ثانياً : إنجيل مرقس :
( وكان الفصح وأيام الفطير بعد يومين ، وكان رؤساء الكهنة والكتبة يطلبون كيف يمسكونه بمكر ويقتلونه ، ولكنهم قالوا ليس في العيد لئلا يكون شغب في الشعب ) (ص 14 : 1، 2).( وجاءوا إلى ضيعة اسمها جثسيماني فقال لتلاميذه أجلسوا ههنا حتى أصلي ، ثم أخذ معه بطرس ويعقوب ويوحنا وابتدأ يدهش ويكتئب ، فقال لهم نفسي حزينة جداً حتى الموت ، أمكثوا ههنا واسهروا ، ثم تقدم قليلاً وخر على الأرض وكان يصلي لكي تعبر عنه الساعة إن أمكن ، وقال يا أبا الآب كل شيء مستطاع لك .
فأجز عني هذه الكأس ، ولكن ليكن لا ما أريد بل ما تريد أنت ، ثم جاء ووجدهم نياماً فقال لبطرس يا سمعان أنت نائم ، أما قدرت تسهر ساعة واحدة ، اسهروا وصلوا لئلا تدخلوا في تجربة ، أما الروح فنشيط وأما الجسد فضعيف ، ومضي أيضاً وصلي قائلاً ذلك الكلام بعينه ، ثم رجع ووجدهم أيضاً نياماً إذ كانت أعينهم ثقيلة فلم يعلموا بماذا يجيبونه ، ثم جاء ثالثة وقال لهم ناموا الآن واستريحوا يكفي ، قد أتت الساعة ، هو ذا ابن الإنسان يسلم إلى أيدي الخطاة ، هو ذا الذي يسلمني قد اقترب .
وللوقت فيما هو يتكلم أقبل يهوذا واحداً من الاثني عشر ومعه جمع كبير بسيوف وعصي من عند رؤساء الكهنة والكتبة والشيوخ ، وكان مسلمه قد أعطاهم علامة قائلاً الذي أقبله هو هو أمسكوه وامضوا به بحرص فجاء للوقت وتقدم إليه قائلاً يا سيدي يا سيدي وقبله ، فألقوا أيديهم عليه وأمسكوه ، فاستل واحد من الحاضرين السيف وضرب عبد رئيس الكهنة فقطع أذنه.
فأجاب يسوع وقال لهم كأنه على لص خرجتم بسيوف وعصي لتأخذوني ، كل يوم كنت معكم في الهيكل أعلم ولم تمسكوني ، ولكن لكي تكمل الكتب ، فتركه الجميع وهربوا ، وتبعه شاب لابساً إزاراً على عريه فأمسكه الشبان ، فترك الإزار وهرب منهم عرياناً .
فمضوا بيسوع إلى رئيس الكهنة فاجتمع معه جميع رؤساء الكهنة والشيوخ والكتبة ، وكان بطرس قد تبعه من بعيد إلى داخل دار رئيس الكهنة وكان جالساً بين الخدام يستدفئ عند النار ، وكان رؤساء الكهنة والمجمع كله يطلبون شهادة على يسوع ليقتلوه فلم يجدوا ، لأن كثيرين شهدوا عليه زوراً ولم تتفق شهاداتهم .ثم قام قوم وشهدوا عليه زوراً قائلين ، نحن سمعناه يقول إني أنقض هذا الهيكل المصنوع بالأيادي وفي ثلاثة أيام أبني آخر غير مصنوع بأياد ، ولا بهذا كانت شهادتهم تتفق فقام رئيس الكهنة في الوسط وسأل يسوع قائلاً أما تجيب بشيء . ماذا يشهد به هؤلاء عليك ، أما هو فكان ساكتاً ولم يجب بشيء ، فسأله رئيس الكهنة أيضاً وقال له أأنت المسيح ابن المبارك. فقال يسوع أنا هو ، وسوفت تبصرون ابن الإنسان جالساً عن يمين القوة وآتيا في سحاب السماء ، فمزق رئيس الكهنة ثيابه وقال ما حاجتنا بعد إلى شهود ، قد سمعتم التجاديف ، ما رأيكم ، فالجميع حكموا عليه أنه مستوجب الموت ، فابتدأ قوم يبصقون عليه ويغطون وجهه ويلكمونه ويقولون له تنبأ ، وكان الخدام يلطمونه ) ( ص 14 : 32 : 65) .
