أخطاء التفكيرالعشرة..!
هناك حكمة صينية قديمة تقول. «ليس بإمكانك منع طنع طيور الأسـى من التحليق فوق رأسك، ولكنتستطيع منعها من إقامة أعشاشها على رأسك».
إذن تعامل مع طيور الأحزان برقة لحثها على المغادرة، ولا تسمح لها بأن تبني لها عـشاً في قلبك أو فوق رأسـك.
وكذلك الأفكار السلبية لا نستطيع منعها من التحليق فوق رؤسـنا
ولكن نستطيع مناقشتها مع ذواتنا وتفنيدها ثم حثهاعلى المغادرة، ولكن كيف؟... هذا هو موضوعنا، الافكار السلبية.
ماهي، وما وظيفتها..
تقدر الدراسـات أننا نقوم بتقييم ذواتنا ما بين 300 - 400 مرة يومياً،
وأن 80 % منها هو عبارة عن تقييم سلبي ولوم وإنتقاد!!
ماهي الأفكار الآلية الأتوماتيكية؟
هي أفكار سريعة جدًا، ومؤثرة جداً، تمر على الإنسان ،
وقد تؤدي إلى الإحباط أو قد تؤدي إلى زيادة الهمة هذه هي وظيفتها،
وهي نوعية في المحتوى، تعطي التفسير للحوادث،
وغالباً ما تتضمن التنبؤات عند الحوادث، وهي تحدث خارج وعي الفرد،
وعندما يستبصر بها الفرد يعيها، فإنه عادة ما ينظر إليها على أساس حقائق
ومـسلمات غير قابلة للجدال أو النقاش .
وقد عدد الدكتور ديفيد بيرنز «1980»David Burns
عـشر مجموعات من الأفكار السلبية الفورية الأتوماتيكية والتي يحتاج الناس
إلى أن يواجهوها وأن يستبدلوا بها أفكاراً إيجابية، وهذه المجموعات هي.
1ـ التفكير بكل شيء أو لا شيء.
وهو نمط من التفكير يمر به الطفل في مراحل نموه النفسي، فهو يتصور الأشخاص والأشياء والمواقف على إحدى حالتين فقط ولا وسط بينهما إما الصواب التام «والقبول، وكل ما هو حـسن وإيجابي» أو الخطاالتام «والرفض، وكل ما هو سلبي وسيئ» فكل من ليس بكامل الصواب فهو كامل الخطأ، وكل ما ليس بأبيض ناصع البياض فهو أسود فاحم السواد، وكل من ليس بصديق حميم فهو عدو لدود، وكل من لا يفهم تمام الفهم فهو غبي أحمق، وكل من ليس معي فهو ضدي، وهكذا، وهذا المنطق نفسه الذي تحدث به الرئيس الأمريكي بوش الابن عندما قال. «من ليس معنا فهو ضدنا»!
وهذا النمط من التفكير يتخطاه الطفل غالباً بمرور العمر
ويبدأ يدرك بالتدريج الفروقات الواسعة الشاسعة بين الطرفين النقيضين
ويستوعب ما بين الأبيض والأسود من ألوان متنوعة؛
ولكن قد يتعطل نمو التفكير عند بعض الأشخاص فلا يتخطى الواحد منهم
مرحلة التفكير الحدي هذه، فيكبر جسمه ويزداد عمره
وهو مستمر في هذا النمط من التفكير فيتعب نفسه وغيره معه.
مثال. عندما تتناول فتاة شابة تعمل رجيماً ملعقةً واحدةً من الآيـسـكريم
فإنها تقول لنفسها. «لقد أفسدت الرجيم تماماً»،
هذا التفكير يصيبها بالاحباط لدرجة تجعلها تبتلع ربع جالون من الآيـسـكريم، إن نظرية الحصول على كل شيء أو لا شيء تنتهي بالحصول على لا شيء!
يقول العالم النفسي والكاتب الدكتور البرت أليس Ellis. «إن تفضيل ومحاولة فعل شيء بصورة كاملة هو أمر جيد مثل إنتاج بعض الأعمال العبقرية.. ولكن الإصرار على ذلك سينتج قلقاً كاملاً».
ومن ذلك ما يمر به كثير من الشباب والفتيات الذين يصارعون رغباتهم
فتغلبهم أحياناً ويقعون في بعض المعاصي فيجد الشخص نفسه أنه ليس بكامل
في استقامته فينتقل به التفكير الحدي إلى النقيض تماماً ويتوهم أنه منغمس في الخطأ ولا مفر منه .
تقول الكاتبه/ هبة روؤف عزت. «في الحياة الزوجية، والحياة المهنية،
والتعامل مع أطفالنا وأصدقائنا..
عندما نختلف أو نشعر أن هناك تعارضاً في وجهات النظر،
أو حتى نرى أن الطرف الآخر تجاوز صلاحباته ـ ربما ـ
أو تعسف في استخدام حقوقه لا نتفاوض، ولا نراجع،
ولا نقول خذ هذا واترك تلك، ولا نقترح بدائل، بل نقف في توتر، ونقول. بكل أدب وأخوة ودون توتر «مع كل هذا التوتر». الكل.. أو لا شيء!
كل حقوقي أو فلنفترق، انشروا كل النص أو ردوا لي نصوصي،
اسمعوا كل كلامي أو لن أتكلم بالمرة، وافقوني الرأي أو لن أقول رأياً بعد الآن..
هكذا! ويبدو أن المشكلة أعمق من مجرد حوادث فردية،
يبدو أن مشكلتنا ثقافية، وأننا بسبب ـ أحاول اكتشافه ـ
لا نتعلم مهارات التحاور والتفاوض وتحديد ما نستطيع أن نتركه أو ندعه
وما نخيار ألا نتنازل عنه، وأن نديرهذه الأمور بقدر من الهدوء.. والثقة.. والصبر.
الكل أو لا شيء، مبدأ لا يصلح في حياة اجتماعية.. الكل أو لا شيء أخطر من أن نتعامل معه بغضب، أو عصيبة، أو عزة نفس أو غرور، إنه موقف في حاجة لمراجعة عميقة .
يتبع
Ho'hx hgjt;dvhguavm
المفضلات