بسم الله الرحمن الرحيم
أولا : التعريف بالموسوعة
للسنة النبوية مكانة عظيمة في التشريع الإسلامي ، فهي الأصل الثاني بعد القرآن الكريم ، والتطبيق العملي لما جاء فيه ، وهي الكاشفة لغوامضه ، المجلية لمعانيه ، الشارحة لألفاظه ومبانيه ، وإذا كان القرآن الكريم قد وضع القواعد والأسس العامة للتشريع والأحكام ، فإن السنة قد عنيت بتفصيل هذه القواعد ، وبيان تلك الأسس ، وتفريع الجزئيات على الكليات ، ولذا فإنه لا يمكن للدين أن يكتمل ولا للشريعة أن تتم إلا بأخذ السنة جنباً إلى جنب مع القرآن ، وقد جاءت الآيات المتكاثرة والأحاديث المتواترة آمرة بطاعة الرسول صلى الله عليه وسلم ، والاحتجاج بسنته والعمل بها ، إضافة إلى ما ورد من إجماع الأمة وأقوال الأئمة في إثبات حجيتها ووجوب الأخذ بها .
وقد قيض الله لهذه الأمة من الجهابذة أولى الألباب و الأفهام ، فتضافرت جهودهم ، وشحذت هممهم ، فقاموا يذبون عن سنة رسول الله صلى الله عليه و سلم آناء الليل و أطراف النهار ، ليبينوا صحيحها من سقيمها ، و سليمها من معلولها ، فأفنوا أعمارهم في ذلك ، و ذهبت أبصارهم في صفحات الكتب لتنوير الحوالك ، و تبيين أحوال الرواة الثقات من المتروكين الهوالك ، وتركوا لنا تراثاً ضخماً غزيراً في مئات الكتب المشهورة ، والأجزاء المنثورة ، حتى أصبحت هذه الأمة تمتلك بحق أغنى مورد للعلم عرفته البشرية باختلاف مللها ونحلها. فجزاهم الله خير الجزاء على ذلك فى الدنيا ، و يوم تذهب الممالك ، و يبقى الملك لله الواحد مالك الممالك .
لذا تهدف هذه الموسوعة لأن تكون ديوانا يستوعب جميع الأحاديث النبوية الثابتة ، و التي تشمل الأحاديث الصحاح والحسان بأقسامها ، لتكون مرجعا لكل مسلم يريد أن يسمع أحاديث النبي صلى الله عليه و سلم غضة طرية كما قالها بفمه الشريف أو الأقرب اليه .
و قد وضعنا لتحقيق هذا الغرض قاعدة مهمة لمتن الحديث ، وهي قاعدة : " الأصح ثم الأتم " ، فيكون أصح متن فلا يكون شاذا أو معللا ، و أن يكون أتم متن فلا يكون مختصرا أو مقطوعا .
وأقتصرنا على الطرق والوجوه الثابتة ، أو الطرق والوجوه التي بمجموعها يتقوى الحديث ، ويصير في مرتبة الاحتجاج به ، مع ذكر تخريجها من المصادر الأصلية للسنة النبوية .
وقمنا بتصنيفها وتبويبها على مواضيع كتب الجوامع الحديثية .
وقد راعينا عدم تكرار الحديث أكثر من مرة ، حتى لو تعددت امكانية تبويبه في أكثر من باب .
وفي النهاية هذا جهدٌ بشريٌّ يعتريه ما يعتري أعمال البشر، من نقصٍ، أو خطأٍ، أو وهمٍ، أو سهوٍ، فالمرجوُّ التماس العذر، وسد الخلل، وموافاتنا بملاحظاتكم واقتراحاتكم.
وأسأل الله تعالى أن ينفع به أمة الإسلام، وأن يرزقني الإخلاص، وأن لا يحرمني الأجر والثواب ووالديّ ومشايخي وإخواني المسلمين . وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً والحمد لله رب العالمين.
وكتبه
أبو عبد الله السكندرى
(سيل الحق المتدفق)]d,hk hgskm hgl'ivm
المفضلات