فمشورة المرأة مشروعة ، وثبتت عن النبي صلى الله عليه وسلم ، والقول :"شاوروهن وخالفوهن "، ليس من كلام النبي صلى الله عليه وسلم ،وهو مخالف لصريح القرآن الكريم .
وبعد الاستشارة ينظر ، إن كان رأيها سديداً أخذ به ، وإلا ترك ، فرأيها مثل رأي الرجال.
يقول الأستاذ الدكتور الشيخ يوسف القرضاوي :
اخترع الناس مقولة شَاوِرُوهنَّ وخَالِفُوهُنَّ)! وما قال هذا سيدنا رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ قطُّ؛ لأن الله ـ تعالىـ يقول في مُحْكَم كتابه: (عن تَراضٍ منهُما وتَشَاوُرٍ)، فكيف يأتي الحديث مُخالفًا للقرآن؟!
ولقد شاور النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ زوجه "أم سَلَمة" في أمر من الأمور، بعد صلح الحُدَيْبِيَّة، بعد أن أمر النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ أصحابه أن يَحْلِقوا ويُقَصِّروا شُعورَهم ويَتَحَلَّلوا من إحرام العُمْرة؛ لِيَعُودوا بعد اتفاقية صُلْحِ الحُدَيْبِيَّة، ولكن الصحابة عَزَّ عليهم ـ وقد خرجوا بنِيَّة العمرة وبنية العبادة ـ أن يتحللوا ويعودوا دون أن يؤدوا النُّسُك.
شقَّ على أنفسهم هذا الأمر، فبعدَ أن لم يَتَقَدَّم أحدٌ م نهم لِيَتَحَلَّل من إحرامه ويقصَّ شعره أو يَحْلِقَه ويَخْلَع ملابس الإحرام.. دخل النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ على "أم سلمة" يشكُو إليها ما صنع أصحابه ويقول: "هلكَ الناسُ"، أي: عَصَوْا أمر رسول الله.
قالت "أم سلمة" وأشارت عليه: يا رسول الله، اخرج فلا تُكَلِّم أحدًا، واطلُبِ الحَلَّاق لِيُقَصَّر لك شعرك ويَحْلِقَه أمامهم، وتَحَلَّلْ من الإحرام أمامهم، ولا تَفْعَلْ غير ذلك، فخرج النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ واستدعَى الحَلَّاق لِيُقَصَّر له شعره، وتَحَلَّل من إحرامه.
وكأن الناس كانوا في نَوْم فاستيقظوا، وقالوا: كيف لم نفعل ما فعل رسول الله، ففعلوا.. وكان ذلك بفضل رأي "أم سلمة".
فحديث (شَاوِرُوهنَّ وخَالِفُوهُنَّ) لا يصح، ضعفه السخاوي في المقاصد الحسنة، والشوكاني في الفوائد، وحكم عليه بعض العلماء بالوضع.
wpm p]de ah,v,ik ,ohgt,ik
المفضلات