خلايا جذعية في حليب الأم تؤكد تحريم الزواج من الرضاعة
(حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ أُمَّهَاتُكُمْ وَبَنَاتُكُمْ وَأَخَوَاتُكُمْ وَعَمَّاتُكُمْ وَخَالَاتُكُمْ وَبَنَاتُ الْأَخِ وَبَنَاتُ الْأُخْتِ وَأُمَّهَاتُكُمُ اللَّاتِي أَرْضَعْنَكُمْ وَأَخَوَاتُكُمْ مِنَ الرَّضَاعَةِ ... الآية) النساء آية 23
أدت بعض الدراسات العلمية الحديثة جدا الى اكتشاف الأطباء جانبا من السر والحكمة من تحريم زواج الاخوة من الرضاعة و الام المرضعة وقد يكمن هذا السر و تلك الحكمة فى البحث الجديد الذي فاجأ الدكتور Mark Cregan عالم البيولوجيا الجزيئية من جامعة غرب أستراليا، وفريقه البحثي في المؤتمر الدولي لجمعية ( أبحاث لبن الأم والرضاعة ) عام 2008 باكتشاف مذهل ، وهو على حد قوله سيؤدي الى نتائج هامة وخطيرة وهو وجود خلايا جذعية بكثرة في حليب الأم ولم يكن أحد يعرف عنها شيئا قبل ذلك ، وقد أثبت من خلاله أن حليب الأم يؤثر على الطفل الذي رضع منها بشكل مذهل لم يكن معروفاً من قبل.
ففى هذا البحث وللمرة الأولى يدرك العلماء بأن حليب الأم يحتوي على خلايا جذعية (جنينية)، وهذه الخلايا الجذعية ذات مقدرة كلية حيث أنها تستطيع أن تنقسم الى كل أنواع الخلايا المتخصصة في أنسجة الجسم كله. وتعيد برمجة أنواع عديدة من النسيج البشري. وهي تؤثر على الطفل الذي يرضع حليب أمه بشكل كبير بل إن الخلايا الجذعية الموجودة في حليب الأم تشبه بل و تطابق تماماً خلايا الجنين الذي تحمله في بطنها! أي أن الطفل الذي يرضع من ثدي امرأة غير أمه يكتسب خصائص تشبه خصائص إخوته.
بل إن الدكتور Mark Cregan يقول وبالحرف الواحد:
إن الخلايا الجنينية الموجودة في حليب الأم تحوي برنامجاً يؤثر على من يتناول هذا الحليب، وتساهم في بناء الأنسجة في جسده، بل وتؤثر على سلوك هذا الطفل في المستقبل ويستمر تأثيرها إلى ما بعد مرحلة البلوغ!
كما وجد في حليب الأم خلايا وبروتينات مناعية .توفر للطفل وقاية مهمة في الجهاز الهضمي ضد بعض الفيروسات والبكتيريا الضارة وتكسبه مناعة من أبويه.
يمكنكم الرجوع لهذا البحث وعنوانه (Breast milk contains stem cells,) وهو موجود على الروابط التالية:
http://www.themedguru.com/20100527/n...-86135809.html
http://www.sciencealert.com.au/news/...2-16879-4.html
http://www.scoop.co.nz/stories/SC0802/S00016.htm
صور للخلايا الجذعية في حليب الأم وهي الخلايا الصغيرة باللون الأحمر والأزرق، أما الخلايا ذات اللون الأخضر فهي خلايا الأم الموجودة في حليبها، وهذه الصورة تثبت أن حليب الأم يحوي نفس خلايا أبنائها، أي أن الطفل الذي يرضع من أمه البيولوجية يكتسب صفات أمه وإخوته البيولوجيين ...وبالتالي فإن الطفل الذي يرضع من امرأة أخرى ليست أما له بيولوجيا، فإن خلايا هذه المرأة تدخل إلى جسده وتتطور إلى أنواع أخرى من الخلايا، أي أنه يكتسب صفات من هذه المرأة، لأنه يحمل في جسده خلايا منها تماماً مثل أبنائها والذين سيصبحون مثل إخوته ...لذلك قال القرأن "و أخوانكم من الرضاعة "...أى الاخوان غير البيولوجيين و الذين يحملون بعض الصفات الوراثية التى أنتقلت فيما بينهم عن طرق الرضاعة!
