بسم الله الرحمن الرحيم
سورة التين
بسم الله الرحمن الرحيم
وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ (1) وَطُورِ سِينِينَ (2) وَهَذَا الْبَلَدِ الْأَمِينِ (3) لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ (4) ثُمَّ رَدَدْنَاهُ أَسْفَلَ سَافِلِينَ (5) إِلَّا الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَلَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ (6) فَمَا يُكَذِّبُكَ بَعْدُ بِالدِّينِ (7) أَلَيْسَ اللَّهُ بِأَحْكَمِ الْحَاكِمِينَ (8)
اعترض بعض النصارى على قسم الله سبحانه وتعالى في القرآن الكريم ببعض مخلوقاته؛ عموما .. فزعموا أنه سبحانه لا يجوز أن يقسم إلا بذاته .. ثم اعترضوا خصوصا على قسمه تعالى في سورة التين بفاكهة التين وبالزيتون .. واستهزءوا .. استحقارا لفاكهة التين وللزيتون ..
(سأرد على الشبهة باعتبار أن صاحبها نصراني ثم باعتبار أن صاحبها ملحد)
بالنسبة للنصراني :
فأولا .. النصراني الذي يزعم أن الله سبحانه لا يجوز أن يقسم إلا بذاته هو كافر بكتابه المقدس .. فإلهه في الكتاب المقدس أقسم بأحد مخلوقاته وهو النبي يعقوب .. لنقرأ :
(عاموس 8 : 7 قَدْ أَقْسَمَ الرَّبُّ بِفَخْرِ يَعْقُوبَ : إِنِّي لَنْ أَنْسَى إِلَى الأَبَدِ جَمِيعَ أَعْمَالِهِمْ.)(الفانديك)
وفي الترجمة المشتركة بين الطوائف المسيحية :
(عاموس 8 : 7 بجاهِ يَعقوبَ أقسمَ الرّبُّ : لا أنسى عمَلاً مِنْ أعمالِهِم إلى الأبدِ.)(العربية المشتركة)
وهكذا يكون إله البايبل قد أقسم بالسارق والغشاش والزاني ! .. لأن يعقوب سرق النبوة من أخيه "عيسو" (سفر التكوين الإصحاح 27) .. وغش خاله "لابان" في الغنم (سفر تكوين الإصحاح 30 الأعداد [32-43]).. كما أنه كان متزوجا بأكثر من امرأة هما "راحيل" و"ليئة" (وهما أختين !) .. ودخل على جاريتين كانتا لزوجتيه راحيل وليئة وهما "بلهة" و"زلفة" (سفر التكوين الإصحاح 30 العدد 4) و (سفر التكوين الإصحاح 3 الأعداد 9-10) فيعتبر بذلك زانيا بمقياس النصارى (أليس هم من يعترضون على تعدد الزوجات وملكات اليمين ؟!) ..
وللتعرف أكثر على يعقوب الذي أقسم به إله البايبل المرجو زيارة "الموسوعة المسيحية العربية" للأستاذ السيف البتار باب "يعقوب" على الرابط التالي :
http://www.albshara.net/showthread.php?t=9311
(ونحن المسلمين طبعا نبرئ سيدنا يعقوب عليه السلام من كل افتراءات كتاب النصارى عليه)
ثم ثانيا .. بعد أن بينا أن النصارى لا يجوز لهم الإعتراض على قسم الله سبحانه وتعالى ببعض مخلوقاته في القرآن الكريم .. لأن إله البايبل أقسم بأحد مخلوقاته وهو يعقوب الذي يقول عنه الكتاب المقدس أنه سارق وغشاش وزاني .. سنرد على اعتراضهم خصوصا على قسم الله سبحانه وتعالى بالتين والزيتون ..
بالنسبة للتين ..
نقرأ في مرقس الإصحاح 11 الأعداد [12 - 14]
وَفِي الْغَدِ لَمَّا خَرَجُوا مِنْ بَيْتِ عَنْيَا جَاعَ،
فَنَظَرَ [أي يسوع] شَجَرَةَ تِينٍ مِنْ بَعِيدٍ عَلَيْهَا وَرَقٌ، وَجَاءَ لَعَلَّهُ يَجِدُ فِيهَا شَيْئاً. فَلَمَّا جَاءَ إِلَيْهَا لَمْ يَجِدْ شَيْئاً إلاَّ وَرَقاً لأَنَّهُ لَمْ يَكُنْ وَقْتَ التِّينِ.
