بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله و آله و صحبه و بعد:
إن سعي النصارى حثيث في محاولات يائسة للنيل من أشرف الخلق و أفضلهم على الإطلاق . لكن لا يضره ذلك بل هم يسيئون إلى أنفسهم و يبينون نوع محتدهم و ثمار تربيتهم و آثار معتقدهم.
إن هؤلاء الأنجاس في كل مرة يسيئون فيها الأدب مع رسول الله صلى الله عليه و سلم يثمر خبثهم و سعيهم القبيح الشنيع ثمارا لو يعلمون لكفوا عن سعيهم ذلك.
فعلى مستوى علاقة الأمر بالمسلمين:
لا يزيدهم ذلك إلا صلابة و حبا شديدا لنبيهم عليه أفضل الصلاة و أزكى السلام. زد على ذلك اهتبال المسلمين لتلك الفرص للعودة إلى الكتاب و السنة يسائلونهما فينهلون من معينهما و يزدادون إيمانا على إيمانهم. و ما الأسئلة التي ترد على المنتديات و القنوات المتخصصة عن الشبهات و رد العلماء عليها لمن ثمار ذلك .
أما على مستوى علاقة الأمر بالنصارى
و أسيادهم من اليهود :فإساءتهم تعود وبالا عليهم : ذلك أن بحث الناس عن الحقيقة كامن في نفوس العقلاء الذين جردوا أنفسهم للحق و الدفاع عنه فتعالت أصوات من علية القوم و عظمائهم تشيد بأخلاق النبي صلى الله عليه و سلم و كان ذلك أن أسلم العلماء و الدكاترة و من لا يرجون إسلامهم فكان أن أعز الله الإسلام برجال كانوا بالأمس القريب من أشد الناس بغضا له و عداوة فأصبحوا اليوم دعاة إلى الله يجاهدون بالكلمة السواء.و أمس البارحة قرأت عن إسلام سكرتير بابا الفاتيكان و هو من هو .فما منعه الباطل و البهرج من قبول الحق فأعلنها مدوية :
أشهد ألا إله إلا الله و أشهد أن محمدا رسول الله.
أما الخبثاء المطبوع على قلوبهم فيجنون المرارة و الحسرة فيرون بأم أعينهم باطلهم ينهار على رؤوسهم و بناؤهم يخر عليهم.و هم الذين أنفقوا الأموال الطائلة في سبيل تنفيق ذلك الباطل و يصدق عليهم قول الله تعالى :
{إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّواْ عَن سَبِيلِ اللّهِ فَسَيُنفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَـــسْرَةً ثُمَّ يُغْـــــــــــــلَبُونَ وَالَّذِينَ كَفَرُواْ إِلَى جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ }
الأنفال الآية : 36
إن ما يحز في نفوس و أعناق الضالين أن يروا اسم رسول الله صلى الله عليه و سلم يخفق عاليا في الآفاق مع طهارة الباطن و جمال الظاهر و هم الذين أشربوا حب القذارة و السماجة فتراهم يتحينون كل فرصة في سبيل تصيد ما يرونه مغمزا يغمزون به رسول الله صلى الله عليه و سلم و هم يعلمون أن الإساءة إلى رسول الله صلوات ربي و سلامه عليه مما يقلق المسلمين و يغضبهم و يقلق راحتهم .فكان إغضاب المسلمين بالإساءة إلى الإسلام و معبودهم جل في علاه و قدوتهم صلى الله عليه و سلم و باقي إخوته من الأنبياء و الرسل بغية الضالين و المغضوب عليهم لها يعيشون و في سبيلها يغدقون المال و يجندون الأباليس و المفاليس.
و إن مما ينعق به هؤلاء فرية موت رسول الله مسموما لتخلي ربه عنه و معاقبته له لكذبه عليه حاشاه حاشاه.
أحببت أن أكتب ردا أبين فيه جهل هؤلاء و ألقمهم العلقم بحول الله تعالى و قوته.