( وللوقت في الصباح تشاور رؤساء الكهنة والشيوخ والكتبة والمجمع كله فأوثقوا يسوع ومضوا به وأسلموه إلى بيلاطس .
فسأله بيلاطس أنت ملك اليهود . فأجاب وقال له أنت تقوله ، وكان رؤساء الكهنة يشتكون عليه كثيراً ، فسأله بيلاطس أيضاً قائلاً أما تجيب بشيء ، أنظركم يشهدون عليك ، فلم يجب يسوع أيضاً بشيء حتى تعجب بيلاطس ، وكان يطلق لهم في كل عيد أسيراً واحداً من طلبوه ، وكان المسمي باراباس موثقاً مع رفقائه في الفتنة الذين في الفتنة فعلوا قتلاً . فصرخ الجمع وابتدأوا يطلبون أن يفعل كما كان دائماً يفعل لهم . فأجابهم بيلاطس قائلاً أتريدون أن أطلق لكم ملك اليهود ، لأنه عرف أن رؤساء الكهنة كانوا قد أسلموه حسداً ، فهيج رؤساء الكهنة الجمع لكي يطلق لهم بالحري باراباس ، فأجاب بيلاطس أيضاً وقال لهم فماذا تريدون أن أفعل بالذي تدعونه ملك اليهود ، فصرخوا أيضاً اصلبه ، فقال لهم بيلاطس وأي شر عمل . فازدادوا جداً صراخاً أصلبه ، فبيلاطس إذ كان يريد أن يعمل للجمع ما يرضيهم أطلق لهم باراباس وأسلم يسوع بعدما جلده ليصلب .فمضي به العسكر إلى داخل الدار هي دار الولاية وجمعوا كل الكتيبة ، وألبسوه أرجوانا وصفروا أكليلاً من شوك ووضعوه عليه ، وابتدأوا يسلمون عليه قائلين السلام يا ملك اليهود . وكانوا يضربونه على رأسه بقصبة ويبصقون عليه ثم يسجدون له جاثين على ركبهم ، وبعد ما استهزأوا به نزعوا عن الأرجوان وألبسوه ثيابه ثم خرجوا به ليصلبوه فسخروا رجلاً مجتازاً كان آتياً من الحقل وهو سمعان القيراوني أبو الكسندرس وروفس ليحمل صليبه ، وجاءوا به إلى موضع جلجثة الذي تفسيره موضع جمجمة ، وأعطوه خمراً ممزوجة بمر ليشرب فلم يقبل . ولما صلبوه اقتسموا ثيابه مقترعين عليها ماذا يأخذ كل واحد ، وكانت الساعة الثالثة فصلبوه ، وكان عنوان علته مكتوباً ملك اليهود . وصلبوا معه لصين واحداً عن يمينه وآخر عن يساره ، فتم الكتاب القائل وأحصي معه أثمه . وكان المجتازون يجدفون عليه وهم يهزون رؤوسهم قائلين آه يا ناقض الهيكل وبانيه في ثلاثة أيام خلص نفسك وانزل عن الصليب . وكذلك رؤساء الكهنة وهم مستهزئون فيما بينهم مع الكتبة قالوا خلص آخرين وأما نفسه فما يقدر أن يخلصها ، لينزل الآن المسيح ملك إسرائيل عن الصليب لنري ونؤمن ، واللذان صلبا معه كانا يعيرانه .
ولما كانت الساعة السادسة كانت ظلمة على الأرض كلها إلى الساعة التاسعة ، وفي الساعة التاسعة صرخ يسوع بصوت عظيم قائلاً الوي الوي لما شبقتني . الذي تفسيره إلهي إلهي لماذا تركتني ، فقال قوم من الحاضرين لما سمعوا هوذا ينادي إيليا ، فركض واحد وملأ اسفنجة خلا وجعلها على قصبة وسقاه قائلاً اتركوا ، لنر هل يأتي إيليا لينزله فصرخ يسوع بصوت بصوت عظيم وأسلم الروح ) (ص 15 : 1 - 27) .ehkdhW : Yk[dg lvrs vHdi tn rqdm hgwgf
المفضلات