الجرحى والمشردين والمهجرين واليتامى من ضحايا الحروب - التي تدور رحاها في العالم الإسلامي -هم صيد ثمين للمنصرين، مؤكدا أن التنصير هو الوجه الآخر للدبابة والصاروخ والقنبلة الصليبية.وهذا نص الحوار:ظلت فكرة إطلاق المرصد الإسلامي لمقاومة التنصيرتراودني منذ سنوات عديدة، فقد عايشت قضية التنصير منذ أكثر من عشر سنوات، وكنت ألاحظ أن الكثيرين من المهتمين بهذا الشأن يفتقدون إلى تصور سياسي لهذه المواجهة المصيرية مع الصليبية العالمية, فالمواجهة اقتصرت على المجادلات العلمية، رغم أن المتابع المدقق يلاحظ أن القضية سياسية في المقام الأول.ورغم انشغالي بالمواجهة العملية لفترة طويلة إلا أني كنت أجمع الحلقات المفقودة في الجبهة الإسلامية وأدرسها بعناية، ومنذ قرابة ثلاث سنوات - وبفضل الله وحده - أثمرت الجهود العلمية للإخوة، وتم حسم المعركة العلمية مع المنصرين التي أسفرت عن مئات الآلاف من الأبحاث العلمية والمناظرات والمقارنات، والتي انتصر فيها الإسلام نصرا عزيزا ساحقا لا مرية فيه، ونتيجة ذلك كفَّت الصليبية عن طرح أي قضية علمية جادة للنقاش، ولم يبق سوى مهرجين يستطيلون بالقول على جهلاء المسلمين بعيدا عن أعين الناس.هذا الوضع دفع الجبهة الصليبية لتغيير إستراتيجيتها، والتركيز على الجانب السياسي، واستخدام الحقوق العامة والديمقراطية والأقليات، وساعتها كانت فكرة المرصد حاضرة وناضجة وجاهزة - بفضل الله تعالى -، لكنها تعطلت كثيرا بسبب عدم وجود إمكانيات مالية، ما دفعني إلى البدء بأقل الإمكانيات.ومع هذا النجاح الملحوظ للمرصد إلا أنه لم يفعل في مشروعه سوى ثلاثين بالمائة فقط، ويتبقى لدينا سبعون بالمائة من الأفكار والمشروعات لم يتم تفعيلها لانعدام الدعم المالي والإمكانيات.هل يقتصر نشاط الموقع على رصد حالات التنصير؟إنالمرصد الإسلامي لمقاومة التنصيرليس موقعا الكترونيا فحسب, بل هو مشروع متكامل لمقاومة الحرب الصليبية الفكرية على المسلمين. ربما لا يرى البعض من هذا المشروع سوى الموقع فقط، لكننا في الأساس نتحرك على أرض الواقع في الكثير من الملفات الشائكة والقضايا المرتبطة بهذا الملف، ونقدم العون والدعم والمساندة للمسلمين الجدد، والمسلمين الذين يتعرضون لخطر التنصير، والحالات الخاصة المحتمل تعرضها للتنصير، وحالات الاضطهاد الديني، فضلا عن الكثير من القضايا الأخرى التي لا يمكننا الحديث عنها الآن.يشكو العالم الإسلامي من كثرة الحروب والنزاعات التي خلفت واقع أليم من التهجير والنزوح، ما ترك بيئة خصبة لتنصير هؤلاء المسلمين، برأيكم كيف يمكن التقليل من هذا النشاط التنصيري؟يثير سؤالك هذا الشجون في النفس, فكما هو مشاهد أن الأسلحة الفتاكة والمحرمة وآلة الحرب الطاغية لا نراها تعربد ألا في ديار المسلمين, ومنذ سنوات عديدة يقتل من المسلمين قرابة مليون إنسان سنويا لا لشيء سوى أنهم مسلمون.إن القتلى نحسبهم شهداء والله حسيبهم، لكن الأزمة تبقى في الجرحى والمشردين والمهجرين واليتامى، فهؤلاء صيد ثمين للمنصرين، وينبغي أن يدرك الجميع أن التنصير هو الوجه الآخر للدبابة والصاروخ والقنبلة الصليبية، وهناك ترابط تاريخي قوي بين الاحتلال والتنصير، فإذا كان التصدي للآلة العسكرية الصليبية هو دور المجاهدين فإن التصدي للمنصرين هو دور طلبة العلم وأغنياء الأمة.