كما يؤكد الباحثون أن هناك خلايا أكثر تعقيداً لا تزال مجهولة في حليب الأم ويمكن أن يكون لها أثر كبير على الطفل! ويؤكد هذا العالم بقوة أن حليب الأم يختلف عن الحليب البقري أو المجفف، بل لا يوجد أي تشابه بينهما، وأن حليب البقر أو المجفف هو مجرد غذاء، وأن حليب الأم أكثر من ذلك يكثير، حيث يحوي أعقد أنواع الخلايا، والتي لا توجد في أي حليب آخر! وفي هذا رد على من يسخر من تعاليم القرآن والسنة، ويقول إذا شربنا حليب بقرة فهل تصبح أماً لنا؟! بالطبع لا لأن حليب البقر لا يحوي الخلايا التي اكتشفها العلماء والتي تؤثر على مناعة الجسم وعلى نظام تطور الطفل وعلى بناء أنسجته!
وبعد كل ذلك لا يسعنا الا أن نقول سبحان الله! اليست هذه اعترافات صريحة وواضحة من أحد علماء الغرب، أن حليب الأم ليس مجرد غذاء كما يعتقد الناس البسطاء ، بل هو أكثر من ذلك، إنه إعادة بناء لخلايا الطفل بما يتفق مع خلايا المرأة التي أرضعته، وسؤالنا: أليس هذا ما أشار إليه القرآن قبل أربعة عشر قرناً عندما حرم الزواج بين الاخوة من الرضاعة ؟
خلاصة ما تقدم :
- إن هذا الاكتشاف يؤكد أن الطفل يكتسب خصائص المرأة التي أرضعته وأبناءها، لأن الخلايا ذاتها (خلايا المرأة المرضعة وأبنائها) تدفقت إلى جسده وأحدثت تغييراً جذرياً ومع ذلك لا يصبح مثل الاخوة البيولوجيين ولذلك قال: (وَأَخَوَاتُكُمْ مِنَ الرَّضَاعَةِ) [النساء: 23>.
- إن اكتساب خصائص جديدة للطفل لا يعني أنه يغير خصائصه الأصلية، فجسده يحوي خلايا أمه الحقيقية، ويحوي خلايا من المرأة التي أرضعته، ولذلك كانت هذه المرضعة بمثابة أم له ومع ذلك فهى ليست أما بيولوجية، ولذلك (وَأُمَّهَاتُكُمُ اللَّاتِي أَرْضَعْنَكُمْ) [النساء: 23>. وهذا سبق علمي للقرآن حيث سمَّى المرضعة بالأم لأنها بالفعل تعطي رضيعها نفس الخلايا التي قدمتها لأبنائها، ونفس الخلايا التي في جسدها.
- يؤكد البحث الجديد أن تأثير حليب الأم يستمر إلى ما بعد البلوغ، وقد يستمر حتى نهاية حياة الإنسان. وبالتالي فإن التغيير الذي حدث في بنية هذا الطفل أو الطفلة يستمر إلى ما بعد زواجه ويورثه لأبنائه، ولذلك يحرم مثلاً الزواج ببنت الأخت من الرضاعة. ولذلك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (يحرم من الرضاع ما يحرم من النسَب) [متفق عليه>.
والآن ربما ندرك الحكمة العلمية ولماذا اعتبر القرآن أن المرأة التي ترضع طفلاً تصبح أماً له في الرضاعة وليست أم بيولوجية، وأبناؤها يصبحون إخوة له في الرضاعة وليسوا أخوة بيولوجيين، فالقرآن حريص على سلامتنا وصحتنا وسعادتنا. فكما نعلم زواج الإخوة يؤدي إلى احتمال كبير أن يأتي الجنين مشوهاً، ولذلك حرم الله تعالى زواج الإخوة في الرضاعة، لحمايتنا من أي مشكلة أو خطر أو مرض.
وبطبيعة الحال هاته البحوث هي مجرد باكورة والمستقبل يأتي دائما بالجديد والمفاجآت.
المزيد حول هذا الموضوع
http://www.eajaz.org/eajaz_magz/39.pdfhghu[h. hgugld td jpvdl hghsghl .,h[ hgho,m lk hgvqhum
المفضلات