صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 10 من 20
 
  1. #1
    الإشراف العام
    الصورة الرمزية أبوحمزة السيوطي
    أبوحمزة السيوطي غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 666
    تاريخ التسجيل : 12 - 10 - 2008
    الدين : الإسلام
    الجنـس : ذكر
    المشاركات : 3,507
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 10
    البلد : مصر
    الاهتمام : قراءة
    معدل تقييم المستوى : 20

    افتراضي الجزية في الإسلام


    الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله سيد الأولين والآخرين

    أما بعد ,,,

    فهذا هو مفهوم الجزية بالمنظور الإسلامي لنظهر حقيقة هذا الأمر لزملائنا من أهل الكتاب من منبعه الأصلي وليس من تشويهات قساوستهم .

    إعتمدت في التعريفات على كتاب فقه السنة للشيخ سيد سابق رحمه الله وأضفت إضافات من غيره :

    الجزية :
    معناها :
    هي: " مبلغ من المال يوضع على من دخل في ذمة المسلمين وعهدهم من أهل الكتاب وغيرهم "

    حكمتها :
    وقد فرض الاسلام الجزية على الذميين في مقابل فرض الزكاة على المسلمين، حتى يتساوى الفريقان، لان المسلمين والذميين يستظلون براية واحدة، ويتمتعون بجميع الحقوق وينتفعون بمرافق الدولة بنسبة واحدة، ولذلك أوجب الله الجزية للمسلمين نظير قيامهم بالدفاع عن الذميين وحمايتهم في البلاد الاسلامية التي يقيمون فيها: ولهذا تجب - بعد دفعها - حمايتهم والمحافظة عليهم، ودفع من قصدهم بأذى.

    قال ابن العربي في أحكام القرآن :
    وجهان من الحكمة :

    أحدهما : أن في أخذها معونة للمسلمين وتقوية لهم ، ورزق حلال ساقه الله إليهم .
    الثاني : أنه لو قتل الكافر ليئس من الفلاح ووجب عليه الهلكة ; فإذا أعطى الجزية وأمهل لعله أن يتدبر الحق ، ويرجع إلى الصواب ، لا سيما بمراقبة أهل الدين ، والتدرب بسماع ما عند المسلمين .

    من تؤخذ منهم:
    وتؤخذ الجزية من كل الامم، سواء أكانوا كتابيين أم مجوسا أم غيرهم، وسواء أكانوا عربا أم عجما وقد ثبت بالقرآن الكريم أنها تؤخذ من الكتابيين كما ثبت بالسنة أنها تؤخذ من المجوس، ومن عداهم يلحق بهم .

    قلت ودليل أخذها من المجوس :
    ما قاله المغيرى لكسرى كما رواه البخاري في حديث طويل فيه :
    " فَأَمَرَنَا نَبِيُّنَا رَسُولُ رَبِّنَا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ نُقَاتِلَكُمْ حَتَّى تَعْبُدُوا اللَّهَ وَحْدَهُ أَوْ تُؤَدُّوا الْجِزْيَةَ "

