بقلم :أبو يوسف محمد زايد
الحمد لله (الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَداً وَلَم يَكُن لَّهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَلَمْ يَكُن لَّهُ وَلِيٌّ مِّنَ الذُّلَّ ) الحمد لله والله أكبر ، والصلاة والسلام على خير من بشر وأنذر ، نبي الرحمة ، محمد صلى الله عليه وعلى آله وصحبه ، وعلى كل من صدقه وآمن به واتبعه ونصره إلى اليوم الذي يفصل فيه الواحد القهار بين عباده ، فيكون : فريق في الجنة، وفريق في السعير...
أما بعد؛
فإنه أثناء زيارته لألمانيا ، مسقط رأسه ، أدخل بنديكت السادس عشر في خطبته تَقوُّلا اقتطفه من كتاب
الإمبراطور البيزنطي مانوال الثاني ( القرن 16 الميلادي ) يقول : أروني ما الجديد الذي أتى به محمد ... فلن تجدوا إلا أشياء سيئة ولاإنسانية ، مثل أمره بنشر العقيدة التى دعا إليها بالسيف.
وما أن أثار هذا الكلام المشين غضب المسلمين حتى تدخلت رئيسة بلده مؤيدة له ومؤازة، قالت :" أيما أحد ينتقد البابا يكون فهِم خطابَه فهماًَ سيئا... إنما هي دعوة إلى الحوار بين الديانات ...ولقد نادى بوضوح إلى هذا الحوار الذي هو من أمنياته... وأنا أنضمُّ إليه وأرى أن الحوار الذي يدعو إليه أصبح ضروريا ومستعجَلا ؛ ثم أضافت : : إن ما عبر عنه بجلاء هو نبذ استخدام العنف باسم الدين...
( عن مجلة "Bild"...من موقع matinternet )
أقول : كان الثالوثيون ينتظرون من كبير ساداتهم أن يجيبهم عما طالبوا به من إصلاح في نظُم الكنيسةالتي أصبح شكهم فيها يتزايد بشكل مخيف للقائمين عليها، ومن جملة مطالبهم :
- السماح للمرأة بشغل منصب كاهن(ة) ترأسُ وتديـرُ شؤون كنيسة في أي بلدة أو بلد- التاء بين قوسين لأن ( الكاهن ) لا مؤنث له عندهم ، بمعنى أن هذا المنصب الكنسي لا يحق للأنثى.
- رفع حظر الزواج على الكهان ، أي إلغاء قانون العزوبة .
- جمع الكاتوليك والبروتستانت وجعلهما يتحدان على نفس النهج العقدي …
* تقول جريدة (Nouvel observateur ) الفرنسية: طيلة الأيام الستة التي دامت جولته لم ينطق بكلمة واحدة في شأن هذه الإصلاحات ...
وهنا سؤال: لماذا ترك ما يعنيه ويهُم أتباعه ـ وتوجه للإسلام للطعن فيه؟
الجواب ـ بكل بساطة ـ كأنـه يقول للضآلين : دعونا الآن من النظر في شؤون الكنيسة وما تريدونه من إصلاح ، وتعالوا بنا أولاً نقضي على الإسلام ...
وقبل أن نرد قوله ، نلقي نظرة سريعة على نتائج الغضب في الأمة التي تداعى إلى قصعتها اللئام ...ثلاث كلمات تلخِّص تِلكُم النتائج : سحب الكلام - إعتذار علني - توضيح المعاني .
- سبحان الله ! نُهاجَم في أرضنا ، نمَُس في عقيدتنا ، نُستعمَر في فكرنا ، وتقول طائفة منا : اسحَب كلامَك يا رجل ... والله ، عجيب ! نُهان في أعز ما أعزنا الله به ، وبدل أن نرفع الهمم للدفاع عن الدين ، نحني الظهور ونرجو من المُهين المَهيـــن أن يسحب كلامه !
- سبحان الله ! نُذبَّح ونقتَّل ، تُهتك حرماتنا ، وتُدنَّس مقدساتنا على مرأى ومسمع من الكرة الأرضية ، وتقول طائفة منا :اعتذر يا رجل ! اعتذر لقد أغضبت المسلمين...والله ، غريب ! تُدكّ كرامتنا تحت الأقدام ، ترغم أنوفنا في التراب، وبدل أن نحرِّك الساكن نُسكن المتحرِّك... ونقنع بكلمة ظاهرها الإعتذار وباطنها : " لكم النار "
- سبحان الله ! تُطمَس هويتنا ، تُلغى لغتنا ، تُغيَّب شمسنا ،تلطخ ثقافتنا ، وتقول طائفة منا : وضِّح المعاني يا رجل ! والله ، أعجب من عجيب وأغرب من غريب ! أأضحينا لا نفهم ما يقال أم ماذا ؟؟؟
أليست هناك كلمة رابعة ، وخامسة ، وسادسة ...؟ اسحبْ ، اعتدرْ، وضحْ... أين غابت اخسأ عدو الله ؟ أين أفلت فض فوك ؟ أين غبرت تباً لك ؟ ...
أين ....... الغيرة على الدين ؟ قطعا لا توجد في اسحبْ وأختيْها .
فإن قلت : أين هي ؟ قلت : في قوله تعالى : ( قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاء مِنْ أَفْوَاهِهِمْ ). نعم .. بدت البغضاء من أفواههم ... ذاك يعلنها حربا صليبية ، وممثل صليبه يباركها ويؤجج نارها بتقولاته...
ولقد أخبرنا ربنا عز وجل عما يُبطنون ، قال : ( وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ ) ... فما تنطوي عليه أضلعهم من بغضاء وحسد وحقد أكبر مما أظهروا ... أفلا نأخذ حذرنا ؟ أم ترانا في غفلة عن آخر الآية الكريمة : (قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الآيَاتِ إِن كُنتُمْ تَعْقِلُونَ ) (آل عمران : 118 ) ؟ فمتى نعمل هذا العقل الذي أنعم الله به علينا في الدفاع عن حرماتنا وشعائرنا ؟ متى ننهض النهضة الحقيقية التي تدوي تكبيراتها في الآفاق ؟ متى ننصر الله كي ينصرنا ؟
يتبع ...v] ugn ;fdv hg;kdsm
المفضلات