إن أمتنا غنية، وأعداؤها يحسدونها لغنائها وثرواتها، لكن للأسف لا يوجد ترشيد لهذه الثروة الطائلة، فمثلا تجدي الملايين تنفق في تعمير المساجد لكنها لا تنفق في بناء مراكز الإيواء وإنشاء جمعيات لتفقد ضعاف المسلمين وفقرائهم، وهي أولى وأهم الآن.من جانب آخر فإن التنصير تقوده عصابات دولية لها نفوذ كبير في السياسية الدولية، وهو ما يترجم على الأرض التضييق على منظمات الإغاثة الإسلامية داخليا وخارجيا، وأمريكا وضعت الكثير من هذه المنظمات في لائحة الإرهاب حتى صار التعامل معها مجرم دوليا، كل هذا لإفساح المجال للمنظمات التنصيرية.ما الحل المتاح إذن لمواجهة هذا الأمر؟إن الحل سهل وميسور ولا يحتاج سوى مزيد من الوعي ننشره بين المسلمين عامة وأغنيائهم وطلبة العلم فيها خاصة، ونعتمد على جمعيات صغيرة محلية تمول بأموال أغنياء المسلمين وتتولي الإغاثة والإعانة المحلية داخل حدودها فتكفي المسلمين هذا الثغر المباح لأعداء الأمة.في المقابل لابد أن يكون لدينا شفافية في التعامل مع الدعم المادي، فلا يمكن أن تأخذ أموال الناس ثم لا يرى أحد ثمرة لأمواله التي دعمك بها, أو لا يعرف مصارفها، وهذه قضية خطيرة وهي أحد أسباب انصراف الناس عن دعم كثير من الجهود التي لا يفهمون آلية إدارة الدعم والتبرع فيها.إن قضيتنا الآن مع أمتنا هي نشر هذا الوعي بين المسلمين، ينبغي أن نجعل قضية الإغاثة وتفقد الضعاف والفقراء ومقاومة التنصير ثقافة شعبية يدخر لها التلميذ والطالب والعامل والتجار والأسرة، ينبغي أن يشعر كل مسلم بمسؤوليته الشخصية عن هذا القضية غيرها من قضايا أمتنا.بماذا تفسرون تقييد الحريات في الطرح الإسلامي، فيما يتم إفساح المجال لمهاجمة الإسلام وسط تأييد عالمي لهذا الأمر؟إن التفسير واضح ونردده دائما على أسماع المسلمين، هناك حرب صليبية كونية على الإسلام, وأعداؤنا يدركون أن الحق معنا ولا يمكن تخطيه وتجاوزه، لذلك يضغطون على الحكومات والهيئات لإسكات الدعاة بينما تفتح كل الأبواب أمام المنصرين.حتى الدعاة الذين سمح لهم بمساحة من الحركة ظلت هذه المساحة مرهونة دائما بعدم الخوض في قضايا الأمة الجادة وأهمها: مقاومة العدوان الصليبي الفكري والعسكري على الأمة الإسلامية.ومع هذا فثورة الشباب المسلم وجهودهم في هذا الميدان أحدثت تغييرا في الموقف، فالأعداء عجزوا عن إسكات المسلمين تماما رغم استخدام كل أساليب الضغط والقمع والمكر، لكنهم الآن يحافظون على مسافة بيننا وبين المنصرين لتحقيق أسبقية لهم.فمثلا كان هناك قساوسة منصرون يهاجمون الإسلام على الانترنت، وعندما قمنا بعمل غرف حوارية ومواقع الكترونية للرد عليهم تم إغلاق بعض هذه المواقع والتضييق على البقية، ثم سمح للمنصرين بعمل فضائيات تنصيرية، بعدها رفعت الضغوط عن المواقع الالكترونية، الآن شيَّد المنصرون لهم في بلاد الإسلام منظمات رسمية تتحرك على الأرض وتتدخل في التعليم والسياسة وصياغة القوانين، وصار لهم جيش من العلمانيين والليبراليين وعديمي الذمم، وتم شرائهم لمهاجمة الإسلام وبث الشكوك في نفوس المسلمين، حتى صار الهجوم على شرائعه هو جواز المرور لكل ساقط وضائع يبحث عن مكان تحت الضوء.وساعتها فُتحت للفضائيات الإسلامية ثغرة ضيقة للرد على بعض شبهات المنصرين ثم أغلقت سريعا بعدما ثبت عظيم أثرها في المواجهة.