    ودليل أخذها من المشركين :
    ما رواه مسلم من حديث بريدة قال :
    " كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا أَمَّرَ أَمِيرًا عَلَى جَيْشٍ أَوْ سَرِيَّةٍ أَوْصَاهُ فِي خَاصَّتِهِ بِتَقْوَى اللَّهِ وَمَنْ مَعَهُ مِنْ الْمُسْلِمِينَ خَيْرًا ثُمَّ قَالَ اغْزُوا بِاسْمِ اللَّهِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ قَاتِلُوا مَنْ كَفَرَ بِاللَّهِ اغْزُوا وَلَا تَغُلُّوا وَلَا تَغْدِرُوا وَلَا تَمْثُلُوا وَلَا تَقْتُلُوا وَلِيدًا وَإِذَا لَقِيتَ عَدُوَّكَ مِنْ الْمُشْرِكِينَ فَادْعُهُمْ إِلَى ثَلَاثِ خِصَالٍ أَوْ خِلَالٍ فَأَيَّتُهُنَّ مَا أَجَابُوكَ فَاقْبَلْ مِنْهُمْ وَكُفَّ عَنْهُمْ ثُمَّ ادْعُهُمْ إِلَى الْإِسْلَامِ فَإِنْ أَجَابُوكَ فَاقْبَلْ مِنْهُمْ وَكُفَّ عَنْهُمْ ثُمَّ ادْعُهُمْ إِلَى التَّحَوُّلِ مِنْ دَارِهِمْ إِلَى دَارِ الْمُهَاجِرِينَ وَأَخْبِرْهُمْ أَنَّهُمْ إِنْ فَعَلُوا ذَلِكَ فَلَهُمْ مَا لِلْمُهَاجِرِينَ وَعَلَيْهِمْ مَا عَلَى الْمُهَاجِرِينَ فَإِنْ أَبَوْا أَنْ يَتَحَوَّلُوا مِنْهَا فَأَخْبِرْهُمْ أَنَّهُمْ يَكُونُونَ كَأَعْرَابِ الْمُسْلِمِينَ يَجْرِي عَلَيْهِمْ حُكْمُ اللَّهِ الَّذِي يَجْرِي عَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَلَا يَكُونُ لَهُمْ فِي الْغَنِيمَةِ وَالْفَيْءِ شَيْءٌ إِلَّا أَنْ يُجَاهِدُوا مَعَ الْمُسْلِمِينَ فَإِنْ هُمْ أَبَوْا فَسَلْهُمْ الْجِزْيَةَ فَإِنْ هُمْ أَجَابُوكَ فَاقْبَلْ مِنْهُمْ وَكُفَّ عَنْهُمْ فَإِنْ هُمْ أَبَوْا فَاسْتَعِنْ بِاللَّهِ وَقَاتِلْهُمْ "

    وليس كما يظن الجماهير أنها تؤخذ من أهل الكتاب فقط فهذه أدلة نصية في أخذها من كل الأمم وجواز التصالح عليها .

    شروط أخذها:
    وقد روعي في أخذها: الحرية والعدل والرحمة
    .
    ولهذا اشترط فيمن تؤخذ منهم:
    1 - الذكورة.
    2 - التكليف.
    3 - الحرية.

    معنى قوله تعالى " عن يد " :
    أي عن قدرة وغنى، فلاتجب على امرأة، ولاصبي، ولاعبد، ولا مجنون.
    كما أنها لا تجب على مسكين يتصدق عليه، ولا على من لا قدرة له على العمل، ولا على الاعمى، أو المقعد، وغيرهم من ذوي العاهات، ولا على المترهبين في الاديرة إلا إذا كان غنيا من الاغنياء.


    ( خبر أسلم : أن عمر رضي الله عنه كتب إلى أمراء الأجناد : لا تضربوا الجزية على النساء والصبيان ولا تضربوها إلا على من جرت عليه المواسي . رواه سعيد ) . ص 299 صحيح ( الإرواء)

    قال مالك رضي الله عنه: " قضت
    السنة أن لا جزية على نساء أهل الكتاب ولا على صبيانهم، وأن الجزية لا تؤخذ إلامن الرجال الذين قد بلغوا الحلم
    ".

    قدرها :
    إجتهد فيه العلماء ولم يؤثر عن النبي عليه السلام حديثا صحيحا في ذلك والراجح من أقوال أهل العلم ما يلي :


    "
    إنه لا حد لاقلها ولالاكثرها، والامر فيها موكول إلى اجتهاد ولاة الامر، ليقدروا على كل شخص ما يناسب حاله ".

    " ولا ينبغي أن يكلف أحد فوق طاقته
    ".

    معنى قوله تعالى " وهم صاغرون " :


    قال ابن العربي في أحكام القرآن :
    المسألة الثانية عشرة : شرط الله تعالى هذين الوصفين ، وهما قوله : {
    عن يد وهم صاغرون } ; للفرق بين ما يؤدى عقوبة وهي الجزية ، وبين ما يؤدى طهرة وقربة وهي الصدقة ، حتى قال النبي [ ص: 482 ] صلى الله عليه وسلم : { اليد العليا خير من اليد السفلى
    } .

    واليد العليا هي المعطية ، واليد السفلى هي السائلة " ; فجعل يد المعطي في الصدقة عليا ، وجعل يد المعطي في الجزية صاغرة سفلى ، ويد الآخذ عليا ، ذلك بأنه الرافع الخافض ، يرفع من يشاء ويخفض من يشاء ، وكل فعل أو حكم يرجع إلى الأسماء حسبما مهدناه في الأمد الأقصى " .

