سجود القرآن الكريم
حكمه، شروطه، عدده، مذاهب أهل العلم فيه، فعله في الصلاة
الموضوع شامل فمن اراد الاستفادة يتحمل الاطالة ونسال الله الاجر لى ولكم ولسائر المسلمين
المسلم مأمور بالسجود في الصلوات المكتوبة والمسنونة، وفي النفل المطلق، وهو ركن في كل ركعة فيها.
وقد شرع السجود مفرداً في مواطن، هي:
1. سجود القرآن.
2. سجود السهو.
3. سجود الشكر.
ولكل نوع من هذه الأنواع حكم وشروط.
لقد أمر الله عباده بالسجود عند بعض آي القرآن، وشرعه رسوله، وعلمه لأصحابه، وبيَّن أحكامه، وشروطه، وآدابه.
وبعد..
حكمه
ذهب أهل العلم في حكم سجود القرآن مذهبين، هما:
1. أنه سنة، وهذا مذهب الجمهور.
2. أنه واجب، وهذا مذهب الأحناف.
هل السجود هذا يلزم السامع كما يلزم القارئ والمستمع؟
قولان لأهل العلم:
1. يلزم القارئ والمستمع، وهذا مذهب الجمهور، وهو الراجح للأدلة التي سنذكرها.
2. يلزم القارئ، والمستمع، والسامع، وهو مذهب الموجبون له وهم الأحناف.
هل يسجد مع من لا يصح أن يكون إماماً في الصلاة
قولان لأهل العلم:
1. يسجد.
2. لا يسجد، وهذا مذهب مالك.
شروط سجود القرآن
يشترط في سجود القرآن شروط، هي:
1. النية، فهي شرط لصحة جميع العبادات، لقوله صلى الله عليه وسلم: "إنما الأعمال بالنيات"، الحديث.
2. استقبال القبلة إلا لمن كان راكباً.
3. الطهارة عند العامة، وقد روي عن ابن عمر أنه سجد على غير وضوء.
قال مالك رحمه الله في موطئه: "لا يسجد الرجل والمرأة إلا وهما طاهران".
قال ابن عبد البر معلقاً على قول مالك: (فإجماع من الفقهاء أنه لا يسجد أحد سجدة تلاوة إلا على طهارة).16
التكبير لسجود التلاوة
سجود التلاوة لا يحتاج إلى قيام، ولا إلى تكبيرة إحرام، ولا تشهد، ولا سلام، وإنما يكبر للسجود وللرفع منه في الصلاة وخارجها حتى يعلم من كان معه، لما روي عن ابن عمر: "كان عليه الصلاة والسلام يقرأ عليه القرآن فإذا مر بسجدة كبر وسجد وسجدنا معه".21
قال ابن عبد البر: (قول مالك وجمهور الفقهاء أن الساجد سجدة التلاوة يكبر إذا سجد وإذا رفع منها، واختلف قول مالك إذا كان في غير الصلاة).22
سجود التلاوة في الصلاة
ذهب أهل العلم في ذلك مذهبين:
1. يسجد للتلاوة خارج الصلاة وداخلها، وهذ مذهب الجمهور، ودليلهم ما صح عن أبي رافع قال: "صليتُ مع أبي هريرة العتمة، فقرأ "إذا السماء انشقت"، فسجد، فقلت: ما هذه؟ قال: سجدتُ بها خلف أبي القاسم، فلا أزال أسجد فيها حتى ألقاه".23
2. فرق المالكية بين السجود للقرآن في الصلاة المكتوبة، فمنعوه، وبين السجود في النافلة فأجازوه، وعن مالك كراهيته في الصلاة السرية دون الجهرية، ولهذا ذهب بعض الأحناف.
ما يقال في سجود القرآن
يقول أحد هذين الدعائين:
1. عن عائشة رضي الله عنها قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في سجود القرآن بالليل: "سجد وجهي للذي خلقه وشقَّ سمعه وبصره بحوله وقوته".25
2. وعن ابن عباس قال: "جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله إني رأيتني الليلة وأنا نائم، كأني أصلي خلف شجرة، فسجدت فسجدت الشجرة لسجودي، فسمعتها وهي تقول: اللهم اكتب لي بها عندك أجراً، وضع عني بها وزراً، واجعلها لي عندك ذخراً، وتقبلها مني كما تقبلتها من عبدك داود".26
سجود القرآن في أوقات الكراهة
ذهب أهل العلم في سجود القرآن بعد صلاة الصبح وصلاة العصر مذهبين:
1. يسجد، لأن هذا سجود له سبب، وهذا مذهب الشافعي وأحمد.
2. لا يسجد في هذين الوقتين، وهذا مذهب مالك ومن وافقه.
هل ينزل الخطيب من المنبر ليسجد سجدة التلاوة؟
روي عن عمر كما مر أنه قرأ سورة النحل على المنبر فنزل وسجد، وقرأها في جمعة أخرى فلم ينزل، وقد كره مالك ذلك.
قال ابن عبد البر: (وقال مالك: ليس العمل على أن ينزل الإمام إذا قرأ السجدة على المنبر، فيسجد؛ وقال الشافعي: لا بأس بذلك.
قال أبو عمر: يحتمل قول مالك على أنه أراد يلزمه النزول للسجود، لأن عمر سجد مرة ومرة لم يسجد).28
إذا زُحِم الساجد عن السجود على الأرض
قولان لأهل العلم:
1. يسجد على ظهور وأقدام من أمامه، وهذا هو الراجح، لأن الضرورات تبيح المحظورات.
2. وقال مالك: ينتظر حتى يرفعوا، ثم يسجد على الأرض، لأن على مذهبه لا يسجد إلا على الأرض.
عدد سجدات القرآن ومذاهب أهل العلم فيها
مواضع السجود في القرآن خمس عشر موضعاً، أجمع أهل العلم على عشرة منها، وهي في: الأعراف، والرعد، والنحل، والإسراء، ومريم، وسجدة الحج الأولى، والفرقان، والنحل، وألم السجدة، وحم السجدة.
واختلفوا في خمس سجدات، هي: سجدة الحج الثانية، وسجدة "ص"، والنجم، والانشقاق، والعلق.
أضاف مالك سجدة "ص"، فالسجدات عنده إحدى عشرة سجدة.
أضاف الشافعي في القديم ثانية الحج فقط، فالسجدات عنده في القديم إحدى عشرة سجدة.
أضاف الشافعي في الجديد ثانية الحج وثلاثة المفصل، فالسجدات عنده في الجديد أربع عشرة سجدة، وبهذا قال عطاء وأحمد في رواية عنه.
وفي مشهور مذهب أحمد هذه الأربع عشرة زائداً سجدة "ص"، وبهذا قال الليث، وإسحاق، وابن وهب، وابن حبيب من المالكية، وابن المنذر، وابن سريج من الشافعية.
وقال أبو حنيفة مثل مشهور قول أحمد إلا أنه نفى ثانية الحج، وبهذا قال داود.
وقال عطاء الخرساني بجميع سجدات القرآن إلا ثانية الحج والانشقاق
حاولت قدر الامكان عدم التطرق للادلة التى ذهب اليها مشايخنا لعدم الاطالة
ارجو ان تكون الفائدة عمت للجميع
تحياتى .s[,] hgrvNk hg;vdl
المفضلات