فدائما لابد أن يكون هناك مساحة تحقق أسبقية للمنصرين لأنهم جزء من الجيش الصليبي الذي يشن غارته على ديار الإسلام، والحكومات يمارس عليها ضغوط قوية على مستوى القيادة لتحقيق هذه المعادلة.ما تعليقك على تزايد عدد القنوات التنصيرية في الأقمار العربية وسط كبت وإغلاق لكثير من القنوات الإسلامية خاصة من قبل القائمين على القمر النايل سات؟ينبغي أن ندرك أن الرد على المنصرين ظل لسنوات طويلة خطا أحمر ممنوع الاقتراب منه في الإعلام الإسلامي - خاصة الفضائيات -، وفي حين كان المنصر زكريا بطرس يسب الله ورسوله ليلا ونهارا، كانت التعليمات المشددة تأتي للفضائيات الإسلامية بعدم الرد عليه أو حتى التلفظ باسمه.ولولا مبادرة جريئة من بعض المخلصين وصمودهم في وجه الضغوط لما سمح لهم بهذه الانفراجة التي سرعان ما أغلقت تماماً، بل إن البعض يقول إنه تم السماح للفضائيات الإسلامية بالرد على المنصرين حتى تغلق بتهمة التحريض على الفتنة؛ لأن الفضائيات رغم خضوعها تماما للضغوط الأمنية ورغم عيوبها المهنية إلا أنها ساهمت في رفع نسبة التدين في المجتمع الإسلامي وهو ما شكل عائقا كبيرا للمنصرين.بماذا تفسر إقبال الكثير من النصرانيات في المجتمع المصري على دخول الإسلام خاصة زوجات الكهنة؟من يعرف النصرانية كدين ويعرف المجتمع النصراني بصورة دقيقة يملك وحده الإجابة عن هذا السؤال.اعلمي أختي أن المرأة هي المخلوق الأكثر شقاء في المجتمع النصراني، فالدين عندهم يحمِّل المرأة كل المصائب التي حلت بالبشرية من خلق أدم حتى نهاية العالم، والمرأة عندهم مرادف للشيطان, بل هي الشيطان نفسه.أما في المجتمع، فالفتاة المسيحية تعامل معاملة الذكر في كل شيء، يقذف بها إلى معجنة الحياة بدون أدنى مراعاة لطبيعتها كأنثى, فهي لابد أن تعمل وتكد، ولابد أن تتحمل من الأعباء والهموم ما يتحمله الذكور، ثم هي تجبر على العري الفاضح والمخجل, ويلعب بمشاعرها وعواطفها في كل مكان حتى في الكنيسة، وعندما يأتي قرار الزواج لا تجد من يسترها ويعفها، فالزواج في المسيحية مغامرة كبيرة حيث لا طلاق فيه ولا تعدد ولا عدالة، فمن الذي يورط نفسه في هذا مع توفر الفواحش بين يديه سهلة بلا حتى شعور بالذنب لأن كتابهم يقول "كل عمل يغفر للإنسان إلا تجديفه على الروح القدس"وأنا أملك اعترافات مصورة لأشخاص تحولت حياتهم الأسرية إلى جحيم، ولما طلبوا الطلاق قال لهم القس: أزني ولا تطلب الطلاق؛ لأن طلب الطلاق تجديف أما الزنا فيغفر، واستشهد بالنص السابق.وتصورهم العقدي يقوم على حب الإله لهم حتى أنه صُلب وبُصق في وجهه وقتل شر قتلة ليتحمل وحده مسؤولية ذنوبهم، وبالتالي تنتفي المسؤولية الشخصية ويتحمل الإله وحدة فاتورة خطايا البشر.لذلك إذا وجدت الفتاة المسيحية بديلا يضمن لها احترما لأدميتها واعترفا بطبعتها وسترا لعوراتها ورفعة لمكانتها مع سعادة الدنيا والآخرة؛ فالتعيسة وحدها من لا تتشبث بالذي سينتشلها من شقائها وتعاستها.لذلك أنا لا أتعجب من كثرة المسيحيات اللاتي يسلمن، لكني أعجب من المسيحيات اللاتي لازلن يعانين الشقاء والبؤس في النصرانية بعيد عن رحمة الإسلام وسعته.حبس الكثير من النصرانيات بعد أسلامهن في الكنائس والأديرة وسط تجاهل المجتمع الدولي بقضايا حقوق الإنسان، ما سبب هذا السكوت والصمت الدولي والعربي؟