    قلت : يعني بذلك أن معناها هو أن يعطي أهل الذمة الجزية وأيديهم أسفل يد الآخذ حتى يختلف وضع الأخذ عن وضع أخذ الصدقة والذي يكون فيها المسكين مادا كفه يأخذ الصدقة ولا يجب التشدق والتمسك بظاهر إجتهاد بعض اهل العلم مما فيه ما هو مخالف لأصل الإسلام في الإحسان وعدم الظلم مما يثبت منه الكثير في القرآن والسنة وليس المقام لذكرها وما ذكرته إنما هو إستنباطا من الكتاب والسنة بغير تقليد وقص ولصق أجوف عاري عن العلم والمعرفة مخالف للشريعة الغراء ...

    ملحوظة :
    1- الجزية حسب الطاقة وليست مفروضة على الجميع وليس لها مقدار ثابت ولا ميعاد ثابت وقال بعض العلماء كل عام .


    الزكاة فرض على المسلمين يجب دفعها لها مقدار ثابت لا يجوز أن قل عنه تفرض على جميع الأشخاص ممن حال أموالهم الحول والنصاب المقدر لها من ذهب وفضة ومال على النساء والرجال والشيوخ .
    كما يستحب للمسلم أيضا أن يؤخذ منه الصدقات والتبرعات ويحث عليها أما الذمي فالجزية فقط إن استطاع .

    2- ضرورة جمع الأموال هذه يعلمها كل ذي لب هذا إذا علم أن فرض الضرائب على الناس محرما في الإسلام فليس هناك مصتدر للدولة المسلمة إلا الجزية والزكاة .
    تجهز الجيوش وترصف الطرق وتبنى المنشآت والجسور وتصلح الطرق والأراضي الزراعية مما لا يخفى على ذي علم .

    وأخيرا أقول أخرج البخاري في صحيحه من كتاب الجزية باب الوصاة بأهل ذمة رسول الله :
    قال حدثنا ‏ ‏آدم بن أبي إياس ‏ ‏حدثنا ‏ ‏شعبة ‏ ‏حدثنا ‏ ‏أبو جمرة ‏ ‏قال سمعت ‏ ‏جويرية بن قدامة التميمي ‏ ‏قال سمعت ‏ ‏عمر بن الخطاب ‏ ‏رضي الله عنه ‏
    ‏قلنا أوصنا يا أمير المؤمنين قال ‏ "
    ‏أوصيكم بذمة الله فإنه ذمة نبيكم ورزق عيالكم
    " .

    شرح ابن حجر :

    قوله : ( أوصيكم بذمة الله فإنه ذمة نبيكم ورزق عيالكم ) ‏
    ‏في رواية عمرو بن ميمون " وأوصيه بذمة الله وذمة رسوله
    أن يوفي لهم بعهدهم , وأن يقاتل من ورائهم وأن لا يكلفوا إلا طاقتهم " قلت : ويستفاد من هذه الزيادة أن لا يؤخذ من أهل الجزية إلا قدر ما يطيق المأخوذ منه .
    وقوله في هذه الرواية " ورزق عيالكم " أي ما يؤخذ منهم من الجزية والخراج , قال المهلب : في الحديث الحض على الوفاء بالعهد , وحسن النظر في عواقب الأمور , والإصلاح لمعاني المال وأصول الاكتساب .

    والحمد لله رب العالمين

    hg[.dm td hgYsghl





    " وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا "

    قال ابن كثير : وقوله تعالى : ( وقولوا للناس حسنا ) أي : كلموهم طيبا ، ولينوا لهم جانبا
    : (ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ ) النحل

  2. #2
    سرايا الملتقى
    الصورة الرمزية السيف العضب
    السيف العضب غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 866
    تاريخ التسجيل : 14 - 12 - 2008
    الدين : الإسلام
    الجنـس : ذكر
    المشاركات : 1,363
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 10
    البلد : أرض الله
    الاهتمام : مقارنة الأديان
    معدل تقييم المستوى : 17

    افتراضي


    ماشاء الله تبارك الله .

    موضوع قيِّم جداً أخي الحبيب السيوطي .





