إن لفظ الثالوث وعقيدة الثالوث الصريحة ، كما ذكرت دائرة المعارف البريطانية لم يردا فى العهد الجديد كذا ما قصد المسيح ولا أتباعه أبدا أن ينقضوا وصية العهد القديم " اسمع يا اسرائيل الرب الهنا رب واحد " ( التثنية 6 : 4 ) إلا أن ورود ألفاظ الأب والابن والروح في العهد الجديد كان ذريعة لنشوء عقيدة التثليث ،
نشأت عقيدة الثالوث تدريجيا عبر القرون ومن خلال الكثير من الجدل وفى البداية يبدو انه كان ثمة وجهتان للنظر الأولى تقول بأن الأقانيم الثلاثة متمايزة distinct لكن على حساب التساوي فى الجوهر ومن ثم الوحدانية وهو ما يسمى بمذهب الـ Subordinationism وكان هذا مذهب أوريجانوس والأخرى تقول بالتساوي فى الجوهر لكن على حساب التمايز فتجعل من الأب والابن والروح مظاهر للإله يعلن بها عن نفسه دون كونها متمايزة فى ذاته ويسمى بمذهب الـModalsim ولم يكن حتى القرن الرابع أن تبلورت عقيدة الثالوث كما نعرفها الان فجعلت الأقانيم الثلاثة متساوية فى الجوهر ومتمايزة فيما بينها حتى اذا كان مجمع نقية 325 م نصوا على ان الابن من جوهر الأب مثلما أن هذه الخرقة من ذاك الثوب على سبيل المثال ولم يُذكر كثيرا فى شأن الروح
وأخذ أثناسيوس بطريرك الإسكندرية يدافع عن صيغة مجمع نقية وينقحها فلما كانت نهايات القرن الرابع أخذت عقيدة الثالوث تحت زعامة كل من باسيليوس القيصرى و غريغوريوس النيصى و غريغوريوس النَزَيَنْزِى الشكل التى عرفت به منذ ذلك الوقت وحتى الوقت الحاضر . (1)
وقد فصل الآباء الكبادوكيين الثلاثة السالف ذكرهم فى وصف الثالوث حين قالوا " إن الاب والابن والروح القدس يشتركون فى الجوهر ousia الالهى كما يشترك بطرس ويعقوب ويوحنا فى الطبيعة أو الجوهر الآدمى " وهو ما يعكس المصدرية الأفلاطونية لهذا النمط من الفكر11
ولم تكن عقيدة التثليث كما بلورها الآباء الكبادوكيين هى أول محاولات التوفيق بين الوحدانية والتعدد , فقد ظهر قبلها نمط من الفكر يعرف بـ Pluriform monotheismومفاده أن آلهة " البانثيون " Pantheon ( مجمع الآلهة ) ودون أن تفقد تمايزها واستقلاليتها ، هى من جوهر واحد وهذا النمط يشبه الى حد كبير عقيدة النصارى فى الثالوث الا ان الفارق الجوهرى بين النصرانية وتلك الاديان البدائية ان الاولى حصرت الجوهر الالهى فى أقانيم ثلاثة 12
التثليث ليس عقيدة إنجيلية * :
وفيما يتعلق بمسألة الجذور الكتابية لعقيدة الثالوث فإنالقواميس والموسوعات الغربية الكبرى التى دُوِّنت فى الغرب المسيحى و بأيدى مسيحين غربيين بصفة رئيسية تُسِّلم بالحقائق التالية :
الموسوعة الأمريكية : لقد بدأت عقيدة التوحيد – كحركة لاهوتية – بداية مبكرة جدا في التاريخ ، وفي حقيقة الأمر فإنها تسبق عقيدة التثليث بالكثير من عشرات السنين . النصرانية مُستقاة من اليهودية واليهودية كانت بشكل صارم تؤمن بوحدانية الإله ] باعتبار أنه أقنوم أو شخص واحد [ فالطريق المؤدى إلى نيقية ] حيث المجمع الذى تقررت فيه ألوهية المسيح عام 325 م [ من أورشاليم ] حيث مجمع الرسل تلاميذ المسيح [طريق مُعْوَجٌّ. إن عقيدة التثليث التي أُقرت في القرن الرابع الميلادي لم تعكس بدقة التعليم المسيحي الأول فيما يختص بطبيعة الله ؛ لقد كانت على العكس من ذلك انحرافا عن هذا التعليم . 2