نقرأ هذا الحديث الصحيح من صحيح مسلم و آخر من سنن أبي داود الذي أخرج عن أبى سلمة .
في مسلم
عن أنس أن امرأة يهودية أتت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بشاة مسمومة فأكل منها فجىء بها إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فسألها عن ذلك فقالت أردت لأقتلك. قال « ما كان الله ليسلطك على ذاك ». قال أو قال « علي». قال قالوا ألا نقتلها قال « لا ». قال فما زلت أعرفها فى لهوات رسول الله -صلى الله عليه وسلم-
و في سنن أبي داود:
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبل الهدية ولا يأكل الصدقة. زاد فأهدت له يهودية بخيبر شاة مصلية سمتها فأكل رسول الله صلى الله عليه وسلم منها وأكل القوم فقال « ارفعوا أيديكم فإنها أخبرتني أنها مسمومة ». فمات بشر بن البراء بن معرور الأنصاري فأرسل إلى اليهودية « ما حملك على الذي صنعت ». قالت إن كنت نبيا لم يضرك الذي صنعت وإن كنت ملكا أرحت الناس منك. فأمر بها رسول الله صلى الله عليه وسلم فقتلت ثم قال في وجعه الذي مات فيه « ما زلت أجد من الأكلة التي أكلت بخيبر فهذا أوان قطعت أبهري ».
دعونا نستفيد منه جملة من الأمور:
الفائدة الأولى:
رسول الله صلى الله عليه و سلم قبل الهدية من اليهودية و هي من هي عداوة له صلى الله عليه و سلم و هذا من أخلاقه عليه السلام تواضعا و حبا للسلم و الأمان. و احتراما لحق جير انه اليهود في المدينة .و اليهودية علمت من صفات النبوة رغم كبريائها و صلفها المعهود منها و من بني ملتها أنه لا يأكل الصدقة . أخرج عبد الرزاق في مصنفه عن الزهري عن عبد الرحمن بن كعب بن مالك أن امرأة يهودية أهدت إلى النبي صلى الله عليه و سلم شاة مصلية بخيبر فقال لها: ما هذه؟ قالت: هدية .وتحذرت أن تقول من الصدقة فلا يأكلها.
الفائدة الثانية:
مات بشر بن البراء رضي الله عنه وغيره وهم رجال و لم يمت النبي صلى الله عليه و سلم لأن الله حماه و لم يمت إلا في الأجل الذي قدر له ربه أن يموت فيه.في مصنف عبد الرزاق:
واحتجم النبي صلى الله عليه و سلم على الكاهل وأمر أن يحتجموا فمات بعضهم.
و الأحلى في الأمر أنه ورد في بعض كتب السيرة أنها سألت أي الأعضاء يحبها النبي صلى الله عليه و سلم فقيل لها الذراع فأكثرت فيه من السم.
الفائدة الثالثة:
لقد أظهرت اليهودية سبب تسميمها للشاة بغية اغتيال رسول الله صلى الله عليه و سلم.
إنه الميزان و المعيار و هي ذكرته : إن كان نبيا لم يضره السم و إن كان غير ذلك مات .
في سنن البيهقي قالت:
إن كان نبيا فلن يضره وإن لم يكن نبيا استرحنا منه
في مصنف عبد الرزاق قالت:
إن كنت كاذبا أن يستريح منك الناس وإن كنت نبيا لم يضرك .
فهل مات رسول الله في حياة تلك اليهودية و هي تنظر إليه يتلوى من الألم ؟
لا و الله بل رد الله كيدها في نحرها و عاش رسول الله صلى الله عليه و سلم و أكمل دعوته . :
الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِينا.
المائدة3
نعم إنه رسول الله حقا و صدقا و يتحداها رسول الله صلى الله عليه و سلم قائلا :
« ما كان الله ليسلطك على ذاك ». قال أو قال « عليَّ ».