  3. #3
    الإدارة العامة
    ذو الفقار غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 4
    تاريخ التسجيل : 1 - 10 - 2007
    الدين : الإسلام
    الجنـس : ذكر
    العمر: 48
    المشاركات : 17,892
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 26
    البلد : مهد الأنبياء
    الاهتمام : الرد على الشبهات
    معدل تقييم المستوى : 35

    افتراضي


    لا يمكن تجاهل حرف مما تكتب شيخنا أبا حمزة

    بارك الله فيك وجزاك كل خير




    إن الله ابتعثنا لنخرج العباد من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد ومن ضيق الدنيا إلى سعة الآخرة ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام .



    ( إِنْ أَحْسَنْتُمْ أَحْسَنْتُمْ لِأَنْفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآَخِرَةِ لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيرًا عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يَرْحَمَكُمْ وَإِنْ عُدْتُمْ عُدْنَا وَجَعَلْنَا جَهَنَّمَ لِلْكَافِرِينَ حَصِيرًا)



  4. #4

    عضو لامع

    سلوى غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 997
    تاريخ التسجيل : 26 - 4 - 2009
    الدين : الإسلام
    الجنـس : أنثى
    المشاركات : 398
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 10
    معدل تقييم المستوى : 16

    افتراضي


    الجزية : معناها :
    هي: " مبلغ من المال يوضع على من دخل في ذمة المسلمين وعهدهم من أهل الكتاب وغيرهم "
    موضوع هام استفدت منه
    اللهم اجعله فى ميزانك خير اخى ابو حمزة السيوطى






  5. #5
    الإشراف العام
    الصورة الرمزية أبوحمزة السيوطي
    أبوحمزة السيوطي غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 666
    تاريخ التسجيل : 12 - 10 - 2008
    الدين : الإسلام
    الجنـس : ذكر
    المشاركات : 3,507
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 10
    البلد : مصر
    الاهتمام : قراءة
    معدل تقييم المستوى : 20

    افتراضي


    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ذو الفقار مشاهدة المشاركة
    لا يمكن تجاهل حرف مما تكتب شيخنا أبا حمزة

    بارك الله فيك وجزاك كل خير
    أنت الشيخ يا شيخ

    لا حرمني الله من مرورك الذي يثلج الصدر




    " وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا "

    قال ابن كثير : وقوله تعالى : ( وقولوا للناس حسنا ) أي : كلموهم طيبا ، ولينوا لهم جانبا
    : (ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ ) النحل

  6. #6
    الإشراف العام
    الصورة الرمزية أبوحمزة السيوطي
    أبوحمزة السيوطي غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 666
    تاريخ التسجيل : 12 - 10 - 2008
    الدين : الإسلام
    الجنـس : ذكر
    المشاركات : 3,507
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 10
    البلد : مصر
    الاهتمام : قراءة
    معدل تقييم المستوى : 20

    افتراضي


    موضوع هام استفدت منه
    اللهم اجعله فى ميزانك خير اخى ابو حمزة السيوطى

    بارك الله فيك أختنا الفاضلىة جعلني الله وإياك ممن يستمعون القول فيتبعون احسنه




    " وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا "

    قال ابن كثير : وقوله تعالى : ( وقولوا للناس حسنا ) أي : كلموهم طيبا ، ولينوا لهم جانبا
    : (ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ ) النحل

  7. #7
    الإشراف العام
    الصورة الرمزية أبوحمزة السيوطي
    أبوحمزة السيوطي غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 666
    تاريخ التسجيل : 12 - 10 - 2008
    الدين : الإسلام
    الجنـس : ذكر
    المشاركات : 3,507
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 10
    البلد : مصر
    الاهتمام : قراءة
    معدل تقييم المستوى : 20

    افتراضي


    تحت تفسير قول الله عز وجل { وهم صاغرون } نقلت قولا لابن العربي فليراجعه من شاء ..

    ثم قلت :

    ولا يجب التشدق والتمسك بظاهر إجتهاد بعض اهل العلم مما فيه ما هو مخالف لأصل الإسلام في الإحسان وعدم الظلم مما يثبت منه الكثير في القرآن والسنة وليس المقام لذكرها وما ذكرته إنما هو إستنباطا من الكتاب والسنة بغير تقليد وقص ولصق أجوف عاري عن العلم والمعرفة مخالف للشريعة الغراء
    فظن بعض الإخوة أني أنتصر لرأي وأرد أراء جميع العلماء السابقين وأني قد أسأت لهم بهذا القول فوجب عليا التفصيل في أمرين :

    1- ما هو المعنى الغير مقبول من بعض العلماء ومن أنكره .
    2- تفصيل معنى قوله تعالى { وهم صاغرون } .