دائرة معارف كولومبيا :
الثالوث .... تلك العقيدة لم ترد صراحة فى العهد الجديد . 3
الموسوعة الكاثوليكية الحديثة :
عقيدة الإله الواحد مثلت الأقانيم لم تنشأ على نحو متماسك وبصفة قطعية لم يتم استيعابها و دمجها بشكل تام فى الحياة المسيحية وإيمانها المُجاهر به قبل نهاية القرن الرابع . لكن على وجه الدقة فإن هذه الرؤية هى التى حازت أولا على التسمية " عقيدة الثالوث " . فمن بين الآباء الرسوليين لم يقترب أحد , حتى ولو من مسافة بعيدة , من رؤية كهذه . 4
موسوعة الأديان والأخلاق :
فى العهد الجديد لا نجد أثر لعقيدة الثالوث فى صورتها المتطورة ولا حتى فى الفكر اللاهوتى لبولس ويوحنا. 5
الموسوعة العالمية :
عقيدة الثالوث لا تمثل جزءا من كرازة رسل المسيح كما هى مذكورة فى العهد الجديد . 6
قاموس الكتاب المقدس الحديث :
كلمة الثالوث لا وجود لها فى الكتاب المقدس وبالرغم من كونها استخدمت بواسطة ترتاليانوس فى العقد الأخير من القرن الثانى إلا أنها لم تجد لها مكانا بشكل رسمى فى الفكر اللاهوتى للكنيسة حتى القرن الرابع الميلادى . 7
قاموس الكتاب المقدس :
ثالوث الإله يُعرَّف بواسطة الكنيسة على أنه الاعتقاد فى أن الإله ذو أقانيم ثلاثة متساوية فى الجوهر . ولقد تم التوصل لهذا المفهوم فقط فى القرنين الرابع والخامس الميلاديين ومن ثم ليس هذا المفهوم صراحة وبصفة رسمية مفهوما إنجيليا . 8
قاموس لاهوت العهد الجديد الدولى الحديث :
العهد الجديد لا يحوى عقيدة الثالوث المتطورة ... المسيحية البدائية لم تتضمن عقيدة التثليث الصريحة التى فيما بعد تم تفصيلها فى قوانين إيمان الكنيسة القديمة . 9
دليل أكسفورد للكتاب المقدس :
كون الثالوث مكون مهم من مكونات العقيدة المسيحية المتأخرة إنه لمن الملفت للأنظار أن هذا المصطلح لم يرد فى العهد الجديد .وكذلك المفهوم المتطور المتعلق بشركاء الطبيعة الإلهية المتعادلين الذى نجده فى قوانين الإيمان اللاحقة لا وجود له ضمن الأسفار القانونية وبالرغم من كون كُتّاب العهد الجديد يوردون ذكرا لله والمسيح والروح فإن أحدا منهم لم يتطرق لمسألة العلاقة بين الثلاثة على وجه التفصيل الذى نجده فى أدبيات الكُتّاب المسيحيين المتأخرين . 10
القاموس الدولى الحديث
إن الثالوث الأفلاطونى ، والذى فى حد ذاته يمثل مجرد إعادة ترتيب لعقائد تثليثية أقدم تعود فى تاريخها لشعوب أسبق فى القدم ، يبدو أنه ثالوث الصفات العقلانى الفلسفى الذى تولد منه مفهوم الأقانيم الثلاثة الذى تقول به الكنائس المسيحية ... فتصور هذا الفيلسوف اليونانى [ أفلاطون ] للثالوث الإلهى... يمكن أن نجده فى جميع الأديان الوثنية القديمة .13
والثالوث الأفلاطونى يتمثل فى مُثُل Forms وهى : الصالح The Good والذى يصوره أفلاطون على أنه عين قائم بذاته Entity أزلى كامل لا يعتريه التغير خارج حدود الزمان والمكان ويقابله فى النصرانية الأب ، و العقل Intellect ويقابله الكلمة أو الوغوس أو الابن ، والروح Soul ويقابله الروح القدس راجع A statement of reasons ... ، ص 97 ، 98 .
