قد يكون مبرراً من الأمريكان، أو الغرب بعمومه أو حتى من الكيان الصهيوني، التشويش على مسيرة الشريعة الإسلامية في ديار المسلمين، لكن حقيقةً ما لا أجد له تبريراً، أن يأتي التشويش بل والفرار من الشريعة أحياناً من قبل أناس يحملون أسماءً ذات دلالة إسلامية، أو حتى من قبل أهل الذمة، رغم أن كبرائهم يعلمون مدى ما توفره الشريعة الإسلامية لهم من صيانة للحقوق، وآمان في المعيشة، وراجعوا ما كتبه نصارى مصر عن حياتهم في كنف الإسلام والشريعة الإسلامية على مدار أربعة عشر قرناً من الزمان.
تأملت كتاب ربنا سبحانه وتعالى، فوجدت أن الله سبحانه وتعالى في ختام الحديث عن آيات تحكيم الشريعة يقول " وَأَنِ احْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ وَلا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَنْ يَفْتِنُوكَ عَنْ بَعْضِ مَا أَنزَلَ اللَّهُ إِلَيْكَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَاعْلَمْ أَنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُصِيبَهُمْ بِبَعْضِ ذُنُوبِهِمْ وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ لَفَاسِقُونَ". المائدة الآية 49.
تأملت الآية، وأسقطها على حال مصر، وتأملت حال من يحاولون الفرار من الشريعة وتساءلت:
من يفرون من الشريعة من أجل نزواتهم البهيمية هل يرضيهم انتشار الزنا في الشوارع دون رادع؟ هل يرضيهم أبناء الزنا أسفل الكباري؟ هل تخيل أحدهم يوماً أن الطفل الذي يشم مخدرات أسفل أحد الكباري هو حصاد ليلة قضاها في الحرام يوما ما؟.هل يقبلوا ذلك على زوجاتهم؟ أمهاتهم؟ بناتهم؟ أخواتهم؟ هل تخيل نفسه يوما والموت يدركه وهو في موضع زنا؟.
من يفرون من الشريعة من أجل إشاعة الفاحشة في المجتمع في الملاهي والمراقص وعلى أسرة الاستوديوهات، هل تخيل أحدهم ابنته يوماً ما يصورها وهي أسفل أجنبي عنها، ويعرض المشهد على الملايين فيفتن منهم من يفتن؟ هل هذا هو الفن الذي من أجله يفرون من الشريعة؟ وهل هذه هي الدياثة التي يريدونها للمجتمع المسلم؟.
من يفرون من الشريعة من أجل كأس خمر، أو قرص مخدر، هل يرضيهم حالة السكر التي يحياها بعض شباب مصر، فتغتصب النساء، وتسرق الأغراض، ويروع الآمنين، بل ويقتلون أحياناً، ويضيع مستقبل الشباب وتعطل عجلة الإنتاج، والسبب في النهاية أن العقل ليلاً مغيباً ونهاراً نائماً، والشريعة بها ما بها من حزم قبالة الخمر والمسكرات؟.
من يفرون من الشريعة من أجل فساد مالي، أو تجارة مخدرات، أو رشوة، أو احتكار، أو بلطجة، أو ربا، أو سفور ألا يعون أن هناك خالق في السماء، الله سبحانه وتعالى، لو شاء لذهب بمن في الأرض جميعاً وأتى بأناس يحبهم ويحبونه؟ ألا يرضيهم أن يستقيم المجتمع ويتذوقوا حلاوة الحلال، فيكسبون الدنيا والآخرة؟.
من يفرون من الشريعة استكباراً ألا يعلمون أن الله أكبر؟ ألا يتذكرون مصير من تكبر واستهزاء بآيات الله وكيف كانت خاتمتهم؟.
من يفرون من الشريعة خوفاً من ضياع مكانة اجتماعية قامت على أعناق أهواء وتدابير غرسها من سبقونا، فغيبوا الشريعة وأفسحوا الطريق لبضاعة هؤلاء الراكدة، ألا يعلم هؤلاء أن من ترك شيئاً لله عوضه الله خيراً منه، وأنه لا عيب من بدء الطريق الصحيح من أوله حتى ولو كان في منتهى عمره، ولو فقه لكان من الأخيار؟ هل تأمل يوماً بضاعته الغربية، وتأمل فقرها قبالة التنظيم الإلهي البديع لشئون العباد والبلاد؟.
أعلم جيداً أن القضية شديدة التعقيد، وأن هناك جملة من العوائق في السياسة، التعليم، الإعلام، الاقتصاد، المحاكم، جميعها غرست على مدار قرنين من الزمان كي ترسخ في وجدان بعض أبناء الأمة الفرار من الشريعة، لكن الله سبحانه وتعالى يأبى إلا أن يتم نوره.
الهيثم زعفان | 23-07-2011 00:10
المصريونglh`h dtv,k lk hgavdum ?
المفضلات