    1- ما هو المعنى الغير مقبول من بعض العلماء ومن أنكره :

    نقل بعض المفسرين الآتي :
    أن معنى صاغرون :
    قال الكلبي : إذا أعطي يصفع قفاه وقال هو أن يؤخذ بلحيته ويضرب في لهزمتيه ويقال له أدِّ حق الله يا عدو الله .
    وقيل : إنه يلبب ويجر إلى موضع الإعطاء بعنف . وغيره الكثير ..

    وهذا هو المقصود من قولي أن هناك أقوال مخالفة للشريعة فهذا الذي نقلته وغيره مما لا يصح فيه دليلا معتبرا مرفوع إلى النبي صلى الله عليه وسلم أو الصحابة رضي الله عنهم جميعا في طريقة أداء الجزية بل إنه مخالف لما نص عليه الوحي المعصوم في الإحسان إلى غيرنا ممن سالمنا وعاهدناه ...

    قال الله عز وجل :
    { لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ (8) }

    فإن البر القسط وهو العدل يردان هذه الأقوال مطلقا لا سيما أن الدافع للجزية هو المُعاهد المُسالم ولو أنه غير مُسالم لما تقدم لدفع الجزية فكيف تؤخذ منه ثم يُصفع على قفاه ويجر من لحيته كما ورد عن البعض ؟؟!!!

    بل صح عن النبي صلى الله عليه وسلم :
    " ألا من ظلم معاهداً، أو انتقصه، أو كلفه فوق طاقته، أوأخذ شيئاً بغير طيب نفس منه، فأنا حجيجه يوم القيامة " رواه أبوداود وأحمد والبيهقي وصححه الألباني ..

    قال القاسمي في محاسن التأويل :
    الرابع : قال السيوطي أيضاً : استدل بقوله تعالى : { وَهُمْ صَاغِرُونَ } من قال إنها تؤخذ بإهانة ، فيجلس الآخذ ويقوم الذمي ويطأطئ رأسه ، ويحني ظهره ، ويضعها في الميزان ، ويقبض الآخذ لحيته ، ويضرب لهزمتيه .
    قال : ويردّ به على النووي حيث قال : إن هذه سيئة باطلة . انتهى .
    قلت : ولقد صدق النووي عليه الرحمة والرضوان ، فإنها سيئة قبيحة ، تأباها سماحة الدين ، والرفق المعلوم منه ، ولولا قصده الرد على من قاله لما شوهت بنقلها ديباجة الصحيفة .
    ثم رأيت ابن القيّم رد ذلك بقوله : هذا كله مما لا دليل عليه ، ولا هو مقتضى الآية ، ولا نقل عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولا عن أصحابه ، قال : والصواب في الآية أن الصغار هو التزامهم بجريان أحكام الله تعالى عليهم ، وإعطاء الجزية ، فإن ذلك الصغار ، وبه قال الشافعي . انتهى .


    2- تفصيل معنى قوله تعالى { وهم صاغرون } :

    فسرها البخاري رحمه الله في تبويبه في الصحيح بأن الصغار : الذلة .

    فنقول :
    هل هي في فرض الجزية وتطبيق أحكام الإسلام عليهم مرغومين أم في أداء الجزية عن طريق أن يأتي المُعاهد مطأطأ الرأس ويصفع على قفاه ؟!

    القول الأول هو ما ذهب إليه العلماء المُحققين والقول الثاني رفضوه كما بينا سابقا وإليك التفصيل :

    نقل ابن المنذر في الأوسط عن الشافعي قال :
    وَكَانَ الشَّافِعِي يَقُول: " سَمِعت عددا من أهل الْعلم يَقُولُونَ: الصغار أَنيجْرِي عَلَيْهِم حكم الْإِسْلَام، قَالَ الشَّافِعِي: وَمَا أشبه مَا قَالُوا بِمَا قَالُوا، قَالَ الشَّافِعِي: فَإِذا أحَاط الإِمَام بِالدَّار، فعرضوا عَلَيْهِ أَنيُعْطوا الْجِزْيَة على أَن يجْرِي عَلَيْهِم حكم الْإِسْلَام، لزمَه أَن يقبلهَامِنْهُم، وَلَو سَأَلُوهُ أَن يعطوها على أَن لَا يجْرِي عَلَيْهِم حكم الْإِسْلَام،لم يكن ذَلِك لَهُ، وَكَانَ عَلَيْهِ أَن يقاتلهم حَتَّى يسلمُوا، أَو يُعْطوا لْجِزْيَة عَن يَد وهم صاغرون، بِأَن يجْرِي عَلَيْهِم حكم الْإِسْلَام ". وانظر كتاب الأم