أولا أحب أن أؤكد أن هذه المصيبة ابتلينا بها في مصر وحدها دون سائر دول العالم حتى اليهود والأمريكان, فرغم ما يلاقيه المسلمون الجدد من تضيق في بعض دول العالم إلا أنه لم يصل الأمر إلى الاعتقال والقتل والإجبار على الدرة سوى في مصر وحدها نتيجة نفوذ بعض الفاسدين في السلطة وحقد وطغيان الكنيسة الأرثوذكسية القبطية.ورغم أن العالم الآن لا حديث له سوى الديمقراطية وحقوق الإنسان إلا أن الصمت المخزي لف الجميع تجاه هذه القضية، وهذا لعدة أسباب أهمها التالي:- عدم الاتهام بالتعاطف مع المسلمين أو الغيرة على الإسلام، وهي تهمة تنسف مستقبل أي سياسي أو حقوقي وتغلق كل الأبواب في وجهة.- الحرص على مصادر الدعم التي هي في غالبها أمريكية أوروبية صليبية، وعدم الاصطدام بالمعسكر العالمي المعادي للإسلامورغم عدالة هذه القضية التي لا يمكن لعاقل أن يقرها أو يسكت عليها إلا أننا لم نجد من يتصدى لهذه الجريمة النكراء سوى الأحرار الذين نذروا أنفسهم للدفاع عن الإسلام والتصدي للحملة الصليبية عليه.وقد شاء الله تعالى أن يضرب لنا مثلا صريحا بقضية المسلمات الجدد المعتقلات في سجون الكنيسة ليرى الجميع زيف شعارات العلمانية والديمقراطية التي يتغنى بها القوم، وأنها ليست سوى لافتات تستخدم كذريعة وستار لمحاربة الإسلام.إنالنشاط التنصيري في الساحتين العربية والإسلامية واضح وقوي, ما هو النشاط الإسلامي للدعوة المقابل لذلك النشاط؟كما سبق وقلنا أن الدعوة الإسلامية مضيق عليها بصورة شبه تامة، والمسموح لهم بالحركة يخضع نشاطهم لمراقبة كاملة، ومحظور عليهم التعاطي مع هذا الملف تحديدا، وهو ما جر علينا بلاءات كثيرة وشديدة.وحتى في الدولة العربية التي يسمح فيها بالدعوة يحظر على العاملين هناك التعرض لهذا الملف.وفي بعض الدول العربية والإسلامية يظل الحديث عن التنصير غريبا وعجيبا، فالبعض يعتبره قضية داخلية في مصر والجزائر والسودان وحسب، بل حتى بعض الدعاة كان يتصور أن تنصر مسلم شيء مستحيل لا يمكن تصديقه حتى شاء الله تعالى أن وقع هذا في بلاده وقريبا منه، وأعتقد أنه آن الأوان أن يدرك الجميع حقيقة المعركة التي نخوضها جميعا كمسلمين، فالحرب العسكرية في أفغانستان والعراق وفلسطين ليست شأنا داخليا أبدا، والحرب الفكرية العقدية في مصر والجزائر والسودان وغيرها ليست أبدا شأنا داخليا بل هي شأن إسلامي يخص كل المسلمين وسيسالون عنه أمام الله تعالى.هل تملك دولنا مؤسسات سواء الإعلامية أو الدعوية قدرات توازي النشاط ألتنصيري في هذا المجال؟للأسف دولنا تملك هذا لكنها لا تحركه, وهناك منظمات إسلامية قوية وكبيرة لكنها مقيدة ومحاصرة ومهدر قدراتها في قضايا أخرى بعيدة عن واقعنا الآن، وعلاقة التنصير بالاحتلال وكونها معركة واحدة تدار من قيادة واحدة أضعف الكثير من المنظمات الإسلامية وحرم عليها التصدي لهذه الحملة الفكرية على المسلمين.الآن لابد أن يدرك الجميع أننا نواجه معركة مصرية وصراع وجود، وأن السلامة لن تجنى أبدا من الصمت، بل سيجلب علينا مزيدا من التضييق والضعف.لابد من تدشين عمل مؤسسي دولي على مستوى العالم الإسلامي يهتم بضعفاء المسلمين ويسد الثغرة أمام ذئاب التنصير ويغيث المنكوبين في دينهم وفي دنياهم من أمة محمد صلى الله عليه وسلم.ونحن بحول الله وقوته نملك هذا التصور المؤسسي الجاد لكن ينقصنا تكاتف المسلمين ودعمهم.المصدرp,hv [vz ohg] pvfd l]dv hglvw] lu l,ru vshgm hgYsghl
المفضلات