بسم الله الرحمن الرحيمقام الدكتور الفاضل منقد السقار, وفقه الله لكل خير, بكتابة موضوع في غاية الروعه تحت عنوان: مصادر الاناجيل المسيحيه
منقول
كما كانت الوثنيات القديمة مرجعاً مهماً للإنجيليين وهم يصوغون قصتهم عن المسيح، خاصة تلك الأجزاء التي لم يشهدوها كتلك المتعلقة بولادة المسيح أو صلبه المزعوم ومحاكمته .فقد نقل المحققون عن علماء تاريخ الديانات أوجه شبه كثيرة التقت فيها روايات الأناجيل مع أقوال الوثنيات البدائية - التي سبقت وجود المسيحية بقرون طويلة - عن آلهتهم المتجسدة .أولا: التشابه بين الوثنيات والمسيحية فيما يخص ولادة الآلهة
ظهور النجوم عند ولادة الآلهة :تحدث متى عن ولادة المسيح فقال: " ولما ولد يسوع في بيت لحم اليهودية في أيام هيرودس الملك إذا مجوس من المشرق قد جاءوا إلى أورشليم قائلين : أين هو المولود ملك اليهود؟ فإننا رأينا نجمه في المشرق وأتينا لنسجد له .. فلما سمعوا من الملك ذهبوا وإذا النجم الذي رأوه في المشرق يتقدمهم حتى جاء ووقف حيث كان الصبي .. وأتوا إلى البيت ، ورأوا الصبي مع مريم أمه ، فخروا وسجدوا له ، ثم فتحوا كنوزهم وقدموا له هدايا ذهباً ولباناً ومُراً " ( متى 2/1 - 11 ) .تتشابه قصة متى مع ما يقوله البوذيون في بوذا . يقول بنصون في كتابه " الملاك المسيح " : " لقد جاء في كتب البوذيين المقدسة عندهم أنه قد بشرت السماوات بولادة بوذا بنجم ظهر مشرقاً في الأفق، ويدعونه في هذه الكتب المذكورة " نجم المسيح " ومثل هذا نقله المؤرخ بيال .وأما المؤرخ ثورنتن في كتابه " تاريخ الصينيين " فينقل أنه عند ولادة " يو " المولود من عذراء ظهر نجم في السماء دل عليه ، ومثله حصل عند ولادة الحكيم الصيني لاوتز .يقول القس جيكس في كتابه " حياة المسيح " : " وعم الاعتقاد في الحوادث الخارقة للعادة ، وخصوصاً حين ولادة أو موت أحد الرجال العظام ، وكان يشار إلى ذلك بظهور نجم أو مذنب أو اتصالات بين الأجرام السماوية".
هدايا للآلهة المولودة :ويتحدث متى في سياق قصة المجوس السابقة عن هدايا المجوس للمولود " وأتوا إلى البيت ، ورأوا الصبي مع مريم أمه ، فخروا وسجدوا له ، ثم فتحوا كنوزهم وقدموا له هدايا ذهباً ولباناً ومُراً " ( متى 2/10 - 11 ) .وهو أمر معهود أيضاً في الوثنيات ، فها هو كرشنا لما ولد ، وعرف الرعاة أمر ولادته أعطوه هدايا من خشب وصندل وطيب ، ومثله فعل الرجال الحكماء عند ولادة بوذا ، وأما مسرا مخلص العجم فقد أعطاه حكماء المجوس هدايا من الذهب والطيب والحنظل ، وهو ما فعله المجوس أيضاً عند ولادة سقراط 469 ق . م ، فقد أتي ثلاثة منهم من المشرق وأهدوه ذهباً وطيباً ومأكولاً مُراً .
الفرح السماوي بولادة الإله :ويذكر لوقا في حديثه عن ميلاد المسيح " وكان في تلك الكورة رعاة متبدين يحرسون حراسات الليل على رعيتهم ، وإذا ملاك الرب وقف بهم ، ومجد الرب أضاء حولهم ، فخافوا خوفاً عظيماً ، فقال لهم الملاك : لا تخافوا . فها أنا أبشركم بفرح عظيم يكون لجميع الشعب ... وظهر بغتة مع الملاك جمهور من الجند السماوي مسبحين الله وقائلين : المجد لله في الأعالي ، وعلى الأرض السلام ، وبالناس المسرة ". ( لوقا 2/8 - 14 ) .وهذا الذي ذكره لوقا سبقت إليه الوثنيات القديمة ، فقد جاء في كتاب " فشنو بورانا " : " كانت العذراء ديفاكي حبلى بحامي العالم ، مجدها الآلهة ، ويوم ولادتها عمت المسرّات ، وأضاء الكون بالأنوار ، وترنمت آلهة السماء ، ورتلت الأرواح لما ولد عون الجميع … ، شرعت الغيوم ترتل بألحان مطربة ، وأمطرت أزهاراً " .ويقول البوذيون مثل ذلك كما نقل المؤرخ " فو نبهنك " : " وصارت الأرواح التي أحاطت بالعذراء مايا وابنها المخلص تسبح وتبارك وتنشد : لك المجد أيتها الملكة ، فافرحي وتهللي ، لأن الولد الذي وضعتيه قدوس ".وقريباً من هذا يقول المصريون في ولادة " أوزوريس " ، والصينيون في " كونفوشيوس " كما نقل ذلك السرجون فرنسيس دافس وبونويك في كتابه " اعتقاد المصريين " ، ونقل مثله عن عدد من الأمم .
مكان ولادة الآلهة :ويذكر لوقا أن المسيح ولد في مذود ( انظر لوقا 2/16 )، ومثله تذكر الوثنيات ، فكرشنا كما ذكروا ولد في غار ، ووضع بعد ولادته في حظيرة غنم رباه فيها أحد الرعاة الأمناء ، وهو قس ابن السماء عند الصينيين ، تركته أمه وهو صغير فأحاطت به البقر والغنم ، وحمته من كل سوء .
يتبع........hglwh]v hg,ekdm hgr]dlm ggui] hg[]d]
المفضلات