    وقال ابن حزم في المحلى :
    " وَقَالَ تَعَالَى حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ، عَنْ يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ وَالصَّغَارُ هُوَ جَرْيُ أَحْكَامِنَا عَلَيْهِمْ، فَإِذَا مَا تُرِكُوا يَحْكُمُونَ بِكُفْرِهِمْ فَمَا أَصْغَرْنَاهُمْ بَلْ هُمْ أَصْغَرُونَا وَمَعَاذَ اللَّهِ مِنْ ذَلِكَ "

    وقال ابن عبد البر كما في التمهيد والاستذكار :
    " وقال في كتاب الجزية لا خيار للامام ولا للحاكم اذا جاءه في حد الله عز و جل وعليه ان يقيمه عليهم في قول الله عز و جل ( حتى يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون ) التوبة 29 والصغار ان يجري عليهم حكم الاسلام وهذا القول اختاره المزني "

    وقال ابن قيم الجوزيه :
    قال ابن القيم في أحكام أهل الذمة :
    " واختلف الناس في تفسير الصغار الذي يكونون عليه وقت أداء الجزية فقال عكرمة أن يدفعها وهو قائم ويكون الآخذ جالسا .
    وقالت طائفة أن يأتي بها بنفسه ماشيا لا راكبا ويطال وقوفه عند إتيانه بها ويجر إلى الموضع الذي تؤخذ منه بالعنف ثم تجر يده ويمتهن .
    وهذا كله مما لا دليل عليه ولا هو مقتض الآية ولا نقل عن رسول الله ولا عن الصحابة أنهم فعلوا ذلك والصواب في الآية أن الصغار هو التزامهم لجريان أحكام الملة عليهم وإعطاء الجزية فإن التزام ذلك هو الصغار
    "

    ولخص ذلك الشيخ أبو بكر الجزائري في أيسر التفاسير :
    وهم صاغرون : أي أذلاء منقادون لحكم الإِسلام هذا .

    فانقياد أهل الكتاب وغيرهم إلى أحكام الإسلام في الدولة الإسلامية وهي الأشياء التي يعتقدونها ولا يرغبون فيها ولكن يجب عليهم الإلتزام بها مادامو تحت راية الدولة الإسلامية هو الصغار بعينه وأن الدفع الجزية هو الصغار عينه وليس المقصود الصفع على القفا وقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن انتقاصهم ..

    طريقة أداء الجزية :

    لم يصح فيها شيئا مرفوعا ولا عن الصحابة رضوان الله عليهم واجتهد العلماء فيها لكن أوجه الأقوال التي تُناسب نهي النبي صلى الله عليه وسلم عن انتقاصهم وتُناسب أيضا عزة المسلمين هو ما نقلته عن ابن العربي وأكرره للفائدة :

    قال ابن العربي في أحكام القرآن :
    المسألة الثانية عشرة : شرط الله تعالى هذين الوصفين ، وهما قوله : { عن يد وهم صاغرون } ; للفرق بين ما يؤدى عقوبة وهي الجزية ، وبين ما يؤدى طهرة وقربة وهي الصدقة ، حتى قال النبي [ ص: 482 ] صلى الله عليه وسلم : { اليد العليا خير من اليد السفلى } .
    واليد العليا هي المعطية ، واليد السفلى هي السائلة " ; فجعل يد المعطي في الصدقة عليا ، وجعل يد المعطي في الجزية صاغرة سفلى ، ويد الآخذ عليا ، ذلك بأنه الرافع الخافض ، يرفع من يشاء ويخفض من يشاء ، وكل فعل أو حكم يرجع إلى الأسماء حسبما مهدناه في الأمد الأقصى "
    .