فَأَجَابَ يَسُوعُ وَقَالَ لَهَا: ((لاَ يَأْكُلْ أَحَدٌ مِنْكِ ثَمَراً بَعْدُ إِلَى الأَبَدِ!)). وَكَانَ تَلاَمِيذُهُ يَسْمَعُونَ.(SVD)
ثم في صباح الغد مر يسوع وتلاميذه بالشجرة :
مرقس الإصحاح 11 الأعداد [20 - 21]
وَفِي الصَّبَاحِ إِذْ كَانُوا مُجْتَازِينَ رَأَوُا التِّينَةَ قَدْ يَبِسَتْ مِنَ الأُصُولِ،
فَتَذَكَّرَ بُطْرُسُ وَقَالَ لَهُ: ((يَا سَيِّدِي، انْظُرْ! التِّينَةُ الَّتِي لَعَنْتَهَا قَدْ يَبِسَتْ!))(SVD)
ببساطة .. تخبرنا هذه الأعداد أن يسوع جاع (إله يجوع !) فجاء إلى شجرة التين ليسد منها جوعه لكنه لم يجد شيئا في الشجرة لأنه لم يكن وقت التين (المفروض أن يسوع يعرف وقت التين لأنه هو خالق فصول السنة !!) فلعن يسوع شجرة التين (ما ذنب الشجرة كي تلعنها يا يسوع ؟! فأنت الجاهل بموسم التين والذنب ذنبك !!)
أنا قلت أن لعن يسوع لشجرة التين هو سبب احتقار النصارى لتلك الفاكهة الطيبة واستهزائهم واعتراضهم على قسم الله سبحانه وتعالى بها !
التين كما قال العلماء هو أشبه شيئ بفواكه الجنة لخلوه من العَجَمِ (أي النوى) .. وفيه فوائد عظيمة .. وهذا مقال بمراجع غربية عن الإعجاز العلمي في التين :
أما الزيتون فلا يجادل عربي في منافعه الكثيرة وفوائده العظيمة إلا جاهل لا يعيش على سطح هذا الكوكب ! .. فهو كاد يصبح مثل الخبز في بعض المناطق لكثرة طلبه فهو يؤكل ويدهن به ويستصبح به ويتداوى به ! ..
وهذا مقال رائع عن الإعجاز العلمي في الزيتون وفوائده العظيمة للدكتور نظمي خليل أبو العطا موسى - أستاذ علوم النبات في جامعة عين شمس ومدير مركز ابن النفيس للخدمات الفنية في البحرين :
بالنسبة للملحد :
إن الله عز وجل لا يقسم بمخلوقاته إلا بشيئ تتجلى فيه عظمته وقدرته وعلمه وحكمته .. والله عندما يقسم بأحد مخلوقاته فهو يقسم بنفسه أيضا .. لأنه هو خالق هذه المخلوقات .. وأعطيك مثالا ولله المثل الأعلى .. تخيل أن شاعرا كتب قصيدة ثم بدأ يمدح هذه القصيدة ويعظم شأنها .. أليس هنا هذا الشاعر في الحقيقة يمدح نفسه ويعظم إبداعه لأنه هو كاتب القصيدة ؟! .. بلى .. ولله المثل الأعلى ..
ثم إنك باعتراضك على قسم الله سبحانه وتعالى بالتين والزيتون أنت تحتقر فاكهة التين .. ونحن نتحداك أن تخلق لنا تينة واحدة من عدم .. بل نتحداك أن تخلق لنا حبيبة واحدة صغيرة من الحبيبات التي نجدها داخل ثمرة التين ! .. لن تستطيع .. أنت عاجز .. فلما تحتقرها ؟! .. وما دخلك أيها المخلوق الضعيف إذا أقسم خالقك بتينه الذي خلقه ؟! .. {لَا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ}{الأنبياء :23} .. قال ابن كثير رحمه الله في تفسير هذه الآية الكريمة : ((وقوله: { لا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ } أي: هو الحاكم الذي لا معقب لحكمه، ولا يعترض عليه أحد، لعظمته وجلاله وكبريائه، وعلوه وحكمته وعدله ولطفه، { وَهُمْ يُسْأَلُونَ } أي: وهو سائل خلقه عما يعملون))
وقل مثل ذلك عن الزيتون ..
والحمد لله رب العالمين ..
hgv] ugn afim s,vm hgjdk ( ,hgjdk ,hg.dj,k )
المفضلات