي قال عنه الرسول : «هذا جبل يحبنا ونحبه»( ).
وقبل أن نلج بيت الرسول ونرى بناءه وهيكله، لا نتعجب إن رأينا المسكن الصغير والفراش المتواضع فإن الرسول أزهد الناس في الدنيا وكان متقللاً منها، وقد قال عن الدنيا: «مالي وللدنيا، ما مثلي ومثل الدنيا إلا كراكب سار في يوم صائف، فاستظل تحت شجرة ساعة من نهار، ثم راح وتركها»( ).
وقد أقبلنا على بيت الرسول ونحن نستحث الخطى سائرين في طرق المدينة، هاهي قد بدت حجر أزواج رسول الله
مبنية من جريد عليه طين، بعضها من حجارة مرضومة( ) وسقوفها كلها من جريد.
وكان الحسن يقول: كنت أدخل بيوت أزواج النبي في خلافة عثمان بن عفان فأتناول سقفها بيدي( ).
إنه بيت متواضع وحجر صغيرة لكنها عامرة بالإيمان والطاعة وبالوحي والرسالة!
***************
يتبع ان شاء اللهlrj'thj lk ;jhf d,l tn fdj hgvs,g wgn hggi ugdi ,sgl
المفضلات