    ولم يتفرد به ابن العربي وحده .. قال ابن القيم :
    " قلت لما كانت يد المعطي العليا ويد الآخذ السفلة احترز الأئمة أن يكون الأمر كذلك في الجزية وأخذوها على وجه تكون يد المعطي السفلى ويد الآخذ العليا "

    ونقل المفسرين عن عكرمة ما يشابهه :" أن يدفعها وهو قائم ويكون الآخذ جالسا "

    هذا وإن كان من خطأ فمني ومن الشيطان والله ورسوله منه براء
    وإن كان من توفيق فما توفيقي إلا بالله عليه توكلت .

    والحمد لله رب العالمين
    وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين




    " وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا "

    قال ابن كثير : وقوله تعالى : ( وقولوا للناس حسنا ) أي : كلموهم طيبا ، ولينوا لهم جانبا
    : (ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ ) النحل

  8. #8
    الإدارة العامة
    ذو الفقار غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 4
    تاريخ التسجيل : 1 - 10 - 2007
    الدين : الإسلام
    الجنـس : ذكر
    العمر: 48
    المشاركات : 17,892
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 26
    البلد : مهد الأنبياء
    الاهتمام : الرد على الشبهات
    معدل تقييم المستوى : 35

    افتراضي


    أحسنت التفصيل أحسن الله إليك وجعل ما تكتب في ميزان حسناتك بثق الجبال وأكثر




    إن الله ابتعثنا لنخرج العباد من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد ومن ضيق الدنيا إلى سعة الآخرة ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام .



    ( إِنْ أَحْسَنْتُمْ أَحْسَنْتُمْ لِأَنْفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآَخِرَةِ لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيرًا عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يَرْحَمَكُمْ وَإِنْ عُدْتُمْ عُدْنَا وَجَعَلْنَا جَهَنَّمَ لِلْكَافِرِينَ حَصِيرًا)



  9. #9

    عضو ماسي

    الصورة الرمزية السراج الوهاج
    السراج الوهاج غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 510
    تاريخ التسجيل : 16 - 8 - 2008
    الدين : الإسلام
    الجنـس : أنثى
    المشاركات : 1,545
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 10
    البلد : بلد أسأل الله خيرها
    الاهتمام : توصيل إسناد القرآن مجوداً برواية حفص عن عاصم
    الوظيفة : ومن أحسن قولا ممن دعا إلى الله
    معدل تقييم المستوى : 18

    افتراضي


    ما شاء الله لا قوة غلا بالله
    بارك الله فيك أخي
    ونفع بك
    وحرم على جسدك النار آمين
    جزاك الله خيرا





  10. #10
    الإشراف العام
    الصورة الرمزية أبوحمزة السيوطي
    أبوحمزة السيوطي غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 666
    تاريخ التسجيل : 12 - 10 - 2008
    الدين : الإسلام
    الجنـس : ذكر
    المشاركات : 3,507
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 10
    البلد : مصر
    الاهتمام : قراءة
    معدل تقييم المستوى : 20

    افتراضي


    أحسنت التفصيل أحسن الله إليك وجعل ما تكتب في ميزان حسناتك بثق الجبال وأكثر
    أحسن الله إلينا وإليك أستاذنا الحبيب

    ما شاء الله لا قوة غلا بالله
    بارك الله فيك أخي
    ونفع بك
    وحرم على جسدك النار آمين
    جزاك الله خيرا
    آميــــــــــــن

    جزاك الله خيرا أختنا السراج الوهاج على هذا الدعاء الطيب




    " وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا "

    قال ابن كثير : وقوله تعالى : ( وقولوا للناس حسنا ) أي : كلموهم طيبا ، ولينوا لهم جانبا
    : (ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ ) النحل

 

صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. الجزية لماذا ؟ وما مقدارها؟
    بواسطة ساجدة لله في المنتدى ركن الفتاوي
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 2010-11-22, 04:41 PM
  2. الإسلام أو الجزية أو القتال و خرافة التخيير
    بواسطة السراج الوهاج في المنتدى نصرة الإسلام و الرد على الافتراءات العامة
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 2010-11-11, 09:18 PM
  3. الحوار بين الأخ "الأنبا"والضيف "الهوى" حول الجزية في الإسلام
    بواسطة حفيدة ابن القيم في المنتدى القسم الإسلامي العام
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 2009-10-14, 12:43 PM
  4. الجزية
    بواسطة أمة الله في المنتدى الرد على الإفتراءات حول الشريعة الإسلامية
    مشاركات: 5
    آخر مشاركة: 2009-08-28, 02:10 AM

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
RSS RSS 2.0 XML MAP HTML