____________ ________1 The New Encyclopedia Britannica (vol. XI, pg.928) (2003)2 The Encyclopedia Americana (vol. XXVII, pg.294L) (1956)Christianity derived from Judaism and Judaism was strictly Unitarian [believing that God is one person]. The road which led from Jerusalem to Nicea was scarcely a straight one. Fourth century Trinitarianism did not reflect accurately early Christian teaching regarding the nature of God; it was, on the contrary, a deviation from this teaching.3 Legasse, P (Ed.) (2000). The Columbia Encyclopedia (Pg.2885)“Trinity … the doctrine is not explicitly taught in the New Testament.4 The New Catholic Encyclopedia (vol. XIV, pg.295 & 299) (1967)“The formula [one God in three Persons] itself does not reflect the immediate consciousness of the period of origins; it was the product of 3 centuries of doctrinal development … The formulation ‘one God in three Persons’ was not solidly established, certainly not fully assimilated into Christian life and its profession of faith, prior to the end of the 4th century. But it is precisely this formulation that has first claim to the title the Trinitarian dogma. Among the Apostolic Fathers, there had been nothing even remotely approaching such a mentality or perspective.”5 Hastings, J. (1951). Encyclopedia of Religion and Ethics (vol. XII, pg.458)“In the New Testament we do not find the doctrine of the Trinity in anything like its developed form, not even in the Pauline and Johannine theology.”6 Henderson, I (1969). Encyclopedia International (pg.226)“The doctrine of the Trinity did not form part of the apostles’ preaching, as this is reported in the New Testament.”7 Douglas, J.D. (1962). The New Bible Dictionary (pg.1298)The word Trinity is not found in the Bible, and, though used by Tertullian in the last decade of the 2nd Century, it did not find a place formally in the theology of the Church till the 4th century.”8 McKenzie, J.L (1995) Dictionary of the Bible (pg 899)“The Trinity of God is defined by the Church as the belief that in God are three persons who subsist in one nature. The belief as so defined was reached only in the 4th and 5th centuries AD and hence is not explicitly and formally a biblical belief.”9 Brown, Colin (1932). New International Dictionary of New Testament Theology(vol.2 pg 84)“The NT does not contain the developed doctrine of the Trinity … primitive Christianity did not have an explicit doctrine of the Trinity such as was subsequently elaborated in the creeds of the early church.”10 Metzger, B.M & Coogan, M.D. (1993). The Oxford Companion to the Bible (pg.782)Because the Trinity is such an important part of later Christian doctrine, it is striking that the term does not appear in the New Testament. Likewise, the developed concept of three coequal partners in the Godhead found in later creedal formulations cannot be clearly detected within the confines of the canon… While the New Testament writers say a great deal about God, Jesus and the Spirit of each, no New testament writer expounds on the relationship among the three in the detail that later Christian writers do.”
* هذه ترجمة لما ورد بكتاب : 50 Righteous And Human concepts Brought By Muhammad , P. 20 - 22
11 Britannica Encyclopedia , Christiantiy , Christian philosophy , emergence of official doctrine , 2007
Christ was said to have two natures, one of which was of the same nature (homoousios) as the Father, whereas the other was of the same nature as humanity; and the Trinity was said to consist of one ousia in three hypostases. The Platonic origin of this conceptuality is clear in the explanation of the Cappadocian Fathers that the Father, Son, and Holy Spirit share the same divine ousia in the way Peter, James, and John shared the same humanity
12 "monotheism. " Encyclop?dia Britannica from Encyclop?dia Britannica 2007 Ultimate Reference Suite. (2009).13 Nouveau Dictionnaire Universel , .”—(Paris, 1865-1870), edited by M. Lachâtre, Vol. 2, p. 1467."hgehg,e" td hglvh[u hgugldm hguhgldm
المفضلات