قال محمد بن يوسف الصالحي الشامي في كتابه :
سبل الهدى والرشاد، في سيرة خير العباد، وذكر فضائله وأعلام نبوته وأفعاله وأحواله في المبدأ والمعاد:
جزم باسلامها سليمان التيمي في مغازيه ولفظه بعد قولها: " وإن كنت كاذبا أرحت الناس منك، وقد استبان لي أنك صادق، وأنا أشهدك ومن حضرك أني على دينك، وأن لا إله إلا الله، وأن محمد عبده ورسوله، قال: وانصرف عنها حين أسلمت.
و قال الإمام النووي رحمه الله في شرحه على صحيح مسلم:
وقوله ( "ما كان الله ليسلطك على ذاك أو قال علي" فيه بيان عصمته ( من الناس كلهم كما قال الله تعالى: {والله يعصمك من الناس} وهي معجزة لرسول الله ( في سلامته من السم المهلك لغيره وفي إعلام الله تعالى له بأنها مسمومة وكلام عضو منه له فقد جاء في غير مسلم أنه ( قال : إن الذراع تخبرني أنها مسمومة... وهذه المرأة اليهودية الفاعلة للسم اسمها زينب بنت الحارث أخت مرحب اليهودي روينا تسميتها هذه في مغازي موسى بن عقبة ودلائل النبوة للبيهقي.
الفائدة الرابعة:
النبي صلى الله عليه و سلم علم أن الشاة مسمومة و من علامات النبوة إخبار الشاة له قال صلى الله عليه و سلم :
فإنها أخبرتني أنها مسمومة.
فمن هذا الذي تحدثه الشياه المصلية التي فارقها روحها؟
قال أبو الطيب محمد شمس الحق العظيم أبادي في عون المعبود:
وهي معجزة لرسول الله صلى الله عليه و سلم في سلامته من السم المهلك لغيره وفي إعلام الله تعالى بأنها مسمومة وكلام عضو ميت له كما جاء في الرواية الآتية أنه صلى الله عليه و سلم قال إن الذراع تخبرني أنها مسمومة.
الفائدة الخامسة:
النبي صلى الله عليه و سلم يحرص على منفعة أصحابه فقد قال لهم:
ارفعوا أيديكم فإنها أخبرتني أنها مسمومة.
نعم يحرص على أرواحهم و حياتهم . أما يسوع فإنه يرسل خرافه و سط الذئاب و يذكرني فعل يسوع بكاميكاز اليابانيين.
الفائدة السادسة:
النبي صلى الله عليه و سلم يعاقب الجاني و لا يدع المجرم يمشي على رجليه مزهوا بجريمته.قال ابن القيم رحمه الله في كتابه زاد المعاد في هدي خير العباد:
قيل: إنه عفا عنها في حقِّه، فلما مات بشر بنُ البراء، قتلها به.
فعفوه عنها من حلمه و قدرته عند المقدرة و قتله لها من عدله الذي أطبق الأرض.
في مصنف عبد الرزاق :
قال الزهري فأسلمت فتركها النبي صلى الله عليه .
نعم لقد عفا عنها و هو القادر أن يبطش بها.
و أين هذا من يسوع الذي يشجع الزانية على عملها و لم يُقم عليها الحد الوارد في العهد القديم و أنى له ذلك و هو الذي لا يستطيع أن يحمي نفسه من أخس الناس و أشدهم دناءة و هم اليهود .
الفائدة السابعة:
النبي صلى الله عليه و سلم رغم إساءة اليهودية إليه فإنه عفا عنها .في صحيح مسلم عن أنس رضي الله عنه: قالوا ألا نقتلها قال « لا ».
و هذا درس لرب العهد القديم و الجديد اللذين ضيعا حقوق المرأةو ساماها سوء العذاب و لم يعتبراها شيئا ذا بال. أما النبي صلى الله عليه و سلم و رغم إساءة المرأة اليهودية إليه فإنه أحسن إليها.
مع تحيات:
الصارم الصقيل
المغرب الأقصى
ليلة التاسع من ذي الحجة 1430
t,hz] lk p]de lph,gm hyjdhg hgkfd wgn hggi ugdi , sgl fhgsl
المفضلات